بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

أنت برلماني عربي إذن أنت قذر فاقد الحياء والضمير

 

 

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

لا ينبغي أبدا مناقشة ولاء وانتماء المواطن العربي للعروبة فهذا أمر مفروغ منه بشكل نهائي وطبعا ليس المقصود بالمواطن العربي هو من نطق اللغة العربية فمن البديهي إن الانتماء الى العربية يوازيه من حيث الأهمية الانتماء الى الإسلام والترابط هنا واضح من حيث أداء المواطن لمواطنته من خلال سياقات العمل العروبي المسلم والانتماء في هذه الحالة ممارسة حياتية يومية لواجباتها تجاه الأمة , وعلى هذا فان العرب كشعب لهم مواقف لا تنطلق من النظرة القطرية والمطلب الخاص لأنها أدركت ومنذ زمن بعيد إن قضاياها المصيرية واحدة ويجب إن تكون معالجتها بشكل متكامل دون فصل وان قوتها في وحدتها .

وما من احد يمكنه إن لا يفصل بين إرادة الشعب العربي في معالجة قضاياه وبين أساليب الحكومات العربية التي تزعمت السلطات في أقطارها بطرق معروفة للجميع منها الانقلابات العسكرية التي مهدت لها ودعمتها دول الاستعمار فادت بعدها الحكومات فروض الطاعة والولاء لها ومنها توريث الحكم في العائلة التي نصبها الاحتلال وبذلك أصبحت حواجز بين الشعب وسلطاته فأصبح لا خيار للمواطن إلا واحد من ثلاثة , فأما الطاعة المطلقة العمياء لولي الأمر الحاكم والقبول بكل قراراته فهذا الخيار الاول او دخول السجون وتحمل ممارسات الأجهزة الأمنية وتبعاتها كخيار آخر وهناك القرار الثالث وهو الهجرة خارج الوطن وما يتعلق بها من مطاردات لأنه في هذه الحالة سيكون إرهابي مطلوب لانتمائه العربي الإسلامي والحكومة التي تشذ عن ذلك الإطار فان مصيرها لا محال سيكون كمصير حكومة المشروع الوطني القومي في العراق فتصفى قياداتها وتهدم انجازاتها , ولكي تعطي الحكومات العربية لنفسها عمقا جماهيريا وحرصا منها على إن تكون صورتها مقبولة وبمظهر من مظاهر الديمقراطية اتجهت نحو التمثيلات البرلمانية لتحصل قراراتها على الشرعية الشعبية المطلوبة والتي تجمعت لتوحيد كلمتها في اتحاد البرلمانات العربية ذو الصفة الشعبية مقابل جامعة الدول العربية التي تأخذ صفة الأنظمة العربية الرسمية فكانتا وجهين حقيقيين لعملة قبيحة واحدة لا تمثل امتنا العربية .

ورغم قناعتنا الأكيدة التي لا غبار عليها بارتباط المنظمات الرسمية العربية بعجلة السيادة الامريكية وتنفيذها لقرارات إدارتها دون خجل لا من الشعب العربي ولا حتى من الله فقد كنا كباقي الأقلام العربية الوطنية قد وجهنا نداء الى ما يسمى باتحاد البرلمانيين العرب حينما قلنا لهم لا تساهموا في هدر دماء العراقيين وتقسيم العراق أيها البرلمانيون العرب لعلنا نحرك فيهم واعز من ضمير ولكن دون جدوى فقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي فهؤلاء الناس قد نذروا أنفسهم خلافا لما يعلنون فهم مطايا تساق ضد الشعب العربي في كل زمان ومكان ودعت الحاجة فما أحسنوا رد جميل الشعب العراقي ومواقفه البطولية الذي كثيرا ما ساهم في دفع الضيم عنهم فما من معركة من معارك العرب المشرفة إلا وكان العراقي سباقا ليسجل حضوره المبدئي المتميز ملبيا لنداء الواجب تشهد به المقابر على طول حدود المواجهة العربية مع الكيان الصهيوني وقد تحمل لوحده أعباء صد هجمة الفرس الصفراء طيلة ثماني سنوات فحمى عروش أمراء الخليج الذين ضاجعت نسائهم بالأمس القريب بوش كما ضاجعت قبله جنوده بعد إن اتخذ من أراضيهم قواعد انطلاق لقواته ومرتزقته لتدمير شعبنا وقتل أبنائنا وتصفية وطنيينا وإذا كان من يسمون أنفسهم بالبرلمانين قد تناسوا تاريخ الأمس وهرولوا اليوم مسرعين من اجل لعق صحون عبيد الأمريكان في حكومة الاحتلال في ولائم أقاموها على أشلاء جثث العراقيين وامتزجت بدماء الأطفال والنساء والشيوخ تفوح منها رائحة انتهاك ستر الماجدات بل راحوا يكيلون المدح لهم كأنهم بناة مجد وصناع حضارة فلا عجب منهم إن يكونوا كذلك وقد عميت أبصارهم وبصيرتهم طيلة أكثر من نصف قرن تمزق فيه فلسطين على يد أعداء الإسلام الصهاينة وصواريخهم تشوي الأجساد الغرة في غزة فلا هزّ ضمائرهم بكاء ثكلى ولا صراخ أرملة ولا أنين شيخ , نعم هبوا مهرولين ليتخموا بطونهم بلعق الصحون في الوقت الذي يتضور جوعا ملايين الصوماليين الذي جعلهم صليبيو أثيوبيا هدفا لرصاصهم الغادر دون ذنب سوى أنهم عرب مسلمين .

تلاهث البرلمانيون العرب الى اربيل يرتعشون خوفا من أسيادهم الأمريكان ليعلنوا أنهم شعبيا سباقون للاعتراف باحتلال العراق العربي غير ممانعين لتقسيمه وبيعه الى الفرس مهنئين لهم سرقة جزر الإمارات ولا بان يلحق به لبنان ومن غير المهم إن يسلخ جزء من السودان وسيصبر الشعب العربي في مصر على الجوع كما صبر على تصفية دعاة الإسلام فيه ومن الطبيعي إن تقيم حكومته جدارا يفصلها عن غزة يوازي جدار الصهاينة لتكتمل دائرة الحصار وليس من المهم حتى لو أساء كل العالم الصليبي للرسول الكريم (ص) فهو عربي ورسول الإسلام وهم كقادتهم الذين تلاهثوا الى انابولس ليبيعوا فلسطين الى اليهود فلا عجب إن تكون برلمانيا او قائدا عربيا إذا كنت بلا ضمير .

حيا الله أشقائنا ممثلو الشعب العربي الحقيقيين الذين أبت أنوفهم إلا إن تظل شامخة رغم إرادة الأمريكان الغزاة وعملائهم صغار النفوس فامتنعوا عن حضور هكذا مأتم خسيس وبارك فيهم وعاش شعبنا العربي الصابر حرا موحدا كريم .

 

Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

 

شبكة المنصور

                                           الاربعاء /  05  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  12 / أذار / 2008 م