بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الفاقدون كل شئ

 

 

 

 

شبكة المنصور

سامر ستو

 

اللاجئ : هو كل من يلجأ إلى مكان ما غير مكانه الأصلي لطلب حماية لنفسه أو لعائلته إذا كان رب أسرة , وفي نفس الوقت هو كل من يترك موطنه الأصلي نتيجة ظلم يقع عليه ويكون مهددا ً أما بالقتل أو الخطف أو الاغتصاب أو ترك دينه ..... الخ , أي بمعنى آخر يكون ( مضطهد ) , والاضطهاد يكون لعدة أسباب منها ( عرقي , ديني , جنسي , الانتماء إلى حزب سياسي معين أو فكر سياسي ) , وفي حالة التجاء الشخص إلى دولة معينة يعتبر هذا الشخص في القانون الدولي ( لاجئ ) وفي هذه الحالة يكون من واجب الدولة التي استقبلته مسؤولية حمايته وعدم إجباره على مغادرة البلاد وتوفير له العيش الكريم .

بالنسبة إلى أوضاع اللاجئين العراقيين في دول الجوار : من هم .. ؟ ما تعريفهم ... ؟ وهل يعتبرون لاجئين ... ؟ والى الآن المسؤولين لا يعترفون بهم كلاجئين أو كضيوف أو أي تسمية أخرى , فحتى التسمية يبخلون بها عليهم ... ! والى متى .. ؟ وفي حالة رجوعهم إلى العراق ماذا سيكون مصيرهم وخاصة الذين فقدوا كل شئ حتى المأوى فألى أين يتجهون ... ؟

كل هذه الأسئلة لا إجابة عنها لأن الحكومة الموالية للاحتلال في بغداد عاجزة حتى عن حماية نفسها وكل همها وتفكيرها سرقة ونهب وسلب ثروات الشعب العراقي فما كان من الذين لم يبق لهم في البلد شئ بعد أن هددوا واضطهدوا وهجروا قسرا إلا اللجوء إلى دول الجوار لأنهم الأقرب والوحيدين الذي فتحوا أبوابهم بوجه العراقيين وخاصة القطر السوري الشقيق .

السؤال الأهم هو ما مصير العوائل التي صار لها أكثر من ثلاث أو أربع سنوات في دول الجوار ... ؟ وكلنا يعلم إن هناك عوائل إذا توفرت لها وجبة الغداء فأنها تنام بدون وجبة عشاء وإذا لم تتغدى فأنها توفر ثمن لقمة الغداء إلى العشاء وهكذا , فحتى العوائل التي جلبت معها مبلغ من المال لا بأس به معهم بعد أن ابتاعت كل ما تملكه في العراق اخذ بالنفاذ وخاصة إن فرص العمل غير متوفرة والمتوفر منها لا يسد رمق العيش .

وعندما بدأ العمل بمشروع إعادة توطين اللاجئين في دولة ثالثة واستبشر معظم العراقيين به خيرا ً وخاصة ً أولئك الذين طال انتظارهم لسنوات لأن هذا المشروع هو فرصتهم الوحيدة بعد أن فقدوا الوطن والبيت والولد والبنت وكل غالي وعزيز ونحن نعلم إن كل طرق الهجرة مقفلة وخاصة بوجه العراقيين وكأنهم إرهابيين مرفوضين من كل الدول ونسوا أو تناسوا إن العراق كان في يوم من الأيام البلد الذي لجأ إليه الأجانب من كل حدب وصوب ليس لطلب حماية بل للعمل والاستثمار .

جاء مشروع إعادة التوطين ولكن للأسف وكما يقول المثل ( تمخض الجبل فولد فأرا ً ) جاء ليزيد هموم العراقيين وخاصة ً في سوريا بالنسبة إلى الذين أمسوا اليوم أكثر من ثلاث وأربع سنوات فيها والذين لم يبقى لهم في العراق شئ غير ذكريات جميلة في مخيلتهم يتذكرونها بين الفينة والأخرى وليس لهم إلا الله سبحانه وتعالى لأنه هو المعيل الرازق وأكثر أقربائهم في الخارج هم من يعيلهم ماليا ً .

نحن نعلم إن مشروع إعادة التوطين يقوم على خطة مدروسة تقتضي إعادة توطين ما معدله ألف شخص في الشهر في دولة ثالثة من سوريا وعمان خاصة , ولكن الملاحظ إن العوائل التي يعاد توطينها لا تتجاوز ربع هذا العدد وربما اقل , والمفترض من مكاتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين النظر في ملفات العوائل التي مضى على لجوئها إلى سوريا أو عمان فترة طويلة والتي تعاني الأمرين , ولكن الذي نلاحظه إن مكتب المفوضية يعيد توطين العوائل التي لم يمضي على لجوئها إلى سوريا أو عمان أكثر من سنة وربما اقل وكذلك إعادة توطين الشباب والعوائل التي فيها شباب باعوا أنفسهم قبل وطنهم وخدموا المحتل اما العوائل التي فقدت كل شئ فلها الله هو رازقهم وحاميهم وملجأهم وقت الشدة ... والشكوى لغير الله مذلة .......

 

Samir_sitto@yahoo.com

 

 

 

شبكة المنصور

                                           الثلاثاء /  18  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  25 / أذار / 2008 م