الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

قانون اجتثاث البعث .... حقائق مروعة من الميدان

 

 

شبكة المنصور

كاظم عبد الحسين عباس  / اكاديمي عراقي – بغداد

 

ملاحظة : البعث يعرف كيف يدافع عن نفسه وهذا المقال هدفه الاساسي كشف زيف الديمقراطية الامريكية وتهافت مضامينها

ليس من المعقول أن تكون صدفة, محض صدفة, أن يكون القانون الأول الذي يصدره الحاكم المدني بول بريمر بعد احتلال العراق هو قانون اجتثاث البعث بالأمر رقم واحد. ويقينا" ان هذا القانون قد تحول الى أكثر القرارات التي اتخذها بول بريمر اثارة للجدل الى جانب قوانين الغاء الجيش ومؤسسات الدولة الاخرى. ومثار الجدل الاول في هذا القانون سئ الصيت هو انه يتنافى كليا" مع مبادئ الحرية والديمقراطية التي ادعت وما زالت تدعي ادارة بوش انها احتلت العراق لتطبيقها على أنقاض دولة العراق الوطنية والقومية التي أطاح بها الغزو الامريكي للعراق عام 2003. ان هذا القانون هو نتاج التفاعل والاتفاق المسبق بين أميركا وعملاءها مما سمي بالمعارضة العراقية وان القانون قد تم الاتفاق عليه بين أطراف هذه المعارضة في عدة مؤتمرات رعتها بريطانيا وأميركا وخاصة مؤتمر لندن ومؤتمر صلاح الدين وهو نتاج طبيعي لعقلية الطائفية والعرقية والشعوبية التي تمثلت في هذه المعارضة ووسمت كل تحالفاتها وتوجهاتها يقف في المقدمة من ذلك ما يعرف بالاحزاب الطائفية الشيعية والتي أرادت لهذا القانون أن يكون مدخلا" للثارات والأحقاد الدفينة وانتقاما" من كل ما أفرزته حقبة الأربعون عاما" السالفة من انجازات وما رافقها من حيثيات عمل مختلفة ومتعددة جعلت من هذه الاحزاب محض مسميات هامشية في الوقت الذي ارتقى فيه الفكر القومي العروبي الانساني وتطبيقاته في الميدان الى مستويات الانتاج الحضاري الذي يؤشر ولادة الامة من جديد. ولقد وجد الامريكان في فكرة الاجتثاث مدخلا" مبتكرا" لتنفيذ العديد من مآربهم وأهدافهم وخططهم في مرحلة ما بعد الاحتلال وخاصة في تنفيذ خطتهم للاجهاز على الفكر القومي العروبي وما يمثله من تهديد لمشروع استقرار الدولة العبرية المقامة على ارض فلسطين المغتصبة.

ويبدوا ان المخابرات الامريكية قد وضعت الاجتثاث في قائمة أولوياتها لكي تلعب عليه الاوراق الخطيرة الآتية:

1- ورقة شيطنة النظام العراقي السابق الذي قاده حزب البعث العربي الاشتراكي للانقضاض على سمعة النظام الطيبة في الداخل العراقي وعلى المستويات العربية والاسلامية بشكل خاص. ان سمعة العراق على المستويات الشعبية العربية والاسلامية والدولية خصوصا" كانت مصدر قلق أمريكي وصهيوني مستديم وكان لابد من فعل من طراز خاص للاطاحة وتشويهها حتى ولو على حساب سمعة أميركا في أدعاءاتها الديمقراطية والانسانية.

2- لعبة خلط الاوراق في حلقات الفوضى العارمة التي اجتاحت البلد تماما" كما الطوفان الذي تنبأ به الرئيس العراقي الراحل الشهيد صدام حسين رحمه الله في حالة إسقاط النظام الوطني. فلقد كان مخطط اللعبة القذرة يقتضي أن يكون البعث ورجاله الذين سُلبت منهم السلطة عنوة بفعل الغزو هم الاشباح التي تقتل الشعب العراقي في تفجيرات الشوارع والاماكن العامة, ومن في الدنيا يستطيع ان يثبت عكس ذلك, ومن في الدنيا يستطيع ان يوقف عجلة الاعلام الهائلة التي ربطت كل اعمال قتل العراقيين المجاني بالبعثيين الصداميين التكفيريين؟ الى جانب العدو التقليدي الذي ولد بعد الاحتلال وضخم مخابراتيا" واعلاميا" ليتحول الى أكبر عدو جاءت اميركا لتحاربه خارج أرضها وهو تنظيم القاعدة مع محاولات مستميتة لابعاد الفاعلين الحقيقيين المحركين لعجلة الموت المجاني وهم الاحتلال ومخابراته وجيوش مرتزقته اضافة الى ميليشيات الاحزاب المتعاونة مع الاحتلال.

