الامة العربية تميزت عن باقي
الامم بشمولية الهجمة العدوانية
التي تعرضت لها منذ الانطلاقة
الاولى بفعل التغيير الجذري
والانساني الذي شهدته على مستوى
العلاقات الداخلية بين القبائل
العربية وافراد المجتمع أو مع
الشعوب المجاورة للوطن العربي
ارتكازا" على القيم السامية التي
جاء بها الاسلام الحنيف والبناء
العقائدي للعرب المسلمين الاوائل
، حيث ان التكليف الديني تكليفا
اخلاقيا انسانيا يترتب فيه على
العربي الارتقاء بالافراد
للمستوى الايماني الذي بلغه وعيا
وادراكا وجهادا ، فكانت
الهجمات تلو الهجمات
والصراع اخذت تتوضح ابعاده (
صراعا حضاريا قيميا" )
يراد منه سلب الدور
القيادي والريادي من العرب وقتل
حالة النضج التي فجرت كل
الطاقات الخيرة وقد نبغ
العلماء وابدع الحكماء وتوسعت
دوائر العلم والمعرفة في كافة
العلوم والفنون وحتى سقوط الدولة
العربية الاسلامية عام 1258 حيث
تفنن
الاعداء بأساليبهم وقد انصب جهدهم
على سلب العرب هويتهم وموروثهم
الفكري التراثي فنمت وباتساع
الحركات الشعوبية وتوسع المحتل
باستخدام الوسائل القصرية
لحرمان العربي من ابسط
حقوقه فظهرت الحركات المدافعة عن
الهوية القومية
واخذت
تتبلور الافكار من خلال تأثرها
بالمتغيرات الحاصلة في اوربا
وخاصة الثورة الصناعية وماجاءت به
الثورة الفرنسية من حيث مفاهيم
العدل والمساوات
وحق تقرير المصير ، فكانت
بوادر الثورة العربية الكبرى من
اجل التخلص من الاحتلال العثماني
وبناء الكيان العربي الجديد الذي
تسمو فية القيم الانسانية والعدل
ولكن الذي حصل هو الاعنف
ايذاء" حيث اصبح الوطن العربي
نقيض الحالة التي
كان عليها في ضل الاحتلال
العثماني بفعل معاهدة سايكس بيكو
التي تحول الوطن
الى دويلات وكيانات تتعارض
والوحدة والانسان العربي مستغل
مسلوب الارادة والحق مضاف الى ذلك
ماجاء به وعد بالفور المشؤم الذي
اعطى ليهود الشتات حق
تكوين دولة لهم على حساب
الحق الفلسطيني لتكون القاعدة
المتقدمة لاعداء الامة
العربية
.
ضمن هذه الاجواء الملبدت بمجهولية
المستقبل العربي وانحناء كافة
الحكام اما ارادت المستعمر التقت
ارادة فتية امنو بالله الواحد
الاحد وقدر امتهم متطلعين لمستقبل
تسمو فيه العدالة الاجتماعية
والمساوات والتحرر من كافة القيود
التي كبل بها ابناء الامة تحت
خيمة الانبعاث ( حركة الاحياء
العربي ) والتي تدلل بصدق عن عمق
الرؤية والسداد والهدف هو احياء
الروح التي اتسمت بها الامة
العربية في عصرها الزاهر واعادتها
للدور الريادي وكان السجال فيما
بين هؤلاء
الفتية والاحزاب والحركات
التي كانت سائدة على الارض
العربية ان كانت أممية
أودينية أو قومية منغلقه
جاري بمقالات أو خطب أو حوارات
شهدتها مقاهي دمشق
طارحين على الجماهير وسيلة
الخلاص والانتصار على الاعداء
بتحقيق الانقلاب
الذاتي في الشخصية العربية
لتتجرد من كل مايعيق حالة التغيير
والارتقاء بالعمل
محددين الخلاص لايمكن ان
يكون الا من خلال وحدة الامة
العربية وحريتها والعدالة
الاجتماعية التي ينتهي فيها
الاستغلال والاستعباد والحرمان
والتسلط
وان هذه الافكار لم تكن مجردة بل
هي الاستجابة الحقة والرد
الموضوعي على
التجزئة التي جاء بها
الاستعمار الغربي وما نتج من
استغلال ان كان على مستوى
الاحتكارات أو الاقطاعيات
التي ولدت تزامننا والاحتلال
والتجزئة كي تكون هناك
قواعد متقدمة مدافعة عن
المحتلين ،
واخذت تتبلور الافاق الانسانية
المستقبلية التي
ستعيد للامة العربية دورها
الرسالي فكان البعث العربي كقوة
تغيير في المجتمع
العربي وضع الخلاص كمقدمة
لامتلاك الفرد العربي قدرة ولهذا
نجد ان الانسان وفق منظور البعث
للتغيير هو الغاية والوسيلة في ان
واحد ، أي ان الانسان العربي
هو وسيلة التغيير في
البناء الاجتماعي وهو ذاته الغاية
التي تعمل قوة التغيير الوصول
اليها وفي خضم هذا الصراع
والتزاحم مع الزمن لكسبه كان
الفتية الاوائل
يروّن ثرى فلسطين الحبيبة
بدمائهم ليحققوا الترابط الموضوعي
فيما بين البناء والتحرير ولاثبات
