الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

الاتجاه المعاكس مع الرفيق صلاح المختار

خمس سنوات على غزو العراق

 

 

شبكة المنصور

 

 

فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدينا الكرام. أليس من حق الشعب العراقي أن يترحم على أيام صدام حسين الخوالي وأن يذرف أطنانا من الدموع على العهد السابق الذي كان جنة عدن مقارنة بالجحيم الأميركي الحالي؟ يصيح معارض عراقي. هل جمع النازيون من المآسي والضحايا والعذابات في بلد واحد ما جمعه الأميركيون وعملاؤهم في العراق؟ يضيف آخر. ألم يسقط على رؤوس العراقيين حتى الآن ما يعادل خمس قنابل نووية؟ ألم يصل عدد ضحايا المقابر الجماعية الأميركية في العراق إلى أكثر من مليون ونصف المليون شهيد وخمسة ملايين جريح ومعوق وثمانية ملايين أرملة وستة ملايين مشرد داخليا وخارجيا؟ هل ما زال العراق موجودا أصلا بعد أن حوله الاحتلال إلى ملل ونحل وشلل وعصابات وشراذم؟ ألم يكن العراقيون في عهد الدكتاتورية يستوردون البقدونس بطائرات خاصة؟ لماذا باتوا يحلمون برغيف الخبز وقلم الرصاص وحبة الأسبرين وليتر البنزين في عهد التحرير الأميركي الميمون؟ يضيف آخر. لكن في المقابل، أليس العراقيون مسؤولين عن محنتهم؟ ألم يرده الأميركان لهم تحريرا فحولوه إلى وبال؟ أليس النظام السابق مسؤولا عن الحرب الإيمانية المزعومة الدائرة الآن في ربوع الرافدين؟ أليست عصابات التطرف والهوس الطائفي بكل أنواعها مسؤولة عن شلالات الدماء؟ أيهما أرحم للعراقيين هذه العصابات الفاشية، أم العم سام؟ ألا يفضل الشعب العراقي العيش في ظل الأميركان على العيش في ظل العصابات الطائفية المتناحرة على أرض الرافدين؟ ألم تحقق مجالس الصحوة بدعم أميركي الوئام والسلام في مناطقها بعد سحق فلول الإرهاب المتدثر بالعمائم السوداء والبيضاء على حد سواء؟ يضيف كاتب عراقي. أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة على رئيس تحرير صحيفة الجمهورية في عهد الرئيس السابق صدام حسين السيد صلاح المختار وهو الآن كاتب ومحلل سياسي، وعلى مدير مكتب التواصل الإقليمي في الخارجية الأميركية مايكل بيلتيه. نبدأ النقاش بعد الفاصل.

الصورة الحقيقية والصورة الإعلامية

فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى مشاهدينا الكرام نحن معكم على الهواء مباشرة في برنامج الاتجاه المعاكس، لو بدأت معك سيد بيلتيه، الرئيس الأميركي جورج بوش في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة الذكرى الخامسة للغزو الأميركي للعراق، للتحرير الأميركي للعراق، سمه ما شئت، قال إنه غير نادم على خوض تلك الحرب مشيدا بالنجاحات الكبيرة التي حققتها قواته، ووعد بانتصار إستراتيجي كبير. ننظر إلى الاستفتاء الذي لدينا على الإنترنت، بعد خمس سنوات على الغزو الأميركي للعراق، هل بات الشعب العراقي يترحم على العهد السابق؟ 91% نعم، 9% فقط لا. يعني من نصدق؟ الرئيس الأميركي أم الشعب العراقي، أو الشارع العربي الذي بات يترحم على أيام صدام حسين؟

مايكل بيلتيه: أعتقد أنه يعني في اختيارات أخرى كمان، يعني كان في استطلاعات للرأي من (بي.بي.سي) مثلا، أو من القناة البريطانية الرابعة التي كانت معارضة تقريبا يعني للتدخل الدولي في العراق، وقالوا إن أغلبية العراقيين عندهم ثقة حاليا في حكوماتهم، عندهم ثقة في مستقبلهم، بيعتقدوا أن مستقبل أطفالهم أفضل في العراق كخارج العراق، فكان في استطلاعات للرأي مختلفة وبآراء مختلفة. ولكن أنا لما أرى الوضع في العراق، أعتقد أنه كان في تغييرات، كان في طبعا معاناة وفي عنف، لازم نرى من المسؤول عن العنف حاليا، ولكن بالرغم من ذلك ممكن نرى كمان أنه كان في انتخابات في نقاش وحوار ورأي والرأي الآخر بين الشعب العراقي..

فيصل القاسم (مقاطعا): بس سيد مايكل بيلتيه، يعني ألا تعتقد أنك تضحك على المشاهد العربي عندما تصور الوضع في العراق بأنه مجرد معاناة، أية  معاناة يا رجل؟! نحن نتحدث عن مليون ونصف مليون قتيل عراقي، ثمانية ملايين أرملة، ستة ملايين مشرد داخليا وخارجيا، خمس ملايين جريح وإنسان فقد حياته، وبتحكي لي معاناة!

مايكل بيلتيه: لا هو لازم مثلما قلنا تكرارا ومرارا يعني كل روح مقدسة وكل بني آدم مقدس، وطبعا ولا أحد يريد أن يرى هذه المشاهد وهذه المعاناة وهذه المشاهد المؤسفة، ولكن مثل ما قلت أولا يجب أن نرى من المسؤول عن العنف حاليا في العراق، مجموعات إرهابية بيخافوا من التغيير، بيخافوا من العراق الجديد. وثانيا لازم نرى ومش لازم ننسى التقدم الموجود في العراق حاليا..

فيصل القاسم (مقاطعا): على أي صعيد؟

مايكل بيلتيه: على الصعيد السياسي، على الصعيد الأمني، على الصعيد الثقافي، يعني نرى إنجازات كثيرة، وهذا لا يعني أنه ما في تهديدات، طبعا في تهديدات..

فيصل القاسم (مقاطعا): على الصعيد الأمني والثقافي! كل ما يحدث في العراق من شلالات دماء ونتحدث عن تقدم أمني! كل ما يحدث بحق المثقفين العراقيين والعلماء العراقيين، عشرات الآلاف منهم أبيدوا عن وجه الأرض وتحدثني عن تقدم ثقافي!

مايكل بيلتيه: أعتقد أنه عارف أنه كان في تقدم على المستوى الأمني مثلا، شوف أنه في انخفاض كبير واسع بالنسبة للهجومات الطائفية بالنسبة للقتلى الطائفيين مثلا، على المستوى الثقافي.. الرياضي، نرى انتصار المنتخب العراقي، نرى انتصار الممثل .. المغنى عفوا العراقي، يعني نرى الوجود العراقي..

فيصل القاسم (مقاطعا): الأغنية العراقية والانتصارات الرياضية بالعراق يعني برأيك هي بفضل التحرير الأميركي؟

مايكل بيلتيه: لا لا لا، بمعنى أنه، مثل ما قلت حتى نكون واضحين، يعني مثل ما قلت في معاناة في صعوبات في تحديات أمام الشعب العراقي أمام كلنا أصدقاء العراق، ولكن كان في كمان إنجازات ومش لازم ننساها..

