الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

أكثر من وجه والاحتلال واحد

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

دخل رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين الى مكة منتصرا على قريش التي بذلت كل ما في وسعها من جهود في معاداتها للإسلام والمسلمين والوقوف بوجه نشر رسالته السماوية السمحاء في العام الثامن للهجرة المباركة ولسنا بحاجة الى الخوض في تفاصيل عملية فتح مكة إلا بقدر الوقوف على طريقة معاملة الرسول الكريم ( ص ) لأهلها حيث لنا كمسلمين في سيرته العطرة أسوة حسنة , فحين التقى شيوخ قريش الذين يعتبرون بحكم الأسرى لدى المسلمين مع مراعاة دورهم في العداء وما مارسوه من قتل وتعذيب خصوصا في بدء الدعوة الإسلامية المباركة , فقد طرح عليهم سؤاله الشهير : ماذا تظنون إني فاعل بكم ؟ فأجابوه دون تردد : أخ كريم وابن أخ كريم . فما كان منه عليه صلوات الله إلا إن تناسى كل ما كان منهم فأجابهم كما هي أخلاقه الكريمة: اذهبوا فانتم الطلقاء.

وفي معركة صفين التي وقعت في العام السابع والثلاثين للهجرة النبوية الشريفة بين جيش الخلافة الإسلامية الشرعية بقيادة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وبين والي الشام معاوية بن أبي سفيان الذي نزل بمن معه عند نهر الفرات، في وادي صفّين، واستولى على الماء، ونزل أمير المؤمنين علي (ع) في ذلك الوادي الفسيح أيضاً، وقد حال معاوية بين جيش الخليفة والماء، ومنعهم من أن يشربوا منه ولو قطرة واحدة فأضرّ بهم وبدوابهم العطش، ولما لم تنفع محاولات أمير المؤمنين(ع) لبلوغ الماء بالحسنى، اضطره الأمر إلى استعمال القوة لإنقاذ عشرات الألوف ممن كانوا معه من الموت عطشاً، ولمّا تمّت له السيطرة على الماء حاول بعض أصحابه إقناعه أن يقابلهم بالمثل، فأبى ذلك أشدّ الإباء، وأتاح لخصومه، الذين هددوه قبل ساعات قليلة بالموت عطشاً، أن يردوا الماء أسوة بأصحابه , فتلك هي أخلاق العرب المسلمين في اشد الظروف قسوة في التعامل مع أعداءهم ومن يقاتلهم وبالتأكيد لنا منها نحن أحفادهم دروس وعبر ولنا فيهم أسوة حسنة .

إن ما دعاني الى هذه المقدمة غير القصيرة ما يجري اليوم في قطرنا العزيز حيث تقود قوات الغزو الهمجي الامريكي أشرس عدوان عرفته الإنسانية وقع على شعب من شعوب الارض , وإذا كان الأمريكان يخوضون ضدنا اليوم حربا مكملة لسلسلة الحروب الصليبية على الإسلام والمسلمين كما أعلن ذلك القرد الصغير بوش فان عملائها ممن يدعون الانتماء الى العروبة الإسلام والذين توحدوا لتشكيل مليشيات حكومة العمالة كانوا اشد قسوة من أسيادهم في التعامل مع أبناء بلدنا فإذا استبعدنا عمليات تثقيب الأجساد بالمثقب وبتر الأعضاء التي قادتها مليشيات الفارسي بيان صولاغ أثناء عمليات التصفية الطائفية والعرقية وتهجير العراقيين من منازلهم قسرا فان ما يجري اليوم وبعد الفرز الطائفي من قتال في المناطق الشيعية وتمارس فيه من عمليات إبادة جماعية لم تستثني الكبار ولا النساء ولا الأطفال شملت بالإضافة الى القصف المدفعي واستهداف الطائرات الامريكية الغازية حملة تجويع وتعطيش وحرمان من الخدمات الصحية والعلاجية غير القطع الكلي للكهرباء والماء والوقود وحصار مطلق للمركبات والأشخاص في مناطق القتال .

