الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

دعوة إيرانية خرقاء للانتساب
للنادي النووي الاقليمي

 

 

 

شبكة المنصور

علي الكاش / كاتب ومفكر عراقي

 

منذ تولي الملالي سدة الحكم في إيران كان الكذب والتضليل والدجل هو ثالوثهم الأيدلوجي الذي يستندون عليه لترويج بضاعتهم الفكرية الفاسدة على صغار التجار أو مستجدي التجارة, ولكنهم بالتأكيد لا يمكن أن يمرروها على كبار التجار ممن لديهم خبرة في صناعة وتجارة الكلام أو معرفة مسبقة في بضاعة الملالي الرديئة الصنع أو التي نفذ تأريخ صلاحيتها فأصبحت فاسدة ومتعفنة ولا تصلح للاستخدام البشري. فهذا النظام المتعجرف تحوم فوق رأسه هالة من الخوف والقلق والتشاؤم وهذه الهالة هي التي جعلت دول الجوار تتوجس من نواياه تتمرد على طروحاته وترفض الخضوع والانصياع لأفكاره الضبابية وسياساته العبثية التي تهدف إلى جرها لمشاكل وتحديات هي في غنى عنها ومن الصعب التنبؤ بإمكانية مواجهتها والتغلب على آثارها السلبية.

الارتياب في النوايا الإيرانية هو هاجس الدول المجاورة لها بالدرجة الأولى باعتبارها الأقرب إلى فم المارد الإيراني الجائع, فهي تعرف إن هذا النظام على استعداد لأن يتعاون مع كل الشياطين بما فيها الشيطان الأكبر وشيطان تل أبيب لغرض تحقيق مصالحه وأهدافه العليا المتمثلة بالهيمنة على المنطقة وإخضاعها لسلطان الملالي ومخططاتهم الشريرة, ويزيد من حدة اللايقين بهذا النظام هو صعوبة فهم وتفسير التحولات والتقلبات التي أمست ميزة خاصة به لا سيما المتعلقة بتوجهه النووي وتشدقه بما يسمى بالقنبلة النووية الإسلامية وهي تسمية تسيء للإسلام أكثر مما تفيده ولا نعرف ما الذي ستضيفه هذه القنبلة للإسلام؟ إلا يكفيه القنابل التي يواجهها والتي تتشظى بالعنف والإرهاب لتحلق به الضرر دون وجه حق, ليضيف نظام الملالي قنبلة جديدة لا يعرف مدى تشظيها وضررها؟

بعد الضغوط الدولية التي تعرض لها نظام الملالي بسبب الملف النووي والعقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي للتضييق عليه والحد من تطلعاته النووية, فقد حاول نظام الملالي جر دول المنطقة العربية منها والإسلامية إلى الفخ الذي أوقعه نفسه به لغرض إثارة الاضطراب والبلبلة كأنما المنطقة لا يكفيها من مصائب ليجير لها الملالي صكوكا إضافية, فقد خرجوا لنا بضلالة جديدة وهي اقتراح بتشكيل ما يسمى( النادي النووي الإقليمي) أو المشروع النووي المشترك, ودعوا دول المنطقة تحت يافطة باهتة الألوان" تعالوا لنصبح جميعا دولاً نووية, وبذلك سنكون حزاما أمنيا قويا" ورغم هشاشة وسطحية المشروع لكنه يطرح عدة تساؤلات من أهمها أن من يطرح مثل هذا الموضوع الغامض أو أي مشروع آخر, يفترض أن يكون قد درسه من كل النواحي وفق خطة علمية مبنية على أسس سليمة ودراسات بحثية ورؤية واضحة للحاضر والمستقبل ودراسة للتغيرات المتسارعة والتقلبات المفاجئة على المستوى الإقليمي والدولي التي من شأنها أن تقلب كل الموازين, إضافة إلى دراسة المؤثرات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية على مثل هذا المشروع, فهل فكر الملالي بمثل هذه الطروحات والتحديات! هذا ما سنحاول أن نلقي الضوء عليه.

من المعروف أن طرح تأسيس نادي أو حلف أو مشروع مشترك أو بين مجموعة دول لا بد أن يبنى على توافقات أيدلوجية وسياسية أو اقتصادية أو اجتماعية فالأحلاف العالمية مثل حلف شمال الأطلسي وحلف وارسو السابق ومنظمة التجارة الدولية والاتحاد الأوربي ونادي باريس وغيرها لا تخرج عن الإطار العام بوجود مواقف متجانسة تجاه هدف ما! وهنا يطرح هذا السؤال هل إن النظام الإيراني متوافق مع دول الجوار والدول العربية والإسلامية لتحقيق مثل هذه المشروع؟ من المؤكد إن الجواب سيكون كلا, فنظام الملالي نظام لا يؤتمن مثله مثل مجنون يحمل بندقية, فأطماعه التوسعية لم تغادر سواحل أدمغة قادته ومازالت مطامعه في دول الخليج تنبض بقوة, كما أن مشكلة الجزر العربية الثلاث ما تزال ماثلة في الأذهان, وحربه الضروس على العراق تحت شعار تصدير الثورة لم تجف بعد من العقول, علاوة على توسع مديات شغبه التي طالت العديد من دول المنطقة من العراق ولبنان واليمن وفلسطين ووصلت إلى السودان وجزر القمر, بل إن الرئيس المصري حسني مبارك أعلن بصراحة بأنه أصبحت لمصر حدود مع إيران( يقصد حركة حماس) فهل يمكن أن يؤتمن نظام كهذا؟

