الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

المقاوم وصبر الجمل ؟

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

 

يبدو لي وانا اسمع واقرأ عن طبيعة شخصية المقاوم في زمن الاحتلال الذي ابتلى به العراقيون الان وهنا اقصد العراقيين الابطال المجاهدين بالسلاح تحديدا أي داخل العراق والذي يعاني من خمس ازمات الواحدة اعظم واكبر من الاخرى ومع هذا الاوائل منهم خاصة ما زال صابرا لاكثر من خمس سنين عجاف والمدهش في هؤلاء انهم لا يبغون من كل هذا التأزم والتعب والترقب الرهيب غير تحرير العراق وارضاء الله سبحانه وتعالى اولا والوطن ثانيا والشعب ثالثا وبالتالي استقلال العراق وهو الهدف السامي الذي يبتغيه والذي اختير له من بين كل البشر ليكون من جند الله على الارض فأي اختيار الهي هذا لا يمكن الاعتراض عليه ..المهم في الامر ان الفدائي من جند الله يواجه التبعات التالية:

اولا:ان يكون اقتحاميا مستحضرا كل معاني الايمان بالواحد الاحد لان اداء الواجب المقدس محفوفا بالمخاطر ونسبة الرجوع سالما ومهما تحوط وتسلح بالحس الامني وبقدره ما هي الا نسبة لا تكاد تذكر في عقله وفي ارادته وفي نيته فهو ذاهب اما الى الاستشهاد او الى التعذيب الجسدي والنفسي الرهيب واما الى السجون التي لا يعرف ماذا يحصل له فيها من اسرار ومفاجات؟هذا فضلا عن الزمن العصيب الذي يعيشه الى حين اكمال واجبه والمحفوف بكل المخاطر والمسيج بالمخبرين الجاهزين من فئة العشر دولارات.

ثانيا:الازمة الثانية هي عائلته وتوديعها المعلن او الحاظر بالذاكره وهو يعلم ان الله سبحانه وتعالى اوجب الجهاد لكنه كره للمجاهد أي من الصعوبة بمكان لكنه فرض لا يمكن الحياد عنه والتغاضي.لا يمكن لاي انسان ان يتصور المقاوم المجاهد ويحس بشعوره الكامن في اعماق الروح الزكية وهو يقف امام عائلته محدثا جاهرا او صامتا قد يكون اللقاء الاخير معكم احبتي والله معكم وراعيكم واما انا فلا ادري ماذا سيقدر الله علي وقد لا ارجع وقد لا نلتقي؟

ثالثا:الازمة الامنية التي تحيط به وربما من اقرب الناس اليه والذين اما يعرفون انه مقاوم او يحسون بنياته التي قد لا تخفى في بعض الاحيان من خلال التعبير الهادئ الوديع غير المستفز لمن حوله بأنه ضد الاحتلال كموقف وهذا بدافع اشعار من حوله بأن الاحتلال غير شرعي وعلى الجميع محاربته او على الاقل عدم الموافقه عليه اي بطلانه وهي في اكثر الاحيان رسالة حق خطيرة جدا في الميدان العارف به والذي قد يترصده في حالة حصول أي خلاف تفرضه نواميس الحياة وقد يكون ثمن الموقف هذا حياته وهنا لكل مقاوم ردة فعل تختلف عن الاخر وحسب تكوينه النفسي والاجتماعي وسعة صدره وصبره على ترهات الاخرين وهل له القدرة على القول لهم سلاما رغم تنازله عن حق ما وصعوبة هذ التنازل ولكن للموقف احكامه وعليه ان لا يخسر نفسه وبيته وربما يخسر غيره من خلال الضغط المبرح عليه بين يدي العدو اذا ما تم الاخبار عنه نتيجة الموقف سابق الذكر..وهنا اعتقد ان المقاوم الصبور عليه ان ان يترك الجدل مع من حوله ويستسلم لخسارة موقف امام موقف اخر هو الاشرف والاسما وهو ديمومة تواجده في ساحة المعركة التي هي هو وهو هي ولا شئ اخر يساويهما بالقيمة الدنيوية والاخروية وهذا هو الربح الوفير له ولرفاقه بالسلاح.

رابعا:اكاد اجزم واعتقد ان المقاوم الحصيف ينأى بنفسه عن المساجلات العقيمة التي هو احس الناس لها ولشرورها اذ انها لا تعدو مذهبة للهدف وللمقاوم في ان واحد بل واعتقد من خلال تجارب الحروب الشعبية وتعبويتها الذكية ان المقاوم بين اوساط الجماهير هو ذلك المسالم الرقيق والملاك الذي ينأى عن كل الشبهات كونه مقاوم حيث انه يعتقد جازما انه بين اعداء ومتربصين لكل من يذهب هذا المنحى اذ انه يشكل خطرا مدمرا لمصالحهم التي ارتبطت جدليا واخلاقيا ومصيريا مع المحتل وشعورهم المريض بالارجعة الى الخط الوطني الذي سوف يكون كارثيا عليهم وحسب ما يعتقدون مع غياب عنصر التوبة والايمان بها عند الكثيرين منهم وخاصة المغالين منهم في السير في ركاب الاحتلال وهؤلاء هم اخطر مجموعة بشرية على المقاوم وعليه ان يحذر منهم وبصبر جميل.

خامسا: لا اعتقد ان المقاوم يحمل في بيته وفي جيبه ما ينفع عدوه اذا ما داهمه على حين غرة كونه متحسبا لاسوأ الاحتمالات ومفاجات الميدان المبوء بكل الاحتمالات واحسب انه لا ينام هنيا مطمئنا بل يريح عينا مغمضة ويفتح اختها تراقب المجهول وبهذه الطريقة يمكن تحصين نفسه ضد ما يمكن ان يخطط له وللايقاع به من خلال الاعداء والمتابعين له من حيث يدري ولا يدري وخاصة في الليل وكما يقول المثل الشعبي(الليل دغوش) بل قد يستدعي الظرف الهجرة عن البيت الى مكان امن اخر هو يقدره لانه الاعرف بالبديل الامين الحريص عليه.

من هذا القليل يمكن ان نستشف أي حياة يعيشها المجاهد البطل واي قلق مشروع عرش بين جوانحه واي رصد مطلوب منه واي صبر لا تحمله الجبال يحمله وهو سعيد به من اجل تلافي أي خطر يداهمه ويلغي دوره ولو الى حين وربما يأتي ذلك من اقرب الناس اليه من المأجورين الذين ركبوا سفينة العمالة وكره المواطنة وغادروا الشرف والدين والاصل حتى تبدلت هويتهم فأمسوا غرباء؟!

اللهم احفظ اهلنا النجباء الشرفاء من اهل العراق وضع على باب بيوتهم شرنقة العنكبوت وبيض الحمام اللواتي حفظت بهما نبيك الاكرم محمد العربي خاتم النبيين واشرف خلق الله صلى الله عليه وسلم وعشت يا عراق والله اكبر من كيد الكائدين.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  07  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   11  /  حزيران / 2008 م