فيصل القاسم (مقاطعا): ننظر إلى القسم الفارغ من الكأس. سيد مختار الرجل يقول لك من موقع المسؤولية لماذا ننظر إلى القسم الفارغ من الكأس في العراق؟ هناك معاناة، هناك دماء، هناك كذا، ولكن هناك تقدم على كل الأصعدة، بما فيها الأمني والثقافي والرياضي؟

صلاح المختار: قبل كل شيء أرجو أن تسمح لي بتوجيه تحية للمقاومة العراقية المسلحة وأقبل جبين كل مقاوم يطلق الرصاص على الاستعمار الأميركي في العراق، وأحيي كذلك المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس وفتح على صمودهما بوجه الاحتلال الإسرائيلي، وأحيي قائد الجهاد والمجاهدين عزت الدوري الذي يقود المقاومة في أرض الجهاد. الكلام عن إنجازات وعن تقدم أمني هو جزء من الدعاية الأميركية التي يعرفها كل عراقي في الداخل، بل في الخارج أيضا، ولن أطيل في الرد ولكن سأسأل أسئلة، كيف وصل ديك تشيني مؤخرا إلى العراق؟ وصل كاللصوص، دخل لصا وخرج لصا، دخل سرا وخرج سرا، ومع وصوله قصفت المنطقة الخضراء من قبل المقاومة الوطنية العراقية. كيف يتحرك السفير الأميركي في بغداد؟ المنطقة الوحيدة التي يستطيع التحرك فيها هي المنطقة الخضراء، ولا يستطيع الخروج إلى خارج المنطقة الخضراء. بغداد محررة ونتحدى أن يقوم السفير الأميركي بالتجوال في بغداد، ونتحدى الرئيس الأميركي أن يزور بغداد زيارة معلن عنها مسبقا، كل الزيارات تتم بسرية تامة ولا يعلن عنها إلا بعد مغادرة الرئيس الأميركي. إذاً إذا كان الرئيس الأميركي ونائب الرئيس الأميركي والسفير الأميركي يعمل في أقبية تحت الأرض في المنطقة الخضراء، وإذا كانوا عاجزين عن الخروج إلى الشارع، فما معنى ذلك؟! معناه أن الاحتلال وامتداداته، الحكومة العملية، عاجزون عن الخروج إلى الشارع ومواجهة العراقي، الشعب العراقي بلا استثناء ضد الاحتلال وضد العملاء الذين أتى بهم الاحتلال إلى العراق. وقلنا ونقول، نتحداكم أن تخرجوا إلى بغداد، نتحداكم أن تخرجوا إلى أي مكان دون حماية جوية وطوابير من الدبابات والدروع، وحتى هذه الدروع تُضرب. حينما زار ديك تشيني بغداد مؤخرا قصفت المنطقة الخضراء، يوم الأحد الماضي، ردا على ادعاء أن المقاومة انخفضت. هذه أكذوبة، هذه دعاية سوداء للولايات المتحدة الأميركية، المقاومة لم تتراجع على الإطلاق، عدد العمليات يوميا لا يقل عن ثلاثمائة عملية يوميا للمقاومة العراقية، وهذا كلام من الداخل..

فيصل القاسم (مقاطعا): يعني تريد أن تقول هناك تآمر إعلامي عربي ودولي على.. يعني التعتيم على ما يحدث في العراق وإظهار الأمر على أن كل شيء تمام؟

صلاح المختار: بالتأكيد، بالتأكيد، يعني أميركا.. وأرجو أن تسمح لي أن أروي قصة تجسد لك كيفية التفكير في الولايات المتحدة الأميركية، حينما سئل المهاماتا غاندي مؤسس الهند، ما هو أعظم إنجاز في أميركا؟ فوجئ من وجه هذا السؤال من جواب غاندي، لأن غاندي قال: إن أعظم إنجاز لأميركا هو هوليوود. هوليوود من وجهة نظر غاندي ومن وجهة نظر الواقع هي كناية عن القدرة على التلفيق في الولايات المتحدة وتحويل الأكاذيب إلى حقائق، حولوا بنظرنا الهنود الحمر إلى متوحشين، أنا كنت طفلا كنت أسمي الهنود الحمر وحوش لأن الأفلام الأميركية صورتهم وحوشا يقتلون البيض المسالمين، والآن عرفنا أن البيض أبادوا 112مليون هندي أحمر، طبقا للأستاذ منير العكش المواطن الأميركي الذي اعتمد على مصادر أميركية. لكن هذه الحقيقة غائبة، غائبة من الإعلام، الآن يريدون أن يطبقوا نفس القاعدة في العراق وهي ترويج أكاذيب، أكاذيب مفضوحة وممجوجة لأن الشعب العراقي يعرف من يسيطر على أرض العراق، السيطرة على أرض العراق هي للمقاومة بكافة فصائلها، القومية والوطنية والإسلامية، ونتحدى مجددا أن يستطيع السفير الأميركي أو الرئيس الأميركي أن يدخل بغداد علنا..

فيصل القاسم (مقاطعا): أو وزيرة الخارجية. سؤال وجيه، كيف ترد عليه سيد مايكل بيلتيه، هل تتجرأ أنت أو يتجرأ أي مسؤول أميركي كبير أن يذهب إلى بغداد ويعلن عن زيارته؟

مايكل بيلتيه: يعني أعتقد أن المشكلة أن الأستاذ يرفض أو ينكر دور تسعين ألف عراقي الذين يشتركون ويساعدون مجالس الصحوة حتى يحموا عائلاتهم وطوائفهم و..

فيصل القاسم (مقاطعا): تسعين ألف؟

مايكل بيلتيه: تسعين ألف، ويرفض أو ينكر وجود كل هؤلاء العراقيين الشجعان الذين يشتغلون في الجيش وفي الشرطة في العراق لأنهم يدافعون عن أنفسهم ويدافعون عن العراق الجديد. فأعتقد أنه يعني مش لازم ننسى أو مش لازم نرفض وجود هؤلاء العراقيين الشجعان الذين يؤمنون بمستقبل البلد، ومرة ثانية لأن الأستاذ يشتم نائب الرئيس ويشتم أميركا وبيشتم الآخرين ويتكلم عن الناس والمجموعات الذين يستعملون العنف بالعراق وبفلسطين وبالأراضي الأخرى، وأعتقد أنه لازم نرى المستقبل المنشود فيه، يعني من يريد.. يعني إحنا الأميركان كما الفلسطينيون كما الآخرون نريد بلدا مستقلا جديدا بفلسطين جانب إسرائيل، نريد عراقا ذا سيادة مستقرا وآمنا، ونشتغل مع الحكومة العراقية لهذا الغرض..

عن الديمقراطية والأمن في العراق

فيصل القاسم (مقاطعا): يعني أنت ضد المقاومة العراقية، ضد ما تفعله المقاومة العراقية؟

مايكل بيلتيه: أنا مع العراق الجديد، أنا مع العراق الديمقراطي..

