الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

إستراتيجية الفرس والأمريكان في تدمير العراق

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

من الواضح إن الماكنة الإعلامية لحكومة المنطقة السوداء تساندها قوات الاحتلال ومن تحالف معها من الفرس او الصهاينة تحاول بما أوتيت من قوة لتشويه صورة الأحداث البطولية التي جرت مع نهاية شهر آذار الماضي استمرارا الى الآن تنزلق خلفها أبواق النعيق المأجورة ومع الأسف قسم ممن يحسبون نفسهم على الصف الوطني او الخط الجهادي المناهض للاحتلال , ويعمل الجميع على خلق التبريرات لهذا الفعل القبيح الذي مارسته مليشيات حكومة الاحتلال او بنسب الفعل الجهادي الى مليشيات مقتدى القذر او لغيرها في تجاهل تام مقصود للجهد الثوري العظيم الذي يقوم به رجال المقاومة البواسل من المجاهدين أبناء جنوب العراق توازيا ومتماشيا مع أخوانهم المجاهدين على امتداد مسرح المنازلة البطولية من زاخو حتى الفاو في محاولة بائسة وعقيمة للتقليل من شأن المجاهدين وتحجيم وتقزيم دورهم تحجيم الالتفاف الجماهيري الرائع حولهم الذي اخذ بعدا رائعا في تحدي جبار لكل القوى المتحالفة والمتآلفة مع المحتل وتحت أية تسمية .

وبغض النظر عن الجهة القيادية لهذا الفعل فان من المهم والمهم جدا الفصل بين دورين ربما يختلطان على من لم يتابع بكثير من التأني الخط البياني لسير الأحداث وتصريحات زعماء عصابات المليشيات التي ظهرت في كل المشهد في هذا الجهد الثوري الكبير كان الاول باتجاه تحرير قطرنا العزيز من الاحتلالين الامريكي والفارسي الذي قادته فصائل المقاومة الجهادية ودعمته عشائر المناطق الجنوبية العربية النجيبة وهي كباقي الفصائل توجه سلاحها الى صدر العدو المحتل وأدواته التي تشيع القتل والدمار بين أبناء العراق الصابر وتسرق ثرواته , تلك الفصائل البطلة التي تعمل بصمت لأنها غير محتاجة للتطبيل والتزمير فنتائج فعلها تتحدث بدل عنها , والخط الثاني الذي مثلته مليشيات الحكومة العميلة في تقاطع ظاهري فقط وهي ضمن ائتلاف العمالة وتحالف في الخفاء مع مليشيات مقتدى القذر ضمن سياق تقسيم الأدوار وتنسيقها بزعامة المخابرات الفارسية إلا في حالة تقاطع المصالح وفرض النفوذ ضمن محاولات الوصول الى سحب البساط من تحت أقدام المجاهدين وإفراغ الثورة الشعبية من محتواها .

فبعد انطلاق شرارة الجهاد والمقاومة التي حرمت على الاحتلال ومليشيات العمالة سرقة ثروات الشعب النفطية او غيرها في شمال القطر وفشل رئيس حكومة القرود مطايا الاحتلال ومليشياته من إسكات هدير بنادقهم بعد حملته الخسيسة على الموصل الحدباء وعشائرها الأصيلة وبعد إن ارتدت سهامهم الغادرة الى نحورهم فخاب سعيه الشرير الغادر وفي محاولة يظهر فيها بدور البطل خصوصا وان تقرير السفير الامريكي الحاكم الفعلي المدني للعراق رايان كروكر وزميله الحاكم العسكري ديفد باتريوس يوشكان إن يقدماهما الى الكونغرس الامريكي بما يدعم ادعاءات قزمهم بوش في تحسن الوضع الأمني الذي لا يتطابق مع ضحاياهم الذي تجاوز الأربعة آلاف قتيل غير خسائرهم المادية الهائلة , فاتجهت الأبصار الى الجنوب اعتمادا على الدعم الفارسي الفعلي للمليشيات هناك حيث تختلف النوايا باختلاف الجهات التي تصدر القرار تبعا لمصالحها , فما الذي جرى في جنوب العراق .

