الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

أزمة الائتلاف الصفوي وممكنات العمل الوطني القومي لتعزيز انتفاضة شعبنا الباسلة (2)

 

 

 

 

شبكة المنصور

كاظم عبد الحسين عباس /أكاديمي عراقي – بغداد

 

استعرضنا في الحلقة الأولى من هذا الموضوع باقتضاب أسس الصراع الإيديولوجي بين الفكر العروبي القومي وبين التيارات المسييسة للدين واشرنا إلى مقومات هذا الصراع العملية التي انتهت إلى سقوط مذل للتيار الطائفي في أحضان الخيانة والعمالة لم يحصل له مثيل في تاريخ الحياة السياسية الحزبية على مستوى الأمة العربية ولا الإسلامية تمثل بمصاهرة علنية بين العمائم وأميركا وحلفاءها، وأثمر في احتلال العراق وإسقاط الدولة الوطنية وأثمر أيضا في تدمير كامل أو شبه كامل لبنى البلد المختلفة ونسيجه الاجتماعي ونهب متعدد الأشكال لثرواته وقتل وتهجير ومطاردات واعتقالات للملايين من أبناء العراق وتفاصيل ذلك وسواه معروفه للقاصي وللداني.

ونحن نحاول هنا أن نستكمل الحديث عن حيثيات أزمة يعيشها التيار المسيس للدين وأحزابه الطائفية على الصعيد الفكري والميداني نحسب أنها تسجل النهاية التاريخية الحاسمة لهذا التيار ولكل ما أنتجه من خراب وتدمير للعراق بشكل خاص منذ تشكلت الدولة العراقية الحديثة والى الآن.

مكونات الأزمة:

1- العمالة السافرة

2- تعدد الولاءات الخارجية

3- الفشل الميداني

4- النزعات الإجرامية والانتقام الحرام

5- الخصومات بين الأطراف

6- أزمات إدارة الحكم بعد الاحتلال

7- الأزمات الفكرية

8- أزمات العلاقة مع الأطراف المشاركة في سياسة ما بعد الاحتلال من غير الصفويين

9- أزمات العلاقة مع العراقيين

10- الأزمات الناشئة عن ازدواجيات المعايير بين المعلن وبين المنفذ.

نحن نرى أن تعمل القوى المجاهدة وفصائل المقاومة الوطنية على الدخول في دراسة معمقة ومفصلة للعوامل أعلاه لان مثل هذه الدراسة ستعاون على تحديد بوصلات الفعل الجهادي السياسي أولا" والذي بدأ يتبلور في الآونة الأخيرة ويعبر عن النهج الفكري للمقاومة بفصائلها المختلفة وبوصلات الفعل الميداني الذي يشكل كشافا" لطبيعة الأعداء وقواهم الحقيقية وتلك القوى التي ضخمت دعائيا لتعمق اليأس عند أبناء شعبنا وتحبط أو تعرقل الأفاق العملية الراهنة والمستقبلية لواقعية التحرير وإمكانياته الفعلية بهدف تمديد زمن الاحتلال المزدوج والإمعان في تمزيق بلدنا.

لقد حاول الاحتلال وعملاءه إظهار القوى والحركات السياسية العميلة له والتي جاءت معه على ظهور عجلاته على إنها قوى عراقية حية وفاعلة وذات قواعد شعبية واسعة. وكان هذا التوجه يمثل عصبا" مركزيا" في لولبية العمل الإعلامي الدعائي لتحقيق أهداف مفضوحة من بينها استناد الاحتلال ومن معه على إرادة جماهيرية وليس فقط على إرادة وأهداف المحتل التي صارت الآن مكشوفة ومعروفة بالكامل وليس فقط إرادة العملاء التي صارت هي الأخرى مفضوحة ولسنا بحاجة إلى تضييع أي مساحة زمنية أو مكانية لها. وحيث أن هذه القواعد الجماهيرية قد كانت وهمية وملفقة في واقع الحال, برزت من هنا أول أزمات الأحزاب الطائفية العميلة سواء في بناها الهيكلية الداخلية أو على مستوى الشارع فدخلت في عمليات تنافس محموم لشراء الذمم والانتشار بوسائل بليدة ومفضوحة حولت هذه القوى إلى عصابات ومافيا بازارات تتحرك ببلاهة لكسب الناس، أما بدفع مبالغ من المال بالدولار الأمريكي أو بالتحشيد الطائفي أو بكلى الأسلوبين معا في الأعم الأغلب.