فيصل القاسم(مقاطعا): بس ضد المقاومة العراقية.

مايكل بيلتيه (متابعا): أنا مع العراقيين الذين يشتغلون لهذا المستقبل الخير لكل العراقيين..

فيصل القاسم (مقاطعا): أما الذي يقاوم فهو إرهابي؟

مايكل بيلتيه: لا، بمعنى أن الناس يستعملون العنف ويستهدفون الأبرياء، هل هم يشتغلون؟ هل هم يبنون هذا البلد الجديد؟ هل هم يشاركون في بناء هذا البلد؟ حتى يكون العراق مثلا ما كان ومثل ما لازم يكون، العراق بلد الثقافة وبلد الحضارة..

فيصل القاسم (مقاطعا): يعني مثل ما كان.. ماذا تعني مثل ما كان؟ بعهد صدام حسين؟ يعني أنتم جئتم منشان ترجعوه لما كان صدام حسين؟

مايكل بيلتيه (متابعا): منذ، منذ، تاريخيا، تاريخيا العراق يعني جزء لا يتجزأ منه من العالم العربي، جزء لا يتجزأ منه من الثقافة العربية من الشعب وكل شيء، ففي ناس كثار في العراق بيشتغلوا لهذا الغرض، يؤمنون بهذا المستقبل، وفي ناس لسوء الحظ يستعملون العنف ضد هؤلاء الشجعان، وأنا مع الناس الذين يريدون هذا المستقبل، هذا المستقبل اللامع.

فيصل القاسم: طيب ماذا تريد أكثر من هذا الكلام سيد المختار؟ أميركا تريد المستقبل الزاهر للعراق، أميركا أصلا يعني كل هذا الذي يحدث من أجلكم من أجل العراق. بس قبل أن تجيب على هذا الكلام، أريد أن تعلق على هذا الاستفتاء، 90 أو  91% باتوا يحنون إلى أيام صدام حسين، ألا تعتقد أن هناك مبالغة في مثل هذا التصويت؟

صلاح المختار: لا..

فيصل القاسم: كيف؟

صلاح المختار: ليس هناك مبالغة، لدينا مثل عربي يقول من يرى الموت يقبل بالسخونة. ما يجري في العراق الآن تجاوز حتى حدود اللامعقول، ستة ملايين مهجر من ديارهم، مليون ونصف مليون شهيد قتلوا على يد القوات الأميركية وفرق الموت التي ترعاها القوات الأميركية، 30% من نساء العراق أرامل، الاقتصاد العراقي دمر، الإنسان يخرج من بيته وقبل أن يخرج يردد الشهادة لأنه لا يثق بالعودة، المرأة تخشى الخروج لأنها تختطف وتغتصب، إذن هذه..

فيصل القاسم (مقاطعا): ومن المسؤول عن هذا الوضع؟

صلاح المختار: طبعا الاحتلال، العراق قبل الاحتلال كان آمنا مستقرا، كان المواطن يخرج ويعود، والمواطن..

فيصل القاسم (مقاطعا): لماذا لا تقول إن العراقيين مسؤولون عن هذا الوضع، وليس الاحتلال؟

صلاح المختار: لا، العراقيون هم حملة البنادق الذين يقاتلون أشرس وأقسى استعمار في التاريخ اللي هو الاستعمار الأميركي، لم يشهد التاريخ استعمارا بقساوة ووحشية الاستعمار الأميركي الذي هدم مدن كاملة، حول الفلوجة إلى مقبرة جماعية، قتل 22 ألف فلوجي من سكنة الفلوجة ودفنهم فيها في مقبرة جماعية، كل العراق تحول إلى مقبرة جماعية، لذلك فالعراق الآن يريد أولا وأخيرا الأمن والأمان والكرامة الوطنية. أما الحديث عن مجالس الصحوة فلعلمكم أن مجالس الصحوة على وشك أن تنتهي، بعضهم ترك العمل، وبعضهم انضم إلى المقاومة الوطنية..

فيصل القاسم (مقاطعا): تحدث عن تسعين ألف شخص في مجالس الصحوة؟

صلاح المختار: نعم هؤلاء تجمعوا نتيجة عوامل مختلفة، منهم مرتزقة ومنهم لديهم ثارات مع القاعدة وليس مع المقاومة العراقية، الآن بعد أن اتضحت الصورة وعرف هؤلاء، على الأقل من لم يكن عميلا منهم، أن الولايات المتحدة جاءت بمشروع لتقسيم العراق وإلغاء العراق من الخارطة باسم الفيدرالية والمحاصصة الطائفية عاد قسم كبير والتحق بالمقاومة الوطنية وقسم آخر ترك العمل مع القوات الأميركية. ومع ذلك نقول بأن المقاومة العراقية هي الرقم الصعب في الساحة العراقية، ولا يمكن لأي قوة أن تغير مجرى الأحداث. قالوا انخفضت العمليات، يوميا تذيع الحكومة الأميركية، قتل أربع جنود أميركان، قتل ثلاثة جنود أميركان، عادت من وجهة نظرهم العمليات إلى الارتفاع، في حين هي لم تنخفض حتى تعود إلى الارتفاع، كان هناك تعتيم على عمليات المقاومة الوطنية العراقية، الآن كسرت هذا الطوق المقاومة الوطنية العراقية وانطلقت. نقطة أخيرة، لا يجوز على الإطلاق أن نستغفل ذكاء الناس ونحتقر ذكاء الناس ونتحدث عن دور إيجابي لأميركا في العراق وهي التي غزت العراق ودمرت العراق دون تخويل من أحد، لا الأمم المتحدة ولا الأكاذيب التي سيقت لتبرير الغزو ثبت أن أي واحد منها صحيح، من أسحلة الدمار الشامل إلى الصلة بالقاعدة، إلى بقية القضايا الأخرى..

فيصل القاسم (مقاطعا): بس يا رجل الرئيس بوش تحدث عن انتصار كبير في العراق قبل أيام؟

صلاح المختار: فعلا انتصر الرئيس بوش في العراق لأنه نجح في قتل مليون ونصف مليون عراقي ونجح بوش في العراق لأنه دمر الدولة العراقية الوطنية، ونجح لأنه حل الجيش الوطني ولأنه أثار فتن طائفية في العراق وفق مخطط معروف أميركي قديم وضعته إسرائيل وتنفذه أميركا في العراق.

فيصل القاسم: سيد مايكل، يعني هناك نقطة على موضوع التعتيم، يعني أنت تحاول ومن حقك أن تصور الوضع بشكل إيجابي ولديك الكثير من الإجابات، لكن هناك من يقول بأن الأميركان تعلموا درسا كبيرا من محنتهم في فيتنام وخاصة في موضوع التعامل مع الإعلام، الكثيرون يقولون إن الإعلام لعب دورا كبيرا في هزيمة أميركا في فيتنام فلا يريد الأميركان أن يعيدوا نفس الخطأ أو الخطيئة في العراق، هناك عملية تعتيم كامل عما يحدث في العراق، لا أحد يعرف ماذا يحدث في العراق. نتحدث عن السموات المفتوحة وأنتم تغلقون السموات المفتوحة وتكممون الأفواه ولا تسمحون بأي شيء يخرج عما يحدث في العراق؟

مايكل بيلتيه: بالعكس يعني بكل صراحة، يعني منذ بداية العمليات في العراق كان في مساعدة من الجيش الأميركي، من القوات المتعددة الجنسيات حتى يكون في صحفيين مع القوات حتى يشوفوا ويكتشفوا شو صار على واقع الأرض، وحاليا عندما نتكلم عن العراق الجديد، حاليا نرى كل هذه القنوات التلفزيونية، كل هذه الراديوهات..