3- منح الاحزاب الطائفية وتشكيلاتها المليشياتية كميليشيا بدر والدعوة والمؤتمر الوطني والصدرية ومنظمة العمل الاسلامي والفضيلة غطاءا" للبدء باكبر عملية تصفيات جسدية يشهدها تأريخ البشرية الحديث وربما حتى القديم. الامر الذي سيزيد من تفاقم الوضع الأمني متى ما أراد الاحتلال ذلك ضمن لعبة صمّام السيطرة غير المطلقة والتي تتيح للاحتلال تأجيج الاوضاع الامنية الى حدود لا تقع خارج سيطرته ومن ثم اعادتها الى مستوى محدد من العنف الدال على اللا استقرار.

4- تحقيق انتقام امريكي صهيوني فارسي للحزب الذي قاد السلطة في العراق لخمس وثلاثين عاما" وسبّب الكثير من وجع الدماغ والأرق الى كل هذه الاطراف كل حسب ما أصابه من وقائع المواجهة بين دولة أرادت أن تؤسس لارادة وطنية عراقية عروبية قومية مستقلة ومسيطرة على كل مقدراتها وقادرة على لجم الارادت الثلاث مجتمعة أو كل على حدة في حيثيات عدوانها المختلفة الصور على العراق وعلى الامة العربية.

ولن نسهب أكثر في فرعيات أخرى من أساسيات قرار الاجتثاث ونترك للقارئ الكريم أن يدخل في عملية إعمال للفكر لرصدها بطريقته الخاصة, وسنحاول تسليط الضوء على النتائج الكارثية التي حصلت نتيجة تبنّي الاحتلال وعملاءه لهذا القانون والتي أدت باميركا للبحث بعد فترة قصيرة من اصداره عن وسائل للتملص من مسؤوليتها التاريخية عن اصداره وتنفيذه فورا" بعد الاحتلال، ومحاولة القاء اللوم والتبعات والتداعيات الخطيرة له على مقررات المعارضة والتي لم تألو جهدا" هي الاخرى من القاء اللوم والتبعة على اميركا باستثناء طرف واحد وواحد فقط ظل يعتبر هذا القرار انجازا" (متحضرا") وهو على ما يبدو ذات الطرف الذي عمل على جر بقية الاطراف الى اعتماد هذا القانون ومن بينها الاكراد وعلاوي والحزب الاسلامي، وهو الائتلاف الشيعي.

بحسابات بسيطة نستطيع أن نحسب عدد العراقيين الذين طالهم الاجتثاث بصيغة الاقصاء من الوظائف والتي تتراوح بين عامل بلدية وصولا" الى وزير وما بينهما من معلمين ومدرسين وأساتذة جامعات وباحثين علميين وقضاة وموظفين في مختلف دوائر الدولة وضباط ومنتسبي الأمن والمخابرات والاجهزة الأمنية الخاصة والجيش والحرس الجمهوري والحرس الخاص وديوان الرئاسة والدوائر التابعة له والذين تتراوح درجاتهم في الحزب بين عضو قيادة فرقة وصولا" الى القيادة القطرية اضافة الى المكاتب الحزبية المختلفة وسنجد انفسنا امام الرقم 500 ألف بعثي في اقل التقديرات. ولو افترضنا ان معدل عدد افراد العائلة العراقية كمتوسط هو خمسة افراد فان عدد العراقيين الذين قطع الاجتثاث عنهم وسيلة عيشهم الأساسية والوحيدة وهي مرتباتهم من الدولة هو بحدود 2.5 مليون انسان وقد تم قطع رواتبهم من منتصف مايو 2003 وحتى اللحظة وأي تقدير أقل من هذا الذي نورده لن نسمعه من أي طرف سوى (دولة الاجتثاث برئاسة أحمد الجلبي وعضوية أطراف الائتلاف) لتعمية الرأي العام المحلي والدولي عن حقائق المآسي الانسانية الكارثية التي أقدمت عليها دولة الاجتثاث وهي أقوى دولة أسسها الاحتلال ضمن اطار تمزيق العراق الى عدة دول.

