الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

إستراتيجية العدوان في وتزوير الحقائق

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

دخل الغزو الامريكي القبيح للعراق عامه السادس ولازالت الأحداث في غليان مستعر مستمر نتيجة للإصرار الشعبي على طردها ومحاربة إفرازات الغزو من خلاله تأكدت الادارة الامريكية عمق خطأها التاريخي بحق الشعب الامريكي أولا لما أصابه من خسائر فادحة على المستوى البشري وعلى المستوى المادي وبحق الشعب العراقي لما لحق به من دمار إضافة الى تدمير تراثه الحضاري وبناه التحتية ومقومات اقتصاده وبشدة أكثر تم تدمير مقومات قيام الدولة العراقية كطرف أساس ولاعب مؤثر في مجريات الأحداث الإقليمية وخصوصا القضايا المصيرية التي تمس الوجود القومي العربي , وقد نتج عن إضعاف العراق كسر الشوكة العربية وضياع هيبة الأمة العربية والإسلامية على المستوى العالمي كواحدة من أهم النتائج السلبية لهذا العدوان وما ترتب على ذلك من مواقف ذليلة ومتخاذلة ظهر عليها القرار القيادي العربي .

وبعد إن سقطت كل الادعاءات ومبررات العدوان ابتداءا من محاولات شخصنة الحرب واستهدافها لشخص الرفيق الراحل أبو الشهداء صدام حسين رحمه الله ورحم كل شهداء الحزب والعراق وأمة العرب وأدخلهم واسع جنانه وقيادة القطر السياسية ثم ادعاءات الأمريكان بامتلاك القطر أسلحة لدمار الشامل وتهديده للأمن والسلام العالميين الى غيرها من أكاذيب وقحة ساقتها الادارة الامريكية الى المجتمع الدولي الذي لم يقتنع بها ولم يوافق عليها , الأمر الذي دفع غرور وغطرسة إدارة القزم بوش الى تحدي الارادة الدولية وتنفيذ سياسة العدوان على الشعب الأمن في العراق وعلى الشكل الذي سارت عليه الأمور المعروفة .

ومن بين إفرازات الاحتلال إن جند أعداد غير قليلة من العملاء وألإنتفاعيين لتكون يده الضاربة في تنفيذ أهداف مشروعه وتتبنى سياساته وتحقق مراميه التي لا تقف عند إبعاد العراق عن عمقه الطبيعي ومحيطه القومي العربي وإغراقه في المتاهات العرقية والطائفية تمهيد لشرذمته وتفتيته بعد إنهاك كل قواه الوطنية الخيرة وربما تذويبه ضمن دول الجوار التي غاية مشروعاتها ابتلاع أجزاء منه وهذا ما كان قد أعلنه التافه القرد الصغير بوش على أساس إن تغيير لابد إن يحدث في إعادة رسم خارطة المنطقة جغرافيا وما ينتج عن ذلك من تغير لا يقف عند حدود معينة إلا بما يخدم المشاريع الامبريالية لدول تحالف العدوان .

لقد كان من أهم وسائل العدوان الامريكي إن جند مختلف وسائل الإعلام الغربية منها والعربية والسعي الحثيث للسيطرة على ما يمتاز منها بشيء من المصداقية وتسخيرها لخدمته وبطبيعة الحال إن القنوات التلفازية خصوصا بعد انتشار الفضائيات وتحويلها الى منابر حزبية رخيصة تعتبر من أهم وسائل الإعلام ذات التأثير العالي في المتلقي للوصل الى حالة اقل ما فيها تحييد هذا المتلقي والذي يمثل الشارع العربي بشكل عام والشارع العراقي بشكل خاص وهكذا التتابع في وسائل الإعلام المقروء التي تمثل الذاكرة الإعلامية والشبكة العنكبوتية على محدودية روادها العرب بالمقارنة مع غيرهم ومن ثم المسموع الأقل تأثيرا من الوسيلتين السابقتين .

وفي حالة من ديمومة الصراع القائم حاليا بين أدوات العدوان بكل صنوفها العسكرية منها والمدنية يتخندق في الصف المقابل لها من مسرح المعركة الشرسة , الشعب العراقي وامتداده العربي والإسلامي والمتمثل بجبهة الجهاد والتحرير , خط المقاومة الاول , لازالت الآلة الإعلامية على حد سواء الغربية او العربية التي ترفد نفسها بالمادة الإعلامية المظللة والكاذبة وتبني لدعم الاحتلال على تجريم الحكم الوطني من خلال ما ينسب إليه من سلبيات تحتوي على الكثير من المغالطات فيستمرون في صناعة المعلومة الكاذبة والإصرار عليها ومطالبة الشارع بتصديقها حتى باتت موضوع للتندر والاستهزاء .

