الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

في الذكرى الخامسة لاحتلال العراق موقع الوعي الوطني في حسابات موازين القوى

 

 

شبكة المنصور

المحامي حسن بيان

 

في التاسع من نيسان 2003،وقعت بغداد وسائر مناطق العراق تحت الاحتلال الاميركي ،وفي الاول من أيار من العام نفسه،أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش وعلى متن احدى حاملات الطائرة،انتهاء العمليات العسكرية،بعدما اعتقد انه حقق انتصاره واستقرت الامور للقوى الغازية.

لكن هذه "النشوة"التي غمرت نفس بوش بعد ثلاثة أسابيع على احتلال قواته للعراق،تحولت كابوساً ثقيلاً عليه وعلى قواته وكل ادارته وعلى الداخل الاميركي.

ان الاهتزاز القوي الذي اصاب تموضع وانتشار القوات الاميركية في العراق انعكس سريعاً على التموضع السياسي لادارة الحرب،فبدأت الرؤوس الحامية في ادارة بوش تتهاوى الواحدة تلو الاخرى،لأن لكل نصر ثمن يقبض ولكل هزيمة ثمن يدفع. والثمن الاميركي الذي يدفع تقسيطاً لأن ما اعتبره بوش نصراً،تآكل بسرعة فائقة امام فعاليات المقاومة والتي فاجأت المحتل وكل المتعاونين والمتحالفين معه. ولأن الهزيمة النهائية الكاملة،لم تحصل بعد، يستمر الصراع على أرض العراق مع دخول الاحتلال عامه السادس مع بروز مؤشرين هامين،المؤشر الاول ،اتساع مساحة الانكشاف السياسي والامني لقوات الاحتلال وتلك المتحالفة والمتعاونة والعاملة بأمرتها،

والمؤشر الثاني،اتساع مساحة الفعل المقاوم بعدما استطاع تخطي وتجاوز عراقيل بعضها كان موجوداً بحكم تركيب الواقع العراقي وبعضها استحدث بفعل واقع الاحتلال.

وعلى هذا الاساس،فإن محصلة هذين المؤشرين هي ايجابية في النظرة لعملية تحشيد القوى في مواجهة المحتل والمتعاونين معه.وان الايجابية الاهم،هي ان بعض المزاج الشعبي الذي كان في البدايات الاولى للاحتلال ينتابه تحفظ على المقاومة،حصل تطور ملحوظ في مزاجه واصبح ينظر الى المقاومة باعتبارها حالة وطنية أولاً، وذات مشروعية سياسية فيما تناضل لاجله وما تطرحه من برنامج سياسي ثانياً،وانها باتت تشكل له توقاً لخلاص من محنة وطنية وضعت مصيره الوطني قيد البحث وهددت امنه الحياتي فضلاً عن تهديد امنه السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

امام هذا المعطى الايجابي الذي افرزته معطيات الاحداث بدا المشهد في العراق يُظهر مزيداً من عناوين المأزق الاميركي،

هذا المأزق الذي لم تعد اميركا قادرة على اخفاء معالمه وتشخيصاته لم تبرزه العمليات العسكرية على اهميتها وحسب،بل ساهمت في تظهيره نظرة الطرفين المتصارعين والمستندين الى مشروعين متناقضين،الى مسألة شديدة الاهمية في التكوين الوطني الا وهي مسألة الوعي الوطني وحول هذه المسألة يحصل الانشداد التمحوري لنقاط الارتكاز الاساسية للمشروعين.

ففي الجانب الاول،ظنت القوى المنظرة للحرب على العراق والتي هيأت الخلفية الفكرية والايديولوجية للقرار السياسي الاميركي بغزو العراق،بأن الوعي الوطني العراقي،هو وعي سطحي،وانه لا يوجد تجذر في الانتماء الوطني للشعب في العراق،

وبالتالي فإنه من السهل تفكيك المكون الوطني العراقي حال حصول تفكك مؤسسات الدولة.وبمعنى آخر فإن القوة المحتلة ،لم تميز بين علاقة الشعب بالدولة ومؤسساتها ونظامها السياسي ان على قاعدة الولاء وان على قاعدة المعارضة.ولهذا بادرت ادارة الاحتلال الى اتخاذ القرار السريع بتفكيك عناصر الدولة العراقية عبر حل كافة مؤسساتها الارتكازية من عسكرية وامنية وتشريعية وتنفيذية وقضائية ولم توفر هيئات المجتمع المدني كالنقابات والاتحادات وغيرها.

