الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

ذكرى النكبة الستون والنضال الشعبي والوحدة الوطنية

 

 

 

شبكة المنصور

بقلم محمد العتال / أبو ياسر

 

تحل الذكرى الستون للنكبة ، وشعبنا مازال يعيش نكبة تلو النكبة ، جراء سياسة العدوان المنظمة التي ينفذها الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني ، ضاربا بعرض الحائط كافة المواثيق والمعاهدات الدولية وجملة قرارات مجلس الأمن التي بلغت 6 قرار حول القضية الفلسطينية ، مستغلا الظروف الدولية والتخبط والضعف العربي والصراع الداخلي المقيت ، والدعم الأمريكي المتواصل له ،الذي كان أخره قدوم الرئيس الأمريكي بوش الابن لدولة الكيان الصهيوني لتقديم التهاني والاحتفال بإقامة دولتهم المزعومة ، واحتفال والده أيضا في هذه المناسبة داخل أمريكيا  .

ستون عام من النكبة قام خلالها العدو الصهيوني ، بكل أشكال القتل وتدمير أكثر من 5 قرية ومدينة وتهجير وتشريد من فيها ، وحرب الإبادة والمجازر الجماعية منذ عام 1948 والتي زادت عن 1 مجزرة جماعية ، بهدف أجبار شعبنا للقبول في سياسة الأمر الواقع ، ولحتى يومنا هذا يستمر سفك الدماء وانتهاك الحرمات في كل قرى ومدن الوطن ، بالإضافة إلي تدنيس كل ما هو مربوط بالقيم والأخلاق والكرامة والدين والتراث ، ضمن حالة عداء واضحة تظهر الحقد الكبير للعدو الصهيوني المجرم لشعبنا ولأمتنا العربية ورسالتها الخالدة وتاريخها الناصع وموروثها الحضاري ومشروعها النهضوي ، مما يؤكد للجميع أن ما يمارسه الاحتلال من تنكيل وعدوان همجي ، يأتي على قاعدة فكر الحركة الصهيونية الحاقدة على الإنسانية جمعاء وعلى رأسها العرب والمسلمين  .

من هذا المنطق المؤكد في ما يكنه العدو الصهيوني لشعبنا وامتنا من حقد وكره وعداء ، نؤكد بأن ذكرى النكبة الستون ، لابد أن تجدد فينا الإصرار على مواصلة طريق النضال الوطني والكفاح الشعبي بكافة أشكاله وصولا إلي تحقيق الأهداف الوطنية ، على رأسها حق العودة لكافة اللاجئين إلي ديارهم التي شردوا منها ، وتقرير مصيرهم بأنفسهم وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني ، دون التقيد بأي اتفاقيات هزيلة تلزم الأجيال القادمة ، وتقوض وتضعف مشروعنا الوطني ورؤيتنا النضالية وبرامجنا الكفاحية ومواقفنا السياسية ، والتي تعطي للعدو الصهيوني حقوق ليس من حقه وشرعية وجوده على ارض فلسطين على حساب حقوق شعبنا الثابتة والمشروعة والتي لا تخضع للتحريف والانتقاص منها أو التنازل عن جزء مهما كان بسيط  .

