الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

النضال السلبي هو الذي يخلق الرجال والماجدات الذين هم ذخر الامة الذي يجب المحافظة عليه اولا واخيرا

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

 

تمر الشعوب بانعطافات تاريخية بالغة الصعوبة خاصة بعد زوال دولتها اما بسبب الاحتلال او الاغتصاب او الانهيار الذاتي نتيجة الشيخوخة والكبر والترهل في مفاصل الدول حد السرطان الميئوس من شفائه عادة والاهم من ذلك ان كل هذه الاسباب مجتمعة او منفردة تؤدي بالنتيجة الى انهيار الاخلاق القادرة على تسيير دفة نظام ما وحكم ما وهي العلة الناتجة من مجموع الاسباب سالفة الذكر والمؤدية بالنتيجة الى زوال الدولة واختفاء معالمها الرسمية ومن ثم تتحول الى الرجل المريض الذي يطمع فيه كل من هب ودب وخاصة الدول القوية والامبراطوريات ذات السطوة والطموح بالتوسع على حساب الشعوب الاخرى.

ان من افرازات هذا الوضع الجديد الذي تعيشه الدول المنحلة وطبقا لنواميس البشرية والقوى الكامنة في اعماق شعوبها المنظورة وغير المنظورة تفضي عادة الى ظهور معارضة فردية داخلية ورفض ذاتي للجديد في حياة الامة المنهارة كنظام سياسي وعدم الرضا على الوضع الجديد الذي تعيشه امة من الامم .ان هذا الرفض المعلن والمخفي المتحفز عند القلة من الشعب يبدأ بالتململ والتمدد بحكم حرارة الرفض ومداه وظروفه المحيقة به وبالتالي يتنامى رويدا رويدا وينتشر بين مجموع الشعب وعلى حذر وسرية بالغتين مع توفر العنصر القيادي ذا العقل الممتاز الذي يقود المجموعة الاولى صاحبة الرسالة والتبشير بها بين جماهير الامة وبطريقة ذكية ومحسوبة ولهذا نرى وعلى مد تاريخ الشعوب التي ناضلت في سبيل تحررها ان التكوين الاول لمجموعة الرسالة الرائدة تتصف بشكل اساسي وعقائدي بالتركيز على اختيار الشخصيات الاكثر قدرة على استلهام روح رسالة الامة وفحوى هدفها والحفاظ على سريتها وبقوة لا تلين أي بمعنى اخر في بداية أي تنظيم ثائر يتم التركيز على النوعية التي هي اكثر استجابة للفكر منها الى القوة أي التي تتميز بتفوق العقل على العاطفة من اجل اختبار فكرة الثورة من خلال المجموعة المنتخبة ومدى صلاحيتها للتطبيق في مجتمع ما وفي ظرف معين وهذا القانون ربما ينطبق حتى على بدايات الرسالات السماوية قبل الافكار والثورات الوظعية التي هي بالاساس مستندة على في برامجها على طعم ورائحة ولون الاكثرية في الدولة المعني بها الامر.

المرحلة الثانية من حياة أي تنظيم يريد ان يعيد ويحرر بلد ما ويكون دولة وبعد الاتفاق واليقين بصواب الفكرة من قبل مجموعة التأسيس تبداأ مرحلة التبشير بطريقة غير مباشرة عادة خوفا من سطوة السلطة الحاكمة التي تحيط بمؤسسي الفكرة قابلة التطبيق بين الناس. هنا يبدأ التبشير اما عن طريق شخصيات ذات وزن في المجتمع ولهم كلام مسموع تم وصول الفكرة لهم وبطريقة غير مباشرة حيث انه لا يعرف تفاصيل اصحابها وفي نفس الوقت ما زالت الفكرة تتغلغل بين حناياه كونه مختارا بدقة من الذين يكرهون الاحتلال ومن اصحاب المبادئ واصحاب الكلمة مع توفر الميل في داخله نحو الحق والثورة ومن هنا يبدأ وامثاله بالترويج للرسالة الجديدة بين الجموع التي ترتاد مجلسه ويرتاد مجالسها بل ويحسن ويتقن فن الكلام وكيفية لفت النظر الى ما يقول اذ ان السامعين له وبحكم ايمانهم بمصداقيته مع توفر الاحترام العالي له تدب كلماته الى نفوسهم وتشكل هاجسا بل وقضية لهم وبالتالي يقومون هم بالترويج للفكر الجديد وهنا ايضا ما زلنا في بداية الرسالة والتبشير بها وبهذه الطريقة تتنامى مساحة وعي شعبي وتقبل لطرح اكثر تفاصيلا يعني بالفكر الجديد الذي يعتقدون انه منقذا لهم ومخلصا لاجيالهم من الاحتلال او الاغتصاب لدولتهم التي هي حلمهم المجنى عليه.