وهذا القرار لم يكن عبثياً،بل كان مخطط ومدروس جيداً كخطوة لا بد منها لإعادة تركيب سلطة ومعالم دولة تتموضع فيها القوى السياسية والمجتمعية على اسس وقواعد تستجيب ومتطلبات الاحتلال واهداف المشروع الاستراتيجي الذي اريد لاحتلال العراق ان يكون خطوة على طريق تحقيقه.

ولهذا فإن اميركا عندما ترى في غزو العراق وما ترتب عليه من نتائج اولية عبر تقويض مقومات الدولة العراقية،هو المقدمة لإقامة ما سمته الشرق الاوسط الجديد،فلأنها راهنت على ان شعب العراق العراق لا يمتلك ارثاً وطنياً،وان مظهرية الدولة هي مظهرية شكلية،وان المسألة الوطنية في التفكير العراقي على مستوى النخب والقاعدة الشعبية العريضة هي مسألة هامشية،ولا تشكل عنصر جذب للشعب وبالتالي من السهل الحؤول دون اعادة المكون العراقي على قاعدة الولاء الوطني.

وعلى أساس هذا الفهم للخلفية العقيدية للمشروع الاميركي،نُظر الى الشعب العراقي بأنه لا يحوز العنصر الاساسي للمكون الوطني الواحد،وبالتالي فإنه انما هو مجموعات بشرية موزعة الولاءات بين انتماءات دينية ومذهبية وعرقية، فأهل العراق هم سنة وشيعة وأكراد وتركمان وصائبة ويزيديون ومسيحيون من طوائف عديدة وان لاشيء موحداً يجمعهم.

ولهذا يجب اعادة تموضعهم السياسي على أساس قاعدة التموضع المذهبي والطائفي للخط الاكثري والتموضع السكاني للاقليات القومية.

ان من يراقب كيف تعاملت ادارة الاحتلال مع العراق منذ التاسع من نيسان /2003 وحتى اللحظة،يتبين له ،ان التعامل لم يخرج عن السياق المرسوم له استناداً للخلفية الفكرية المتحكمة بالسلوك الاميركي.فالشعب في العراق لم يجر التعامل معه بأنه شعب واحد وهوية وطنية واحدة،بل هو سنة وشيعة عندما يريدون التحدث عن الخط الاكثري العربي،واكراد كأقلية قومية عندما يشيرون اليهم ككتلة بشرية في العراق.

ان هذه النظرة الاميركية للتعامل مع الواقع العراقي،تقاطعت ايجابياً مع كل من يريد ان يسقط المكون الوطني العراقي ويعيد اعادة صياغة اوضاعه السياسية على اسس التوزع الطائفي والمذهبي والاقلي القومي.وان ايران التي تعتبر ان لها مشروعها الخاص في الخاص لأسباب بعضها مذهبي،وبعضها الاخر مستند الى خلفية تاريخية،هي صاحبة مصلحة أكيدة بعدم تمكين العراق من استعادة وحدته وحريته،وابقائه مجرد ساحة مكشوفة للتدخل كلما اقتضت مصلحتها بذلك.

ولإدراك من القوى المحتلة وتلك التي تريد بقاء العراق دون التوحد الوطني الفعلي،سعى كل طرف لايجاد مرتكزات سياسية موالية ومرتبطة به وتعمل تحت سقف استراتيجية ،ومع العمل لايجاد مناخات تأزم دائم يبرر التدخل عندما تقتضي الضرورة لذلك.

