الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

من الضحية في الصراع بين أتباع آل الصدر ومليشيات حكومة الاحتلال ومن المستفيد؟

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

مع بداية دخول قوات الغزو الامريكي للعراق بدأت بممارسة لعبة إثارة الفتن بين مكونات الشعب العراق وفق مبدأ " فرق تسد " الاستعماري القديم لتوسيع قاعدة السيطرة عليه وقد انتهجت لذلك عدة اتجاهات حيث كانت البداية بين القومية العربية والقومية الكردية وقد تبنت هذا الاتجاه عصابات بيشمركة مسعود برزاني وجلال طلباني لأسباب كردية داخلية يأتي من بين أهمها العمل على تأسيس نواة لدولة كردية تمتد لتغطي بالإضافة الى شمال العراق أجزاء من بلاد فارس وجنوب تركيا وأطراف سوريا الشمالية الشرقية , في نفس الوقت الذي ركزت فيه على الظلم الذي حل بالشيعة العراقيين على حد ادعائهم على اعتبار إنهم أكثرية حرموا طيلة الفترة السابقة لما قبل الغزو من المشاركة في الحكم الذي يتمسك به السنة في محاولة لإثارة الفتنة الطائفية التي نجحت في إثارتها فتأججت على اثر حوادث التفجير التي طالت مرقد الإمامين العسكريين وهذا الطرح تبنته أحزاب العمالة التي تنضوي تحت عباءة عزيز محسن لا حكيم طباطبائي ونفذته بغباء مليشيات مقتدى محمد صادق الصدر علما إن سلطات الاحتلال حاولت إثارة الفتنة العشائرية عن طريق المطالبة بالثارات بين العشائر العراقية ولكنها فشلت في ذلك وقد تجسدت الفتنة العرقية والطائفية في ما يسمى الدستور وحكومة المحاصصة التي نتجت عنه .

ووفق نفس المبدأ " مبدأ فرق تسد " نجحت قوات الغزو الى حد ما في تشكيل ما سمي بقوات الصحوة العشائرية في مناطق وسط القطر والحد من نشاط تنظيمات القاعدة التي أصبحت عبء ثقيل على المواطن العراقي والطرف الثاني في معادلة إثارة الفتنة الطائفية والتي أدرك الشعب العراقي تمام الإدراك من يقف وراء عملياتها من خلال استهدافها للمواطن العراقي فانحرفت عن توجيه السلاح بوجه قوات الاحتلال الى صدور العراقيين .

وضمن نفس السياق وبناءا على ما تقدم كانت الصفحة التالية من عمليات شرذمة نسيج المجتمع العراقي ولتحقيق عدة غايات في وقت واحد وتأسيسا على ما يضمر آل غير الحكيم الطباطبائي ومليشياتهم من حقد وسوء نية لأتباع آل الصدر ومليشياتهم لكثير من الأسباب التي بيناها في العديد من مقالاتنا السابقة من بين أهمها مقتل محمد صادق الصدر لمحاولاته تطوير حوزة النجف الاشرف العلمية ومناداته بألأعلمية وإلغاء دور الفرس وتحجيم حوزاتهم في قم وطهران , جاء الآن دور الفتنة بين هذين الطرفين حيث عمل ابن محسن حكيم على أكثر من وتر وحبل , فقد تقرب من سلطات الاحتلال وتطوع إن يكون اليد الامريكية حسب اتفاقه مع المتطرف اليهودي كيسنجر في زيارته العام الماضي لأمريكا بحجة العلاج من مرض السرطان الذي أصاب رئتيه لتنفيذ مهمة تقسيم العراق الى كانتونات فدرالية لتسهيل قضمه وابتلاعه فارسيا ضمن مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي نادى به بوش , وهو آليا عميل الى أهله وقومه الفرس ويعمل على خدمتهم من خلال تبعته للقيادات الفارسية الشعوبية ولكونه يتبنى فكرة ولاية الفقيه ومناصريها والداعين الى تطبيقها في نفس الوقت الذي عمل فيه على التقرب من علي سيستاني على اعتبار انه المرجع الشيعي الأعلى في العراق فكان مثال الخادم المطيع لكل الجهات المؤثرة في العراق في هذا الظرف الأمريكان – والفرس .