فيصل القاسم (مقاطعا): تلفزيونات حليفة يا سيد بيلتيه، حليفة لكم..

مايكل بيلتيه: لا، بس يعني في تعددية..

فيصل القاسم (متابعا): impeded journalist

مايكل بيلتيه: بس حاليا لما نرى الوضع في العراق، في تعددية، هل كان في تعددية من زمان؟ لا أبد ، أبدا. كان في رأي، رأي زعيم، حاليا..

فيصل القاسم (مقاطعا): الآن تعددية الطوائف..

مايكل بيلتيه: عندك تعددية، عندك عراق مختلفة، عندك.. كده يعني إذا في تعددية إذا في أكثر من رأي، عندك اكتشاف للمشاكل وعندك شفافية، إذا كان في مشاكل إذا كان في أي شيء، في حسابات في عقوبات، وهذا تغير كامل..

فيصل القاسم (مقاطعا): طيب إذا كان الوضع هكذا، لماذا العراق يعد أكبر بلد فاسد في التاريخ، يتحدثون عن مليارات الدولارات التي نهبت في عهد الحكومة الحالية وأسيادها الأميركان، محاسبة من؟ المسؤول عن الفساد في العراق تحدث عن عشرات آلاف القضايا المرفوعة ضد الفاسدين، حققوا بثلاثة أربعة منها، والمليارات نهبت في العراق.

مايكل بيلتيه: وسمعت كلام حضرتك، يعني المسؤول عن اكتشاف الفساد ومكافحة الفساد في العراق حاليا بيكتشف هذه الحقائق ويعمل يعني بكل شفافية تحقيقات بالنسبة للفساد،  والحكومة العراقية ذات السيادة حاليا تحاول أن تعالج هذه المشكلة علشان إيه؟ علشان مصالح الشعب العراقي. وهل هذا كان الموضوع، يعني هل هذه الحالة كانت من قبل تحت النظام السابق؟ لا أبدا، بالعكس، بالعكس تماما،

فيصل القاسم: ديمقراطية وانفتاح وشفافية.

مايكل بيلتيه (متابعا): هذا من بين الإنجازات، هذه الإنجازات لا تعني أنه ما في شغل أمامنا، طبعا في شغل أمام الحكومة والشعب وأصدقاء الشعب العراقي، ولكن كان في إنجازات كان في تحقيقات وحضرتك تكلمت عنها.

فيصل القاسم: طيب جميل، بس قال هناك نقطة الأستاذ المختار، أنه أنت تقول من المسؤول؟ يعني يجب أن لا نحمل أميركا أو القوات الأميركية مسؤولية ما يحدث في العراق من عنف، أنت سميته عنف، من معاناة كذا، وأن في هناك جماعات تسيء للشعب العراقي وللشرطة وللجيش وكل ذلك، ولكن نحن نعرف حسب القوانين الدولية وحسب الأعراف الدولية والمعاهدات الدولية بأن الاحتلال مسؤول عن كل شاردة وواردة في البلد الذي يحتله، يعني حسب هذه المعاهدات إذا طير مات في العراق يجب أن نربطه برقبتكم، الأميركان.

مايكل بيلتيه: ليش؟

فيصل القاسم: حسب المعاهدات الدولية.

مايكل بيلتيه: الأميركان موجودون مع الآخرين من خمسة وعشرين دولة في العالم، موجودون في العراق تحت دعوة ومع اتفاقيات مع الحكومة ذات السيادة العراقية، منتخبة ديمقراطيا من بين 12مليون عراقي شجعان، فلا ننساهم ولا ننسى يعني شجاعتهم.

التركيبة السياسية الحالية والدور الأميركي

فيصل القاسم: جميل، طيب سيدي أنا بدي أسألك بنفس الإطار، طيب نحن لماذا لا ننظر إلى الحكومة العراقية؟ نحن الآن كناس منطلع منشوف الأخبار نأخذ انطباع بأن الوضع في العراق وضع طبيعي، هناك رئيس عراقي يتجول، يشارك في المؤتمرات الدولية، يزور، يطلق تصريحات، حكومة عراقية برئاسة المالكي، الوضع ليس بالصورة التي تصورها أنت، في حكومات عراقية، في حكومة عراقية، هناك اعتراف دولي بها، اعتراف عربي، العرب يهرولون الآن لإرسال سفرائهم إلى العراق، وكل هذه الأمور، ولدينا صورة أيضا غير الصورة التي تنقلها أنت.

صلاح المختار: نعم، نعم، هذا صحيح، لأن الصورة التي تطرح هي صورة الاحتلال، الصورة النمطية التي يريد الاحتلال أن يروجها في العالم وهي أن هناك استقرار. ولكن هناك حقيقة ثابتة لا يمكن تجاهلها على الإطلاق وهي أن الاحتلال غير شرعي، الاحتلال حصل نتيجة سلسلة أكاذيب وصلت بكولن باول بعد أن خرج من وزارة الخارجية إلى القول بأنني أشعر بالعار لأنني رددت كذبة في الأمم المتحدة مهدت لغزو العراق ثم اكتشفت أنها كذبة. كولن باول وكل النخبة الأنغلوساكسونية الحاكمة في أميركا تعرف على وجه الدقة واليقين ما سيحصل في العراق، وزارة الخارجية الأميركية أعلنت العام الماضي بأنها حذرت إدارة بوش من غزو العراق لعدم وجود خطة وقدمت خطة لضمان الأمن، البنتاغون قدم أيضا خطة لما بعد الاحتلال لم يلتزم بها، الـ(سي. آي. إيه) حذرت من غزو العراق وما سيحصل فيه من فوضى، ولكن كل هذه التحذيرات لم تصغ إليها إدارة بوش لأن الهدف الحقيقي والهدف الإستراتيجي هو إلغاء العراق من الخارطة وتقسيم العراق وتحويله إلى ثلاث دويلات، دولة كردية في الشمال، ودولة سنية في الوسط، ودولة شيعية في الجنوب، هذه إستراتيجة إسرائيل المعروفة. أما الانتخابات فأي انتخابات تتحدث عنها ورئيسك قال رسميا حينما أرادت سوريا أن تجري انتخابات في لبنان قبل الانسحاب بأن أي انتخابات في ظل الاحتلال، بين قوسين، السوري كما قال، غير شرعية لأن الاحتلال السوري موجود، كما قال رئيسك. هل الوجود السوري في لبنان الذي كان ثمرة اتفاق ودي بين الحكومتين اللبنانية والسورية يشبه الاحتلال في العراق لكي تكون الانتخابات شرعية؟ وفي أي ظرف حصلت الانتخابات؟ في ظرف الاجتثاث. لأول مرة في التاريخ تستعمل دولة تعبير الاجتثاث الجسدي والعقائدي والتنظيمي لخمسة ملايين عراقي، قتل لحد الآن 120 ألف بعثي نتيجة سياسات الاجتثاث، فأي انتخابات هذه التي تتحدث عنها، وهناك قتل، 5500 عالم رسميا قتلوا، شرد ستة ملايين عراقي؟ أي انتخابات تجري في ظل هذه الأوضاع؟ الديمقراطية، بدأتم تعيدون النظر في حتى المفاهيم التي صدرتموها إلى العالم الثالث، الديمقراطية بمفهومكم هي الانتخابات الحرة والإرادة الحرة. لم نسمع في التاريخ بأن ديمقراطية تفرض من الخارج على الإطلاق، الديمقراطية لا تفرض من الخارج، ما لم تنمو الديمقراطية من الداخل وتفرض من الداخل بإرادة الجماهير فهي حملة استعمارية كما هو حال حملتكم في العراق، حملة استعمارية مدمرة هدفها تقسيم العراق والانطلاق من تقسيم العراق إلى تقسيم كل الأقطار العربية.

