كان السيناريو الذي
الذي أستندت له السياسة الأمريكية
تقودها في تلك الفترة وكالة
المخابرات المركزية
التي تسلمت قيادة العمل من قيادة
الجنرال "نورمان شوارتزكوف "وهو
ما أطلق عليه في
ذلك الوقت سيناريو" تشاوشيسكو "
في إشارةالي عملية سقوط الرئيس
الروماني وقتله
والعقدة الرئيسية في السيناريو
هوعملية إنقلاب
يقوم بها الحزب والجيش بتعاون من
عناصر من الداخل والخارج وتتغير
قمة السلطة بحمام من الدم ثم
تتواصل الأمور وطبقا
لما نشرته صحيفة" وول ستريت
جورنال" اوسع الصحف إنتشاراً
ونفوذاً بان محطة أذاعة
سرية تشرف عليها وكالة المخابرات
المركزية الأمريكية بدأت تعمل من
السعودية ومع
بداية الضرب الجوي فجر يوم 17
يناير راحت توجه نداءاتها الي
الشعب العراقي أن يثور
،ثم جاء التأييد من بوش نفسه الذي
قال يوم 15 فبراير 1991 مانصه :ـ
أن علي
العسكريين العراقيين والشعب
العراقي أن ياخذوا الأمور في
أيديهم الأن وأن يرغموا
صدام حسين علي أن يختفي إننا لسنا
طرفا في نزاع مع الشعب العراقي
وإنما خلافنا مع
الديكتاتور العراقي فقط ولم تكن
الإستراتجية الأمريكية تجاه
العراق بعد الحرب تتصور
اوتريد تقسيم العراق فهي أول من
يدرك أن التركيبة الأنسانية
للعراق تركيبة خطيرة
فالأغلبية (حوالي 50%) من الشيعة
ثم تليها الكتلة السنية ( وهي
حوالي 30% ) وأخيراً
تجئ الكتلة الكردية ( وهي حوالي
20% ) فاذا حدث وأنفك تماسك
العراق بتقسيمه او
لظروف تجعل التقسيم واردا فالأرجح
أن الشيعة سوف يجدون مستقبلهم
الطبيعي في
الألتحاق بايران،كما أن الأكراد
سوف يقيمون في شمال العراق نواه
لدولة كردية
(كردستان
) تجذب اليها وتشد أقليات كردية
موجودة في تركيا ما بين 3الي 4
ملايين
كردي كذلك سوف يشدون اليهم أكراد
إيران حوالي 3ملايين وأكراد سوريا
أقل من مليون
هذا فضلا عن أكراد في جنوب
الأتحاد السوفيتي وفي الوقت ذاته
فان السنة في العراق
سوف تجد نفسها حائرة بين الألتحاق
بسوريا أو الأردن ، فهي وحدها لا
تستطيع إقامة
دولة عراقية وإن كان دورها في هذه
الدولة أساسيا لانها حلقة الوصل
البشري والجغرافي
بين شيعة العراق وأكراده فسنة
العراق عرب مثل الشيعة وهو في نفس
الوقت سنيون مثل
الأكراد وموقعهم الجغرافي وسط بين
الجنوب الشيعي والشمال الكردي
وهكذا فان تقسيم
العراق إذا حدث فسوف يؤدي الي
قلاقل شديدة للغاية في المنطقة
الحساسة الواقعة من
جبال الأناضول التركي وجبال
أفغانستان والي تفريغ مخيف يصيب
منطقة الهلال الخصيب
وهذا كله لا تريده الأستراتجية
الأمريكية التي تطلب تهدئة
المنطقة بعد الحرب وليس
إثارتها بتحركات عنصرية وطائفية
واسعه تغير موازين القوي اذا لم
تكن تقلبها راساً
علي عقب إذن كان هدف بوش:ـ
.اولا: التخلص
من نظام الرئيس صدام
ثانيا: تدمير القوة الصناعية
العسكرية للعراق وفي نفس
الوقت الموافقة علي تركيبة العراق
وكانت تلك معادلة بالغة الصعوبة
والتعقييد وأن
تحقيقها علي فرض أنه كان ممكنا
يقتضي إستعمال الجراحة وليس
إستعمال الضغوط السياسية
والأقتصادية والنفسية فهذا النوع
من الضغوط إذا أسُتعمل وأدي
استعماله الي نتيجة
فان هذه النتيجة سوف تؤثر أول ما
تؤثر في التركيبة البشرية ومعني
ذلك أن يحدث ما
لايريده بوش وتنفك هذه التركيبة
بما فيها الدولة في العراق وليس
النظام وحده وسوف
نتعرض في الجزء الثاني عن
التركيبة العراقية ومشاكلها
.
مرجع الموضوع الأستاذ
محمد حسنين هيكل في كتابه حرب
الخليج أوهام القوة والنصر الفصل
الثاني عشر ما بعد
العاصفة
.
http://www.alarabi2000.blogspot.com |