الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

خضير طاهر .... هل راجعت نفسك يوما ؟

 

 

 

 

شبكة المنصور

كاظم عبد الحسين عباسأكاديمي عراقي - بغداد

 

أنا لست ممن يروق لهم الدخول في مماحكات الكترونية لأنني لا أجيدها وغير مؤهل للخوض بها. لكنني وجدت نفسي مرغما" في كتابة هذه السطور المتواضعة وأنا واقع بين الشك واليقين من أن يقوم موقع كتابات بنشرها, وعلى أمل أن يجتاز هذا الموضوع مقصلة الرفض كما حصل مع غيره من مواضيع أُعدمت ورُفضت رغم إن الموقع هو صحيفة بأقلام محرريها وان المواضيع تعبر فقط عن وجهة نظر محرريها إلاّ إن موقع كتابات قد جافى أعراف النشر التي وضعها لنفسه مع بعض موضوعاتي السابقة.

بصدق تام بعض موضوعاتك تجعلني أُصعق وأدعو الله أن تكون مازحا"، وبعضها يجعلني أتساءل بمرارة هل إن حرية النشر على المواقع الالكترونية تعني انك تتحرر من أبسط معايير الالتزام الوطني؟. هل سمعت يوما" بحكمة تقول: إذا بُليتم فاستتروا؟.

قد تكون أنت أحد أعضاء حكومة المالكي أو عضو برلمان من الائتلاف لكي نجد إن غزلك المتكرر بقوات الاحتلال الأمريكي التي تسميها قوات تحرير وتترحم على شهداءها وتلعن من اعتدى عليهم وقتلهم أمرا" مقبولا" ومسوغا". لكن كتاباتك تشي بل وتعلن انك ممن يلعنون الائتلاف وخطه وخططه. ألا ترى إن إعجابك المفرط بالمارينز الأمريكي وإعلانك عن الولاء لهم بطريقة تجافي حتى من تلعنهم من الإسلاميين الذين يوالون أميركا ولاءا" مطلقا"، وصارت عمائمهم ماركات مسجلة للبيت الأبيض؟ اننى عاجز عن فك لغز إعجابك المميز بقوات أميركا في العراق وبين عداءك المعلن بإطار من الشتيمة والسباب المبتكر للخط الطائفي المتحالف حد كسر العظم مع أميركا. من أنت إذن ولمن تُنظر ولماذا يقبل موقع كتابات منحك حرية الغزل وحرية الشتم ويمنع عن سواك حرية التعبير بما هو بسيط وعفوي ويعبر عن رأي الملايين من أبناء شعبنا؟

هل أنت وطني؟ وهل من الوطنية ما يجعلك تكتب مقالات يقرأها الآلاف من أبناء البلد تمجد جيش الاحتلال؟
وحيث إننا في زمن مجلل بالقدسية الديمقراطية، ويقتضي منطقها أن نقبل الولاء للمحتل بعد أن والاه آيات الله وحجج الإسلام وشيوخ الطرائق المذهبية وشيوخ بعض العشائر وبعض رجال القاعدة الذين صحو على حين غرّة وسياسيون معتبرون من أمثال الباججي والمالكي والجعفري وعلاوي والهاشمي وعبد العزيز وعبد المهدي ومثال والسيدة الفاضلة ميسون الدملوجي ورفيقتها مريم الريس وغيرهم كثير, فإننا التمسنا لك أعذارا" فيما قرأناه في هذا الخط الفكري العبقري. إلاّ إننا صعقنا مرة أخرى وأنت تدعو إلى إغلاق المنافذ (الحدودية) بوجه الأكراد كأسلوب للتعامل بالمثل. هل قررت جنابك أن تكون أول (دولة) تعترف بانفصال إقليم كردستان لتسجل لنفسك حضورا" دوليا" وليس شخصيا" فحسب، من على منبر كتابات؟ هل أعياك درب الجهاد الطويل للحفاظ على وحدة بلدك لتعلن هكذا بكل بساطة عن أهم خطوة من خطوات عزل الشمال العراقي عن جسده الجنوبي؟ وإذا كان الخط السياسي الكردي المتحالف جدليا" وعضويا" مع من تبتكر الشتائم لهم من المعممين وأهل الحوزة قد اختار لنفسه السير في خط انفصالي تحت راية الاحتلال، فلماذا تتوافق معه بمثل هذه السهولة المريبة إن كنت تحمل ذرة من الوطنية الحقة؟

إن قناعاتك وأطروحاتك في اقل وصف لها هو أنها لا تمت لوطن أو لوطنية بصلة كما إنها لا تنتمي إلى أي تعريف من تعار يف الحرية والديمقراطية حتى لو كانت الجهة التي تنشرها تحمل شعار عدم المسؤولية عن آراء المحررين إلاّ إن كنا في عصر قد تبدلت به كل المفاهيم والقيم والمبادئ دون أن نعلم بهذا التبديل!!!.
إن الوطنيين الأحرار ينزفون انهارا" من الدم ولسنوات طوال ولا يتنازلون عن وحدة بلدهم إن لم يكن هذا المنطق منطق تكفيريين وبعثيين وصداميين وأنت ومن هم على شاكلتك مستعدون أن يبيعوا الأوطان ويدمروا الديار ويذبحوا شعبا بأكمله ويهجروا الملايين ويصفّوا جسديا" كل عقل نيّر كي لا يلحق بهم مثل هذه النعوت والأوصاف الأمريكية.

إنّ ظلمك لنفسك واهلك وللعراق لا يعلو عليه سوى ظلم أحدهم حين كتب مقالا" نشره موقع كتابات عنوانه (طز بالعراق)، وهذا السيد قد وجد في حياة الليل في أوربا ما يدفعه لان يشتم وطنا" علّم الدنيا معاني الحضارة والإنسانية قبل أكثر من ثمانية آلاف سنة ويشتم العراق رغم إن في العراق يمكث علي بن أبي طالب والحسين بن علي وموسى الكاظم والحسن العسكري وعلي الهادي وعشرات الأئمة الأطهار من آل العترة المحمدية الطاهرة سلام الله عليهم. ونرى إن ظلم من يسمح بنشر مثل هذه المقالات ليس اقل وطأة لأنه السُم الزعاف يسكب على جرح العراق الرعاف .. وإنا لله وإنا اليه راجعون وأحمد الله أني وهبت من الحلم ما لم أمتلكه طوال عمري وأنا اكتب هذه السطور.

 

 

ملاحظة حول طباعة المقال
 

شبكة المنصور

                                           الجمعة  /  28  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  04 / نيســـــــان / 2008 م