بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي في الذكرى السادسة للعدوان على العراق

أصبحت موازين الاحتلال الاميركي وشركائه وعملائه في العراق على حافة الهزيمة

 

 

 

 

شبكة المنصور

حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي

 

في بداية العام السادس لاحتلال العراق، وجَّهت قيادة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي بياناً إلى الرأي العام العالمي والعربي، كما خاطبت فيه أحزاب وقوى حركة التحرر العربي داعية إلى بذل كل الجهود من أجل دعم الشعب العراقي ومقاومته الوطنية لتحرير العراق من الاحتلال، كما دعت الشعب العراقي إلى الصمود، وحيَّت نضالاته وتضحياته تحت قيادة المقاومة الوطنية العراقية، وهذا نصه:

إلى أصحاب الضمير في حركة التحرر العالمية

منذ خمس سنوات وحتى الآن اكتشف العالم كله، بمن فيهم الشعب الأميركي، كذب الادِّعاءات التي ساقتها الإدارة الأميركية من أجل احتلال العراق. وتأكد بطلانها من جهة، كما تأكد كذب ما وعدت به العراقيين بالأمن والتقدم والديموقراطية من جهة أخرى. وبدلاً من ذلك راحت ترتكب أبشع الجرائم التي شملت كل معالم الحياة في العراق. ووصلت به إلى تقسيم فعلي وتقاتل طائفي وعرقي. وهي لا تزال ترتكب كل وسائل تجاوز القانون الدولي والإنساني، تحت سمع وبصر العالم كله.

وإن كانت شعوب الدول التي شاركت أميركا بعدوانها واحتلالها قد أسقطت الحكومات المتواطئة فبرَّأت ضميرها الوطني وأزالت عنه معالم العار، إلاَّ أنه بقي أمامها أن تتابع حركتها انتصاراً للإنسانية، وردعاً للأطماع الاستعمارية، باستمرار الضغط من أجل إنهاء الاحتلال الأميركي للعراق. كما نناشد كل المنظمات الدولية ذات العلاقة بحقوق الإنسان أن تمارس الضغوط الجدية لكشف الجرائم التي تركبها قوات الاحتلال بحق الشعب العراقي.

أيها الشعب العربي العظيم

لقد جرى العدوان على العراق واحتلاله تحت سمع وبصر الأنظمة العربية الرسمية، وبفعل تواطؤ البعض وسكوت البعض الآخر، متجاوزين كل المبادئ والعلاقات التي تربط الأقطار العربية برباط مصيري في مواجهة الاستعمار والصهيونية. و على الرغم من أن الكثير من الشخصيات والحركات والقوى والأحزاب العربية قد وقفت إلى جانب العراق بما يمليه عليها ضميرها، إلاَّ أن الشعب العربي لم يقدِّم ما فيه الكفاية لإرغام أنظمته الرسمية للتراجع عن أخطائها أولاً، وتقديم العون والمساعدة والمساندة للشعب العراقي ثانياً. وإنه لا خلاص للأمة إلاَّ بإزالة الاحتلال ومحو آثاره وإعادة الوحدة للعراق أرضاً وشعباً.

أيها الشعب العراقي الأبي

بعد خمس سنوات من العدوان، لا تزال تعاني الكثير من جراء الاحتلال، بغياب الأمن، وفقدان الخدمات الصحية والاجتماعية، ناهيك عن التدمير المنهجي لمعالم الدولة، والموت اليومي للنساء والأطفال والشيوخ، والتهجير القسري إلى شتى دول العالم طلباً للأمن والرغيف. على الرغم من كل ذلك فأنت شعب معطاء، بماجداته وأطفاله وشيوخه، لقد تحملت وعانيت وكابدت من شظف العيش وغياب الأمن، وفضَّلت أن تدفع من راحتك وأمنك وحياتك للدفاع عن العراق وسيادته وكرامته.