مايكل بيلتيه: وهذه هي الديمقراطية التي نراها حاليا في العراق وفي مناقشة، في حوار بين كل الأطراف من البلد من المجتمع العراقي، في البرلمان العراقي بينما.. عفوا، أنا أكمل، أنا أكمل..

صلاح المختار (مقاطعا): هل تستطيع، بس اسمح لي، هل تستطيع أن تقول لي أين يدور هذا الحوار؟

مايكل بيلتيه: أنا أكمل، يدور هذا الحوار في العراق..

صلاح المختار (مقاطعا): لا يدور في العراق..

مايكل بيلتيه (متابعا): بين مجالس الرؤساء بين رئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء ورئيس البلد بين رؤساء الأقاليم ورؤساء المحافظات..

صلاح المختار (مقاطعا): أي أقاليم؟

مايكل بيلتيه (متابعا): ونتكلم حاليا عن قانون جديد بالنسبة لانتخابات جديدة في أكتوبر إن شاء الله في المحافظات، وفي قرار عراقي بالنسبة لمستقبل العراق ومش قرار من عراقي واحد بس من الشعب العراقي ككل يناقشون ويتحاورون..

صلاح المختار (مقاطعا): أنت تتحدث باسم الشعب العراقي، من فضلك من أنت؟ أنت أميركي أنت عدو أنت قاتل، قتلتم مليون ونصف مليون عراقي، لا تتحدث باسم الشعب العراقي. الضحايا، ضحاياكم في العراق هم الذين يتحدثون باسم الشعب، أنتم أعداء الشعب العراقي أنتم جلبتم أكبر كارثة لشعب العراق في كل تاريخه، ثمانية آلاف عام لم نواجه ذلا وقتلا واضطهادا مثل اضطهاد الديكتاتورية الأميركية وديكتاتورية الجريمة المنظمة.

مايكل بيلتيه: يا أستاذي أنا قلت إنه في نقاش حاليا في العراق بين العراقيين بين الشعب العراقي والشعب العراقي، أنا كشخص يعني اللي يعيش في المنطقة ويشوف اللي يصير في العراق أنا طبعا مش عراقي ومش حأتكلم في مكان العراقيين ولكن عارف أنه في العراق حاليا في حوار بين الشعب العراقي بين الأطراف الـ..

صلاح المختار (مقاطعا): أرجوك سمّ لي هؤلاء، سمّ من هم هؤلاء؟

مايكل بيلتيه: خليني أكمل، إذا ما أقدرش أتكلم ما أقدرش أتكلم.

فيصل القاسم: سم له هؤلاء.

مايكل بيلتيه: طيب شكرا، هؤلاء الناس الذين يحاولون أن يبنوا العراق الجديد، من قبل كان في قرار من عراقي واحد..

فيصل القاسم(مقاطعا): من هم هؤلاء الذين يبنون العراق؟

مايكل بيلتيه (متابعا): وحاليا في رئيس، في رئيس وزراء، في نواب..

فيصل القاسم(مقاطعا): جميل أنا ما بدي أتدخل بس جاوبه عليه، طيب هذا رئيس الوزراء أو رئيس الدولة أو البرلمان، طيب ما قيمة كل هذه التركيبة السياسية إذا لا يتجرؤون أن يخرجوا من مخابئهم وجحورهم لبرا؟ بيطلع شي واحد بيسترجي منهم يشتري جزرة خس أو بقدونس خارج الشو اسمه؟ طيب كيف بده يبني العراق وهو لا يستطيع أن يخرج من مخبئه في المنطقة الخضراء بالله عليك؟ قل لي.

مايكل بيلتيه: طبعا يزورون كل أنحاء البلد، يزورون حاليا الرئيس في الجنوب..

صلاح المختار (مقاطعا): اذكر حادثة واحدة من فضلك..

مايكل بيلتيه (متابعا): من قبل كان في رئيس ورئيس وزراء في الشمال خلال الصعوبات مع الأتراك، يعني في ناس بيسافروا في البلد وفي عراقيين بيسافروا في البلد، يعني إذا نتكلم عن أرقام وعدد يعني في نفس الاستطلاع للرأي من الـ(بي.بي.سي) 62% من العراقيين بيقولوا أنهم بيشعروا بالأمن في بلدهم يعني في تقدم في تحسن، ليس إرهابا..

فيصل القاسم(مقاطعا): طيب هذه نتيجة؟ 62% يقول لك 62% يشعرون أن البلد بدأت يعني أن هناك مستقبلا لهم، صحيح أن البلد مرت بصعوبات وبعنف ومعاناة لكن النسبة تزاد يوما بعد يوم هناك يفكرون بمصدر أفضل لأبنائهم؟

صلاح المختار: من مصدر هذه المعلومة؟ الحكومة البريطانية الشريكة الرئيسية الثانية للولايات المتحدة في غزو العراق. أريد أن أوضح حقيقة تبدو كالنكتة ولكنها حقيقة، هل تعرف يا دكتور فيصل وهل تعرف يا أخي الفاضل، ولو أنك أميركي معاد لي، بأن جلال الطالباني يخرج إلى بغداد، نعم مثلما قلت، ولكن كيف يخرج؟ يخرج في سيارة الإسعاف لأنه يخشى أن يخرج بالسيارة الطبيعية يخرج بسيارة الإسعاف في حالة الطوارئ، عليه أن يبلغ القوات الأميركية قبل 24 ساعة إذا أراد الخروج إلى المدينة..

