الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

في رحاب الولادة المباركة

 

 

 

 

شبكة المنصور

كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي

 

ماحل العصور قد أفل ومزن العطاء قد أطلت! بشراك ياعروبة أضناها الانتظار حتى خيل أنها لن تلد أبدا", وأتعبها أنين الفرقة حتى خيل أنها لن تجد لوحدة المصير سبيلا, وداس فوق تطلعاتها الإنسانية خيول المد القادم من غابر العصور حتى ارتجى أهليها أية فسحة في فضاءات التمدن والحرية الإنسانية وتصاهر العطاءات.

نعم .. أيتها الأمة الصابرة المكابرة والقابضة على جمر المبادئ.. نعم فأرضك ما فتئت تلد النخل والتين والزيتون, وسماءك كانت منهلا" لطقوس الملائكة وأهازيج عباد الرحمن وفضاءك الرحب كان مذ خلق الله الخلق مبعثا" لأنوار الرسائل, وها هي إرادة الله في أرضك تبعث من جديد فيولد البعث.

حركة تحمل رجاء العرب وتعانق بعناد أزلي مواريث مجد العرب وتحمل روح العطاء الثر الذي قدمه العرب منذ الخليقة فاغنوا به فكر البشرية حين كانت بلا فكر وصولا"، وبعد ألاف خلت إلى قول فصل (اقرأ باسم ربك الذي خلق, اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم)، وكان قلم البيضة المحمدية الطاهرة حدا" فاصلا" بين قلم لا يجيد الكتابة وقلم يبدع فكرا" وعلما" وشعرا" .. وكل الأقلام يعربية ما كان قد ذكر وما هو في الذكر حاضرا".

ثارت الحركة بدءا" بالكلمة الحرة الأمينة على إرادة الصيرورة. ثم تحركت ثائرة في مظاهرات حشد لها العرب أنفسهم ليركلوا الإقطاع والرجعية وكتل الرعاع من دعاة الأمر الواقع واليائسين القانطين, ثم قفزت لتجد للعرب عنوانا ما ألفوه من قبل في حرية الرأي فتظاهر لها وبها أبناء العروبة ووزعوا المنشورات وأصدروا الصحف والكتب. ثم انتفضت تحرر أركان دولنا من أدران الفساد والركون إلى الروتين المدمر للرؤى والتطلعات.

انطلقت في كل مرفق وفرع ورافد ينبض بالحياة لتجدد فيه الآمال وتضعه في نصابه السليم. كلّ يعطي, كلّ يمكنه أن يبدع, كل يعمل, كل يتعلم.... هذا هو طريق النهوض. لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس وصولا" إلى يوم حضرت فيه كل الأمة في بقعة واحدة من أرضها فتحولت النظرية إلى تطبيق والكلام إلى فعل....إضاعة دقيقة من العمل إضاعة لفرصة من التقدم .... من لا ينتج لا يأكل ...لا خير في أمة تأكل أكثر مما تنتج.... أول من يضحي وآخر من يستفيد. تلكم لعمري اضاءات في مسيرة عمرها واحد وستون مضت.

كيف ولدت؟ وكيف صدقت الوعد والعهد؟

هل نعدد ما أنجزته الولادة عبر ستون خلت أم تراه عصيا" على العد والإحصاء؟ يقينا انه عصي بل وعصي حد الاستحالة لأن ما أنجز كان له بداية ولن يتوقف أو ينتهي. ونزعم إن البعث قد ادخل الأمة في أهم حلقة من مواضع فعلها ألا وهي النزعة للتغيير نحو الأفضل وانه وضع الأمة ضمن اطر اليقين بالقدرة على الفعل إن هي حاولت, وقد حاولت فعلا", حاولت التوحد فتحولت الوحدة من محض حلم إلى مسار واقع, وحاولت الثورة فثارت في جل أقطارها وانتصرت في أكثر هذه الثورات وحاولت أن تتربع على عروش لمعاني وأسس الحرية والديمقراطية فأنجزت في ذلك ما هو وفير ويصلح أن يظل منطلقا" لمزيد من إطلالات تأتي, وحاولت أن تطبق ثوابت للعدالة الاجتماعية فجنت في ذلك ثمارا" يانعة.