أن شراء الولاء بهذه الوسائل أمر معروف النهاية إذ إن الحشد المتكون بمثل هذه الوسائل السطحية والبليدة قد يحصل ويكتب له قدر من النجاح المحدود ضمن إطار وحدة زمنية ومكانية محددة إلا إن مصيره العدم دون أدنى شك.

ونحن نرى هنا إن العدم قد بدأ فعلا" يأكل من قواعد الإسفنج التي أسستها القوى العميلة بالوسائل إياها وخاصة تلك التي أسسها الائتلاف الصفوي في الفرات والجنوب العراقي.

واكبر مثال على ذلك هو التفتت الذي بدأ ولن يتوقف فيما يدعى بالتيار الصدري الذي تم تضخيمه من قبل أطراف عديدة من أطراف الاحتلال وخاصة إيران وأميركا وأُريد له أن يصور على انه تيار عروبي (وكانت هذه اكبر كذبة ضُخم على أساسها هذا التيار)، في حين إن حقيقة هذا التيار انه عصابات طائفية وسخة وأعداد من الفاشلين وشذاذ الآفاق ممن لا يعرف دينا ولا مذهبا ولا يعتنقون سوى عقائد الكسب الحرام والمتعة الرخيصة ولا يجمعهم سوى جامع واحد هو صلاة الجمعة التي يؤدونها في باطنية مقيتة فحواها إن بوسعهم أن يقوموا بكل فاحشة وجرم ثم يعودون إلى الله في نهاية الأسبوع إذ أن الله غفور رحيم.

التيار الصدري وجيشه في حقيقته هو تشكيل طائفي ليس له تعريف محدد لأنه لعبة بوسعها أن تكون فارسية الأهداف مرة وبوسعها أن تكون أمريكية الهوى والنوايا تارة أخرى.

انه رقم في بازار الفوضى المدمرة وفق أكثر من منظار وزاوية لكنه في ذات الوقت رقم صعب من أرقام الأزمة الصفوية لأنه مرتم في حضن مرجعية تتبنى منهجا يعارض ولاية الفقيه ويتصدى لهذه المرجعية من مدينة قم كاظم الحائري.

مع إن علينا أن لا نلغي احتمالات استخدام الواجهة الصدرية من قبل أبناء العشائر والقوى الوطنية المناهضة للاحتلال التي ليس بوسعها الإفصاح عن هويتها الحقيقية لأسباب موضوعية ودخول عناصر من قواتنا المسلحة البطلة في هذا التيار والتي قامت فعلا" بإعمال بطولية ومتواصلة ضد قوات الاحتلال وما زالت تقوم بها في الفرات والجنوب.

التيار الصدري مقدر له وفق الصيغة التي أشرنا لها أعلاه أن يتقاطع حتما" مع ركنين أساسيين من أركان الصفوية وهما المجلس الأعمى وميليشياته البدرية من جهة، ومع حزب الدعوة بكل أجنحته من جهة أخرى، كلّ لأسباب متباينة ومختلفة.

وقبل أن نذهب بعيدا في ما نريد الخوض فيه لابد لنا أن نضع قارئنا الكريم أمام الدلائل والقرائن التي تؤيد وتثبت حيثيات الأزمة التي نشير إليها. ومن بين أهم واحدث القرائن هذه مقالين نشرهما المدعو ضياء الشكرجي أحد أهم منظري حزب الدعوة وأحد أهم قادته إلى مرحلة ما بعد الاحتلال حيث خرج من العراق عائدا" إلى حيث أتى مع الاحتلال وخرج أيضا" من حزب الدعوة فكرا" وتنظيما" كما يقول هو بعظمة لسانه, في أحد المواقع الالكترونية, وتضمنا معلومات مثيرة ودقيقة عن تناقضات أطراف الائتلاف الصفوي والتي تؤشر مستقبلا" حالك الظلمة بإرادة الله سبحانه.

وأود أن أشير بشكل سريع إلى أهم ما وضعه الشكرجي في مقالاته:

1- التأكيد الواضح والصريح على تبعية الأحزاب والحركات الطائفية إلى إيران. إلاّ أن الرجل وبأمانة يحسد عليها قد أكد إن عمالة الأحزاب لإيران ليست بنفس الدرجة بل رتبها هكذا تقريبا:

المجلس الأعمى وبدر يليه منظمة العمل الإسلامي ثم الدعوة ومن ثم الصدري والفضيلة.