وقد بلغ عدد الذين أعادهم بريمر قبل خروجه من العراق من شريحة أعضاء الفرق فقط قرابة 10 آلاف بعثي وأضافت لجنة اجتثاث البعث قرابة ثلاثة آلاف بعثي للرقم البريمري فصار المجموع وفقا" للاحصاءات الرسمية المعلنة على لسان دولة الاجتثاث هو بحدود ثلاثة عشر ألف وباستخدام المتوسط العددى السابق يكون اجمالي من أُخرجوا من دائرة اجتثاث الرزق والمعيشه هو بحدود 90 ألف انسان من اصل الرقم الاجمالي (2.5مليون). مع ملاحظة ان عددا" مهما" من أعضاء قيادات الفرق قد تم اعادة اجتثاثهم مرة أخرى بعد خروج بريمر اما بطريقة الطرد من الوظيفة مجددا" أو بطريقة التصفية الجسدية. ويكفي ان نذكر هنا للاستدلال على مصداقية احصائياتنا ان عدد المعلمين فقط من أعضاء الفرق ممَن لم يشملهم الاستثناء في احدى محافظات الصغيرة هو 500 معلم والى لحظة كتابة هذه السطور، وللقاريء الكريم ان يتخيل بقية الارقام في محافظات العراق الكبيرة.

ما دلالات هذا الرقم البشري الهائل حين يكون واقعا" بين فكي رحى التصفيات الجسدية والاعتقال والتهجير؟ وعن أية حرية وديمقراطية وحقوق انسان يتكلم الامريكان وعملاءهم؟ وكيف يمكن لهذا الكم البشري الهائل من التصرف وهو محاط بتهم اجرامية لا يعرف شيئا" عنها سوى انها مطارق ظلم وادعاءات فارغة تسقط فوق رأسه وتقود حياته الى العدم والمجهول والتيه؟ سأترك الاجابة للقارئ الكريم بعد ان استدرك لكي أتوافق مع موضوعية أزعمها لنفسي هو انني سافترض ان بعضا" ممن شملهم الاجتثاث قد قاموا باعمال يحاسب عليها القانون بغض النظر عن وصفها وتفاصيلها وهو أمر طبيعي وبديهي في أي نظام يقود دولة قانون وعدالة حازمة وبعض من البعثيين قد طالهم القانون وعوقبوا لاسباب مختلفة في فترة الحكم الوطني اصلا"، ولكن مَن يمتلك الحق في تجريم الملايين من غير محاكمات ولا لوائح اتهام، وقد تم عمليا" تصفية ما لا يقل عن 150 ألف منهم لحد الآن.

وعلى أية حال, فانني أرغب ان أضع أمام عقول وضمائر قرّائي الافاضل جانبا" آخر من قصة الاجتثاث التي لاكها الاعلام المستعرب بشكل خاص كانعكاس لتبعيته المريضة للاعلام الامريكي ولازال يلوكها وهي ذات شقين:

الاول: البعثييون والسلطة والعملية السياسية
الثاني: الاستخدام الطائفي لقانون الاجتثاث

