الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

الكذب المملّ لحكومة الذلّ في العراق

 

 

شبكة المنصور

عزالدين بن حسين القوطالي/ تونس

 

ما إن تمّ تشكيل ما يسمى زورا وبهتانا بحكومة الوحدة الوطنية العراقية حتى طلع علينا عبقري زمانه وفيلسوف عصره والقائد الفذّ رمز الخيانة والعمالة المدعو نوري المالكي ليبشرنا ببداية نهاية المقاومة من خلال وضع خطة أمنية محكمة للقضاء على المجاهدين ضد قوات الغزو والمناضلين من أجل طرد المحتل.

ولقد كان العميل المالكي على ثقة تامة في قدرات حكومته الهجينة على قبر المقاومة وكسر شوكتها إعتمادا على القوات الأمنية والعسكرية الكرتونية المهترئة المبنية أساسا على خلفية طائفية ومذهبية وولاءات حزبية ضيقة ومقيتة وإفتقاد مطلق للروح الوطنية وإستهتار تام بأرواح وأرزاق المواطن العراقي المغلوب على أمره.

وبالمقابل دفع الغزاة الأمريكيون بكلّ ثقلهم لمآزرة حكومة الذل والعار وت لميع صورتها وتقديمها الى العالم بإعتبارها رمزا للوحدة الوطنية العراقية وقدّموا لها كلّ أشكال الدعم المادي والمعنوي والعسكري والإعلامي لعلّها تتمكن من فرض نفسها على نفسها أولا وعلى جماهير شعبنا العربي في العراق ثانيا وعلى المجتمع الدولي ثالثا .

وفي أولى خطواته قدّم العميل المالكي برنامج حكومته العرجاء ووقعت المصادقة على البرنامج المذكور خلال جلسة البرلمان ليوم 20/05/2006 ثمّ أردف ذلك بتقديم ما يسمى بمبادرة الحوار والمصالحة الوطنية يوم 25/06/2006 وأطلق شعاراته الرنانة الجوفاء المتعلقة بحلّ جميع الميليشيات وتوفير الأمن وتنشيط الملف الإقتصادي كل ذلك طبعا دون التطرّق لا من بعيد ولا من قريب الى المشكلة الكبرى والملف الأخطر المتجسّد في جثوم قوات الغزو الأمريكية على صدور وثروات وآمال ومستقبل العراقيين.

ومنذ الوهلة الأولى جرّ المالكي ذيول الخيبة حين رفضت جميع الميليشيات فكرة حلّها وإدماجها بقوات الحرس أو الجيش مستقوية بتصريح الرئيس العالة العلّة جلال الطلباني الذي رفض رفضا قاطعا حلّ ميليشيات البشمركة على إعتبار أنها قوات تحمي الإقليم الكردستاني أي أنها قوات عسكرية ولا ينطبق علي ها وصف الميليشيات.

ثمّ إصطدمت حكومة الذلّ والخيانة بالتمرّد الشيعي الذي قاده حزب الفضيلة بزعامة نديم الجابري أحد مكونات الإئتلاف العراقي الموحد في مدينة البصرة وما إنجرّ عن ذلك من تقتيل وتخريب وإزهاق للأرواح بعد أن رفضت مطالب الحزب المذكور في تولّي وزارة النفط وإنسحابه من الحكومة المسخ ممّا ساهم في تهديد وحدة وإنسجام التحالف الشيعي في العراق .

كلّ ذلك مع تطوّر عمليات المقاومة وتنوعها وإمتدادها في كامل أرجاء العراق بعد أن أثبت المجاهدون النشامى من منتسبي الحرس الجمهوري والجيش الشعبي وفدائي صدام وكافة التشكيلات الجهادية العاملة على الساحة العراقية أن أبو مصعب الزرقاوي كان مجرّد رقم بسيط في المعادلة النضالية المقاومة للإحتلال وأن المقاومة الوطنية لا يمكن إختزالها في شخص مهما علا شأنه رغم أن قوات الغزو أرادت عكس ذلك من خلال تضخيم دور الزرقاوي في العراق سعيا إلى ترسيخ القناعة لدى الرأي العام العالمي بأن العمليات القتالية الجارية في بلاد الرافدين هي من صنع وتخطيط وتنفيذ بعض المتسللين من البلدان المجاورة .

والحقيقة أن العميل المالكي كسابقه في العمالة إبراهيم الجعفري لا يست طيع الخروج من أسر عقدة القدوم الى العراق على ظهر الدبابة الأمريكية وما ينتج عنها من شعور بالنقص والدونية وحاجة دائمة للحماية والرعاية ولهث متواصل وراء الحفاظ على كرسي الحكم المنتصب على جماجم العراقيين ودمائهم التي تسيل يوميا وأرواحهم التي تزهق في كل لحظة بدم بارد من طرف قوات الغزو .

ولقد كشفت الجريمة الشنعاء التي إرتكبها جنود قوات الإحتلال في منطقة المحمودية وإغتصابهم للطفلة عبير على حجم الذل والعار الذين لحقا بالعميل المالكي وحكومته إذ لم تمض أيام على إعلان مبادرة الحوار والمصالحة الوطنية التي نصت في مادتها الثامنة عشر على : ((تفعيل دور القضاء لمعاقبة المجرمين وجعله المرجعية الوحيدة للتعامل مع جرائم ورموز النظام السابق والإرهابيين وعصابات القتل والإختطاف.)) حتى قامت قوات الإحتلال بجريمتها المخزية بدون صدور أي رد فعل من حكومة العار أو إتخاذ أي إجراء قضائي طبقا لما إقتضته الفقرة 18 من مبادرة المصالحة المذكورة أعلاه مما يعني أن تفعيل دور القضاء مقتصر فقط على الجرائم التي يرتكبها العراقيون أما قوات الغزو فلها الحرية المطلقة في التقتيل وهتك الأعراض والإعتداء على الحرمات دون ض ابط أو رادع ومع الإعفاء من كل عقاب وفقا لما جاء في الأمر عدد 17 الذي سنه الحاكم الأمريكي السابق بريمر وطبّقه بكل أمانة قرضاي العراق نوري المالكي.

ومع كل ما تقدّم يقف العميل المالكي في الكونغرس الأمريكي ليعلن بلا حياء أن قوات الغزو الأمريكية هي دعامة للحرية والديمقراطية في المنطقة منتهزا المناسبة لطلب المزيد من القوات والتعزيزات وهو دليل على الفشل الذريع الذي صاحب برنامجه في القضاء على المقاومة وأطروحاته المتعلقة بالحفاظ على أرواح وأموال العراقيين والمحافظة على حقوق الإنسان وتوفير الأمن والأمان لجماهير شعبنا في بلاد الرافدين.

وقد ثبت بصفة قطعية لا لبس فيها أن حكومة المنطقة الخضراء ليس لديها ما تقدمه لشعبنا العربي في العراق العظيم إلاّ التصريحات الفضفاضة والخطب الرنانة والوعود الكاذبة والمبادرات المفرغة من محتواها وتبين للخاصة والعامة أن رئيس الحكومة ليس إلا مجرد بيدق صغير بيد قوات الغزو وكومبارس في الفيلم الأمريكي المتواصل في العراق تقتيلا وتذبيحا وإستهتارا بأبسط المبادئ الإنسانية والدينية .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                            الثلاثاء /  09  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  15 / نيســـــــان / 2008 م