الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الاتفاقية هي دليل هزيمة

 

 

شبكة المنصور

عبدالاله البياتي

 

اتفاقية بوش المالكي المزمع عقدها هي ليست فقط اتفاقية غير ملزمة لاحد ، الا للذين سيوقعونها، لانها غير قانونية بسبب تناقضها مع مبادئ القانون الدولي بخصوص العلاقات بين الاحتلال والبلد المحتل وانما هي ايضا غير ملزمة لاحد بسبب عدم اهلية الذين سيوقعون عليها ,انها غير ملزمة لا للدولة الامريكية ولا للدولة العراقية.انها غير ملزمة لامريكا لانها لن تعرض على الكونجريس الامريكي لكي تصبح معاهدة ولان الرئيس الامريكي مقبل على الرحيل وهي غير ملزمة للدولة العراقية لان الذي سيوقع عليها من الجانب العراقي غير ممثل، قانونيا وشرعيا وسياسيا، لشعب العراق فهو نفسه الذي نصبه المحتل كحكومة للعراق بعد غزوه للعراق ..

الكل يتسائل لماذا يلجأ الرئيس بوش الى الاستمرار في سياساته المناقضة لمصالح الولايات المتحدة التي لا يمكن ان تتحق الا بالصداقة مع شعب العراق.ألم يتعلم بعد ستة سنوات ان شعب العراق لن يرضخ ليس فقط لمثل هذه المعاهدات وانما سوف لم ولن يرضخ لكل القوة العسكرية الامريكية؟ ألا يرى ان الاصرار على توقيع هذه الاتفاقية هي دليل هزيمة وليست دليل انتصار فما لم يحققه بعد ستة سنوات وهو في الحكم كيف سيحققه وهو مقبل على الرحيل ؟ أليس من الاحسن الاستجابة لراي الشعب الامريكي الذي سئم الحرب التي اضعفت امريكا اقتصاديا وسياسيا وجرته الى الانتحار الاخلاقي لانها جعلت منه شعب دولة ترتكب جريمة ابادة جماعية وشعب دولة هي الاولى في انتهاك حقوق الانسان وانتهاك القوانين الدولية وفي مقدمتها ميثاق الامم المتحدة بحيث انها اصبحت دولة عدوان وارهاب ولصوصية .

نأمل نحن العراقيين ان يكون الشعب الامريكي وكل شعوب العالم حلفائنا في نضالنا من اجل قيم التقدم والديموقراطية والدفاع عن الحضارة الانسانية المجسدة في القوانين والاتفاقيات الدولية ..

ان اول حقوقنا هو ان ندير شؤوننا بانفسنا بشكل حضاري وسلمي فباي حق تتعهد الولايات المتحدة باستخدام قوتها العسكرية للدفاع عن حكومة الاحتلال التي هي نصبتها بنفسها لتدمر العراق شعبا ودولة واول حقوقنا ان نعيش في ظل دولة موحدة تقوم على المواطنة والمساواة والعدل فبأي حق تتهعد الولايات المتحدة بالتعهد ان تدافع عن دستور يقوم على تقسيم العراق وتشجيع الفاشستية الدينية والشوفينية الكردية؟

واول حقوقنا ان نستطيع اقامة دولة ديموقراطية تحترم حقوق الانسان والنزاهة والخدمة العامة فبأي حق تقوم الولايات المتحدة بالتعهد باجتثاث التيارات العروبية المدنية والطبقة المتوسطة المتعلمة التقدمية فكرا وتنظيما ونشاطا لتشجع الفاشستية الدينية وتتحالف مع امراء ولصوص الحرب ؟

واول حقوقنا ان نتملك ثرواتنا وفي مقدمتها نفطنا لكي نستخدمها لتطوير حياتنا ببيعه في السوق العالمية فباي حق تتعهد الولايات المتحدة بحماية لصوص وسماسرة النفط باسم اقتصاد السوق؟

ان المغامرين والمقامرين من المحافظين في ادارة الرئيس بوش بالاتفاق مع المقامرين الكرد والاسلاميين المتخلفين الفاشيست قد جروا الولايات المتحدة الى مغامرة فاشلة مغامرة كان ضحيتها العراق كشعب ودولة وكذلك امريكا كقوة عظمى بحيث انها لم تعد قادرة على قيادة العالم كما تدعي اخلاقيا وسياسيا واقتصاديا فلماذا تصر ادارة بوش ان توقع اتفاقية لاقيمة لها قانونيا او سياسيا بعد ان اثبتت ستة سنوات من مقاومة الاحتلال ان شعب العراق لن يقبلها ابدا؟

ان مجرد الكلام عن النية على التوقيع قد وحد العراقيين وحركاتهم الوطنية فكيف اذا وقعت حكومة الاحتلال هذه الاتفاقية بدون اطلاع احد على مضامينها؟ انا فقط اذكرهم كما ذكرت على صفحات الانترنيت قبل الغزو خليل زادة بانتفاضات ومظاهرات 48 و52 و56 و58

ان الورقة التي يريدون توقيعها ينبغي ان ياخذوها ويشربون مائها كما يقول المثل العراقي فهي لن تمنع شعب العراق من النضال من اجل التحرر والديموقراطية ومن الاحسن للادارة الامريكية القادمة ان تتخلى عنها وعن موقعيها كما فعلت الادارة الامريكية مع البرزاني في 75 فان لم تفعل فان ذلك لا يمنع شعب العراق من الاستمرار في مقاومته ونضاله فقضيته قضية عادلة وهي قضية حياة اوموت بالنسبة له وهو متأكد من النصر وهو يعرف ان كل شعوب الامة تتطلع اليه لينير طريق تحررها ونهوضها

نحن نعرف هلع الذين جاؤا مع الدبابات الامريكية من رحيل الدبابات الامريكية.انهم هم انفسهم الذين يصرون على توقيع الاتفاقية باحثين عن ضمانات امريكية ضد شعب العراق لانهم يعتقدون انهم يستطيعون بذلك الاستمرار في اجرامهم بحق العراق وشعب العراق .العراق غير قابل للقسمة ولا الاحتلال ولا العبودية وهو يملك من القوة الحضارية والمادية وتجارب قواه الوطنية من ان ينتصر في كل التحديات واولها وحدته وتحرره وسيادته على ارضه وثرواته واما الزبد فسيذهب جفاء .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس /  22  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   26  /  حزيران / 2008 م