الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

قصائد الشاعر الأسير أبو يزن : بغداد والتفاؤل بالانتصـــــار 2

 

 

شبكة المنصور

أبـــــو ميسون / المغرب

 

وقد كان في وعي الشاعر ان مشاعره الانسانية التي رسمها في الاطار الوجداني لبغداد ستتحطم على صخرة الاحتلال . والاحتلال , عنده, قدر عبر عنه بعودة الأعداء مجددا:

5 عـــاد اليك الأعــــــداء مجددا تجمعهم ظلمات التأريخ والعقـــــــد

وفي هذا البيت البليغ دعوة لقراءة تاريخ بغداد , فقد عرفت المدينة احتلالا آخر سابقا , لكنها انتصرت. وتاريخيا كان احتلال بغداد مرتبطا بالقسوة والتدمير. وقد اختزل الشاعر ذلك في البيت التالي:

6 احتــــلال وقتل وغدر وتشريـــــــد وطمس وتدميـــــر لما بنيناه في السنين

وهذا الاختزال مقدمة لايراد التفاصيل المؤلمة حول ما قام به:

7 فــــــرس مجوس وروم كفــــــار وأتباع السبت خنازيـــر وقرد

من :

8 صـــور مؤلمات وقصـــص حزينات واستخفاف بالمقدســــات وكل رمـــوز الدين

توجع من خلالها الشاعر على حبيبته بغداد:

9 يا وجعـــي على حبيبة القلب انهــــا تتلظـــى نارا, تغلي مثـــل البراكيــــن

يقوم الشاعر بتشخيص الاطار الحضاري الجديد لبغداد من خلال تفكيك مقولة الاحتلال وتداعياته المأساوية. ويرسم صورة قاتمة لواقع بغداد الحزين يتأرجح بين معانــي القتل والتدمير والتهجير والتمزيــق:

قتلــــوا ودمروا كــــــل شيء ونصبــــوا المشانق ووضــــع الصفـــــد
هجــــر الأهل وتفـــــرق الأحبــــة الجـــزر يتركهم, ويأخــــذهم المــــــد

10 مزق الشعـــــــب الموحد أشـــــــلاء واستهــــدفت وحـــدة الصــف والعهد

فالمأساة تتكرر بنفس الايقاعات الدموية التي عرفتها المدينة في حقب سابقة من تاريخها الممتد, لكن هذه المرة بعلل ومقاييس الحرية والمدنية والديموقراطية والانســـــــانية :

11 بـــــاسم الحريـــــة يذبــح الشعـــب وباســـــم المدنيــــة يزداد القـــــــــد

12 والعــــراق غــــدا سجنا كبيرا بفضــــل ديموقراطية الغزاة وانسانية المحتلين

تعلو قصائد الشاعر غلالة من الحزن والخوف على بغداد, ويوزع كل ألحانه السوداء على هاتين العاطفتين, وعندما تستبد احداهما بمشاعره نلحظ تأكيدا قويا على التكثيف يجمل تفاصيل وجزئيات العاطفة ويدعو القارىء الملتزم لمشاركة الشاعر الخائف او الحزين مشاعره الوطنية الثائرة. ومن يتامل بوعي قومي ووطني أبعاد المأساة للاطار الحضاري الجديد لبغداد المحتلة , يدرك أن الشاعر لا يغلو ولا يبالغ في وصف أحزان المدينة الرمز , وفي وصف جرائم الاحتلال التي تنوعت بين الذبح والتدمير. حجم المأساة عظيم , والمحتل قوي مدجج بأفتك الأسلحة , والأعداء كثر, لكن بغداد ستقاوم وستنتصر. والشاعر متفائل بهذا الانتصار.

يتبع

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد /  11  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   15  /  حزيران / 2008 م