الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

الأخلاق مرتكز أساسي لحزبنا منذ انطلاقته الأولى قبل 61 عام

 

 

 

 

شبكة المنصور

فالح حسن شمحي / مالمو ـ السويد

 

الأخلاق كمفهوم فلسفي ومصطلح لغوي قد تناوله الفلاسفة بالشرح والتحليل ، وكذلك تناوله علماء اللغة وعلماء الاجتماع بما يتناسب ودراساتهم بهذا الشأن ، الرسائل التي وصلتنا عبر هؤلاء العلماء تقول إن الأخلاق( نسبية من حيث الزمان والمكان) ان ما يعتبره شعب من الشعوب أو أمة من الأمم من المسلمات الأخلاقية لشعب في زمان ما ، قد لا يعتبره كذلك في زمن أخر ، وهكذا الحال بالنسبة للمكان فالأخلاق والمفاهيم الأخلاقية التي تتعامل وتعمل بموجبها الشعوب الأوربية هي ليست كذلك بالنسبة للشعوب الأسيوية ، وقد يصل الاختلاف بينهما حد التناقض الحاد الذي يقود إلى صراعات مختلفة ، هناك من يقول إن بعض المفاهيم الأخلاقية لا تخضع لقاعدة النسبية وهذه المفاهيم هي الشجاعة ، الإخلاص ، الأمانة ...الخ ، يقولون إنها مدلولات مطلقة وهذا التصور الذي يرى المطلق فيما ذكرنا بحاجة إلى إعادة نظر من وجهة نظري الشخصية فالوفاء والإخلاص والأمانة لم تعد لها نفس الدلالة في زمن الهيمنة الأمريكية على حياة الشعوب والأمم ، فالغزو الأمريكي الإمبريالي للعالم ومنه غزوه لامتنا العربية والإسلامية وبالخصوص العراق وفلسطين ، هو عبارة عن حملة شرسة لتغير المفاهيم الأخلاقية ومنها ما نتصوره مطلق وبما يتناسب مع مفاهيم المغول الجدد والتي تندرج تحت شعارات براقة منها ( الشرق الأوسط الجديدة ) وعبر خطته أطلق عليها تسمية ( الصدمة والترويع).

الأخلاق هي من سمات حزبنا حزب البعث الاشتراكي ، فالأخلاق كما يراها البعث هي ليست تعبيرا إنشائيا ولا تندرج تحت أي من التصورات الفلسفية التي تقسم منظومة الأفكار والاتجاهات إلى ما هو مادي وما هو مثالي والمعروف إن الغوص بالمادية والمثالية وأيهما اسبق في الوجود سيقودنا إلى جدال طويل وربما عقيم، فالأخلاق كما يرها البعث والمنشورة في الكثير من أد بياته تعني ما يرتبط بالسلوك اليومي للبشر أي ارتباطها بالواقع الحي المتحرك وبالتحديد هي نمط السلوك الفاضل في مجتمع معين ، فرفض الواقع الفاسد والنضال لتحقيق مجتمع افضل وفق تصور علمي يعتمد الإنسان كغاية ووسيلة ، يناضل من اجل التخلص من الغش والخداع والوصولية ...الخ يعتبر من صلب الأخلاق.

إن النظرة الأخلاقية للبعث نجدها في ما كتبه الرفيق المرحوم احمد ميشيل عفلق في سبيل البعث حيث يقول( تنحصر في الآمر الأتي : ـ مادام هذا النوع من العيش الطبيعي الكريم محرما على الأكثرية الساحقة من الشعب نتيجة للأوضاع الفاسدة ، فان المؤمنين بحق الشعب لا يقبلون أن يشاركوا في شيء يعتبرونه الآن غير مشروع ، ويرونه ظلما للشعب ، لذلك فهم يفضلون عليه حياة المبدأ ، فالنضال وقانون الحياة الذي لا هزل فيه لا يمكن أن يسمح بتحقيق غاية كبرى وتقدم خطير وانقلاب جوهري دون أن يقابل ذلك ثمن كبير هو التضحية ) ، إن أي منصف يحاول إسقاط ما قاله القائد المؤسس على الواقع الحالي في وطننا العربي والعراق على وجهة الخصوص يجد أن العيش الكريم مفقود في العراق نتيجة الاحتلال الأمريكي وحفنة اللصوص التي نصبها على رقاب شعبنا المجاهد ، فالأقلية تسرق وتبني بيوت لها في أوربا بمساعدة السارق الأكبر وهو المحتل والشعب العراقي بين مشرد وجائع وأسير ، واستنادا إلى قول المؤسس فأننا نجد حزب البعث العربي الاشتراكي كان ولا يزال أمين على مبادئه وذلك بوقفته المشهودة بوجه المحتل وأعوانه وذلك من خلال البندقية والرفض المطلق لأي مساومة تحت شعار ( المصالحة والاشتراك في العملية السياسية) ، وهذا يعني أن البعث كان قد ترجم مفهومه للأخلاق إلى واقع ملموس وقد حافظ على المرتكزات الأساسية التي انطلق منها وفيها قبل 61 عام وهو عام المؤتمر التأسيسي الأول ، فالتضحية التي قدمها البعثيون هي ما يجب عليهم أن يفاخروا به العدو والصديق فهي الدليل الحي على تمسكهم بأخلاقية البعث التي حدثنا عنها المؤسس ، فالقائد الشهيد صدام حسين وطه يأسين رمضان وعواد البندر وبرزان الحسن ، و أسرانا الرفيق المجاهد طارق عزيز وعلى حسن المجيد وعبد الغني عبد الغفور وهاشم سلطان إنما هو تعبير حي وحسي على الأخلاق البعثية التي تمتع بها رفاقنا والتي تربوا عليها ، فالتضحية هي من ابرز السمات الأخلاقية التي يسعى البعث إلى بلورتها في نفوس المناضلين وهاهم رفاقنا الشهداء والأسرى والمجاهدين في ساحة الجهاد يجسدونها تجسيدنا حيا ، فالتضحية بالنفس ومتاع الدنيا هي من العلامات التي تدل على وعي كل مجاهد بعثي بمستلزمات الصراع مع القوى الغاشمة ، إمبريالية كانت أو صهيونية أو رجعية عفنة ، فلا يمكن مجابهة الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية والرجعية العربية التي تحولت إلى قطيع من العملاء وكذلك النفس دونما امتلاك قدرة طوعيه في التضحية بالنفس والراحة من اجل التحرر والانعتاق وتحقيق مستقبل افضل لوطننا وامتنا المجيدة.