ولهذا فإن القوى التي ارتبطت بالاحتلال وعملت تحت سقف توجهاته وتوجيهاته ان في مواقع السلطة المشكلة في ظل الاحتلال،وان خارجها،كانت ما تزال ترتبط بعلاقات مع النظام في ايران. واذا كانت القوى تتعارض أحياناً وتتصادم احياناً اخرى،الا انها لم ولن تصل الى حد التناقض الاساسي ،لأنها خلافاتها محكومة بتناقضات التمظهر السياسي لمواقع النفوذ الداخلي والخارجي كما هي محكومة بوحدة الخلفية الايديولوجية للقوى العابثة بأمن العراق الا وهي تقسيمه ان لم يكن الى كيانات دستورية فعلى الاقل تكريس وتشريع التقسيم الواقعي المستند الى تطييف حياته السياسية.

هذه الرؤية الاميركية المتقاطعة ايجابياً مع الرؤية الايرانية لعراق مستقبلي،جعل الطرفان يعملان انطلاقاً من الانشطار الداخلي عمودياً وافقياً،و ان ابراز التقاتل الطائفي ان بين ابناء المذهب الواحد وان بين المذاهب المختلفة.ان في داخل المنطقة الواحدة وان بين المناطق،هو الذي يجعل الاحتلال ملاذاً آمناً للمتقاتلين،وبقاءه مطلباً شعبياً خوفاً من "حرب اهلية" وهو الذي يوفر للقوى الاقليمية صاحبة المشروع الاصلي حيال العراق أرضية سياسية وشعبية تبرر تدخلها بحجة المساعدة.وهذا كله يدفع الى مزيد من الانشطارات الداخلية والى مزيد من الاستعانة بقوى الخارج.

ان كل هذا يمارس على الارض انطلاقاً من الخلفية الفكرية بأن الوعي الوطني العراقي هامشي التأثير وان الولاء المذهبي والطائفي يتقدم على الولاء الوطني.

لكن هل صح هذا التقدير الاميركي ومعه الايراني،بأن الوعي الوطني عند الشعب في العراق هو سطحي وهامشي التأثير؟

ان الجواب على هذا التساؤل تجيب عليه معطيات حالتين،حالة سابقة وحالة حاضرة.

فالحالة السابقة هي التي تجلت في التصادم الحاد،فكرياً وسياسياً وعسكرياً للمشروعين الذي حمل لواءهما كل من العراق في ظل نظامه الوطني،اويران في ظل نظام الملالي الذي جاء على انقاض نظام الشاه.

فخلال تلك المرحلة تبين ان المسألة الوطنية لدى العراقيين هي أقوى واكثر تجذراً مما تصوره البعض،وبحيث اثبتت سياقات المواجهة،ان الولاء الوطني عند العراقيين تقدم على أي ولاء آخر،وان النظام الايراني رغم الشعارات التي كان يرفعها والزخم السياسي الذي توفرله في البدايات الاولى لإسقاط نظام الشاه ،لم يمكنه من اختراق الداخل العراقي،وكل ما استطاع تحقيقه،عمليات تخريبية،وتجنيد بعض الفارين لاعادة توظيفهم في عمليات التخريب.

اذاً،الرهان الايراني على ضعف الوعي والولاء الوطنيين عند العراقيين سقط في اختبار المواجهة المباشرة،بين المشروع الايراني التوسعي تحت "عنوان تصدير الثورة"،والمشروع القومي العربي الذي حمل لواءه العراق في ظل قيادة البعث.

واليوم تختبر المسألة الوطنية مرة أخرى ويختبر عمق تجذر الوعي والولاء الوطنيين في المنازلة القائمة بين المحتل الاميركي والقوى المرتبطة والمتحالفة سياسياً وموضوعياً معه وقوى التصدي التي تشكل المقاومة نقطة الارتكاز لها.

في هذه الحالة الراهنة،لم تراهن المقاومة على تجذر الوعي والولاء الوطنيين،لأنها تعرف حقيقة هذا الوعي وجذرية هذا الولاء ولهذا دخلت المقاومة معمعة الصراع ليس استناداً الى ما تمكله من  امكانات مادية وتسليحية والكل يعرف عدم توازن القوى بين الطرفين والتسهيلات والامكانات الموضوعة يتصرف كل طرف،بل استناداً الى فهمها وادراكها لحقيقة ان الوعي الوطني عند الشعب العراقي هو نقطة الثقل في موزاين القوى.