بعد ذلك تتم مرحلة الافصاح عن الكثير من التفاصيل المركزة والتي هي عصب الرسالة الجديدة لكن بمنحى اخر وهو المنشور المكتوب الذي ينتقل بالجماهير من الهمس وتناقل اخبار الرسالة كلاميا الى مرحلة التوثيق والتوقيع الذي يقود الى اليقين العام بوجود الفكرة بينهم وهي تتنامى من ناحية ومن ناحية اخرى تبدأ مرحلة الانتماء من خلال البحث عن مجموعة التأسيس ومن خلال سفرائها غير الرسميين والذين عادة تشوبهم الضبابية بين المجتمع من حيث خيوط انتمائهم وصولا الى الرأس والذي يجدون استحالة الوصول اليه ولاسباب امنية تخص اصحاب الفكر وقيادته علما ان مرحلة التنظيم الرسمي الشعبي قد بدأت بحكم القناعات بما يسمعه وما يقرأه الجمهور عملا بمبدأ انك لا تستطيع تغيير افكار الناس بالاكراه ولكن تعلن عن رأيك وتطرحه للاخرين وهم الذين يقررون الانتماء له والقناعة به اعتمادا على ما يحتويه من فائدة للناس وما ينفعهم وهم يقارنون افكارك مع الافكار المطروحة الى جانبك في ساحة مجتمعك الذي هو مادة رسالتك وهنا تكمن العبقرية في ما هي البرامج المنتخبة في بداية الدعوة والتي تجذب اكثر الناس الى جانبك من خلال الصدقية التي تحتويها رسائل التبشير الاولى والتي تخضع لتقييم وتقويم مجتمع الثوار أي اصحاب الرسالة.

بعد ان اجتمع حولك من قريب او من بعيد الاعداد الازمة ذات المد الجماهيري الحامي لك والمنادي بك وبصوت عال حد استخدام القوة اذا لزم الامر ومن قبل الجمهور يمكن لك الاعلان عن قيادتك وخاصة البعض من رموزها والباقي احتياطا اخذا بنظر الاعتبار كل الاحتمالات من الاجهاز عليك ومن ثم اما قتلك او القاء القبض عليك وبالنتيجة يحصل القطع بين القيادة وبين الجمهور ومن ثم البلبلة والدعاية والاعلام المعادي الذي يحاول الانقضاض على الفكرة ودفن الرسالة في مهدها وهنا يكمن هدفه لخطورتك عليه ولكن بوجود الاحتياطي العارف بكل شئ والمدرب على القيادة وبشكل مذهل وسريع يفوت الفرصة على العدو وتبقى الجماهير في حالة الغبطة اذ لا فراغ للقيادة وما زال التواصل والفكر هو هو متقدما متسارعا بشكل محسوب ومنظم بعيدا عن العواطف القيادية مفعما بالعواطف الجماهيرية التي هي المعين لدوام الفكرة والدليل على صواب الاهداف التي جاءت بها الرسالة الجديدة.

ان انشاء مدرسة خاصة بتخريج قياديين ثانويين مناطقيين مبدئيين وثقاة يجب ان لا يغيب عن بال اصحاب الرسالة الرواد لاسباب منها اولا تخفيف الاعباء على القيادة العليا من ناحية ومن ناحية اخرى سهولة الاتصال والتماس المباشر مع الرسالة الجديدة ودعوتها للتغلغل بين الجماهير اينما وجدت اذ ان الجمهور في كل مكان من البلد الذي تترعرع به الرسالة يعني اخضاع اكبر ما يمكن من جغرافيا البلد الذي فيه اصحاب الرسالة لصالحهم ومن خلق البعد السوقي والستراتيجي لانتشار الرسالة ومن ثم سيطرتها على الارض وحصر العدو في زاوية ضيقة كل ما امكن ذلك وبهدوء وروية ونكران ذات وشجاعة فائقة تمتاز بالسرعة في التنفيذ ومسلحة بثقافة عالية من ما تريد ان تقول وتنشر ومن ثم تحكم بدافع التغيير الاجتماعي لا البحث عن السلطة والجاه والا تحولت كل الافكار الى انقلاب بدل ان تكون ثورة رسالية خالدة.

