بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

خيبة برلمانية عربية

 

 

 

 

شبكة المنصور

وليد الزبيدي

 

توقعت ان يخرج مؤتمر اتحاد البرلمانيين العرب بموقف او مفأجاة، وهو الذي ينعقد في اطراف العراق، في مرحلة تتسم بالكثير من الترقب، واقصد تحديدا الواقع العراقي.

كما توقع الكثيرون ان هذا الاجماع، لا بد ان يزيح شيئا من الغبار المتكدس امام الانظار في المشهد العراقي، والذي تشكل على هذه الصورة، بسبب موقف الدول العربية من الذي جرى للعراق، واقصد غزو هذا البلد العربي المسلم من قبل القوات الاميركية والبريطانية واليابانية والاسترالية والدنماركية والكورية والبولندية والايطالية وغيرها من الدول، وبينما تكثف جيوش هذه الدول المحتلة من حضورها على ارض العراق، ويزيدون من جرائمهم الوحشية ضد ابنائه، يقف العرب متفرجين على ما يجري من تدمير وتخريب واهانة واذلال للعراقيين على ايدي قوات الغزو والاحتلال الدولية، وتقف في مقدمتها قوات الاحتلال الاميركي.

اما توقع البعض ببروز موقف ما، فيأتي من النتائج الكارثية، التي جاء بها الاحتلال الى الشعب العراقي، وما يجري يوميا من مآس تتجول بين العراقيين.

كما ان الجميع يعلمون الان، ان المسوغات التي اعتمدتها الادارة الاميركية في غزو العراق واحتلاله، اتضح كذبها، واعترف بها الاميركيون قبل غيرهم، اقصد كذبة امتلاك العراق اسلحة الدمار الشامل، التي زعموا انها تهدد الامن العالمي، وعندما بسطوا سيطرتهم على العراق، اعترفوا بانهم لم يعثروا على الاسلحة المزعومة.

لكن احدا من العرب والمسلمين، لم يخرج من موقفه المؤيد للاحتلال الاميركي للعراق علنا او ضمنا، ويقول للادارة الاميركية، ما الذي يبقيكم في بلد تبين ان مسوغات غزوه واحتلاله لم تكن صحيحة.

كما ان العراق، بدأ يتدهور منذ اسابيع الاحتلال الاولى، حياة الناس في خطر يومي، وتصاعدت وتيرة الاحداث، لتجري انهار من الدماء في هذا البلد.

لقد تشعبت زوايا الدمار والفوضى والقتل والتهجير والتمزق، وضربت في كل مكان، وتفاصيل الفاجعة امام الجميع.

الا ان احدا، لم يقف بوجه الغزاة والمخربين لهذا البلد، ويطلب منهم الخروج منه، واخيرا يختتمون الموقف العربي من خلال اجتماع البرلمانيين في مدينة اربيل، لاعطاء زخم ودفع للعملية السياسية التي صنعها الاميركيون في العراق، بعد ان تآكلت هذه العملية واوشكت على لفظ انفاسها الاخيرة، وهي التي زرعوها على اسس تخريب وتمزيق العراق.

جلس البرلمانيون العرب، ليؤكدوا بقوة دعمهم للمصطلحات السياسية، التي تهدف الى تقسيم العراق، ولدعم الاحزاب والاطراف السياسية، التي سارت في دروب تخريب وتمزيق هذا البلد.

وجاؤوا لدعم الاحتلال الذي يعيش اصعب واسوأ ايامه، حيث يزداد ضغط المقاومة العراقية على قواته وتكبيده المزيد من الخسائر.

Wzbidy@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                             الاثنين /  10  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  17 / أذار / 2008 م