إن التضحية وكما يراها البعث مرتبطة ارتباط وثيق بجوهر حركته أي (حزب انقلابي) ، الانقلاب على الذات والواقع وصولا إلى بناء إنسان عربي جديد وواقع افضل ، والانقلاب بمعنى التضحية هو محور حركة البعث ومفهومها الخاص بالأخلاق ، فالأخلاق التي يدعو البعث إليها هي أوسع من أن تكون برنامجا سياسيا واكثر من أن تكون أسلوبا أو وسيلة لتحقيق مبادئ الحزب ، إنها النفس الصافية ، المتجاوزة لكل ما هو خسيس وجبان ومتعفن ، إنها سلوك يعتمد القيم الأخلاقية التي عرفها أسلافنا العرب ونشروا رسالة الإسلام من خلالها إنها ، الإخلاص ، التضحية، الشجاعة ، التواضع ، نكران الذات في سبيل الغاية السامية ، الالتزام ، إنها السلوك الفاضل ، هذه هي الأخلاق من وجهة نظر البعث والتي يربي ويثقف أعضائه والأجيال العربية عليها.

إن حزب البعث العربي الاشتراكي لا يستطيع أن يحقق أهدافه إلا من خلال تنظيم جهادي وهذا التنظيم لا يمكن أن يقوم دون مجاهدين يؤمنون بالشعب و الأمة والتحرر وحتمية النصر ، أي يجسدون في أنفسهم النموذج الجهادي للمجتمع الذي يطمحون إلى تحقيقه ، انهم وسيلة الجهاد وغايته الأساسية وحتى تتحقق أهداف حزبنا حقا لابد أن تهيأ له كما يقول الرفيق المرحوم احمد ميشيل عفلق ( أدوات حية من البشر تكون من نوعه وجوهره حتى تكون أمينة في تطبيقه ، واعية لأساليبه وطرقه ، إن النضال الذي سميته التعبير العملي عن الانقلاب ، هو الذي يخلق الأدوات الحية ، أي المناضلين ، الذين يصبح الانقلاب شيئا حيا في نفوسهم وعقولهم و أخلاقهم أو يصبح حياتهم ذاتها ، فلا بد إذن من اجتياز هذا الطريق الذي يخلق لنا المناضلين تباعا والذي يكون امتحانا للنفوس القوية المثالية التي تتعفف عن المصلحة الشخصية وتنظر إلى الحياة نظرة ابعد وارفع من اللذات والاستمتاع ، والتي ترى فيها تحقيقا لعنصر سام سماوي وجد الإنسان لكي يشع في سلوكه ، هذا النضال هو المصنع للأدوات الانقلابية الأمينة الوفية).

من خلال ما تقدم نرى إن السمات الأخلاقية البعثية التي تتصل بالسلوك الفردي والجماعي في آن واحد قد تبلورت أمامنا من خلال المسيرة الجهادية خلال دامت 61 عام حافلة بالتضحيات وخاصة في السنين الخمسة المنصرمة .

تحية إجلال و إكبار لحزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي وقيادته المجاهدة القابضة على الجمر في هذا الزمن الرديء بمناسبة تأسيسه.

رحم الله شهداء البعث وأسكنهم فسيح جناته وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر صدام حسين المجيد.

ندعو الله القادر المقتدر أن يزيل عن عراقنا وامتنا الغمة وان يتحرر أسرانا وان ينصر حملة السلاح دفاعا عن الأرض والعرض وما النصر إلا من عند الله.

 

 

 

 

حول طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                             الاحد  /  30  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  06 / نيســـــــان / 2008 م