إن موقف نظام الملالي مع الشيطان الأكبر كما يسميها موقف مشبوب بالغموض والألغاز فالولايات المتحدة أدت أكبر خدمة لهذا النظام بقضائها على أكبر متحدين يشكلان خطرا عليه وهما النظام الوطني العراقي السابق ونظام طالبان, كما إن الولايات المتحدة فتحت مصراعي باب العراق للقوات الإيرانية والأحزاب التي تنفذ أجندتها لتسلم مقاليد الحكم! في الوقت الذي تدعي بأنها تحارب التطرف الإسلامي ومن المؤكد أن أفضل نموذج للتطرف الإسلامي هو نظام الملالي. من جهة ثانية فأن نظام الملالي كما تبين من الداعمين لتنظيم القاعدة وهو يؤوي عدد من عناصره ومنهم سليمان أبو غيث الناطق بأسم القاعدة, وكلنا نستذكر عثور الأمريكان على رسائل لأيمن الظواهري موجهة للزرقاوي يحذره من استهداف شيعة العراق لأن من شأن ذلك أن يغضب ملالي إيران على القاعدة ويعرض مصالح الطرفين للخطر؟ وان ضباب الاختلاف بين الولايات المتحدة وإيران تبدده أشعة التنسيق والتعاون والتفاهم بينهما في العراق.

إذن إذا كانت المشروع النووي لا يوجه إلى الشيطان الأكبر فلمن سيوجه ومن هم أعداء إيران؟ إن قلنا إسرائيل سنكون أشبه ممن يضحك على نفسه فأن الاختلاف بينهما لا يزيد عن علو المنابر التي يعتليها مسئولي البلدين للإدلاء بتصريحات لا تقدم ولا تؤخر كما أن فضيحة( إيران غيت) مازالت عالقة في الأذهان؟ ونتساءل عن سر ضرب إسرائيل لمفاعل تموز النووي والمفاعل السوري الذي قتل فيه عدد من الكوريين وطول صبرها بعدم توجيه ضربة إسرائيلية للمفاعلات النووية الإيرانية؟ اللهم إلا إذا انطلقنا من فكرة أن إيران لا تشكل خطراً على أمن إسرائيل؟ وهنا تنتفي الغاية من المشروع! مع الأخذ بنظر الاعتبار إن دول المنطقة معظمها يرتبط بمصالح مع الولايات المتحدة وبعضها بإسرائيل من خلال اتفاقيات سلام وبحسابات توازن القوى فأن كفة الولايات المتحدة وإسرائيل تعلو على كفة إيران.

أن المشروع الإيراني يجعل الدول العربية والإسلامية فريسة الشكوك والريبة حول طبيعة نظام الملالي نفسه وتناقضه في طروحاته حول الغاية من ملفه النووي, فهو في الوقت الذي يصرح بأن مشروعه النووي ليس عسكريا فأن الرئيس نجادي يصرح العكس بقوله أمام حشد من طلاب الفقه نقلته محطة التلفاز الرسمية " أن الوقت يداهمنا وحان للقيام بواجباتنا العالمية وستكون إيران إن شاء الله محور قيادة العالم"! وهذا يعني أن دول الجوار ستكون الفريسة الأولى والعتبة الأولى التي يصعد عليها النظام الإيراني للقيام بواجباته العالمية!

من جهة أخرى هناك في علم الاقتصاد ما يسمى بالجدوى الاقتصادية أي الفائدة وهو مبدأ تستند إليه فكرة إقامة أي مشروع مهما كان حجمه ونوعه ومكانه. فما يا ترى الجدوى من إقامة مثل ذلك المشروع؟ إن كان الغرض منه الحصول على الطاقة فأن الدول العربية والمجاورة تمتلك أكبر خزين للنفط في العالم ويعتبر النفط من أرخص مصادر الطاقة فتنتفي عندئذ الجدوى الاقتصادية, وإذا كان الغرض منه سلميا فهذا يتعارض مع مبدأ المحافظة على أمن المنطقة والتوازن النووي أو ما سماه النظام الإيراني" حزام أمني قوي" باعتبار إن الغرض منه ليس امتلاك سلاح نووي.

والغرابة أن يرفض الرئيس نجادي مشروع الملك عبد الله القاضي ببناء مصدر منفصل في سويسرا للحصول على الوقود النووي, لكنه يروج لمشروعه المضلل لصب الزيت على النار المشتعلة في المنطقة! من المؤكد إن نظام الملالي في إيران هو النظام الأبعد عن ثقة الزعماء العرب والمسلمين والعالم, فهذا النظام لم يثبت لحد الآن حسن نية تجاه دول الجوار والعربية والإسلامية فهو نظام بارع باستخدام ( التقية السياسية) فيظهر خلاف ما يبطن وان مشروعه المسخ هذا يحمل بين طياته بذور فشله وفنائه, وإن دول الجوار أكثر وعيا من نظام الملالي ولا يمكن أن تقع في شركه.

 

Alialkash2005@hotmail.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

 الخميس  /  10  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق  15  /  أيــــار / 2008 م