أيها المقاتلون والمقاومون والمجاهدون

صمدتم طوال خمس سنوات، وأنتم تقاتلون المحتل الباغي، دفعتكم الكرامة إلى بيع أنفسكم لوطنكم، فكبرتم في نظر العالم كله. وإنه على الرغم من مقدرتها العسكرية التي لا تُضاهى، و على الرغم من أنها استطاعت أن تحتل أرضكم، لقد أثبتم لقوى الشر الأميركية أنها عاجزة عن احتلال شعوركم بالسيادة والكرامة. وقد أثبتم عجزها عن تحقيق أهدافها، وأرغمتموها، كما أرغمتم حلفاءها، على الاعتراف بفداحة الخطأ الذي ارتكبوه عندما قرروا احتلال العراق.

إنه بفعل نضالكم وجهادكم، رست صورة المشهد الراهن على عدد من المتغيرات، ورجحت فيه موازين المقاومة وأصبحت قريبة جداً من النصر. وضعفت فيه موازين الاحتلال وشركائه، وأصبحت قريبة جداً من حافة الهزيمة.

يا أبطال المقاومة العراقية

لن يقطف العراقيون ثمار مقاومتكم ونتائجها فحسب، بل كل العرب أيضاً، هذا ناهيك عن أن كل دول العالم المقهور أميركياً، عادت الحيوية إلى حركتها، واستندت إلى النتائج التي حققتموها من أجل تحدي الوجود الأميركي أينما كان، وتشكيل جبهات وحركات لمواجهته ومقاومته.

إن العراق الأبي، بفضل نضالكم، سيشع على العالم أنواراً تضيء له الطريق في سبيل الخلاص من طغمة الشر والإرهاب الأميركية، وبه عبَّدتم الطريق أمام أمتكم العربية لتفخر على العالم كله أنها أسقطت أكبر مشروع إمبراطوري أميركي، لو قُيِّض له أن يعيش فسيحكم العالم بقوة الحديد والنار والعبودية والذل.
أيها الرفاق والأخوة في حركة التحرر العربية

إن المقاومة الوطنية العراقية، بنضالها، والنتائج التي توصَّلت إليها، في دفع المشروع الأميركي إلى التراجع، ثم الوصول إلى حافة الهزيمة، لهي ملك لكل الأحرار العرب، الأمر الذي يدفعنا إلى مناشدتكم من أجل تفعيل حركتكم الداعمة للمقاومة العراقية، واعتبار مسألة تحرير العراق الحلقة المركزية لأي مشروع تغييري ينطلق من الداخل، وتحرري من هيمنة التحالف الأميركي والصهيوني على مقدرات أمتنا وسيادتها.
يا رفاقنا في المقاومة العراقية

إننا وإذ نقف على أبواب العام السادس للاحتلال، نتوجه إليكم بكل مواقف الاعتزاز والفخر، ونبارك عملكم الجبهوي الذي قمتم بالإعلان عنه، بصيغة (قيادة الجهاد والتحرير)، برئاسة الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي الرفيق المناضل عزة الدوري.

وإذ نتوجه بالتحية إلى كل حاملي البندقية في الوطن العربي لمواجهة الاستعمار والصهيونية، ندعوهم أيضاً إلى سلوك طريق توحيد جهودهم ونضالاتهم، فبالوحدة يختصرون طريق التحرر والتحرير.

كما نتوجه بالتحية والإكبار لروح الشهيد صدام حسين، مؤسس المقاومة وقائدها وشهيدها الأكبر، الذي قدم نفسه قربان فداء للعراق والأمة العربية.

وتحية إلى روح المناضل الكبير، الشهيد طه ياسين رمضان، والشهيدين برزان التكريتي وعواد البندر، في الذكرى السنوية الأولى لاستشهادهم.

والتحية إلى كل شهداء الحزب، الذين واجهوا بشجاعة الحكم باغتيالهم.
والتحية إلى كل المعتقلين، قيادة وقواعد، الذي أثبتوا الصلابة والشجاعة في كل مواقفهم أمام الجلادين.
والتحية إلى كل شهداء الأمة العربية الذين دفعوا حياتهم من أجل تحرير أرضهم من الصهيونية والاستعمار.

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                             الثلاثاء /  11  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  18 / أذار / 2008 م