لقد اجتاحت الافكار والاحزاب العربية بمختلف توجهاتها في العصر الحديث فكرة الطبقية فمنهم من قال نحن حزب الشغيلة ومنهم من قال نحن حزب الكادحين واخرى قالت اننا حزب العمال والفلاحين واخرى اتجهت الى الطبقة الوسطى بل والقسم الاخر التزم الارستقراطية والاقطاع وغيرها من المفاهيم وكأن الشرائح الاخرى ليست شريكا في هذا المجتمع او ذاك..وعليه فالفكر الذي يروج لرسالة خالدة يمكن لها ان تعيش عليه ان يكون للشعب كله ويتحول الى بيت انيق ومريح معطرا بالوطنية والشعبية أي ملك الشعب كله ولنا من رسالات السماء التي وضعها الله سبحانه وتعالى خير دليل وورقة عمل مضافة لما يمكن ان تحتويه برامج التحرير من قوانين وضعية بهدف تمشية الحياة وتسهيل سير المجتمع وفقا لما يجري في عالم اليوم أي القدرة على الاجتهاد المحسوب دون التطرف بالابتعاد عن الروح والاخلاق أي الدين الذي يسمو بالبشرية ويقلل من التأثيرات المادية المخربة لعقيدته واخلاقه ومن ثم زوال دولته وهنا تكمن عبقرية القيادة في القدرة على صياغة نظام حكم وسطي معتدل يقبل كل الناس على اختلاف مشاربهم واديانهم وقومياتهم وعاداتهم وبشكل منظم يمنع الخروج على المصلحة العامة وينتهك حرمة الجميع الذي لا يمكن القبول به ولا يمكن ان يبني بلدا ودولة ذات شأن محترم ومستقر يسود به الرضا والتراضي بين اطياف المجتمع الذي نحن فيه وهو المجتمع العربي وهذا هو ديدن الفكر البعثي الرسالي وروحه التي لم ولن تصدأ على مر الايام والسنين ولهذا بقى عاملا حاظرا بين الجماهير رغم الهجمة الشرسة والتي وصلت حد فرية اجتثاث البعث العظيم.

من هنا يمكن الاستناج انك ان تنشر فكر رسالي معين وهنا اقصد حزب البعث العربي الاشتراكي او تحافظ عليه وخاصة في الظروف السلبية التي نمر بها اليوم هو اشبه بالمستحيل وهو الكامن في القدرة الهائلة على ادارة الصراع في زمن الهجمة العالمية الشرسة على هذا الفكر القومي الرسالي الذي يمثل طموحات الامة في ديمومتها والحفاظ على قوميتها ومصالحها وشخصيتها وثرواتها وانسانها وهو الثروة الهائلة في مركب الوطن العربي الخالد والذي كان مهد الرسالات السماوية ومهد الحضارات الانسانية التي ما زالت ثوابتها راسية في قوانين وعلوم واداب بل وجيوش العالم .والمهم في ذلك ومن اجل المحافظة على هذا الفكر المناضل المقاتل والمجاهد ان تتم المحافظة على شجعانه وبطلاته الاوائل قبل وبع التحرير من العراقيين والعرب الذين اثبتوا وثبتوا على المبادئ ولم يتخلوا عنها ولو لحظة واحدة قبل وبعد الاحتلال وبالقلم والبندقية والمال والجاه وكل الامكانات المتاحة على ارض الوطن رغم الضروف القاسية جدا والتي كانت مجابهتها ظرب من ظروب الخيال وخاصة عندما وقع الاحتلال وصدم الناس بهول الهجمة التي طالت كل شئ ومحقت كل اثر لدولة العراق وما زالت تفعل فعلها الشيطاني الذي يجابه بالصراع الدامي من اجل البقاء ومن كل الفصائل الوطنية والقومية والاسلامية.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد /  18  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   22  /  حزيران / 2008 م