الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

سيد شهداء العصر ( رحمه الله ) وموضوعه كتابة التأريخ

 

 

شبكة المنصور

محمد عبد الحيّاني / مناضل بعثي

 

أتذكر لسيد شهداء العصر القائد صدام حسين (رحمه الله) ما ذكره عن كتابة التاريخ عندما أريد للثورة من قبل أعدائها أن تحرك قطعات الجيش العراقي المتواجدة في منطقة الزرقة في الأردن لتشتبك مع الجيش الأردني في واقعة أيلول الأسود، فيتحول هدف الجيش العراقي من وجهته في القضاء على الكيان الصهيوني المغتصب للأرض العربية إلى الاقتتال مع إخوته العرب. هذا من جانب، ومن جانب آخر إن هذه المعركة مصممه لإدخال العراق في معركة غير مستعد لها، إذ إن القوات الصهيونيّة كانت متهيئة للإشتراك فيها بمساعدة أمريكا وعملائها في المنطقة، هذا فيحين إن الثورة لا زالت في أيامها الأولى وتعاني من التركة الثقيلة لفساد النظام العارفي ومن عجز قاتل في ميزانية الدولة وضُعف في أداء جهازها الإداري. لقد وصف الشهيد القائد (رحمه الله) ما كان يحدث بأن الأعداء وضعوا لنا (الحبّة تحت الجزوة) ليُغرونا بالتقاطها كي نقع تحت حبائلها، و(الجزوة) هي إحدى المفردات العراقية (للمصيدة).. وبذا يكون القضاء على الثورة في أيامها الأولى عن طريق الاندفاع العاطفي غير الواعي امراً سهلاً.. وفي مؤتمر الكادر المتقدّم الذي كرّس لهذا الموضوع نهض بعض من الرفاق المتحمسين مدفوعين بعاطفتهم، يطالبون بتحريك قطعاتنا العسكرية لتحمي إخوتنا الفلسطينيين من عدوان الجيش الأردني.. وفي وقتها قال احد رفاقنا إن لم نوقف الجيش الأردني عند حدّه (فأن التاريخ سيحاسبنا).. وكان جواب سيد شهداء العصر صدام حسين (رحمه الله)؛ إننا لا يمكن تحويل الحرب من حرب (عربية – صهيونية) إلى حرب (عربية – عربية ).. وكما إننا سنخسر الحرب والثورة في آن واحد، لأن العملية كلها مؤامرة لجرّنا لحرب غير مستعدين لها و(إنها الجزوة التي يريدون أن نسقط فيها).. وسوف لن نستطيع أن نكتب تأريخنا بل إن الذي سيكتب التأريخ هو المنتصر.. وسيقول عنّا أعدائنا كل ما لا يرضينا وما هو ليس فينا.. وسيصفوننا قطعاً بالغباء... إننا سنكون المنتصرين حينما تبنى ثورتنا في العراق لنكون قادرين على الوقوف بإباء وجدارة ضد كل أعداء الأمة... كان الشهيد محقّاً فيما قال؛ حيث كتب البعث التأريخ بإنجازات ثورته العظيمة التي يغطي ضيائها كذب وتضليل الأعداء، وتمكن من إعادة صياغة الحرب العربية الصهيونية كما أرادها (بعد قرار تأميم النفط) في حرب عام 1973، ودحر حلفاء الصهيونية من معمّمي طهران الصفويين، وفي أم المعارك وفي حربنا الأخيرة مع أعداء امتنا العربية من أمريكان وصهاينة وإيرانيين صفويين وأعوانهم من العملاء المزدوجين الذين قدموا مع المحتلّين ليضفوا على الاحتلال شرعيّة زائفة.. تلك الحرب التي لا يزال البعث يخوضها مع القوى القومية والوطنية والإسلامية إلى أن يقرر العراقيون النشامى ومقاومتهم البطلة نهاية أمريكا كقوّة عالمية منفردة بالعالم.

