الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

نصيحة الى رجال ونساء المقاومة العراقية

 

 

شبكة المنصور

صابرين دياب

 

منذ سنة مضت قرأت مقالا أعجبني للأعلامي العربي الكبير محمد كريشان,عنوانه, نصيحة الى حماس, يوجه من خلاله نصيحة الى أحد مسؤولي حركة المقاومة الأسلاميه الصامدة في فلسطين المحتله, بشأن سلوك بدر من ذلك المسؤول في أثناء مشاركته في مؤتمر كان قد عقد في العاصمة القطريه الدوحة حول القضية الفلسطينيه, ما دعاني للسماح لنفسي الى استخدام"النصيحة" عنوانا لمقالي هذا لما تحمله من امانة وصدق ووفاء.

وربما هي خشيتي على حماة كرامة كل عربي ومسلم من رجال ونساء الحرية والعزة في العراق العربي المحتل التي حالت دون ترددي في توجيه اشارتي أو نصيحتي اليهم لأخذ الحيطة والحذر من المتلونين من أبناء العراق نفسه وعلى وجه الخصوص بعض الذين يستغلون طلاتهم التقليديه غير المجديه على شاشات التلفزه,تحت مسميات تعددت فمنهم يصفونهم بالكتاب واخرون بالمحللون واحيانا بالمختصين, وفي احيان اخرى يكتب هؤلاء للتجارة بالقضية العراقية حين يتناولون مشروع المقاومة الحرة في العراق العربي القابع تحت نير الاحتلال ..

لا يخامرني ادنى ريب بحكمة احرار العراق وهم يدركون بالتأكيد بأن اذا ما دب التلون في اوراق النبات فهذه دلالة على بداية التساقط, وهذا ينطبق على الشجر دائم الخضرة, الفرق أنه في الحال الأخير ورغم التساقط تكون المحافظة على دوام الخضرة مضمونة ودائمة, حيث تتم عملية تبديل وتجديد, أما في الحالة الأولى فيكون هنالك العري الكامل التلون في المجتمع العربي وفي أي اطار وخاصة السياسي والفكري هو مرض خطير, يتعرى صاحبه من الشجاعة والأستقامة والمبدئيه, ومنبعه حب  الذات والتفتيش عن مكانة ومصلحة لهذه الذات في مختلف الظروف. ويدخل المتلون تحت تأثير الأغراءات والتهديدات دون مناعة من الكرامة, والعديد من الشعراء والعلماء والأدباء تطرقوا الى هذه الظاهرة المعيبه من مثل:"اذا الريح مالت مال حيث تميل".

وفي المجتمع العراقي خاصة في  ظل الاحتلال وعملائه , العديد من هذه الظواهر, على المستوى الداخلي في العراق والخارجي ايضا والتي يسميها الفلسطينيون "مع الحيط الواقف",  اصحاب هذا الموقف, مهزوزون لا ثقة لهم بأنفسهم, ويوجهون ضربة الى أهم وأعظم ميزات الأنسان العراقي الحقيقي الأصيل, ويبقون دائما على  هامش الحياة, لأنهم يفتشون دائما عن الظل, بعيدين عن وهج الحقيقة, والمجتمع العراقي في الواقع يقدّر الشجاعة والصدق والمجابهة والاستقامة.

التلون هو في الواقع فلسفة الخنوع والاستسلام والمذلة, وقد نرى المتلونين اكثر الناس صعصعة وظهورا لا يخلو من التمثيل والاستعراض المقيت في الاعلام المرئي من اجل التدليل على بضاعتهم الفاسدة, ومن أجل اثبات الولاء لكل الحبال, فهذه هي نفسية العبودية  وقد يصيب هذا المرض المعدي ضحايا جديدة حتى في خط وقوة نضالية, حيث تضيق النظرة وتقصر, وتتقزم الرؤية, ويهتدي المتلونون بعضهم على  بعض بسرعة عجيبة وبحاسة شم حادة لأن الطيور على أشكالها تقع. ان كل العيوب الأخلاقية الأجتماعية يتسع لها التلون الذي يشمل المداهنة  والمساترة والمجاملة البائسة واتخاذ موقف مناقض في نفس القضية بحسب ما تحركه الذاتيات المغرضه والعمياء, وكم صدق من قال والى حد بعيد:  

أن الناس أدق وأصدق بارومتر

وأظنني لست مخطئة اذا ما حرصت على ارسال همستي هذه لأصلاء بلاد الرافدين أصحاب الواجب العربي الأسلامي الكبير لصنّاع مستقبل كريم يليق بعظمة وعراقة اعرق بلاد الدنيا, العراق العربي الماجد, وهم بكل تأكيد ينبذون كل نماذج الاستسلام والذل وفي طليعتها التلون ويحسنون التمييز بين  الصالح والطالح ممن تمنح لهم المنابر للحديث ,وذلك لضمان الحفاظ على استراتيجية المقاومة الحكيمة في مختلف حيثياتها, وبناء مخططات وبرامج  كفاحية ثورية اوسع وأقوى لتصعيد النضال ضد الاحتلال الغاشم الذي نابنا نحن الفلسطينيون من علقمه مذاقا, فكلما كان الجسم سليما من تلك الأدران  كان التخطيط سليما من اجل دحر الغزاة وتطهير بلاد الرافدين من دنس المحتل وعملائه في اسرع وقت ممكن .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                            الاحد  /  07  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  13 / نيســـــــان / 2008 م