بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

اصداف
خلاصة الهزيمة

 

 

 

 

شبكة المنصور

وليد الزبيدي كاتب عراقي

 

تحاول كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية الهروب من الحقيقة، ورسم صورة مغايرة باستخدام مصطلحات تتعرى امام الواقع العراقي، وقولها ان الادارة الاميركية ارتكبت بعض الاخطاء الادارية، ما هي الا احد اوجه هذه المحاولات الفاشلة، خاصة ان الرأي العام يدرك الان، ان الصخب المتصاعد من افواه السياسيين والعسكريين الاميركيين، يمثل خلاصة هزيمة اميركا في العراق.

ما يؤكد ما ذهبنا إليه، الكثير من المعطيات والحقائق، ويمكن إجمالها في ثلاث نقاط أساسية، هي:

الأولى: ان الادارة الاميركية، لم تتخذ قرار غزو العراق بين ليلة وضحاها، واذا تركنا التصريحات والتحليلات، التي اعلنت ان العراق وتقسيمه احد الاهداف الرئيسية للادارة الاميركية، فإن عقد التسعينات شهد صياغة وترتيب تفاصيل غزو العراق واحتلاله، وبدا هذا الماراثون في بداية التسعينات، وما برنامج تفريغ العراق من اسلحته، الذي جرى تحت مظلة الامم المتحدة، الا المرحلة التأسيسية لاحتلال هذا البلد، بعد تدمير جميع مرتكزاته الدفاعية من صواريخ ومنظومة الدفاع الجوي، ومنع اي نوع من التحديث على طائراته وراداراته والمفاصل الحيوية في الدفاع، اضافة إلى انهاك العراقيين وإضعافهم من خلال ضغوطات الحصار القاسي الذي فرضه الاميركيون بقوة على العراقيين وتواصل منذ اغسطس 1990، حتى بعد دخول القوات الاميركية العاصمة العراقية في التاسع من ابريل2003.

خلال هذه الفترة كانت الاستحضارات تجري لاحتلال العراق على أوسع ما يكون.

الثانية: ان الادارة الاميركية استعانت بالكثير من العراقيين الذين عملوا مع وزارة الخارجية واجهزة ومؤسسات اميركية اخرى، وقدم هؤلاء مشاريع تفصيلية عن مرحلة ما بعد الاحتلال، ومن بين تلك المشاريع حل وتشتيت الجيش العراقي، وقانون اجتثاث البعث، والآلية الاقتصادية والضريبة في العراق، وكيفية عمل وسائل الاعلام بعد الاحتلال، ومشروع تأسيس جمعيات لتفتيت المجتمع العراقي وتخريب بنية العائلة العراقية، ومن أهمها جمعيات حرية المرأة وغيرها من المشاريع، ولم تكن تلك مجرد عناوين، بل انها اعتمدت الدراسات التفصيلية، التي تصل إلى ادق جزيئات الحياة في المجتمع والدولة العراقية.

الثالثة: لقد اتضح حجم التخطيط وعمقه وسعته منذ الأسابيع الأولى، فبعد أن وصل بريمر إلى العراق منتصف مايو2003، شرع في صياغة شكل الحياة السياسية والاقتصادية والاعلامية في العراق، وتوج ذلك بتشكيل مجلس الحكم في الرابع عشر من يوليو2003، والذي جاء مطابقا للطروحات القديمة والحديثة، التي تتجه إلى تقسيم العراق، ثم توالت المراحل والخطوات الأخرى.

ان الحقيقة، التي لا تريد أن تعترف بها رايس وسواها من الأميركيين، هي أن المشروع الاميركي لم يكن هشا او اعتمد على اجراءات ادارية خاطئة، بل ان خطواته اخذت بالارتباك مع ظهور المقاومة في العراق واستهدافها المرتكز الاساس وهو المفصل الأمني، الذي أوصل الاميركيين إلى الهزيمة بخلاصتها وتفاصيلها.

Wzbidy@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                             الثلاثاء /  11  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  18 / أذار / 2008 م