وحتى لا نصل إلي حالة من الانهيار الشعبي والتنازل التدريجي عن ثوابتنا التاريخية ، أو فتح ثغرات ما يستفيد منها الاحتلال لوضع مزيد من أشكال الابتزاز والضغط ، يجب علينا التنبه من مخاطر المصطلحات والمسميات الاستعمارية المستخدمة ، ضمن رؤية تغيير للمنطقة جغرافيا وسياسيا وثقافيا ، وشطب البعد العربي والقومي عن قضيتنا الفلسطينية ، كما والتنبه من محاولات الابتعاد عن تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بقضية فلسطين وأهمها قرار 194 المتعلق باللاجئين ، رغم معرفتنا أن كافة القرارات أخذت ومنذ سنين ولم تطبق ، مع ذلك لابد التمسك بهذه القرارات ، باعتبارها تعبير حي عن إرادة ومواقف الدول المؤكدة لشرعية نضالنا وحقوقنا وعدالة قضيتنا ، كما ويجب كسر الطوق الإعلامي التي تفرضه الحركة الصهيونية علينا ، والتفكير الجدي في كيفية إيصال المعاناة الحقيقية لشعبنا وجملة الانتهاكات والجرائم ، التي تضرب الحد الادني من الحقوق الإنسانية والممارسة الديمقراطية والقوانين الدولية للعالم بأسره ، وعلينا أيضا أعداد برامج إعلامية ونشرات دورية تثقيفية توزع في أرجاء العالم لتوضيح بعد القضية الفلسطينية ومعالم نضالنا المشروع ونزاهة مقاومتنا ، هذا يعتمد على عوامل وطنية داخلية مطلوب بحثها بشكل جيد ضمن حوار وطني شامل وجاد يتركز على المصلحة الوطنية العليا والابتعاد عن الذاتية والنظرة التنظيمية الضيقة ، والاتفاق والتقيد والالتزام بنتائج الحوار بعد أن يكون أخذ كافة الاعتبارات للوصول لاتفاق وطني شامل ، ليكون قاعدة ثابتة وبرنامج العمل الفلسطيني الموحد ، الأمر الذي يمكننا أن نسوقه عربيا ونستفاد منه على المستوى الرسمي والشعبي العربي والدولي ، وأولى اتفاقنا الوطني يجب أن يكون ، تأكيد الجميع على أن حق العودة لكافة اللاجئين إلي ديارهم التي شردوا منها حق مقدس ثابت لا يسقط بالتقادم ، والرفض المطلق لما يسمى بالوطن البديل أو بتوطين الفلسطينيين بالبلد الموجودين فيه ، والتأكيد على إقامة الدولة والقدس العاصمة وتحرير كافة الأسرى وإعلان السيادة الكاملة على البحر والأرض والمعابر والإنسان الفلسطيني أينما وجد باعتبارها حقوق ثابتة لا رجعة عنها ولا يمكن أن تخضع لأي ابتزاز وانحراف وتأجيل أو إلغاء ، كما والتأكيد على حق شعبنا الطبيعي لمواصلة طريق النضال والكفاح الوطني وعدم الاستسلام والرضوخ للمتطلبات التي تتقاطع مع ثوابتنا وعدالة قضيتنا وتكريس مبادئ الكفاح بكافة اشكالة حسب الظروف والمناخات السياسية المعاشة ، مع ضرورة مد جسور التعاون مع كافة حركات التحرر العربي من اجل حشد جماهير امتنا العربية والإسلامية لصالح قضيتنا الوطنية ، كما ولابد أن نضع ضمن تصورنا آليات وبرامج وطنية لتعزيز عوامل صمود وتحدي شعبنا ( كفاحيا واقتصاديا وعلميا وطبيا ) وعدم التمييز والتفريق بين احد ، مع أهمية وضع الرجل المناسب بالمكان المناسب ، ومحاربة الوساطة والمحسوبية التي هدرت الإرادة والنفس الحية المقاتلة ،وضرب مواطن الفساد الإداري والمالي وملاحقة مرتكبيها ، الأمر الذي يدفعنا إلي إنهاء كافة أشكال التوتر والخلاف والصراع الداخلي ، الذي عاق ويعيق من انجاز تقدم واضح من ما ذكر أعلاه ، فالمسئولية الوطنية والتاريخية تقع على كل شرفاء شعبنا ، وعليهم واجب الدفاع عن حقوقهم وتاريخهم ونضالهم وتضحياتهم ، فلذلك واجب مواجهة الأخطاء الداخلية وتصويب الأداء ، لا يقل عن واجب الدفاع عن الثوابت المقدسة ، فالكل مطالب بهذه الذكرى القاسية على نفوس كافة أبناء شعبنا ، الوقوف بجدية ومسئولية أمام واقعهم المعاش والمخاطر المحدقة بشعبنا وقضيته أذا ما استمر الوضع الراهن على ما هو عليه , ولذلك يجب إنهاء الانقسام فورا والعودة للحوار الوطني وإعادة اللحمة الشعبية كطريق وحيد أمامنا لنيل حريتنا وإقامة دولتنا وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى ورفع الظلم عن شعبنا الصامد الأبي  .

جماهير شعبنا رغم كل أشكال المعاناة الكبيرة وحالة التشريد والتهجير التي وقعت على شعبنا ، حتما لابد أن تشرق شمس الحرية على ربوع وطننا وأمتنا العربية ، لان مازال الأمل قائم وحي فينا ويتجذر بكل طفل وشاب وامرأة ، والضوء لم ينقطع بعد ونراه في أخر النفق ، فعوامل الانتصار قائمة وقادة لا محال في فلسطين والعراق ، فمزيدا من الصبر والتحمل والجلد ، ومزيدا من الصمود والتحدي لكافة المشاريع التصفويية والاستعمارية ، ويدا بيد لإلحاق الهزيمة النكراء بالطغاة والمستعمرين في كل مكان من أرضنا العربية  .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                       الاربعاء  /  09  جمادي الاول 1429 هـ   ***   الموافق  14  /  أيــــار / 2008 م