2- إن الخلافات العميقة بين أركان الدعوة العميل والانشقاقات التي حصلت وتحصل فيه تعود إلى طبيعة صلة هذا الحزب العميل المجرم مع بقية أطراف التركيبة الطائفية الصفوية.

3- إن الخلافات بين إطراف التركيبة الصفوية هي خلافات فكرية تتمحور حول درجة الانتماء من عدمه إلى حكاية ولاية الفقيه وقد حاول بعض أركان الدعوة العميل نقلها إلى نوع من الخلاف على درجة الوطنية من عدمها (مع إن العالم برمته لا يقسم الوطنية إلاّ على واحد وناتج القسمة دوما هو واحد).

4- إن الأزمة الفكرية ومعها أزمة إدارة الحكم تحت الاحتلال قد أطاحت كليا بصدقية أطراف الائتلاف كلهم فدخلوا في دوائر التيه ومع هذا ضاعت حتى ملايين الدولارات التي وزعوها لتأسيس القاعدة الشعبية أي عن طريق شراء الذمم.

لا أريد الخوض أكثر في مرارات الشكرجي المعلنة في هاتين المقالتين أو المعلنة في سواها من مواقفة بعد أن أُطيح به وخرج من المولد بلا حمص شأنه شأن العديد من عرابي الاحتلال وذيول الخيبة وقبل أن أعود إلى صلب موضوعي، أريد أن انوه إلى أن الشكرجي وأمثاله مفيدين جدا" إذ إن رصد نتاجهم المسموع والمقري صار منارا"، يدلنا على ظلماتهم الجهنمية ويكشف ما ستروه من عورات عن شعبنا ويدين مغالاة التطرف الشيعي الصفوي بكل أشكاله ومعانيه بدءا" من الممارسات المنحرفة في عاشوراء وصولا" إلى تأليه أهل البيت، وان مثل هذا الكشف لايهمنا بحد ذاته كفضائح فكرية وسياسية وتنفيذية لأعداء التيار العروبي بقدر ما يعنينا استثماره على أتم الوجوه لإضاءة أركان الظلمة التي أوقعوا بها أهلنا منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة فصارت تلكم الظلمة متاهة للرذيلة والإجرام، أخر بلدنا قرونا وأودى بحياة الآلاف من أبناءنا لا لشيء بل من اجل أن يصل أطراف الصفوية إلى تحقيق مآربهم الدنيئة ومصالحهم الأنانية الحقيرة على حساب الوطن والشعب.

إن الدخول في تفاصيل الأزمة وأركانها العشر التي أوردناها أعلاه ليس بالأمر الهين إلاّ إن ما نود التركيز عليه بانتظار إطلالات مضافة من الأقلام المفكرة المجاهدة ونلح على ضرورة الولوج به فورا" وتطعيم قواعد الجهاد في الميدان به كمساهمة متواضعة في خط سيرها الحثيث المبارك نحو التحرير الناجز بإذن الله:

1- إن أطراف العمالة والخيانة ليست في حقيقتها سوى كيانات متنازعة ولا تقف على أية ارض صلدة تؤهلها لإدارة دولة عصرية أو النجاح حتى في تدبير شؤون الحكم. إنها هياكل كارتونية ستطيح بها رياح رصاص التحرير من المحتل الأمريكي وليس الرصاص نفسه. إن جزءا" بسيطا" من جهد المقاومة الباسلة سيكون كفيلا بتعميق فشلها ويعمق عزلتها ويسلط مزيدا" من الأضواء على ضحالة وجودها إلاّ إن هذا الجهد مطلوب القيام به والتواصل مع خطوط فعله لأنه سيؤدي بالنتيجة الى إفراغ محتوى التحالف العميل مع المحتل ويسهل من توسيع دوائر ضرب كلا الطرفين بما يزيد ويعمق من جرحيهما ويمزق مرتكزات التوافق بينهما.

2- تركيز الجهد المقاوم المدني في الطرق على ما برز من مكونات الخلاف لغرض توسيعها وتعميقها وتجذيرها.