بداية الكذب على التأريخ

كانت بداية الكذب على التأريخ منذ اليوم الأول للاحتلال حيث وجّه أعداء العراق من (أمريكان وإيرانيين وكويتيين وصهاينة) غوغائهم القادمين من وراء الحدود لتفكيك المنشآت الصناعية والحضارية لسرقتها وتهريبها إلى جارة السوء إيران، وتهريب آثار العراق وتراثه وبيعه بأبخس الأثمان، وحرق مكتباته بكنوزها العلمية والثقافية ومطاردة وقتل علماءه وأطبائه وسرقة حتّى تسميات المنشآت التي بنتها ثورة البعث من مستشفيات وجسور وغيرها إلى أسماء (اللصوص) وآبائهم الدجّالين فمدينة ومستشفى صدّام على سبيل المثال أصبحت بإسم الصدر.. إضافة إلى ما دمرته آلة الحرب الأمريكية المتوحشة من بنى تحتية. كل ذلك ليمحوا المعالم التأريخية لأنصع واهم مرحلة مر بها العراق في عصره الحديث. ولكي يمهدوا السبيل للكذّابين ومزوري التأريخ من عملاء الموساد والمخابرات الأمريكية والإيرانية الصفوية ليقولوا بأن ثورة البعث لم تصنع للعراق إلاّ الحرب...!! تلك الحرب التي فرضها الأمريكان والصهاينة بين عملائهم من المعمّمين في طهران وبين عراق المجد والثورة؛ ولكن الشمس لا يمكن تغطيتها بغربال الاحتلال وعملائهم بل بقيت شمس الثورة تزداد وهجاً بتصاعد مقاومة أبطال العراق الذين نقلوا بضرباتهم القاتلة للأمريكان وعملائهم المقاومة إلى داخل الولايات المتحدة ذاتها بعد أن أثاروا الشعب الأمريكي ضد إدارته التي قامت بتنفيذ برامج اليهود وشركاتهم الاحتكارية وطموحات الكيان الصهيوني على حساب دماء أبناء الأمريكان وأموالهم التي يدفعونها كضرائب لصالح هؤلاء اليهود.

تهيئة عناصر التزوير الجديدة

من خلال ما يعرض على شاشات فضائيات الجزيرة والعربية والشرقية لوحظ أن هذه الفضائيات بدأت تخلق من رعاديد وأقزام ونكرات وخونة الماضي ابطالاً وقياديين ليشهدوا على التأريخ ويعتدوا على وطنية وصلابة ثوّار البعث الذين صنعوا من المستحيل حقيقة...كان في الجزيرة الثنائي العميل الصهيوني (احمد منصور) وشاهد الزور (حامد الجبوري) وعلى فضائية الشرقية كان برنامج محمد ابن الليث (وأي ليث من ليوث الشواطئ...؟؟!!) واعتقد إن حسن العَلوي (يعرف ما يمثل أسد الشواطئ بالنسبة لكل بغدادي.......!!!!).. لقد هرب هذا القزم من الكويت إلى ديار (أعمامه العلويين) في سوريا ليلوذ بحمايتهم بعد انتهاء خدمته الخارجية (3سنوات) كملحق ثقافي دون أن يعود إلى العراق خوفاً من المسائلة، (هكذا صوّر له جبنه) بسبب خيانة نسيبه (عدنان الحمداني) الذي توسّط له ليكون ملحقاً ثقافياً في الكويت حينما كان يصول ويجول ويتآمر على الرفاق المخلصين، وأخيراً النسيب الحسيب في حبائل حافظ الأسد الذي كان قد قام بالانقلاب (العلوي) داخل الحزب والدولة في سوريا ضد القيادة القومية الشرعية والقيادة القطرية الشرعية هي الأخرى في سوريا... أما بالنسبة للفضائية العبرية (غير العربية) فحدث ولا حرج مما تقدمه من برامج شهادات الكذب والزور على نظام ثورة البعث ورجالاته.. وسوف لن أتكلم عن الفضائية (العبرية) لأنها تعبّر عن نفسها مدار اليوم الواحد ولكني أتكلم عن الفضائيتان الجزيرة والشرقية.. ففي الأولى أتكلم عنها بعتب العربي المنصف الذي لا ينكر الايجابيات فيها ويأخذ عليها تدنيس شاشاتها بصور وأحاديث بعض القرود ومنهم المدعو (احمد منصور) وهو يزوّر التأريخ على لسان قزم من أقزام آخر زمان.

حينما تصدّى المجاهدون العراقيون لقوّات الاحتلال الأمريكي في الفلّوجة، (التي كانت أول عاصمة للعبّاسيين في ارض الرافدين على عهد أبو العبّاس السفاح قبل أن يتحوّل بها أبو جعفر المنصور إلى بغداد) كان كل العالم وبضمنهم شعبنا في العراق يشاهد (اركوزاً) يتنطط فوق سطح من أسطح بيوت أهلنا في الفلوجة بعد أن غادر أهلها بيوتهم إلى خارج المدينة أو اختبئوا في داخل دورهم بعيداً عن نيران العدو، وكان هذا (الاركوز) يتنطط كالقرد ماسكاً مايكروفونه وموجهاً كاميرا الجزيرة لتصوّر ردّة فعل الصهيونية تجاه مقتل أربعة من قادة اليهود وتعليقهم من على أعمدة جسر الفلوجة الحديدي. كان هذا القرد يتنطط والطائرات المقاتلة والعمودية تحوم فوقه غير عابئة به.. في وقتها علّق العراقيون عليه وتندّروا على غباء المخابرات الصهيونية والأمريكية في محاولاتهم تمرير هذه التمثيلية بغية تلميع عميل إعلامي وخلق رصيد من (العنتريات الكاذبة....!!) له.. لم يكن ما قام به (احمد منصور) في نقل ما يحدث من مآسي في الفلوجة بهدف إنساني أو قومي أو من اجل نقل الخبر بتجرد الإعلامي. بل كان تكملة وإضافة للأطروحة الصهيونية التي طرحتها في خضم الأحداث آنذاك والتي كانت تهدد بها الشعب العربي قبل حكوماته المنبطحة (بان مصيركم مثل هذا الذي تشاهدونه عبر مايكروفون وعدسة احمد منصور). ولمن كان يتابع نقل الأحداث في الفلوجة من على شاشات التلفزيون لم يجد إلاّ ما نقلته عدستي الاحتلال من قبل جنوده وعدسة احمد منصور. انه الأسلوب الجديد لصناعة العملاء الإعلاميين وتلميعهم كي يكونوا مقبولين جماهيرياً وليمرروا من خلال أطروحاتهم ما يريدونه من تزوير للتأريخ أو أي شئ يفيد أجندة الاحتلال. واليوم يقوم الاحتلال الأمريكي بتلميع عملاء آخرين من وجوه الصحوات بدأته مع الخائن (أبو العبد) لتهيئته من خلال ما قامت به من تمثيلية مكشوفة بهدف إدخاله لفصائل المقاومة كلغم ينقل للعدو أسرار المقاومين ويفجرها من الداخل.