وتحت شعارات رنانة من حماية حقوق الإنسان وتحقيق الديمقراطية ونشر الحرية في العراق وتحت لافتة حماية الإسلام ولمكافحة الإرهاب غزى الأمريكان قطرنا العزيز أمام مسامع وتحت أنظار شعوب الارض دون اعتبار لمؤيد او معارض وعلى يد حكومة العمالة ومليشياتها تمت عمليات التهجير العرقي والطائفي وفي نفس ذلك الإطار تم تصفية أكثر من مليون ونصف المليون من الوطنيين والمثقفين والعلماء والأطباء العراقيين وتهجير أكثر من أربعة ملايين عراقي خارج القطر ومثلهم تقريبا في الداخل , ومثله ما يجري اليوم تحت ذريعة تطبيق القانون غير الموجود ومتابعة الخارجين عليه فسياسة مليشيات حكومة الخسة في المزبلة السوداء تنبع من أما أن تكون عميلا للأمريكان او الفرس وأما أن تموت او تهجر ولتنفيذ ذلك عدة طرق ووسائل.

وبغض النظر عن الجهات التي تقصدها مليشيات حكومة الاحتلال فيما إذا كانت جهات مقاومة للاحتلال الامريكي والاحتلال الفارسي او تيار عروبي او إسلامي او تيار ينتمي الى هذه الجهة المقاومة او تلك فليس من حقها إطلاقا التعامل معها بمثل هذا العداء وما يحصل إنما يدلل على انتماء تلك المليشيات الى غير العرب وغير المسلمين ولا حتى للإنسانية وإنما يدلل بشكل فاضح على بشاعة وقذارة انتماءها وتنفيذها لحملة إبادة الشعب العراقي الأصيل التي تقودها إدارة القرود الصغار للولايات المتحدة الامريكية وهي نفسها ذات الادارة التي تعمل على إبادة شعبنا العربي الفلسطيني باستخدام نفس الإسلوب في الإذلال والقهر والتجويع إضافة الى القصف الجوي بمختلف أنواع الأسلحة حيث يتمسك الكيان الصهيوني وبالقسوة اليهودية المعروفة بحرمان شعبنا هناك من ابسط مقومات الحياة بالتعاون مع الحكومات العربية المجاورة التي تمارس نفس الإسلوب وتبني أعلى أنواع الحواجز على الحدود , وهو نفسه ما يجري في الصومال وجنوب السودان وفي الكثير من البقاع العربية وان تفاوتت حدة التطبيق والته.

إن ما يجري اليوم في اغلب المدن العراقية يعيدنا الى فترة استمرت ثلاثة عشر عام من الحصار الظالم الذي فرضته الإدارات المتعاقبة لرئاسة البيت الأسود الامريكي على الشعب العراقي استهدف شل كل مفاصل الحياة العراقية وحرم العراقيين من الدواء والغذاء الى آخر مستلزمات البقاء وعطل عجلة التنمية والتطور في القطر , وإذا كانت امريكا قد أقرته كجزء من سياستها العدوانية على العراق فان الحكومات العربية التي توالت الأحداث التي تثبت عمالتها وتبعيتها للإرادة الادارة الامريكية الصهيونية كانت أدواتها في التنفيذ فأغلقت حدودها كما تفعل اليوم بوجه الواردات التي كان من الممكن أن تدخل العراق فذهب ضحية لهذا العدوان أكثر من مليون ونصف المليون من العراقيين الأبرياء .

إن توحيد صفوف المقاومة والتفاف شعبنا حولها وتحليه بالصبر وما معروف عنه بالقدرة العالية على التحمل والمطاولة وتعدد مراكز المقاومة وضرب المحتل وعملائه في كل المدن العراقية البطلة كفيل بتشتيت وبعثرة جهود مليشيات الاحتلال التي بدأت تترنح منهارة أمام شراسة المقاومة وصمودها الرائع
عاش العراق حرا عربيا موحدا وعاشت فلسطين .

الموت للغزاة ولعملائهم الأقزام
وثورة مستمرة حتى النصر ولا غير النصر بإذن الله .
والله اكبر ... الله اكبر

 

Iraq_almutery@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                             الاحد  /  07  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  13 / نيســـــــان / 2008 م