بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

حرمة الدم العراقي

 

 

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

مع بداية العام السادس من عمر الاحتلال الامريكي البغيض وتكذيبا لادعاءاتهم بتحسن الوضع الأمني في العراق تلتهب كل ارض القطر ثورة جهادية جبارة تشمل كل أرضنا الطاهرة , فبغض النظر عن المسميات والانتماءات الحزبية او الدينية فان العراقيين لحمة واحدة على امتداد القطر من زاخو حتى الفاو لم تستطع كل الأزمات على كثرتها وتعدد ألوانها وأشكالها وشراسة قوتها التي مر بها أبناء هذا البلد إن تقطع أوصال نسيجهم الاجتماعي الرائع بل على العكس زادت من تلاحمهم وتقاربهم وحلوا أزماتهم وبطرق تدلل على رجاحة العقل العربي العراقي وصدق انتمائه الى أمته الحية المجيدة وتواصله وتفاعله معها .

وما تمر به منذ فترة ليست بالقصيرة الى هذا اليوم اغلب مدن جنوب القطر والتي تثيرها الأحداث الأخيرة في محافظة البصرة هو جزء من مخطط تفتيت العراق وشرذمته وإثارة فتنة طائفية فيه لتسهيل عملية قضمه وابتلاعه من قبل الفرس ضمن السايكس – بيكو الجديدة التي يتم تنفيذها الآن ضمن ثلاثي القذارة الامريكي – الصهيوني – الفارسي لان هذه المدن كباقي المدن العراقية بأسوأ الحالات تقاوم سيطرة الأجنبي وترفض إبدال الاحتلال الامريكي بالاحتلال الفارسي وعلى اعتبار إن عزيز غير الحكيم طباطبائي الذي يدعي تبنيه للمذهب الجعفري كان قد لعب دور الوسيط في المساومة بين الأمريكان والفرس قد تعهد بان يكون الذراع الذليلة التي تتبنى تنفيذ هذه اللعبة القذرة من خلال فرض سيطرة مليشياته الفارسية الانتماء والولاء من عناصر فيلق بدر والمجلس الأعمى اللا إسلامي وبالصفة الرسمية حيث كانت قد انخرطت ضمن أجهزة ما يسمى بوزارتي الدفاع والداخلية في حكومة الاحتلال يساندها عناصر فيلق القدس الفارسي وعناصر المخابرات الفارسية اطلاعات .

وإذا كان الحديث عن استهداف مليشيات مقتدى الصدر في البصرة فان ذلك محض افتراء لأنه وبناءا على النهج الذي اختاره أعضاء تلك المليشيات وما صرح به حازم ألأعرجي ممثل مقتدى الصدر بأنهم سيعلنون العصيان المدني غير المسلح من جانب ومن جانب آخر فان البصرة تخضع كما هو معروف لنفوذ حزب الفضيلة الذي يرفض التخلي عنها ولأي سبب وبأي شكل من الأشكال وهي من بين أهم الأسباب التي دعته الى الانسحاب من ما يسمى بالعملية السياسية إضافة الى مطالبته حينها بوزارة النفط لأسباب كان قد طال النقاش حولها علما إن مليشيات مقتدى لا تبتعد كثيرا عن باقي المليشيات الفارسية الولاء خصوصا وان الفرس يحتضنون ألان مقتدى الصدر ويشكلون له المظلة والملاذ الآمن وهم الجهة الداعمة لكل المليشيات الطائفية في العراق وتم ويتم تدريب الجميع في معسكرات داخل عمق الأراضي الفارسية .