لقد انزلقت مليشيات حكومة الاحتلال الى محافظة البصرة تحت ذريعة مطاردة المطلوبين قضائيا من القتلة السراق والخارجين على القانون فاصطدمت بصخرة صمود المقاومة الباسلة وعشائر الجنوب البطلة مما اضطر رئيس حكومة المليشيات الى تغيير تكتيكاته وتصريحاته لجعل مليشيات مقتدى والتي جمد نشاطها ثم تخلى عنها زعيمها المتذبذب في مواقفه غير المدرك لما يسمى باللعبة السياسية الجارية طرفا في المواجهة لان صفة السراق واللصوص المطلوبين قضائيا تنطبق عليهم الى حد كبير حيث كانت مليشيات آل غير الحكيم بمختلف مسمياتها قد دفعتهم ودعمتهم الى ممارسة القتل والتصفية الجسدية لأبناء شعبنا لما يمتاز به معظمهم من انحطاط أخلاق تمرس على الجريمة مقابل ما يقدم لهم من أموال السحت الحرام المسروقة من خيرات الشعب العراقي والمشاركين لهم في تألف العمالة وهو ( أي رئيس حكومة العملاء ) سيحقق بذلك هدفين الاول التخلص من مليشيات مقتدى ذات الأغلبية الكبيرة بالقياس إليه والى أحزابه القذرة مجتمعة والمنخرطة حد النخاع في الولاء للأجنبي والمتنافسين معه في ما يسمى لعبة الانتخابات التي من المقرر لها إن تجري في شهر تشرين الاول القادم من هذا العام , والهدف الثاني استخدامهم كأداة إضافية لتنفيذ جرائم السرقة التي حصلت في محافظة البصرة للدور والمحلات التجارية فيزيد من تسقيطهم اجتماعيا في نفس الوقت الذي يستعملونهم كأحد أطراف إنهاء اللعبة كما حصل في معركة النجف الأولى عام 2004 وفق السيناريو الذي جرت عليه الأحداث هذه المرة وهي أيضا وسيلة للتخلص منهم لكثرة تمردهم على مليشيات الحكومة العميلة حتى باتوا يمثلون عبئا ثقيلا عليها لابد من التخلص منه وبذلك فان أتباع مقتدى قد أصبحوا الأكثر خسارة من بين أطراف الصراع إلا إذا استوعبوا الدرس وأعلنوا التوبة والعودة الى الصف الوطني ومقاومته البطلة وكفروا عن جرائمهم بحق الشعب العراقي قبل أن يسدوا على أنفسهم حتى هذا الطريق.

أما حزب الرذيلة او الفضيلة الذي فض تحالفه من ائتلاف العمالة منذ لعبة توزيع الأدوار في تشكيل هيكل الذل وكطرف ثاني في حلبة العمالة كان لابد من التخلص منه لتقاطعه مع مليشيات الحكومة لصاحبها غير العزيز اللا حكيم والذي تسيطر مليشياته على محافظة البصرة والمناصب الإدارية فيها ابتداءا مما يسمى بالمحافظ الذي سبق وان اتهم الفرس في تدبير محاولة لاغتياله والذي لا يعلم حتى بوصول المالكي الى البصرة مرورا بمجلس المحافظة وليس انتهاءا بالعصابات التي تسيطر على حركة السفن في موانئ محافظة البصرة فقد فروا خارج الحدود الى الكويت وإيران ينتظرون انفراج الأزمة مكتفين بما سرقوا من خيرات الشعب العراقي ومتخليين عن أتباعهم كفريسة وضحايا لتطاحن المليشيات ولقصف طائرات المحتلين.

أما الفرس , الجهة الحقيقية التي انتفعت بشكل كبير من تلك الأحداث فقد حققت مجموعة من غاياتها التي عجزت عن تحقيقها بالحرب التي شنتها على العراق وراهنت على الشيعة العراقيين لحسمها بتحطيم القطر فساهمت الولايات المتحدة الامريكية بتقديم القطر لها على طبق من ذهب بعد إن أسقطت نظامه الوطني الذي يتقاطع معهما في مشاريعهما الامبريالية والتوسع على حساب المنطقة العربية , فقد حاولوا التوصل الى تحيق أكثر من هدف في أكثر من اتجاه يأتي من بينها :

1- تثبيت وجودهم بشكل اكبر من خلال لعب دور المحرك والرأس المدير لكل أطراف النزاع من خلال الدعم المادي والعسكري الذي تقدمه لزعماء المليشيات والناتجة عن سرقة الثروات العراقية.