يحتاج الاحتلال وعملاءه الى سنوات غير قليلة تضاف الى خمس مضت لاقناع حفنة من العراقيين فقط على ان البعثيين يمارسون العنف والارهاب لكي يفرضوا حالهم كرقم صعب لتضطر اميركا وأطراف عمليتها السياسية العودة للتعامل معهم ومنحهم فرصة الدخول في ما يسمى بالعملية السياسية، والحصول على عدد من الوزارات مسلوبة الارادة التي يُشرف عليها المستشارون الامريكان. ان حزب البعث العربي الاشتراكي وفق موروثه الفكري والعقائدي قد تبنى مقارعة السيطرة الاستعمارية والاحتلال والهيمنة السياسية المباشرة وغير المباشرة وتحرير الثروات والارادة العربية وشارك عمليا" في كل أشكال المقاومة العربية لكل مظاهر الاستلاب والسيطرة وفي كل حركات التحرر العربية منذ أكثر من ستين عاما" وقاد العديد من ثورات التغيير في الاقطار العربية وأثبت بما لا يقبل أي جدل هويته التحررية الوطنية وبرامجه القومية في قيادته للسلطة في العراق خلال ثلاثين عاما" اضافة الى مشاركة فعلية لدولة الحزب في العراق في جميع المواجهات العسكرية العربية مع الكيان الصيوني وقدرته وحيويته المؤثرة في بناء قوة عسكرية هائلة وصناعة وطنية عسكرية ومدنية وقاعدة علمية عملاقة في العراق ... كل هذا وسواه تجعل من الحديث عن مشاركة الحزب في حكومة الاحتلال مجرد نكتة سمجة لا يضحك منها الاّ الاهبل. ان الحزب الذي يعرفه العراقييون والعرب لا يمكن ان يضيع تاريخه كله ويمسخه لمجرد الرغبة في امتلاك عدد من كراسي الحكم التي لا تحكم أحدا" ولا يمكن ان يمسخ هويته التي خطها بجهاد ونضال طويل في بعض منه سالت دماء طاهرة للدخول في عملية سياسية تعبانة وعليلة يتسرب منها كل يوم جزء ممَن أسسوها على حساب أنهار الدم العراقي الزاكي وعلى حساب خراب العراق من أقصاه الى أقصاه. ونحن على يقين مطلق ان الحديث عن أمر كهذا هو مجرد خوض اعلامي في مياه آسنة، ونرى ان دخول فرد أو افراد ممن كانوا محسوبين على تنظيم الحزب فيما يصطلح عليه زورا" وبهتانا" ونفاقا" بالمصالحة الوطنية او في موقع حكومي هو امر محتمل ومتوقع ولا يُضير البعث بشئ لانه وببساطة متناهية نوع من الردة، والردة أمر وارد ومجرب في تاريخ العراق والعرب والمسلمين بل وفي كل التجارب الانسانية.

النقطة الحاسمة والجوهرية هنا هي ان الحزب قد نظم صفوفه عسكريا" ومدنيا" منذ يوم احتلت بغداد الحبيبة واسس المقاومة العراقية الباسلة والتي ساهمت الى جانب فصائل اخرى مقاومة قومية واسلامية ووطنية مستقلة (لا تخلو ابدا" من حضور بعثي بين اضلعها باستثناء فصيل القاعدة) في اسقاط الاحتلال وما فرخه في وحل ثخين القوام ومستنقع ملئ بتيه الاحراش، جعل المحتل يُعيد النظر في خططه التي دمرت النظام السياسي والقانوني والاداري والانتاجي والتربوي والصحي والتجاري للدولة العراقية ومن بينها قانون الاجتثاث سئ الصيت ودفع بزبانيته دفعا" الى تبني فكرة مايسمى بالمصالحة التي لا يؤمن بها الائتلاف الشيعي الحاكم بتاتا" ويراوغ للتملص من الضغط الامريكي في ما يعلنه من خطوات وهمية للوصول اليها. ان الهجوم على البعث الآن او محاولة استمالة اعضاء سابقين فيه للمشاركة في المصالحة او الحكومة هي جزء من عملية العداء والحقد الدفين للحزب سواءا" من المحتل او من اعوانه وخاصة بعد ان تحول من حزب سلطة الى حزب مقاومة وطنية لا أحد في الدنيا كلها يعرف عمق وسعة تاثيرها على الاحتلال وما تحدثه من خسائر فادحه ستقوده حتما" الى الهزيمة وتحرير العراق سوى الاحتلال واعوانه انفسهم، وليست عودة الى الضمير او الانسانية ولا الى مبادئ الديمقراطية بأية حال من الاحوال هذا مضافا" الى محاولة الترويج الى تطبيلات وتهويلات اعلامية عن تشرذم الحزب الى مجاميع صغيرة متنافرة ومتناحرة في ربط سايكولوجي مدروس بعناية مع شرذمة الوحدة الاجتماعية العراقية لان البعث كان هو حامل سمات وجوهر انسجامها ووحدتها والفتها في الوقت الذي يُغض الطرف عن تشرذم حزب الدعوة والتيار الصدري واطراف اخرى في حلقة الاحزاب الطائفية الاخرى الموالية للاحتلال ومع معرفة يقينية من المحتل واعوانه على ان وحدة الحزب وقوة وتماسك بناءه الداخلي هي في افضل حالاتها الآن بعد ان تخلصت شجرته التنظيمية من الوصوليين والانتهازيين واشباه الرجال وبعد ان اكتشف ابناء العراق عموما" ان البعث كان خير من بنى واعز العراق وحماه وجعله بلدا" مهاب الجانب. ان على ابناء الامة ان يدركوا ان العويل الاعلامي وتصاعده ضد المقاومة الوطنية البطلة للاحتلال والتوجه للمصالحة الكاذبة المزيفة والحديث عن اجتثاث البعث أو بديله المضحك ما يعرف بقانون المساءلة والعدالة إن هي الاّ علامات على نجاح المقاومة واقرار ضمني بدور البعث فيها مثلما هي اقرار ضمني بفداحة الخسائر التي يتكبدها المحتل وأعوانه على يد المقاومة الباسلة ومنها المقاومة البعثية.

