الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

ولد البعث وهو يحمل سر قوته

 

 

شبكة المنصور

الاستاذ جابر خضر الغزي

 

نحتفل بالذكرى الخامسة والستين  لتأسيس حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي نستلهم منها العبر والدروس في النكسات والاخفاقات والنجاحات  لكي نجدد مسار المستقبل للأمة العربية لان حركة البعث هي حركة تاريخية تعمل لمئات السنين وتعتبر النضال هو الاصل والاساس. فالحركات التاريخية تعمل ضمن اطار التاريخ ماضي وحاضر ومستقبل اما الحركات اللاتاريخية تنظر للامة نظرة احادية فنجد اغلب الحركات السياسية في الوطن العربي قد تدحرج وبقى البعث صامدأ بالرغم من حجم التأمر الامبريالي الصهيوني  الصفوي عليه وكيف  تجمعت كل قوى الشر والعدوان والرذيلة بالعالم في عدوان وغزو واحتلال لم يشهد له تاريخ الانسانية ؟ فكان استهداف البعث ونظامه الثوري الوطني وامينه العام الشهيد الخالد صدام حسين ( رحمه الله) فصدر قانون بريمر السيء الصيت(قانون اجتثاث البعث) ومعنى الاجثاث هو اجثاث الشي من جذوره اي من تربته التي ينمو عليها ولكنه خسئوا وبعد اصدر (قانون المساءلة بلا عدالة ) وهو اسوء  من سابقته و الاختلاف بالعنوان ولم يفلحوا ايضأ بالاضافة الى التصفية الجسدية لمناضلي البعث بالعراق حيث بلغ عدد شهداء البعث خلال خمس سنوات اكثرمن مائة وعشرين الف شهيد من البعثين ويحق لنا نحن البعثين ان نعتبر حزبنا هو حزب الشهداء .

من خلال هذه المقدمة لابد ان نتناول احد الجوانب الفكرية موقف حزب البعث من الدين والتراث الذي وضع المفاتيح المركزية لهذه المسألة بوقت مبكر واصبحت تلك المواقف دليل عمل وبوصلة امينة لمسار الثورة العربية وكشف وتعرية الاحزاب اللاتاريخية .ابتدئأ  ان هزيمة الخامس من حزيران عام 1967 من جانب والثورة الايرانية في عام 1979 من جانب اخر .

فبعد النكسة  عام 1967وبعد الثورة الايرانية ومجيئ خميني من فرنسا ابتدع فكرة (ولاية الفقيه ) وهذه الفكرة غريبة على القران والسنة النبوية !!!!

فكان البعث واجه النقيضين الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان وبعقلية هادئة ومنفتحة بعيدأ عن التعصب الاعمى والتسرع الطفولي فأكد على علاقة العضوية بين العروبة والاسلام وفكرة العلمانية المؤمنة تحرير الدين من السياسة وملابساتها وتجل بشكل واضح في جملة كتابات وشعارات في بداية الحزب محاضرة الاستاذ المرحوم احمد ميشيل عفلق التي القاها في جامعة دمشق في وقت مبكر من دعوته عام 1943 والتي نشرت تحت عنوان (في ذكرى الرسول العربي ) لدليل على توجه الاصيل من بداية فكر البعث نحو استلمها التراث بطريقة ثورية ويقول رحمه الله (التشبع بالتراث القومي لايعني مطلقأ العبودية للماضي والتقاليد ولايعني فتور روح الابتكار ).

