بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

لماذا الاستغراب ؟

 

 

 

 

شبكة المنصور

 وليد الزبيدي

 

ماذا يتوقع العرب من العملية السياسية في العراق ، التي دعمتها الحكومات العربية ، بكل ماتحمله من امراض واخطار حقيقية، وقد ظهرت اخطر جوانبها خلال اجتماعات البرلمانيين العربية ، الذي انعقد في اطراف العراق ، وشاركت فيه الكثير من الوفود العربية؟.

اندهش الكثيرون ، وهم يتابعون موقف وفد العملية السياسية العراقية، عندما اعلنوا موقفا شاذا، يرفضون فيه مطالبة دولة الامارات العربية بالجزر الثلاث(طنب الكبرى،وطنب الصغرى وابو موسى)، التي احتلتها ايران منذ ثلاثة عقود، واستولت عليها بعد خروج البريطانيين.

وفد برلمان العملية السياسية في العراق ، يعلن بكل وضوح انه يؤيد الاحتلال الايراني لهذا الجزر ، ولايتردد هؤلاء في موقفهم ، ولاشك ان ذلك يعني ، ان تاييد ايران في احتلال الاراضي العربية ، لن يتوقف عند هذا الموقف ، الذي اعلنوه امام الراي العام ، بل انهم على استعداد تام للتطوع جنودا ضمن تشكيلات فيلق القدس الايراني والحرس الثوري ، اذا ماهاجمت ايران دولة عربية ، وشرعت باحتلال اراضي اخرى من هذا البلد او ذاك.

يعلن هؤلاء عن جوهر مايفكرون به ، ومايسيرون عليه ، وهو خدمة مصالح ايران في المنطقة باسرها، و رفضهم للمطالب العربية، التي تصدر من دولة الامارات، والتي اتسمت بالرصانة والهدوء، من خلال اللجوء الى المحافل الدولية، بدلا من تصعيد حدة الكلام والاقتراب من حافة القتال.

اعتقد ان هذا الموقف الواضح والصريح ، الذي برز خلال مؤتمر البرلمانيين العرب، الذي انعقد بمدينة اربيل، الواقعة في احد اطراف العراق ، بدلا من العاصمة التاريخية بغداد، يوجب على جميع الذين ساهموا في دعم العملية السياسية، التي بدأت في ظل الاحتلال الأميركي للعراق ربيع عام2003، ان يعيدوا حساباتهم ، وياخذوا هذا الموقف على محمل الجد ، وعدم تركه في مهب الريح ، مثلما ترك العراق بأيدي السياسيين والاحزاب ، التي جاءت مع المحتل ، وشرعت في بناء عملية سياسية ، هدفها الاول والاخير ، خدمة مشروع اميركا في العراق، وتقديم الكعكة العراقية الى المتربصين بهذا البلد العربي، ودفعه الى التمزق والاحتراب ، واذا كانت ملامح ذلك ، قد برزت خلال السنوات الاخيرة ، فان خطورة هذه العملية السياسية على الدول العربية ، لم تظهر بصورة جلية، رغم وضوح مرتكزات الخطورة والسوء في هذه العملية، التي تاسست على الطائفية والعرقية المقيتة.

ليس سهلا ان يشاهد القادة والملوك والساسة العرب هذا النهش في جسد الامة العربية، وتقطيع الاوصال من خلال ادوات اميركا وايران، ولايفعلون شيئا لردع هؤلاء، الذين خدموا العملية السياسية في العراق ، وهم الذين شاركوا فيها، وتوزعوا بين اطراف تقف ضد العروبة، واطراف تدعم ذلك ، من خلال المشاركة في عملية سياسية تزخر بالامراض والسوء والاخطار، واعطى هؤلاء شرعية ظاهرية لهذه العملية السياسية، التي بدات نيرانها تتقاذف على العرب.

 

Wzbidy@yahoo.com

 

 

 

شبكة المنصور

                                             الاحد  /  09  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  16 / أذار / 2008 م