وعلى هذا الاساس،انطلقت المقاومة،وهي تعرف التعقيدات التي نتجت عن واقع الاحتلال و الافرازات السياسية التي ظهرت وحملت على رافعة الاحتلال. ولم تستطع الصاقات التهم السياسية بأن هذه المقاومة ،مناطقية التواجد،مذهبية التركيب البنيوي ان تؤثر سلباً في ادائها،لأنها تعرف جيداً،ان الموقع المقرر والموجه لهذه المقاومة ليس مذهبي التركيب،وليس مناطقي التواجد.

واذا كان ظاهرية هاتين السمتين قد طغتا على الوجه لفترة معينة ،فلظروف ميدانية وعملانية توفرت في بعض المناطق.

ان المقاومة في العراق عندما انطلقت لم تنطلق من قاعدة مذهبية لا مناطقياً ولا بشرياً،بل انطلقت من قاعدة وطنية،وان مساحة موقفها،هي مساحة الوطن كله،وانها كانت تدرك جيداً،بأنها لا يمكن ان تنتصر وتهزم الاحتلال الا اذا كانت هذه المقاومة وطنية بأبعاد موقفها السياسي ووطنية بانتشارها الافقي.كما كانت تدرك بأنها وان لم تستطع ان تؤطر في صفوفها من كل المناطق بنفس المستوى والفعالية ، الا انها كانت تعبر في مواقفها السياسي عن التوق الشعبي للتحرر من الاحتلال،كونها تدرك جيداً ان المزاج الشعبي العام للعراقيين هو ضد الاحتلال وضد التبعية وان هذه التراكيب السياسية التي تقدم نفسها على انها تمثله او تنطق بإسمه انما تمثل نفسها وتمثل الذين حملوها الى سدة السلطة وحسب.

هذا الفهم العميق عند المقاومة لحقيقة وطبيعة المزاج هو الذي وفر لها احتضاناً شعبياً،في مناطق واسعة من العراق،وهو الذي يجعلها الحاضر الاكبر عند القاعدة الشعبية العريضة في مناطق كان تعتبر او ينظر لها بأنها معادية للمقاومة ،وقد اثبتت سياقات الاحداث انه في الوقت الذي يضيق هامش الحركة امام قوى الاحتلال والمرتبطة به،يتسع هامش الحركة والتأثير لفعاليات المقاومة،وان المقاومة التي تظهرها وسائل الاعلام الموجهة والمسيطر عليها محصورة في منطقة او مناطق معينة،باتت اليوم مادة التعبئة الشعبية في مناطق أخرى وخاصة الجنوب والوسط وهذا ما اعتبرته قوى الاحتلال وتلك المستفيدة من واقع الاحتلال مؤشراً خطيراً لانه بداية تحول الاستياء من الاحتلال وافرازاته وممارساته،الى موقف عملاني،ليس أقله توفير احتضان شعبي للمقاومة أولاً على مستوى الموقف وثانياً على مستوى الانخراط الميداني في فعاليات المقاومة.

وتداركاًً لما تعتبره قوى الاحتلال خطراً جدياً ،يعطي المقاومة زخماً وبعداً جديدين ،ويؤثر على واقع الاحتلال الامني والسياسي،عمدت ادارة الاحتلال الى ايجاد ردائف سياسية في المناطق التي كانت وما تزال منطلق مسرح الميدان العملاني لفعاليات المقاومة،لخلق واقع سياسي وشعبي جديد،واغراق المناطق الاخرى التي حصل تحول جدي في مزاجها الشعبي من الاحتلال وافرازاته في صدامات ومعارك مناطقية تحت عنوان الصراع على النفوذ والمغانم.

ضمن هذا السياق جاءت الخطوة الاميركية بتشكيل "مجالس الصحوة"،وضمن هذا السياق تأتي الصدامات التي شهدتها البصرة وبعض مدن الجنوب والوسط وبعض أحياء بغداد.