الرفض الجماهيري لكل مايمس
السيادة الفلسطينية على كامل
التراب الفلسطيني من البحر وحتى
النهر وتعميق مفهوم حرب التحرير
الشعبية في
الذهن العربي وصولا الى
تحرير كامل التراب العربي
واستمر الرواد الاوائل
بعطائهم الفكري محددين الافاق
التي تمتلك الامة بها ارادتها
والاطار الايديولوجي الذي
جاء شافيا ووافيا وملبيا لحاجات
الامة والانسان العربي
لان الولادة هي ولادة
صادقة من رحم الامة ولم تكن
كسابقاتها التي عجزت عن فهم
واستيعاب اسباب المعانات
وكيفية الوصول الى الحل ،
ونحن في رحاب الذكرى 61 لميلاد
المارد العربي الجبار نجد باليقين
الحق صحة التشخيص وصواب الموقف
وما تمر به الامة العربية اليوم
أشره بوضوح الحزب من خلال
مؤتمراته
وبياناته وتحليلاته ونبه
وحذر من اي غفلة او تهاون او ركون
لان اعداء الامة عازمون على تدمير
كل حالة انبعاث فيها ، وقد اثبت
الواقع اليوم الرؤية الصادقة
والمصيبة التي
عرضها حزب البعث العربي
الاشتراكي لنوايا واهداف القوى
المعادية للامة من خلال
التجربة المريرة التي تمر
بها في العراق وما قام به ويقوم
الشعوبيون ومن تحالف معهم
من اجل تدميره وتمزيقه الى
دويلات متناقضة متناحرة لان
ارتكازها المخطط له هو
الطائفية المقيتة
والعنصرية التي تتنكر لدور
الاخرين والتي لاترتكز على اي من
المفاهيم
الوطنية والانسانية وحتى
ضمن التركيبة البشرية التي تدعي
بانها تعمل من اجلها ولها
ولماذا العراق وقد اجاب
المرحوم القائد المؤسس عن ذلك في
عام 1973 عند زيارته
المنشأت العامه للصناعات
الميكانيكيه ولقائه بالعاملين حيث
قال ( عراق اليوم أراه
كبروسيا
العرب ) نعم لانه الجاهد بعزم
قيادته وابنائه الامناء على العهد
لبناء الشخصية
العربية التي تمكن الامة
من رد كل عدوان وانتهاكات الاعداء
ولاجاد التوازن الاقتداري
كي تعيد الامه ماتم سلبه
منها ولتتناغم مع الامم الاخرى
بالعلم والتطور والنماء ، نعم هذ
هو عراق تجربة البعث
العربي الاشتراكي ولانه البوابة
الشرقية للامة ولانه جمجمة العرب
مركز التفكير والقرار المصيب الذي
يحفظ حق العرب ويصيب العدو بمقتله
، ولهذ
كله تكالب كل الاشرار من اجل
ايقاف الانبعاث العربي الانساني
المتجسد بالعراق
فغزو العراق ودمروا وهدموا
كل بناء ووضعو ثوابت التفتيت
والغاء الهوية والمكانة
من اجل تعميق روح اليأس
والقنوط في الذات العربية
خاب
ظنهم فان الماردلايمكن ان تخيفه
دبابير الظلام وخفافيش الليل
فصولات المناضلين
المجاهدين تدك اركان
قواعدهم وتدمر كل احلامهم تجعلهم
خائرين القوى لايعلمون بان
يوم القصاص قد قرب وان
الصبح لقريب
هنيئا لكل مناضل تمرد على
القسوة والقهر والاستلاب يوم
ميلاد البعث وهنيئا" له يقضة
الروح التواقة للشهادة من
اجل ان يبقى العراق عصيا على
الشعوبيون ومن حالفهم وعاونهم
وهنا لابد من وقفة اجلال واستذكار
لكل نفس قضى الله امرها لنقول لها
قري
عينا فان ما انجبت صابرون صامدون
زاحفون نحو العولا ولكل شهيد تضرج
بدمائه
هاتفا امة العرب لاتحزني ألغد
والخلاص أت نقول انت ياشهيد
القضية والحقيقة بعثت
الحياة فينا من جديد ونحن
سائرون على خطاكم لنيل الحسنيين
اما الشهادة او النصر
باذن الله القدير معز
الصابرين وناصر المؤمنين
نم قرير العين ايها الرفيق
الذي اطرت حياة العرب بسبيل البعث
ورسمت لهم طريق
الانبعاث نضالا وأداءا ويا
من لف جسده حول حبل الجريمة ليلعن
الجلادين واسيادهم
بالتشهد مرتين بصوت المؤمن
الصابر المحتسب لله الفارس الذي
فيه تجسد الشهيد عمر
المختار نم قرير العين فان
رفاقك في العراق ابعثو وبدؤ من
جديد زهو الحياة وان نيسان
2008 بداية الشوط الجديد
الممتد من كازينو الرشيد في دمشق
العرب لاانقطاع فيه بل
جدوة الجهاد تؤطره ليصنع
رفاقك مأثرة عربية جديدة تمتلك
الامة من بعدها قصب الحياة
والعطاء
.
المجد كل المجد للشهداء ---
والعزة للمجاهدين في ساحة الوغى
--- ولتلتحم كل السواعد
الرافضة للاحتلال وعملائه
من اجل العراق العراق العراق
والله اكبر والله كبر والله كبر
|