الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

لاجل عيون الاردن

 

 

شبكة المنصور

صلاح المختار

 

تلقيت دعوة مباركة ومشكورة من اشقاءنا في الاردن لمشاركتهم الاحتفالات بالذكرى السادسة لغزو العراق ، وقبلت الدعوة بكل سرور ، رغم انني كنت ملتزما بتنفيذ دعوة كريمة اخرى من اشقاءنا في البحرين والسودان في نفس الفترة ، وكان المتفق عليه هو القاء سلسلة محاضرات حول المقاومة الوطنية العراقية وتحرير العراق ، ولكنني فوجئت بان السلطات الاردنية قد منعتني من دخول الاردن بعد اعطاء وزارة الداخلية الاردنية الموافقة الخطية برسالتين رسميتين تجدونهما ملحقتان بهذه المقالة !

ورغم انني عدت من البحرين منهكا جدا ، بعد رحلة ليلية طويلة لم انم فيها في ليلة الاربعاء على الخميس ( الموافقان 9 – 10 نيسان ) فانني غادرت الى عمان على الاردنية ليلة الخميس على الجمعة ( الموافقان 10 – 11 نيسان ) وفي رحلة ليلية اخرى ايضا ! ووصلت في الساعة السابعة واربعين دقيقة صباحا الى مطار الملكة عالية . وعندها عزلت مع عراقي اخر وكنا الوحيدين من العراق في  الطائرة ، وقيل لنا انتظرا ، وبعد انتظار نصف ساعة دخل العراقي الاخر وبقيت انتظر في المطار ، وبعد اكثر من ساعة جاءني شخص بملابس مدنية ووجه لي اسئلة وكلانا واقف ، مثل ماشغلك وووو ... ألخ  وذهب . وبعد ساعة اخرى استدعيت الى غرفة قريبة ووجه لي شخص مدني اخر اسئلة بنفس الاتجاه ، وهو يدون ما يكتب ، وكانت اسئلة معلومات عامة ، باستثناء ملاحظة احد الضباط من الامن الاردني الذي اراد التعريف بي قائلا ( ان الاستاذ صلاح المختار عضو القيادة القطرية لحزب البعث في العراق ) ، وقبل ان ينتبه المدني قلت ( انا لست عضوا في القيادة القطرية فهذا شرف لم انله بعد ، انا مناضل في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي ) . ومن الاسئلة التي وجهت سؤال : (هل لديك اقارب او اصدقاء في الاردن وتريد زيارتهم ؟)  فقلت ( نعم لدي مئات الاحباب من الاقارب والاصدقاء لم ارهم على منذ خمسة اعوام لكنني لم ات لزيارتهم بل لاجل المحاضرات ) .

بعد ذلك تركت في قاعة المسافرين القادمين وبلغت مدة انتظاري اكثر من اربعة ساعات عندها طلبوني الى نفس الغرفة ، وهناك استقبلني مدني اخر ببالغ الادب واللطافة ورحب بي باحترام وقال ( استاذ صلاح انا اسف ان ابلغك بان دخولك الاراضي الاردنية ممنوع وعليك المغادرة في اول طائرة الى اي جهة تريدها ) ! ابتسمت وقلت له ( هذا حقكم السيادي ولو انني كنت اعرف انكم لن توافقوا لما اتيت ولدي كتابان رسميان من وزارة الداخلية بالموافقة على زيارتي باسمي الصريح والكامل ) . لم يعلق وصافحني بنفس الادب الجم وقال امرا الضباط ( سهلو مغادرة الاستاذ صلاح وباسرع وقت ) . وبسرعة تقدم ضابط اخر وقال هناك طائرة اردنية هي الوحيدة المتوفرة وتطير الى عدن وليس الى صنعاء في الواحدة ليلا ، ومنها دبر امرك الى صنعاء ! قلت له معنى هذا انني يجب ان انتظر اكثر من 12 ساعة هنا ، الا يوجد خيار اسرع ؟ اقترح ان تسألوا مكتب الاردنية لانه بالامكان العثور على خط مباشر او غير مباشر اسرع .

هنا اسجل لابناء العراق بشكل خاص ولابناء الامة العربية بشكل عام ما سرني وخفف من المي لمنعي من دخول الادن وهو تلك الشهامة العربية التي تميز بها الضباط ، وهم اكثر من واحد ، الذين تولو تسهيل مغادرتي بسرعة ، فبمزيج من الاحترام والمحبة والحديث الطيب للضباط الاردنيين معي ادركت ان امتنا بخير ، رغم ما يظهر السطح ، وعرفت ان الاشقاء في الاردن مضطرون لمنعي . ففي خلال اقل من عشرة دقائق عثر النشامى الاردنيون لي على طائرة يمنية كانت ستغادر بعد ساعة الى بيروت ومنها الى صنعاء ، ولكن مدير الاردنية قال (لا استطيع تبديل بطاقة الاردنية بالبطاقة اليمنية ) فرد عليه الضابط الشهم ( غيرها وانا امرك وعلى مسئوليتي ) ، فغيرها فورا وبدأ السباق مع الزمن لان موعد مغادرة اليمنية بعد اقل من ساعة . واكمل النشامى الاردنيون عملهم بالذهاب معي لسحب حقيبة ملابسي من قاطع اخر بعيد وابلغو الطائرة بعدم المغادرة لحين صعودي .

في فترة انتظاري في المطار كان موفد مجمع النقابات المهنية التي دعتني ينتظرني في الخارج وكنت قد اخبرته بما حصل عبر هاتفي واخبر النقابات ولجان حقوق الانسان والاحزاب الاردنية والاعلام بما يحصل وسارعت شخصيات اردنية بالاتصال بالسيد وزير داخلية الاردن والمخابرات الاردنية لاجل السماح لي بالدخول ، ولم تفلح كل هذه الجهود في تغيير راي من منعني من الدخول .

انني اذ اسجل كل ذلك فانني اريد ان اقول بان هذه التجربة المرة قد اعادت تعليمي بان علينا ان نصبر اكثر وان نتحمل اكثر ، وان لا ننساق وراء مشاعر الالم والغصب ، كي نبقي انفسنا مع العدو الاول والحقيقي لامتنا العربية ، وهو امريكا ومن يتعاون معها في تمزيق الامة العربية ،  وليس اي نظام عربي مهما كان موقفه سلبيا منا ، وبهذا المعنى فان الاردن سيبقى قرة عيني ، وستبقى ارض الاردن كارض العراق وفلسطين مقدسة وتستحق منا سفح دمائنا من اجل حمايتها من مشروع الوطن البديل الاسرائيلي ومن مشروع الشرذمة الطائفية الايراني الصفوي .

اما احبائي في الاردن ، من اردنيين وعراقيين  اقارب واصدقاء ، والذين كنت اتوقع ان تتكحل عيني برؤيتهم وتقبيلهم فانني اعتذر منهم لانني فشلت في ذلك ، فنحن في زمن لا نقتل فيه بقرار او بالصدفة فقط بل ايضا نمنع فيه حتى من تقبيل من نحب .

تحية حب واحترام لشعب الاردن الباسل .

تحية الى ضباط الامن الاردني في المطار الذين كانوا خير اخوة .

وسيبقى الاردن في القلب والعين .

 

Salah_almukhtar@gawab.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                             الاحد  /  07  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  13 / نيســـــــان / 2008 م