واذا كانت خطوة تشكيل "مجالس الصحوة"،قد جاءت تحت عنوان التصدي للقاعدة،علماً ان الهدف منها كان ارباك المقاومة في ساحة مواجهات اساسية،فإن صدامات البصرة بين تشكيلات ميلشياوية واجهزة السلطة مدعومة من قوات الاحتلال وان جاءت تحت عنوان ما سمي فرض سلطة القانون والحد من فرض الخوات والنهب والتهريب للنفط وبيعه في السوق السوداء لإيران وغيرها،الا ان الحقيقة غير ذلك لأن احداث البصرة وغيرها انما تهدف لتحقيق غايتين واحدة قريبة وهي قرب انتخابات مجالس المحافظات وهذا يندرج في اطار الصراع على السلطة المحلية،وغاية بعيدة وهي الاهم،وهي اغراق هذه المناطق في صدامات دموية وخلق واقع شعبي محكوم بسلبية عدائية تجعل هذا الواقع اسير هذا الوضع المأزوم، وشد المواطنين الى هموم أمنية ومعيشية،وبما يؤدي الى تراجع اهتمامه بالشأن الوطني،واجهاض التحول الايجابي لدى المزاج الشعبي الذي بدت مؤشراته الاخيرة شديدة الايجابية لمصلحة الفكر والعمل المقاومين.

ولذلك،فكما ان المستفيد من تصادم التشكيلات السياسية في المناطق التي كانت وما تزال المسرح العملاني المتقدم للمقاومة هو المحتل، فإن المستفيد من احداث البصرة والمدن الاخرى هو المحتل اولاً،والنظام الايراني ثانياً،لأن الاول يسعى لانشداد المواطنين للهاجس الامني والحياتي الداهم،والثاني،لأنه يعيد تجمع القوى تحت مظلته يحركها كالدمى،ومن مصلحته ان تبقى متنافرة كي يبقىة يشكل مرجعية لها لتسوية خلافاتها،ولابقاء مبرر لتدخله،وانه من مصلحة النظام الايراني،ان لا يكون الموقف السياسي للقوى التي يعتبرها مدينة له بالولاء والوجود موحداً،لأن التوحد السياسي سيدفعها لأن تمارس قدراً من استقلالية قرارها،وبالتالي فإنه سيضيق من هامش تدخله السياسي.

ان اي قراءة لاحداث البصرة ومدن الجنوب وبعض احياء بغداد وبعيداً عن رؤية مصلحة الاحتلال اولاً والنظام الايراني ثانياً،هي قراءة لا تستقيم والبعد الحقيقي لهذه الاحداث،والهدف منها خلق مزيد من الانقسامات والانشطارات السياسية بين المناطق والطوائف وحتى بين ابناء المذهب الديني الواحد.اليست هذه هي اهداف المحتل،واهداف كل الذين يريدون اسقاط وحدة العراق وعروبته ودوره؟

ان المقاومة التي لم تدخل في رهان عندما اختارت المنازلة مع المحتل واعوانه والمستفيدين منه،لانها اختارت الطريق الذي لا طريق غيره لطرد المحتل،كانت مدركة ان الوعي الشعبي عند جماهير الشعب في العراق هو وعي متجذر في وطنيته وانه على قاعدة توحده على أسس البرنامج الوطني للتحرر التوحيد ستسقط كل رهانات الاحتلال،التي بنى حساباته عليها قبل رحلة الغزو التي يبني حساباته عليها في رعاية واحتضان الانقسامات السياسية والتصادمات في المناطق وضمن الطوائف والمذاهب.وهذا ما يؤكد بأن تقدم المقاومة ناتج عن كون الوعي المتجذر للمسألة الوطنية العراقية هو الثابت،فيما كل العوامل الطارئة والمتدخلة هي المتحركة.

وعلى هذا الاساس ،فإن المقاومة هي الثابت لانها تستند الى ثوابت وطنية ضاربة جذورها في عمق الوعي الوطني وارثه التاريخي المتراكم والاحتلال وردائفه هم المتحركون لانهم يتحركون على أرض تموج شعبياً من تحت اقدامهم.

ألا يعني اعلان منع التجول في بغداد ومدن عراقية اخرى في التاسع من نيسان وهو معتبرٌ عيد وطني بمفهوم الاحتلال وأدواته ،ان الشعب في العراق في مكان وقوى الاحتلال وردائفه في مكان آخر! ؟

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                          الاربعاء  /  03  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  09 / نيســـــــان / 2008 م