إن العداء المستحكم القديم بين آل الصدر وال حكيم طباطبائي والذي انسحب على أتباعهم عامل مهم يدعو الى اشتداد الصراع وضراوته بينهم وقد حصل ذلك في أكثر من مدينة عراقية وقد بدأ في محافظة النجف الاشرف حول واردات المراقد المقدسة حيث انفجر بعد عملية اغتيال عبد المجيد الخوئي ومن ثم محمد باقر حكيم طباطبائي وما رافق ذلك من أحداث عنف وخشية من اختلاط الأوراق وما قد ينتج عنه من ضغط الشارع العراقي المعارض للاحتلال فقد تم الإيعاز الى علي السيستاني واصطحابه بذريعة العلاج الى بريطانيا ليتم حينها تصفية الآلاف من الوطنيين العراقيين تحت شعار تصفية التيار الصدري ثم تبتعها معارك مدينة صدام في بغداد وما رافق ذلك من سحب الأسلحة وبطرق مختلفة وهكذا دواليك في اغلب مدن الجنوب في محافظة بابل والقادسية وميسان و واسط وذي قار والمثنى غير كربلاء المقدسة والنجف الاشرف مع اختلاف الذرائع فتارة لتصفية جند السماء او جماعة احمد اليماني او لتصفية أتباع الوهابية وأخيرا لمتابعة الخارجين على القانون من أتباع مقتدى الصدر الذي أعطاهم مسبقا المسوغ المطلوب حن أعلن عن توقف نشاط أتباعه لمدة ستة أشهر أعقبها بأخرى مثلها وأخيرا ولتلافي انفراط عقد أتباعه وتلبية لرغبة الفرس أعلن تخليه عنهم بذريعة الانصراف للدراسة في حوزة قم التي لا ترقى في مستواها العلمي والفقهي الى الحوزة العلمية في النجف الاشرف .

إن المتتبع للأحداث على امتداد الفترة الزمنية من عمر الاحتلال يدرك جيدا إن المقصود دائما ليس المليشيات الطائفية ومهما اختلفت تسمياتها وانتماءاتها فهم يد الاحتلال الأطول وحكومته العميلة بل المقصود والمستهدف دائما هم رجال المقاومة العراقية الشجاعة التي تعرف أساليب الاحتلال وأساليب حكومته ولا ترهبهم مثل تلك الممارسات الحقيرة التي لا تدلل إلا على انهزام المحتل وأذنابه رغم تفوق آلة العدوان العسكرية .

إن عشائرنا العربية الرافضة إن يكون قطرنا ضيعة فارسية او أمريكية او صهيونية او لأية جهة أخرى إنما تعي دورها المهم والخطير وواجبها في توحيد صفوفها التفافها حول قيادة العمليات العسكرية القتالية التي يقودها جيش تحرير جنوب العراق البطل فثورة جنوب العراق التي انطلقت شرارتها بعنفوان أبطالها المجاهدين في البصرة وذي قار و واسط والقادسية وبابل وبغداد إنما هي الامتداد الطبيعي لثورة عشائر العراق العربية القائمة في ديالى وصلاح الدين وألأنبار ونينوى وكل المدن العراقية المجاهدة تحت راية الله اكبر التي ترفعها جبهة الجهاد والتحرير وان هي إلا ساعة حتى يهزم الاحتلال مذموما مدحورا خاسئا .

ولابد من تذكير أبناءنا الذين دعتهم ظروف الحاجة المادية الناتجة عن الاحتلال إن واجبهم الوطني الاول هو ليس هدر دم ابنا بلدهم بل مجابهة المحتل الامريكي الذي أوصل البلد الى هذا المستوى من العنف ونحذرهم من هدر الدماء العراقية بيد أبناء العراق والقتال بالنيابة عن المحتل لما سيتولد عنه من ثارات عشائرية يبتغيها الاحتلال وعملائه فمقتل أربعة آلاف كلب محتل غازي عدد قليل تدفعه امريكا ثمن لعدوانها وبكل المقاييس والمعاير إن قطرة دم عراقية واحدة لهي أثمن من امريكا وكل جيوشها الغازية ومرتزقتها .

رحم الله كل شهداء العراق الأبرار الميامين يتقدمهم أبو الشهداء شهيد الحج الأكبر
عاش العراق وكل الأمة العربية حرة موحدة
عاش رجال المقاومة العراقية توحدهم القيادة العليا للجهاد والتحرير
الموت للغزاة وأتباعهم فاقدي الغيرة والحياء
والله اكبر... الله اكبر

 

Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

 

شبكة المنصور

                                           الاربعاء /  19  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  26 / أذار / 2008 م