اكبر فضائل البعث العظيم انه وضع العرب أمام حقيقتهم المنتجة, ووضعهم أمام محطات استعادة تكوين الذات.

وحين كانت للبعث تجربة مؤزرة بقيادة تاريخية وشعب عرفته الأمة على انه جمجمتها ووطن محرر ثري... حين أينعت كل التجارب التي اشرنا وتوحدت في قارورة ثورة تموز المباركة عام 1968ونضجت كل خبرات الثوار سالت انهار الانجازات في كل العراق من أقصاه إلى أقصاه وعبرت حدود العراق لتثبت صدقية التجربة القومية ففاضت عطاءا" للأردن ومصر واليمن والمغرب العربي كله ووضعت فلسطين غاية في أفق الطريق فقاتلت مع سورية العروبة في الجولان رغم إرادات ما أرادت لها أن تدخل المعركة وقفز فتيان العراق النشامى في سيناء وفي لبنان. فصارت الأمة تدرك إنها تتمرتس حول ثوابت وعندها منطلقات وفيها حراك للصعود.

وفي الداخل العراقي اثبت البعث لذات الامة ولكل مشكك ومرتاب بان القدرة على الانجاز ليست حكرا على احد بل إنها بدأت في امتنا واليقين إنها قادرة على العودة إلى ضفاف الفعل المعطاء. اثبت البعث إن العرب يفكرون ويتقدمون وينتجون علما" ويبدعون في كل مقتضيات الحياة. اثبت البعث في العراق حيوية الأمة العتيدة وقدراتها اللا متناهية فازدهر العراق في التعليم والصحة والصناعة والتجارة والبحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة.

ولن نلتفت إلى الخلف إلاّ بالقدر الذي يقتضيه حال المراجعة الإنسانية المطلوبة. نعم لن نلتفت ففينا من مفاخر ما أنجزنا ما دفع أعداءنا من عملاء الداخل وأرباب الصهيونية أن يجيشوا الجيوش في حرب عالمية علينا دامت أربعة عشر عاما" بعد أن اسقط في أيديهم وخذلت خططهم من مؤامرات الداخل وتمرد الخونة وصولا" إلى عدوان إيران الغاشم. لن نلتفت إلى الوراء لان أطياف سيد الشهداء صدام حسين وانهار الدم الطاهر تسير أمامنا حين أراد لنا الله أن ننتقل من خانة قيادة السلطة إلى خانة الصفوف الأولى في الجهاد من اجل تحرير العراق والأمة من الاحتلالات المزدوجة.

لقد كان فعل الأعداء يكبر مع كبر فعل البعث حتى أراد الواحد الأحد أن نجرب البناء من جديد ببنادق التحرير وان نبدأ مسيرة الفعل العروبي المؤمن المتفاني أول من يضحي دون أن يستفيد حتى تحين ساعة نصر موعود تجند بعده كل خبراتنا العملاقة التي اكتسبتها الأمة بنا ومعنا فتحين ساعة انطلاق لنصل مرافئ واسعة في تحقيق أهداف الأمة في الوحدة والحرية والعدالة.

تحية المجد والسرمدية للقائد الإمام الشهيد صدام حسين عليه السلام.
تحية لرفاق العقيدة اسود البعث من قضى منهم نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
تحية لقائد الجمع المؤمن شيخ المجاهدين رئيس جمهورية العراق عزة إبراهيم حماه الله.
تحية لاسود العراق في كل فصائل التحرير المقاتلة البطلة دونما أي استثناء وأولهم من ارتضى لنفسه أن يرى انه وحده في الساحة المقاتلة حتى يرى بعيون اكبر وبصيرة أوسع، إن ساحة الجهاد واسعة وتسع كل الفرسان وان ليس بوسعه أن يرى كل الفرسان.
تحية لحزب البعث العربي الاشتراكي ولكل مناضليه في كل الأمة في ذكرى التأسيس المباركة.
عاشت فلسطين حرة عربية.
عاش العراق حرا عربيا موحدا".
الموت للمحتل وعملاءه.
والله اكبر, وما النصر إلاّ من عند الله.

 

 

 

 

حول طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                           الاثنين  /  01  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  07 / نيســـــــان / 2008 م