2- استهداف المقاومة التي تعتبر العدو الاول والمهم لتحقيق ضربة قوية للعشائر العربية المناهضة للوجود الفارسي وتصفية قادتها .

3- إن من بين أهم أهداف الفرس إيصال رسالة الى القوات الامريكية المحتلة مفادها إن الوجود الفارسي ضروري ومكمل لسلطة الاحتلال في حفظ توازن القوى العميلة وقدرتهم على مليء الفراغ الذي ينتج عن الانسحاب الامريكي المفاجيء فيما إذا حصل من جهة ومن جهة أخرى وهذا أمر مستبعد في الوقت الحاضر أراد الفرس إثبات حالة التفوق الفارسي في المنطقة وفيما إذا حاول الأمريكان توجيه أي ضربة عسكرية لهم تحت أية ذريعة فان قواعد الجيش الامريكي في العراق ستكون تحت مرمى ضربات المليشيات الشيعية الأكثر ولاء للفرس منها الى الأمريكان , غير القدرة الفارسية على ضرب إمارات الخليج وإلهاب مياهه فيتحقق قطع طرق الإمدادات العسكرية الامريكية في العراق وحرمان العالم من النفط الخليجي الذي يشكل ما يقارب 40% من قيمة الإنتاج النفطي العالمي الأمر الذي يستدعي إعادة تقسيم الأدوار وإعادة النظر في الغنائم وهذا ما طلبته الادارة الامريكية فعلا في الدعوة لعقد لقاء بين الطرفين لتوضيح الصفقة الجديدة في ضوء المعطيات الجديدة الناتجة عن صراع المليشيات.

إن أحداث الجنوب الأخيرة حققت لحكومة المليشيات في المنطقة السوداء فرصة للمطالبة بتمديد فترة بقاء قوات الاحتلال في العراق تحت ذريعة حفظ الأمن والنظام الذي عجز العملاء عن تحقيقه وتحت ضغط آل اللا حكيم ومليشياتهم الذين يضمرون العداء منذ القديم لآل الصدر لأكثر من سبب وسبق إن اغتالوا محمد صادق الصدر اغتنموا الفرصة للضغط باتجاه حل مليشيات مقتدى المتورطة في الكثير من أعمال القتل والتهجير في المجتمع العراقي حيث يقع عليها عبء الحساب الشعبي او كما أعلن غراب العمالة القبيح بشكل صريح حرمانها من المشاركة في مهزلة الانتخابات البلدية القادمة .

أما قوات الاحتلال فهي الأخرى كانت قد انتفعت من حالة الاقتتال العراقي - العراقي لما يشكل من إضعاف للجهد العراق ومزيد من تقسيم المقسم وفرصة اكبر لإطالة عمر تواجدها في العراق في الوقت الذي قامت طائرات الاحتلال بقصف لمختلف المدن العراقية ابتداءا من بغداد وانتهاءا في البصرة كردة فعل جبانة لما أصاب قاعدتهم في منطقة الشر السوداء من قصف شديد ودقة في الإصابة يجهدون نفسهم في التكتم على نتائجه .

والآن من المتضرر من تلك الأحداث ؟

بالتأكيد إن الشعب العراقي الصابر هو المتضرر الوحيد من كل تلك الأهداف فالدم المراق هو دم أبنائه والأموال المهدورة والمسروقة هي من خيراته وساحة الصراع وتصفية الحسابات هي أرضه , لذلك يتوجب على الجميع تفويت الفرصة على هؤلاء المغول الجدد المتعطشين لسفك الدماء وعملائهم الحثالات الأكثر تعطشا للانتقام من أبناء الشعب العراقي الذي يقف لهم بالمرصاد وان ساعة الحساب عن كل الجرائم لأقرب مما يتصورون حيث لا فرصة لهم بالهروب .

 

Iraq_almutery@yahoo.com

 

حول طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                          الاربعاء  /  03  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  09 / نيســـــــان / 2008 م