أما الوجه الطائفي للاجتثاث فهو الآخر امر يدعو الى السخرية المريرة. انه محاولات بائسة للايحاء بان الطائفية ليست فرخا" من فروخ الاحتلال وان الاحزاب التي جاءت مع المحتل هي مجاميع من الملائكة والعلمانيين بمعنى ان الطائفية كانت موجودة في زمن البعث وان الديمقراطية الامريكية بعد الاحتلال قد افرزت هذا الانفلات في التعبير عن الذات المذهبية المخنوقه، فيالُبؤس ديمقراطية تؤدي الى انفلات دموي طائفي يذبح اكثر من مليون عراقي، وسلام الله على مركزية اوقفت هذا الانفلات ومنعته ثلاثين عاما". والجميع يعرف ان هذه الفبركة لا معنى لها سوى الهرطقة الفارغة في ابواق الاحتلال وما اكثرها. فالبعث وتجربته في العراق علمانية مؤمنة وفق ألف دليل ودليل. فالجيش فيه كل الشعب والحزب فيه كل الشعب ومؤسسات الدولة فيها كل الشعب واكثر البعثيين قادة وقواعد من الفرات والجنوب وقادة الجيش هم بعثييون ومن كل الملل والنحل العراقية وعلماء العراق ممن هيئتهم دولة البعث هم في اغلبهم من الجنوب والفرات وكان قادة العلم والتعليم في جامعات البصرة والكوفه وكربلاء وبابل وواسط والمثنى وذي قار(وهي جامعات أُسست ووسعت وتطورت ابان فترة الحصار الجائر) وبغداد وغيرها بنسبة لاتقل عن 80% هم من اهل الفرات والجنوب. ويمكن الاقرار بشئ قد يشي بطائفية الدولة الوطنية هي انها قد حضرت قانونيا" الاحزاب الطائفية، وهاكم ما حصل بعد ان اجازها الاحتلال والتجربة خير دليل وبرهان على صحة موقف البعث ودولته من هذه الاحزاب وبغض النظر عن مسمياتها.

ان اقحام الطائفية في حوارات ومماحكات اعلامية وسياسية مكثفة منذ بدأ الاحتلال والى الآن هي محاولة رديئة المكونات لتسويغ اكبر خطأ ارتكبه الامريكان مترافقا" مع خطايا الاحتلال الاخرى، هو تمكين الاحزاب الطائفية من تمزيق العراق والسير به الى مستقبل قد لا تريده حتى اميركا المحتلة ذاتها، هذا بافتراض ان الامر محض خطأ وليس جزءا" من خطة نمزيق العراق.

وعودة على بدء, لقد كان الاجتثاث لطخة سوداء في جبين اميركا من دلالاته السياسية غير المتحضرة وصولا" الى تطبيقاته العملياتية التي تراوحت بين التجويع والاذلال والتشريد والتصفيات الجسدية والتي طالت مايربو على 150 ألف عراقي حصدتهم آلة الموت المليشياتي تحت ظل صيرورة ديمقراطية لا يستحي بوش وأزلامه من الكذب على اميركا والعالم بصددها وفي ظل ادعاءات مزيفة من توجهات لتأسيس دولة القانون والعدالة التي لم يلمس العراقييون منها غير برك الدم وفجائع الموت والتغييب والاغتراب في احضان وطن ممزق منهوب أو في بلاد الغربة التي كانت تشتري سياحة العراقيين وزياراتهم لها بالروح ثم صارت تعاملهم كارهابيين وشحاتين ومشردين.

واليقين اليقين ان العراق سيتحرر وان العراقيين سيعودون اسيادا" في بلدهم وأينما حلّوا لان منطق التاريخ وجدل المنطق يقضي بان لا يصح الاّ الصحيح وان الله سبحانه قد بشر الصابرين.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                            الاثنين  /  08  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  14 / نيســـــــان / 2008 م