وبتوجيه أسياده انخرطت مليشياته في تشكيلات ما سميت بوزارتي الدفاع والداخلية بينما سيطر الآخرون بشهادات مزورة صادرة من بلاد فارس على إدارة أجهزة دولة الاحتلال في اغلب محافظات الوسط والجنوب عن طريق استيلائهم على المناصب العليا فيها في حين يفتقر اغلب أتباع مقتدى الى التحصيل الدراسي الذي يؤهلهم لتبوء مناصب متقدمة في تلك الدولة , ونتيجة لضغط العوز المادي الذي أصاب المجتمع العراقي نتيجة للبطالة والكساد في مقابل الإغراء المادي الذي قدمه عزيز محسن حكيم طباطبائي وحسب التوجه المذهبي الذي يوازي فيه تنظيمات القاعدة فقد استطاع هذا دفع مليشيات مقتدى الى التورط بارتكاب أكثر عمليات التصفية الطائفية بدعم مادي وتسليحي من الفرس جار السوء ابتداءا من تصفية عبد المجيد الخوئي ومحمد باقر محسن اللا حكيم الذي أراد إن يمثل مرجعية شيعية خاصة به في النجف الى عمليات التهجير والقتل الطائفي على الهوية في الوقت الذي كانت فيه مليشيات آل اللا حكيم تحافظ على نفسها وتعمل بواجهة مليشيات حكومة العمالة لسلطة الاحتلال .

والآن بعد اتخذت مقاومة العراقيين للاحتلال وسلطته ورموزه عدة أشكال وصور وأصبحت الثورة الشعبية في جنوب العراق تشكل مصدر خطر يهدد بإنهاء الوجود الامريكي – الفارسي في العراق والقضاء على حكومته أصبح لزاما عليها إن تبرر عدوانها على تلك العشائر العراقية فكانت ذريعة مطاردة الخارجين على القانون غير الموجود والذين ينتمي أكثرهم لمليشيات مقتدى لتورطهم في أعمال التصفية المذهبية السابقة .

لقد نوهنا في أكثر من مقال سابق الى إن مليشيات آل اللا حكيم قد أعدت قوائم بأعداد كبيرة تضم شخصيات وزعامات من بين إتباع مقتدى الصدر وزرعت بينهم أسماء وطنية وقومية لتصفيتها زودت بها مليشيات حكومة الاحتلال وسلطات الاحتلال ليتم مطاردتها وتصفيتها في محافظات كربلاء المقدسة والنجف الاشرف والقادسية وبابل والمثني وذي قار وواسط وميسان والبصرة غير القياديين منهم في محافظة بغداد ومن لم تتمكن سلطات الاحتلال من اعتقاله يتم تصفيته عن طريق مليشيات بدر التي كانت قد تدربت على هذا النوع من التصفيات والاغتيالات في معسكرات فارسية لفترات طويلة قبل الغزو الامريكي , وقد أكدت أحداث العراق الأخيرة صحة ما وصل إلينا من معلومات كان آخرها تصفية رياض ألنوري الذي يعتبر ذراع مهم لمقتدى الصدر في العراق غير ما تربطهما من صلة قرابة كخطوة أولى وكسابقة لقياس ردود الأفعال يتم من خلالها تصفية من ورد اسمه في تلك القوائم .

إن ابتعاد مقتدى الصدر وأتباعه عن النهج الوطني السليم المقاوم للاحتلال وأتباعه من العملاء الصغار ومشاركتهم في ما سمي بالعملية السياسية وانغماسهم في تفعيل الفتنة الطائفية وإثارتها جعل الكثير من أتباعه ومناصريه ينفضون عنه وها هي الساعة قد حانت لان يضحي به الفرس وإتباعهم فيتخلون عنه لصالح ابنهم الفارسي وأتباعه ومليشياتهم عزيز محسن اللا حكيم طباطبائي , فبقي دون غطاء شعبي من عموم العراقيين الشرفاء ولعل من المناسب تذكير مقتدى وأتباعه بالدعم العراقي الشعبي الكبير الذي حصل عليه خلال معركة النجف الاشرف الشهيرة عام 2004, لذلك فمن الحكمة لمقتدى الصدر ولأتباعه العودة الى الصف الوطني والانضمام الى المقاومة الباسلة والتكفير عن المشاركة في الفتنة الطائفية قبل فوات الأوان لأنهم جميعا هدف لمليشيات الحكومة العميلة وابن محسن اللا حكيم طباطبائي .

 

Iraq_almutery@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                           السبت  /  06  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  12 / نيســـــــان / 2008 م