إن ما يعاب جدا على العرب حكومات او وسائل إعلام تمثل تلك الحكومات إن تشرعن العدوان على العراق القطر العربي ذو التأثير القومي الفعال في كل الواجبات والالتزامات العربية وتخلق له المبررات على حساب الحكم الوطني فبين العربي والعربي لا توجد منطقة وسط يقف فيها على الحياد فيجب عليه الانحياز المطلق الى أخيه في العراق او غيره من الأقطار العربية المنتهكة دون عنصرية بل مناصرته للاعتبارات الأخلاقية الناتجة عن التزام العروبة والإسلام , خصوصا وان الجميع يعرف ما يتعرض له المواطن العراقي والعربي يوميا وفق خطة مدروسة أعدت مسبقا وتحدد ادوار أطرافها وما عادت ملامحها خافية على احد من خلال الممارسات التي تقوم بها حكومة الاحتلال وبدعم من سلطته ومن الحري بالعرب في كل مكان الاستفادة القصوى من درس فلسطين الحبية, فهل يستمر العرب على منهج ضياع كل الوطن العربي قطرا اثر آخر , ألا يكفيهم ممارسات الصهاينة اليومية في قتل وتدمير الفلسطينيين ؟ فإلى أي حد من الإذلال يريد هؤلاء الحكام إيصال المواطن العربي ؟ سلبت الأوطان وانتهكت الأعراض ويقتل الشعب ويجوع وفي أرضه كنوز لا تعد ولا تحصى وهو يبحث عن رغيف الخبز في الوقت الذي يتنعمون هم وأسيادهم وعلى ملذاتهم يبالغون في البذخ.

إن تلفيق التهم ورميها في خانة الحكم الوطني العراقي ومن اللسان العربي والمحاولات البائسة لبناء أمجاد لن تتحقق اليوم لصالح الحكام إنما هو الخيانة العظمى للأمة العربية والإسلامية , والتنكر لكل التزامات العراق بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي تجاه العرب في كل الواجبات القومية السابقة إنما هو الطعن بالذات والضعف لصالح أعداء الأمة العربية والعمل على تغييب المشايع العملاقة التي أنجزها الحكم الوطني بدأ من إصلاح المواطن نفسه الى اكبر مشاريع البناء في المنطقة , فهل من العدالة التغني بالحرية التي وفرتها امريكا للعراقيين والتي ذهب ضحيتها ما يزيد على المليون ونصف المليون من العراقيين الأبرياء أثناء فترة الحصار الظالم لمدة ثلاثة عشر عام ومثله بعد الغزو وتهجير الملايين داخل وخارج القطر , أم هي ديمقراطية امريكا التي قادت شعبنا في الاقتتال بين أبناءه طائفيا او بين أبناء الطائفة نفسا , وحتى الأكراد الذين يحسبون نفسهم اليوم بعيدين عن نار الفتنة إنهم في مأمن , لا فان الفتنة الامريكية قادة إليهم لا محال إذا ما استمروا على انتهاج نفس الإسلوب الخبيث في تخريب النسيج الاجتماعي العراقي وهم وان غضوا أبصارهم عن الهجوم التركي على شمال القطر تحت ذريعة مطاردة حزب العمال فان أكراد العراق يدركون أبعاد ذلك الهجوم وغاياته ومعنى السكوت الامريكي عنه .

إن تناحر الحكام العرب وتسابقهم في تقديم فروض الطاعة والولاء على حساب الشعب العربي أدى الى ضياع فلسطين واحتلال العراق والصومال وينذر بخطر كبير في لبنان وغيرها فمتى يدرك الحكام إن لأمريكا وحلفاؤها الفرس دور في الفتن التي تشتد وتخمد نارها بين الحين والأخر في كل دول الخليج العربي والجزائر وموريتانيا واليمن وغيرها وهو نتيجة طبيعية لتغييب العراق عن الساحة العربية وما تقوم به حكومة العملاء في المزابل السوداء من دور في تنفيذ سياسة مشروع التحالف الامريكي – الصهيوني – الفارسي في المنطقة من خلال إطلاق نعيق غربانهم رؤساء المليشيات والتحدث عن سلبيات الماضي التي تهون ولا تكاد تذكر إذا ما قورنت بجرائمهم التي تجري اليوم ويندى لها بين الإنسانية وإذا كانت هناك من لائمة توجه الى القيادة السياسة لحزب البعث العربي الاشتراكي فإنها تأتي من رعاية أبوية وحسن ضن ورحمة في قلبها تركت هؤلاء العملاء الأنجاس دون إن تحاكمهم بتهمة الولاء للأجنبي والخيانة الوطنية العظمى وهي تعلم مدى ارتباطهم وولائهم للأجنبي وهم في قبضتها.

 

Iraq_almutery@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                            الاثنين  /  08  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  14 / نيســـــــان / 2008 م