إن حركة المعارضة المدنية في عموم الوطن الجريح مطالبة بوضع خطط جريئة لاختراق القناعات الدينية والطائفية المزيفة والكاذبة التي يتعكز الائتلاف العميل عليها في الموقف الشعبي العام. لقد اسقط أزلام الائتلاف بأيديهم أركان القدسية الزائفة للحوزة والولاء المخادع للمذهب ولم تعد مهاجمة هذين الحصنين بالأدوات السلمية مخيفا" كما كان عليه الحال حتى عام 2005.

3- الإيمان المطلق بان العمل المدني في هذا الجانب سيؤدي إلى تحقيق قفزات نوعية على مستوى قناعات الشارع، إذ انه مهيأ الآن تماما" لذلك وما يعنينا هنا هو توسيع قواعد الحاضنات الشعبية للمقاومة في الفرات والجنوب بشكل خاص. إن استثمار ضعف البناء الداخلي تنظيميا" وفكريا" للعدو كيما توسع دوائر الطرق على رأسه ليس أمرا" مبتكرا" بل هو ركن معلوم من أركان العملية الجهادية المقاومة ونرى انه قد آن الأوان للطرق على مواقع الوهن لإدخال مزيد من الوهن في جسده المتداعي وإسناد ظهر قوى الرفض والمقاومة.

4- ضرورة الدخول فورا" في بحث وسائل استثمار الأزمة الفكرية والعملية التي نخرت جسد الائتلاف الخائن المجرم كنتيجة للضربات الموجعة التي نفذتها المقاومة الباسلة ونتيجة لانكشاف زيف ادعاءاته الدينية والمذهبية لوضع خطط الفعل القادم على المستويين العسكري والمدني خاصة بعد أحداث الجنوب الأخيرة والتي ساعدت كثيرا" في إبراز مقومات الخلاف وكشفت المزيد مما كان مستورا" من خفايا صلة مقتده بإيران ووصول إيران إلى حافات حاسمة للخيار بين مقتده ومن يتبعه وبين المجلس والدعوة وظهور مؤشرات ترجح موقفا" إيرانيا" داعما" للصفويين الحاكمين على حساب الغول المضخم كذبا" مقتده.

5- التعمق في إدراك الشرذمة الحاصلة في جسد الدعوة العميل وخاصة فكي رحى العمالة المالكي والجعفري والتي يرجح أن تقود إلى شرذمة وانقسامات متتالية ومضاعفة ستنخر جسد الدعوة النتنة وتنسحب بآثار قاتلة بإرادة واحد أحد على بقية العصابة المجرمة.

6- تكليف مجاهدي المقاومة المدنية بتقديم رؤى واقعية عن مقدار النكوص الحاصل في التأثير الطائفي للإتلاف العميل في الفرات والجنوب وبغداد وتقديم ملاحظات دقيقة تقارن بين حجم التأييد السابق ومقدار ما تعرض له هذا التأييد من تراجع بعد هذه السنوات العجاف التي تم فيها ومن خلالها كشف زيف العملاء والخونة على كل الأصعدة والاستفادة منه في تحديد خطوات الفعل الجهادي اللاحقة.

ندرك قطعا أن هذا المقال هو محض مدخل ندعو مجاهدي الفكر إلى تعميقه وتوسيع المعاني التي نتوخاها كعراقيين وطنيين مناضلين من وراءه.

كما ندعو إلى البدء بكتابة ملفات فكرية وإعلامية تفضح تداعي وانهيار العملاء بما يعاون فصائل الجهاد المقاتله ويستكشف ممرات مسارها لإثخان جراح العدو المحتل وعملاءه المأجورين.

إننا ندرك الآن جميعا أن أميركا سترحل في حالة واحدة عن بلدنا وهي عندما نوصلها إلى قناعة نهائية إن تكاليف بقاءها فوق أرضنا في كل الميادين المحسوبة في مكونات دائرة الصراع المتقابل هي اكبر مما تجنيه من إرباح إجمالية في تلك الميادين.

ولا نشك إطلاقا" إن إحدى مكونات كينونة البقاء الأمريكي هي قوة العملاء الذين يستند عليهم وأولهم وأخطرهم الأحزاب الصفوية.

إن هذه الأحزاب تعيش محنة حقيقية علينا أن نوسع دوائرها ونحن نسير في طريق تحقيق لحظة الانقضاض الحاسمة على كلا جناحي الاحتلال ,الأمريكان والصفويين وما النصر إلاّ من عند الله.

 

 

 
ملاحظة حول طباعة المقال

شبكة المنصور

                                           الخميس  /  27  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  03 / نيســـــــان / 2008 م