ونعود لشاهد الزور حامد الجبوري، فهو هكذا كما ظهر أمام العميل احمد منصور، ضعيف الشخصية ويشعر دائماً بالنقص من شئ ما... امّا موقعه في الحزب فلم يكن له أي موقع سوى كونه احد المهنيين المرتبط بالمكتب المهني.. وقد كان قبل الثورة صديق لبعض البعثيين في لبنان عندما كان طالباً يدرس في الجامعة الأمريكية على حسابه الخاص حيث كانت عائلته من العوائل الميسورة.. وفي لبنان انخرط في تنظيمات القوميين العرب، وعندما عاد للعراق بقي على علاقته ببعض البعثيين من خلال النشاط المهني الذي كان يمثل الجمهور المهني للحزب. ومن خلال المرحوم الدكتور (عزّة مصطفى) عضو القيادة القطرية مسؤول المكتب المهني تم ترشيحه كوزير بلا وزارة ومن خلال إن دائرته كانت في مركز رئاسة الدولة فقد تعرف على بعض شخصيات القيادة في الحزب والدولة فوظّف هذه المعرفة لإبراز شخصيته بأنه له كلمة ذات أهمية بين الطود العملاق لشخصيات الحزب القيادية.. وحين شغرَ موقع وزارة الثقافة رشّح لها وفشل فيها كوزير وأقيل منها وحينما أعطي فرصة كسفير خارج العراق لم يقدم ما يمكن أن يحسب له كرصيد سياسي إلاّ امتناعه عن العودة للعراق بعد انتهاء مدّة خدمته الخارجية (وهي ثلاث سنوات). وكان ذلك تحت ضغط من زوجته وأبناءه الذين تعوّدوا الحياة خارج العراق ولكنه رفض إلاّ أن يبرز (بطولته..!!) بالموقف الخياني لوطنه العراق.. وكان موقف عشيرته العربية (الجبور) مشهوداً بوطنيتها حينما تبرأت منه مثلما أن عائلته قد أهدرت دمه. ولن نقول في هذا الموضوع أكثر من هذا سوى دعوة فضائية الجزيرة أن لا تساوي بين الثرى والثريا أو بين قرد الصهاينة احمد منصور والبطل تيسير علّوني.

وكلمة أخيرة نقولها ل(قـُمّة) النذالة وعديم الذمة والضمير(حسن العلوي) بأن حديثه عن مؤسس الحزب احمد ميشيل عفلق (رحمه الله) ، كان بعيداً عن الحق فالقائد المؤسس اشرف منه ومن كثير ممّن ورثوا إسلامهم عن آبائهم وقسم منهم لبس العمامة ليجعلها عنوان لفتاوى الضلال التي مهدت الطريق لاحتلال العراق من قبل الثالوث الأمريكي الفارسي الصهيوني ... لقد كان إسلام احمد ميشيل عفلق مماثلاً لإسلام الصحابة الأوائل الذين دخلوا الإسلام لا عن طريق الوراثة ، فهو قد أشهر إسلامه بعد أن درس الإسلام وكتاب الله دراسة معمقة والتقط من خلال هذه الدراسة كيف إن العرب كان لا بد أن يحملوا هذه الرسالة ويصونوها من كل فتنة تفرق حاملي هذه الرسالة الإنسانية ، وكان هذا القائد بطلاً لم تهزه عوائد الزمن وحارب وهو شاب يُدّرِسُ التاريخ مع المجاهدين الفلسطينيين قوات المستوطنين اليهود من عصابات (شتيرن والهاجانا) التي كانت تحميها قوات الانتداب البريطاني في فلسطين ...

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  04  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   07  /  تمــوز / 2008 م