فيصل القاسم(مقاطعا): يعني كما لو أنك تقول للمقاومة الآن يعني عينكم على سيارات الإسعاف؟

صلاح المختار: تعرف المقاومة، هذه المعلومة لدي من المقاومة. ثانيا لدي حقيقة في فيتنام كانت للقوات الأميركية الغازية نواد وأحياء وعاهرات يتجولون في فيتنام بحريتهم، الآن تحدينا ونتحدى أن يستطيع من باتريوس إلى أصغر جندي أميركي أن يخرج إلى أي مكان من العراق، لم يجرؤوا على أن يخرجوا إلى شوارع العراق، في فيتنام كانوا يخرجون وكانت لهم أحياء ومراقص ولكن في العراق حرمنا عليهم الخروج من مخابئهم في المنطقة الخضراء أو في معسكرات الجيش وهذا له دلالة كبيرة وخطيرة. ثالثا المقاومة الوطنية العراقية أسقطت إستراتيجية أميركا القائمة على خوض حربين في وقت واحد، وأعلن رسميا أن هذه الإستراتيجية فاشلة، وعملية التعاقب في الإستراتيجية الأميركية المبنية على أنه بعد غزو العراق سوف ينتقلون إلى سوريا كما قال ريتشارد بيرن بعد أسبوع من غزو العراق، وهذه العملية انتهت لأن الولايات المتحدة وقعت في الفخ العراقي. تنحر الولايات المتحدة عند أسوار بغداد، كما قال الشهيد صدام حسين وحذر، تنحر أميركا الآن عند أسوار بغداد وأسوار بغداد جنوبا هي المحمودية واليوسفية وعرب جبور وشرقا هي ديالى وغربا هي الفلوجة وأبو غريب، وشمالا هي بلد وسامراء والمشاهدة هذه هي مقتربات بغداد هذه هي أسوار بغداد التي ينتحر عليها الأميركان. هذا العام أؤكد لكم هو عام النصر ستخرج أميركا مدحورة ذليلة تتحمل وزر جرائمها في العراق في العام السادس من غزو العراق وهذه بشرى لكم ولكل المواطنين العرب، وأنا أتحدى أميركا أن تستمر في العراق هذا العام الجديد.

مايكل بيلتيه: يعني لسوء الحظ الأستاذ بيتجاهل ممكن دور الأميركان والآخرين اللي بيشتغلوا جنبا إلى جنب مع العراقيين في كل أنحاء البلد مش في بغداد فقط بل في كل أنحاء البلد..

فيصل القاسم(مقاطعا): كيف يعني وين؟

مايكل بيلتيه (متابعا): حتى يبنوا محاكم ويبنوا قدرة الحكومات المحلية في كل المدن بعني في كل المحافظات في العراق يعني نحن الأميركان مع الآخرين بنشتغل مع..

صلاح المختار (مقاطعا): بس وضح لي من خول أميركا أن تبني العراق؟

مايكل بيلتيه (متابعا): العراقيون مع الحكومة العراقية ذات السيادة أكرر..

فيصل القاسم(مقاطعا): السيادة؟ يعني بتعتقد أن الحكومة العراقية عندها سيادة؟

مايكل بيلتيه: طبعا ولهذا السبب في يعني محادثات واتفاقيات بين الحكومة العراقية الحالية والبلدان الأخرى في العالم يعني مش مع الأميركان فحسب بل مع البلدان الأخرى..

فيصل القاسم(مقاطعا): والدليل على ذلك أن الدول العربية بدأت ترسل سفراءها إلى العراق؟

مايكل بيلتيه: ضروري جدا لأنه مثلما قلت ومثلما قلنا في البداية يعني العراق جزء لا يتجزأ منه من التاريخ العربي ومن العالم العربي وعلى البلدان المجاورة والبلدان العربية الأخرى أن تساهم في بناء هذا العراق الجديد ومن يريد هذا العراق الجديد عبر أي شيء تاني العراقيون أنفسهم الذين عانوا من..

صلاح المختار (مقاطعا): من أنتم حتى تتحدثوا عن عراق جديد؟

مايكل بيلتيه: نحن أصدقاء العراق الجديد، أصدقاء العراقيين الذين يريدون الديمقراطية ويخافون من رجوع وعودة الديكتاتورية والنظام القمعي السابق.

فيصل القاسم: بس جميل أنتم أصدقاء العراق، طيب يعني بالله عليك يعني هلق الشارع العربي اللي عم يسمعك الآن بتعتقد أنه رح يصدق هذا الكلام؟ يعني أنت دخلت العراق بـ150، 160 ألف جندي مدججين، لم تترك هدفا في العراق إلا دمرته وكل هالملايين الأرواح اللي روحتها وجاي تقول لي أنك صديق العراق يا رجل؟ يعني شلفنها شوية مشان الناس تبلعها.

مايكل بيلتيه: أعتقد أنه منذ البداية كنا نعتقد أن العراق ممكن يكون بلدا إيجابيا يلعب دورا إيجابيا في المنطقة ممكن يكون مثل للبلدان في المنطقة في المستقبل إن شاء الله، ونحن نشتغل ونسعى لهذا الهدف مع العراقيين ولازم نتذكر دائما نتكلم عن الدور الأميركي أو دور القوات المتعددة الجنسيات، بس العراقيون هم الذين يسعون إلى هذه المساعدة وهم يستحقون المساعدة من الأميركان ومن كل البلدان ومن العرب، يعني بيحاولوا بالرغم من كل هذا التاريخ من القمع والاستبداد من النظام السابق يحاولون أن بينوا هذا البلد الجديد.

فيصل القاسم: جميل، أنت في هنا نقطة أريد أن تجليها وأعود للسيد المختار، تتحدث عن الديمقراطية بعد خمس سنوات أن العراق أصبح ديمقراطيا، طيب وماذا تقول للذين يقولون إن في العراق ضجيج ديمقراطي وحكم كهنوتي، كهنوت، من الذي يحكم العراق إذا كان هناك ديمقراطية؟ أليست المرجعية؟ أنتم عدتم بالعراق في واقع الأمر إلى ما قبل القرن السادس عشر سلمتموه لمرجعيات، العراق كان متقدما على ما يحدث الآن بعشرات السنين بمئات السنين كان هناك مجتمع حضاري مجتمع متمدن مجتمع مدني كل هذا الكلام، رحتوا سلمتوا لي إياه لعمائم سوداء ولمرجعيات تحكم على طريقة ما قبل القرون الوسطى. ماذا تقول لهم؟ هذا مش كلامي.

مايكل بيلتيه: أنا في رأيي حاليا عندك أصوات كثيرة في العراق وهذا هو التغيير الكبير والأهم في العراق، عندك كثير من الأصوات أصوات المرجعيات أصوات من الأكراد أصوات من السنة أصوات من الشيعة أصوات من موصل ومن بغداد من كل أنحاء البلد، يعني أصوات من النساء من الرجال من الشيوخ من الشباب، يعني حاليا في هذا الحوار وفي هذه التعددية وهذه الحرية في العراق ولهذا السبب كل هذه التكاليف كل هذه المعاناة كل هذا سينفع في النهاية إن شاء الله.

فيصل القاسم: طيب كيف ترد عليه؟ هذا كلام مهم إنه ليس صحيحا أن العراق يسير باتجاه واحد أو تحكمه مرجعيات واحدة، هناك حراك ديمقراطي واضح للعيان في العراق كما يقول لك، هناك الأكراد صوت الأكراد صوت الطوائف الأخرى صوت كذا، هناك حراك ديمقراطي وشعبي واضح في العراق لماذا نحن نجمعه كله بكهنوت؟

صلاح المختار: هذا الحراك عبّر عنه طارق الهاشمي المسمى نائب رئيس الجمهورية حينما أعرب رسميا عن عدم قدرته على إطلاق سراح سجين واحد..

