بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الله اكبر ، الله اكبر ، ياخونة الامانة

مقاوم عراقي مصاب بجروح خطيرة لايجد ثمنا لشراء دواء وإجراء عملية جراحية

 

 

 

 

شبكة المنصور

كلشان البياتي  / كاتبة وصحفية عراقية

 

ولكن لماذا ..؟؟؟

مقاوم عراقي شهم ، وبطل ، أسد في عرينه ، قاتل الغزاة حتى الموت ، خاض أكثر من معركة مع القوات الأميركية لكن الله تعالى لم يهبه الشهادة مع انه كان يتمناها شأنه شان كل المجاهدين الغيارى .

لم ينال الشهادة التي كان يسعى إليها (حبا في الله ) وحبا في وطن احتل ودمرّ ونهبت خيراته من قبل أمريكا..

أصيب بجروح خطيرة لم يتمكن حتى من مغادرة ارض الوطن فالتهب الجرح وصار لزاما على أهله أن ينقلوه إلى سورية ليتلقى العلاج .

هذا المقاوم العراقي البطل الذي ضحى بحياته من اجل العراق وفقد أعضاء من جسمه لايجد اليوم ثمناَ لشراء دواء وليس لإجراء عملية جراحية تتطلب الآلاف الدولارات.

ولان للمقاومين عزة نفس وكرامة ونفس أبية ورفعة لايمتلكه أي عراقي آخر ، يجلس في شقته اليوم وهو لايملك ثمناً لشراء دواء ، يئن بصمت ، ويتاوه بصمت ، يرفض أن يفاتح أحد من الأصدقاء أو الأقارب ليشكي له الالاما وهماً ليس أثقل من هم احتلال العراق.

اخبره الطبيب المعالج أن العملية الجراحية ضرورية ولابد أن تجرى في وقته واخبره أن الحقن والأدوية التي وصفه له يجب أن تتوفر وتؤخذ في وقته وإلا فأن حياته معرض للخطر.

هو كان يتمنى الشهادة ليلحق بأحب الناس إليه (الشهداء كافة) من أول شهيد في الإسلام إلى آخر شهيد سقط لتحرير العراق لكنه لم يستشهد بلا أصيب بجروح وعاهة مستديمة سببت له شعورا بالمذلة .
من يتحمل ما يحصل لهذا المقاوم العراقي الشهم .. لماذا يصاب بجروح ولا يجد مالا يشتري به دواء لعلاجه ؟؟؟؟

هذا المقاوم العراقي يريد أن يتعالج لا لكي (يتخم في شوارع دمشق وحلب) ، لا لكي ( يتسكع ويشرب الخمر والزقنبوت) في ملاهي الإمارات والقاهرة لكن ليعود إلى العراق ويجاهد من جد وجديد.

كم مليار دولار ودينار موجود عند عراقيين أودعت عندهم أمانة لتمويل المقاومة ودعمها طيلة فترة الغزو ، لشراء السلاح ولعلاج المقاومين من الإصابات الخطيرة ولصرف رواتب لعوائل شهداء المقاومة.

مقاوم لايجد كم إلف دولار لشراء دواء وأجور عملية بينما يتصرف (خونة الامانة) بمال المقاومة ،يصرفونها على ملذاتهم وشهواتهم ، اشتروا به فيلالا وقصور وسيارات فخمة وانشئوا مصانع وشركات .

الله اكبر ..
الله اكبر على من خان الأمان في هذا الوقت العصيب ..
الله اكبر على من يتصرف بأموال ( أودع أمانة لتحرير العراق ) ، والمقاومون لايجدون مالا يتعالجون به من إصاباتهم البالغة.

قبل أن افقد وظيفتي في جريدة الحياة بسبب كتاباتي للمقاومة ، ومع أني كنت انفق الراتب الذي أتقاضاه على عائلة شقيقي المفقود وأسدد جزء من الديون المترتب علي بسبب فقدان شقيقي ، كنت ابحث عن عمل إضافي ولو براتب بسيط أتمكن من التبرع به إلى أي فصيل مقاوم لكي أتخلص من الشعور بالحرج والخجل ..

أنا لااستطيع أن احمل السلاح واقاتل معهم ، لكني ممكن أن أساهم ولو بمال بسيط ( أعبئ رصيد موبايل لأحد الإبطال أو أساهم بشراء قطعة سلاح من تجار السلاح) .

لكني فقدت مصدر رزقي الوحيد ، وانتابني الحزن ليس على الوظيفة ولا الراتب بل لان فرصة مساهمتي بالمال قد تبخر .

حين وصلني خبر هذا المقاوم البطل ، شعرت كأن احدهم غرس سكينا في قلبي وقطع أحشائي وتمنيت لو إني أتمكن من الوصول إلى كل خائن أمانة لالكي أطلب منه إعادة ما بحوزتهم من مال بل لكي ابصق في وجه كل واحد منهم ربما يصحى ويفيق ويشعر أن احتفاظه بأموال المقاومة سبب في موت الالاف المقاومين وأخر عجلة تحرير العراق.

في هذا الموضوع ، أناشد أصحاب الضمائر الحية وأقول أن هذا المقاوم ذو نفس أبية لن يرضى أن يتبرع له احد ولو بدولار واحد حتى لو مات وفقد حياته ..

العراق بحاجة ماسة إلى هذا المقاوم وبحياته وحياة كل المقاومين الإبطال يتحرر العراق ..

ولاننا لم نعد نثق بحكوماتنا وأنظمتنا لذا لن نطالب بعلاجه مجانا على نفقة أية أمير أو ملك عربي فلن نشك أن يقوم بتسليمه إلى القوات الأميركية أو الحكومة العراقية فالمقاوم العراقي صار يرهب كل الأنظمة العربية وقبلها أمريكا .

أناشد المليادرية من أبناء شعبنا المتسكعين في شوارع الشام وحلب والقاهرة ، وحتى المليونيرية منهم واول ساهموا في إنقاذ حياة هذا المقاوم العراقي لان حياته ليست ملكا له بل ملك للعراق وحرام أن يموت رجل مثله بسبب عدم تمكن شراء دواء وإجراء عملية.

بالمناسبة:

أنا فقدت ابن شقيقي بسبب مرض الم به ، وكنت عاجزة على توفير مصاريف علاجه في مستشفيات خارج العراق ولأني مثل هذا المقاوم لي نفس أبية ، وكلت أمره إلى الله وقضى أمره أن يصعد روحه إلى السماء هادئاّ ، راضياّ.

لهذا السبب ، أناشدكم ، خسرت ابن شقيقي بسبب لمال ، ولا أريد أن افقد مقاوماّ وهب حياته للعراق.
المجد والخلود للمقاومة الوطنية العراقية .
اللعنة على كل خائن أمانة ، خونة الوطن والمقاومة.

 

كلشان البياتي
كاتبة وصحفية عراقة
Golshanalbayaty2005@yahoo.com

 

 

 

شبكة المنصور

                                           الخميس /  06  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  13 / أذار / 2008 م