وما لخصه احمد حسن البكر في عبارة قصيرة الى مجلة افاق عربية في اصدار عددها الاول قال ( انفتحوا على العالم من اول نقطة مضيئة في تاريخكم كونوا معاصرين شرط ان تكونوااصيلين فالمعاصرة لاتعني انقطاع الجذور ) وبهذا المعنى لايتحول الماضي الى صنم جامد اخرس ولايصبح تراث جثة هامدة ميتة يتعبد في محرابها من يعبدون الموتى بل لايعود الحاضر مجرد استمرار الماضي وانما يصبح صيرور في حالة دائما على حد تعبير الاستاذ الدكتور  الياس فرح احد مفكري البعث . فاحياء التراث لايعني الرجوع الى الماضي بل يعني فهم التراث فهمأ علميأ ثوريأ على ضوء متطلبات النضال في المرحلة التاريخية الراهنة للامة العربية . والقائد المؤسس (رحمه الله) يقول (اننا لم نلجا الى التراث كما يفعل التقليديون من اجل التكرار والتقليد التكرار القوي والتقليد غير المثمر وغير المنتج ... اننا لم نطلب من التراث ان يكون بديلا عن الجهد الذي منا ان نقدمه ) ويقول القائد الجدد الشهيد صدام حسين (رحمه الله ) ( ان عقيدتنا ليست  حصيل جمع كل ما يحملها الماضي والدين وانما هي نظرة شمولية متظورة للحياة وحل شمولي لاختناقاتها وعقدها ودفعها الى امام على طريق التطور) ويقول (انها مترشحة عن واقع امتنا ومنقدمة عليه في نفس الوقت .

لاحظ ايها القارى العزيز مايحدث الان في العراق في ظل الاحتلال وعملائه , ارادوا ان يجعلوا الدين والتراث الى الغام الحاضر وتجميده وافراغة فجعلوا المذهب الى مذهبية والطائفة الى طائفية . فكان الشهيد يقول بصراحة قاطعة ( ان حزبنا ليس حياديا بين الالحاد والايمان , وانما هو مع الايمان دائما ولكنه ليس حزبأ دينيا ولاينبغي ان يكون كذلك ) فجد اليوم المرتدون والخونة والعملاء يذهبون في تفكيرهم وسلوكهم الى حد التعصب الاعمى فيقتل ابناء الوطن الواحد على الهوية والاسم !!!! بل انهم يتحولون او يحولون انفسهم الى اوصياء على المجتمع وعلى حاضره بأ سم الدين والمذهب . كيف تحولت العقيدة نفسها الى صنم في عصور محاكم التفتيش التي اعدمت على الة التعذيب مئات الناس في اشبيلية بأسبانيا وهذا ماحدث ويحدث في العراق عندما حول صولاغ وزارة الداخلية بقتل العراقيين بالات( الدريل ) وماقام به المعتوه مقتدى الماحكم الشرعية في البصرة والنجف وبغداد بقتل الوطنيين من العلماء والادباء والشعراء والاكادميين والفنانين والصحفيين وما اشبه اليوم بالبارحة . هذه هي العقلية الظلامية التي تحكم العراق فالقائد المجدد الشهيد صدام حسين (رحمه الله) يرفض رفضا قاطعا استخدام الدين والتراث لاغراض تكتيكية مؤقتة  فلحل المبدئي الحل الاستراتيجي يعلنه الشهيد بجرأ حاسمة كحد السيف ( المطلوب منا هو ان نكون ضد تسيس الدين من قبل الدولة وفي المجتمع .... وان نعتز بالدين بلا سياسات للدين ) المعنى المباشر لهذه العبارات هو التمسك بالوطن والارتفاع فوق الانقسامات الدينية والطائفية والمختلفة فكان تنبهي في المسالة الدينية عندما قال ( ان انتهاج سياسة التدخل في الشؤون الدينية يؤدي الى ان ينقسم شعبنا بين المتدينين والغير متدينين فحسب وانما بين المتدينين انفسهم بضوء اجتهادهم وانتمائتهم ادينية والمذهبية المختلفة  من خلال ما تقدم ان الفكر القومي الانساني هو المستهدف من قبل الامبريالية والصهيونية والصفوية ومن هنا نقول ان اصراع الفكري والعسكري والحاضري والانساني يتجسد في ارض الانبياء والرسل وسيحدد مصير المنطقة بل العالم من العراق المعمد بدماء الشهداء ونزيح عن كاهل الانسانية اثقال القرون الوسطى بتخلفها ومن هذا ولد البعث وهو يحمل سر قوته فسيبقى شعلة تضيء الدرب مع مشاعل الانسانية في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية واوربا الغربية ليكونوا نبراسا للانسانية  .

 

الاستاذ
جابر خضر الغزي
نيسان 2008

 

حول طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                           الثلاثاء  /  02  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  08 / نيســـــــان / 2008 م