فيصل القاسم(مقاطعا): نائب الرئيس؟

صلاح المختار: نائب الرئيس، وجلال الطالباني يشتكي من القوات الأميركية ويقول ليس لدي صلاحية، والمالكي يستمد حمايته وقوته من قوات الاحتلال. ولذلك من يتحدث عن الشرعية وعن أنصار الحوار والشرعية لا يعرف ما يجري في العراق، هؤلاء لا يعيشون في العراق، لعلمكم وهو ليس سرا، كل من تعاون مع الاحتلال بدأ يمد خيوط رجعة مع المقاومة الوطنية العراقية منذ الآن ويريد أن يتبرأ من جرائم الاحتلال، ولا أريد أن أذكر الأسماء ولكن الكثير ممن جاء بهم الاحتلال أخذ يتصل بالمقاومة الوطنية..

فيصل القاسم(مقاطعا): وهذه معلومات مؤكدة؟

صلاح المختار: مؤكدة، هذا عامل حسم. اثنين، من خولكم يا أستاذ أن تأتوا إلى العراق وتدمروا العراق؟ لم تدخلوا بلدا إلا ونشرتم به الكوارث، في أندونيسيا قتلتم مليون إنسان وفي فيتنام قتلتم مليونين ونصف مليون إنسان، من يخولكم هذا الحق، حق الإبادة؟ أبدتم 112 مليون هندي أحمر وأبدتم 3 ملايين عراقي منذ عام 1991 وحتى الآن وأبدتم مليون أندونيسي وأبدتم مئات الآلاف من الفلسطينيين، الآن تريد أن تتحدث عن الديمقراطية وعن الحوار؟ هذا كلام فيه إهانة للرأي العام العربي الذي يسمعك الآن ويرى البنادق التي تقتل الفلسطينيين في غزة وهي بنادق أميركية وبحماية أميركية، ويقول ديك تشيني نحن نؤيد الإجراءات الإسرائيلية ضد غزة وضد الضفة الغربية، من أنتم لكي تتحدثوا عن العراق ومستقبل العراق وتتدخلوا في شؤون العراق؟ لم تخولوا من الأمم المتحدة، ولعلمك حتى الأمم المتحدة لا تملك حق استعمار بلد واحتلال بلد، ميثاق الأمم المتحدة واضح. أعيدوا النظر وإلا ستواجهون كارثة انهيار دولتكم في العراق..

السياسة الخارجية الأميركية وانعكاساتها

فيصل القاسم(مقاطعا): وهل بدأت هذه الكارثة؟ يقولون عن موضوع أنه انخفاض سعر الدولار، تريليونين دولار تكلفة الحرب..

صلاح المختار (مقاطعا): نعم، دكتور الآن الدين العام للولايات المتحدة حتى غزو العراق كان حوالي أربعة تريليون دولار، الآن 9,2 تريليون دولار، هذا يعادل أكثر من 85% من قيمة الناتج القومي الأميركي، وهذا يمول بالدين. حرب فيتنام كانت تمول بالضرائب، حرب العراق تمول بالسندات بالدين أي أن أميركا تبيع السندات وتمول الحرب، لذلك أميركا الآن على الحافة أي حدث يهز الاقتصاد العالمي سوف يؤدي إلى انهيار أميركا وستبدو أزمة عام 1929 من القرن الماضي لعبة أطفال، انخفاض قيمة الدولار هي مقدمة لهذه الحالة وسترون أن المقاومة العراقية هي القابلة التي ستولد عالما حرا ليس فيه لديكتاتورية الشر أميركا أي مكان في هذا العالم.

مايكل بيلتيه: لو سمحت دكتور نقطة توضيح بس، إذا نتكلم عن الكوارث والكارثة أعتقد أنه من الكفاية أننا تكلم عن حلبجة أو نتكلم عن غزو الكويت..

صلاح المختار (مقاطعا): حلبجة باعتراف المخابرات الأميركية من عمل إيران، هذه تقارير معلنة.. 

مايكل بيلتيه (متابعا): فإذا في فارق كوارث كان في كوارث، وبعدين إذا نتكلم عن الدور الأميركي في أندونيسيا وفي الأراضي الفلسطينية و..و..إلخ، كنا نتكلم كمان عن المساعدة الأميركية للاحتياجات الإنسانية الفلسطينية وهي يعني كبيرة ومهمة جدا..

فيصل القاسم(مقاطعا): ولتحرير المسلمين في البوسنة..

مايكل بيلتيه (متابعا): ونتكلم عن البوسنة نتكلم عن كوسوفو نتكلم عن كثير من الأشياء نتكلم عن المساعدة الأميركية للأندونيسيين بعد تسونامي، يعني في دور أميركي إيجابي في كثير من البلدان..

صلاح المختار (مقاطعا): لماذا تقتل ثم تأتي للمعالجة؟..

مايكل بيلتيه (متابعا): فأعتقد أنه من الأنسب إذا نتكلم عن أمريكا ودور أميركا في العالم نتكلم عن الدور الكبير وعن المساعدة التي نحاول أن نوفرها للشعوب علشان الاحتياجات الإنسانية كمان..

فيصل القاسم(مقاطعا): طيب بس أنا بسألك سؤال نقطة مهمة، أنت تتحدث عن السيادة بعد خمس سنوات أنه في العراق الآن دولة وكل هذا الكلام، وقال لك إن نائب الرئيس العراقي الهاشمي لا يستطيع أن يفرج عن سجين. طيب نحن لماذا نأخذ هذا الكلام لماذا لا نأخذ كلام محمود المشهداني رئيس البرلمان العراقي؟ قال بالحرف الواحد "والله نحن كرئيس برلمان وبرلمانيين الجندي الأميركي يفتشنا والكلب الأميركي يشمشمنا" يعني إذا رئيس برلمان بيطلع بيشمه الكلب بيشمشمه من فوق لتحت طالع نازل، وذاك الأميركي لرئيس البرلمان، بالله عليك لما تسمع هذا الكلام من رئيس البرلمان العراقي بعدين جاي تقول لي سيادي وما سيادي، كلاب عم تشمشمهم لهؤلاء الجماعة.

مايكل بيلتيه: أولا لازم نرى إمتى قال هيك..

فيصل القاسم(مقاطعا): قبل سنة.

مايكل بيلتيه: قبل سنة، ولازم نرى الوضع حاليا ولازم نرى كمان الدور..

فيصل القاسم(مقاطعا): يعني هلق ما عاد في كلاب تشمشم؟

مايكل بيلتيه: لا أنا ما قلت هيك، أنا قلت إنه يعني في تغيير وفي اختلافات بين الوضع منذ سنة منذ سنتين والوضع حاليا، وبعدين كمان لازم نرى أهمية دور الولايات المتحدة والقوات الأجنبية الأخرى والقوات العراقية المسؤولة عن الأمن في بغداد في البرلمان وفي أعمال الرئاسة، والتعاون بين هؤلاء المسؤولين الجدد العراقيين والآخرين والأميركان والقوات المتعددة الجنسيات، لماذا؟ لأننا نريد أن نساعد هذه الحكومة بالنسبة لتوفير الأمن بالنسبة التدريب للأمن حتى يستطيعوا أن يناقشوا مستقبل البلد، يستطيعوا أن يناقشوا القوانين الجديدة، يستطيعوا أن يقرروا المسيرة الذاتية الأميركية.

فيصل القاسم: طيب وماذا عن التكاليف الأميركية المرعبة في العراق؟ نتحدث عن تريليونات الدولارات، أنت تعلم الناتج المحلي في أميركا عشرة تريليون وشوي، طيب يتحدث اليوم أن الدين أصبح 9,1 تريليون بسبب العراق، طيب إذا كان الوضع.. يعني يتحدث الرئيس الأميركي عن انتصار بعد خمس سنوات، طيب وماذا عن هذه التكاليف التي أودت بالاقتصاد الأميركي إلى الهاوية؟

مايكل بيلتيه: لا، أعتقد أنه يعني في أهم من ذلك، في أكثر من أربعة آلاف، الأميركان اللي ماتوا في العراق علشان المستقبل العراقي..

فيصل القاسم(مقاطعا): من أجل العراق؟

مايكل بيلتيه: من أجل العراق من أجل مستقبل العراق للمنطقة لأننا نعتقد أن في مصلحة العراقيين في مصلحة العرب في مصلحتنا نحن الأميركان أنه في بلد اسمه العراق بلد موحد. وعلى فكرة..

فيصل القاسم(مقاطعا): موحد وديمقراطي..

مايكل بيلتيه (متابعا): موحد وديمقراطي ومزدهر..

فيصل القاسم(مقاطعا): بس بدي أسألك، هالمشاهد العربي اللي جالس المسكين هذا اللي عم تدعسه أرجل المخابرات والشرطة وعم تلعن أبوه، طيب هلق عم يسأل ليش أنتم ما بتحرروا البقية من الديكتاتوريات والطغيان؟ ما المنطقة كلها خاضعة للطغيان والديكتاتورية والسلب والنهب، هلق بقى ما عندكم ما حبيتوا غير العراقيين تحرروهم من الطغيان؟

مايكل بيلتيه: في تحليلات كثيرة في المنطقة كلها، وأن نرى تقدما في المنطقة في شغل أمام المجتمع المدني في شغل أمام الحكومات. بس في تغييرات في المنطقة أنا أعيش في المنطقة منذ وقت طويل وأعرف أنه كان في تغييرات وفي حركة هلق، وفي العراق إذا نأخذ بعين الاعتبار العراق لسوء الحظ كان في نظام قمعي احتلوا الكويت وغزوا الكويت احتلوا الكويت استعملوا الأسلحة الكيماوية ضد الشعب العراقي..

فيصل القاسم(مقاطعا): أما ماشاء الله الأنظمة العربية الأخرى يا عيني على الديمقراطية وحقوق الإنسان والإنسان العربي اللي الآن بيقتلوهم وهم عم يجيبوا خبز، ليس هناك خبز في بعض الدول العربية يقفون بالطوابير ويقتلون من أجل رغيف خبز، طيب عندما أنت تستهدف الجيش العراقي الذي يعمل الآن كما قال لك السيد بيليته مع الأميركان للنهوض بالعراق، ما هو الحل؟ نضرب هذه القوات، نضرب الشرطة، نضرب هؤلاء الذين يحاولون أن يوفروا الأمن ورغيف الخبز والكهرباء للإنسان العراقي؟ نتحدث عن أناس شجعان يقومون بدور رائع في العراق.

صلاح المختار: نعم هؤلاء وجهت لهم المقاومة الوطنية العراقية نداء للجيش وللشرطة ولقوى الأمن مؤخرا في بيان منشور تطلب منهم التراجع عن خدمة الاحتلال وإلا سيعاملون كما يعامل الاحتلال، الثورة العراقية المسلحة وصلت بوابات النصر وهؤلاء بدؤوا يعرفون بأن الاحتلال منهار لذلك بدؤوا ينضمون إلى المقاومة، ولا يقاتلون على الإطلاق. وأذكر لك مثالا واحدا موحيا وينطوي على معالم كبيرة، قبل شهرين أعلن نوري المالكي عن بدء هجوم على الموصل وأعلن القائد العسكري الأميركي عن بدء الهجوم على الموصل، بعد مرور شهرين لم يشن الهجوم على الموصل، لماذا؟ بالعكس المقاومة في الموصل بدأت تهاجم القوات المتجحفلة أو المنتشرة حول الموصل، لأن القوات الأميركية وما يسمى الجيش العراقي لا يستطيع أن يقاتل إلا بحماية أميركية، والجيش الأميركي انهار معنويا ولا يريد أن يقاتل مباشرة يريد أن يقاتل ما يسمى بالجيش العراقي وتدعمه القوات الأميركية..

فيصل القاسم(مقاطعا): أشكرك.

صلاح المختار: إذا سمحت لي.

فيصل القاسم: باختصار.

صلاح المختار: هذا الذي يجري الآن يترجم من خلال تقرير الـ(سي.آي.إيه) لعام 2001 حول الطاقة والذي قال بأنه في عام 2015 ستحصل أزمة طاقة عالمية كبيرة، في حين يتضاعف استهلاك أميركا والدول الأخرى، النفط الموجود غير كاف لذلك يجب غزو العراق لأجل توفير الطاقة للولايات المتحدة.

فيصل القاسم: أشكرك حزيل الشكر. باختصار، بعد خمس سنوات على الغزو الأميركي للعراق هل بات الشعب العراقي يترحم على عهد صدام حسين؟ 91,6 نعم، زادت النسبة، 8,4 لا. باختصار ماذا تقول كلمة واحدة عن هذه النتيجة؟

مايكل بيلتيه: أنا أعتقد أن في مستقل حاليا بين يدي الشعب العراقي.

فيصل القاسم: الكلمة الأخيرة، ماذا تقول في هذه النتيجة 91,6 يحنون إلى أيام صدام حسن الخوالي، ماذا تقول؟

صلاح المختار: أقول كلمة واحدة قلناها وأثبتت السنوات الخمسة الماضية صحتها، المقاومة الوطنية العراقية ستطرد أميركا مهزومة من العراق.

فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر، مشاهدينا الكرام لم يبق لنا إلا أن نشكر ضيفينا السيد مايكل بيلتيه مدير مكتب التواصل الإقليمي في الخارجية الأميركية، والسيد صلاح المختار رئيس تحرير صحيفة الجمهورية في عهد الرئيس الراحل صدام حسين والمحلل السياسي الآن. نلتقي مساء الثلاثاء المقبل، فحتى ذلك الحين ها هو فيصل القاسم يحييكم من الدوحة إلى اللقاء.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2008

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                            الثلاثاء /  09  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  15 / نيســـــــان / 2008 م