الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

المالكي : قف ليس ينجيك الهرب .. سقوطــــك الحتمي قرب

 

 

 

 

شبكة المنصور

ضحى عبد الرحمن

 

لقد أفرزت أحداث الجنوب في العراق بعد اشتداد الصراع بين التيار الصدري والقوات الحكومية العميلة التي تدعمها قوات الاحتلال العديد من المؤشرات على الصعيدين السياسي والعسكري, فقد تبين إن القوات الحكومية بعد هروب العديد من الضباط والجنود من مواجهة جيش المهدي بأنها قوات مهزوزة لا تنفع لحماية ملعب كرة قدم وليس وطن, وان كل ما قيل عن تدريبها وتسليحها وإعدادها لتولي مهام الدفاع عن الوطن لم يكن أكثر من نفخ في قربة مثقوبة, وبالرغم من وجود رئيس الوزراء ووزير الداخلية البولاني في مدينة البصرة لدعم الجيش وقوات الداخلية والحرس الوطني إلا أن عمليات الفر كانت أقوى من عمليات الكر, ولم يسمع في وسط هذه المعمعة صوت وزير الدفاع الذي ربما خجل من الظهور في وسائل الإعلام نتيجة ملاحم التخاذل والاستسلام التي سطرها جنوده في معارك الجنوب وهو معذور إن كانت تلك حجته!

المطلع على المشهد العراقي السياسي يدرك بسهولة أن حكومة الاحتلال الرابعة قد تهيأت منذ فترة لضرب التيار الصدري ومحاولة تقليم أظافره لفسح المجال للمجلس الأعلى وحزب الدعوة لتطويل أظافرهما, ويبدو أن المالكي الذي نسى بسرعة دور لتيار الصدري في تنصيبه حاكما على العراق المحتل تناسى أيضا حجم التيار الصدري وقاعدته الشعبية الكبيرة, ولم يحسن تقدير ردود الفعل التي يمكن أن تأزم موقف حكومته الواهنة وهي تترنح في مسيرتها السياسية كما يترنح السكران في مشيته.

أنصبت تصاريح المسئولين في التيار الصدري على الاعتصام ولم تزد عن ذلك وطالب الصدر قبل أن تتطور الإحداث بهذا الشكل المخيف التحاور مع الحكومة محرما سفك الدم العراقي, ولكن المالكي وضع القطن في أذنيه معتقدا إن الفرصة أمست سانحة ليرد وفاء الصدريين السابق بدعمه, ومع اندلاع شرارة القتال في البصرة لم يرد المالكي على نداءات الصدر وأنصاره من موقع القوة والتعالي حسبما يظن وترك الحديث للناطق باسم الحكومة علي الدباغ عسى أن يدبغ الحقائق ويرقع فتق الحكومة, فخرج هذا ليعلن أن الاعتصام يعتبر مخالفا للدستور لأنه يعطل الحياة العامة بالرغم من تعطيل الحكومة الحياة العامة خلال شهر عاشوراء ولما بعده, وسبق أن عطلت الحياة العامة أسابيع عندما مططت أيام الأعياد الدينية إلى ضعف أيامها! ولم تدرك هذه الحكومة البائسة وناطقها العليل بان الحياة العامة في العراق معطلة منذ أول يوم للغزو!

الناطق علي الدباغ لم يتحدث عن دماء العراقيين من الجهتين فهذا الموضوع لا يهم الحكومة من بعيد أو قريب المهم عندها تعطيل الحياة العامة, ولعل هذا يعيدنا إلى عبارة الكاتب بوب وودوارد الشهيرة بأن "المالكي يعتقد أن انفجار سيارتين ملغومتين في بغداد، وموت 100 مواطن يوميا يومياً أمر لا بأس به، وهو شيء ممكن أن يجري التعايش معه، ولا يعيق ديمومة حكومته.

إذا كان المالكي حريصا فعلا في فرض سيادة القانون والأمن فأن من الأولى به أن يطبق قانون حل الميليشيات الذي وعد بتنفيذه منذ توليه رئاسة الحكومة وبغض النظر عن طبيعة وعائديه هذه الميليشيات, وفي أول مفاوضات جرت بهذا الشأن وافق التيار الصدري على نزع أسلحته مشترطا أن يطبق الأمر على ميليشيا بدر وغيرها لكن المالكي تجاهل الأمر وتغافل عن معاملة الميليشيات جميعا كأسنان المشط! بالرغم من اعترافنا بأن جميع هذه الميليشيات هي لطخات عار في جبين أي حكومة تحترم نفسها وشعبها, ولكن أن تحلل الجميع وتحرم واحدة فهذا أمر لا يقبله عاقل ولا عادل!

من المؤكد أن اندفاع المالكي بمسايرة حزبه والمجلس الأعلى في مؤامرة غير محسوبة العواقب ضد التيار الصدري ستزلل الأرض تحت أقدام حكومته, فحزب الدعوة الذي ينتمي إليه المالكي يفتقر إلى قاعدة شعبية, ويشير تقرير لأحد المسئولين رفعه إلى وكالة الاستخبارات الأمريكية بأن المالكي " الذي لم يكن معروفا قبل أن يتولى رئاسة الحكومة لا يمتلك قاعدة يستند إليها في فرض سلطة حقيقية في العراق, ولا يتمتع بقاعدة مماثلة في البرلمان".

كما أن المجلس الأعلى الذي يدعم المالكي, نفضت الكثير من العشائر في جنوب العراق يدها منه بعد أن وجدت فيه لعبة مفخخة تتحرك بالريموت الإيراني, وبعد أن أميط اللثام عن أجندة الفدرالية ودعواها الحقيقية لتحويل العراق إلى كانتونات ضعيفة وهشة سهلة البلع على فم إيران الشره!

كما أن حزب الفضيلة سبق أن نفض نفسه من الائتلاف الشيعي وأنه أقرب إلى التيار الصدري من الحكومة, من جهة أخرى فأن قوات الاحتلال لا ترغب بمواجهة حقيقية مع التيار الصدري فخسائرها اليومية المتزايدة على أيدي المجاهدين الإبطال لم تعطيها الفرصة لتلطع جروحها, سيما أن عدد خنازيرها الفاطسة والطافية في المستنقع العراقي زادت عن أربعة آلاف قتيل وهي عشر الأرقام الحقيقية لقتلاها إضافة إلى أكثر من مائة ألف معوق وجريح, وهذا يعني إنها ستقدم المساعدة للحكومة كما صرح الرئيس بوش لكن المهمة تقع على مسئولية المالكي, لا سيما أن المنافسة محتدمة بين الحزبين الأمريكيين الجمهوري والديمقراطي للرئاسة القادمة.

كما أن إسعاف المالكي من قبل إيران من شأنه أن يثير حفيظة الإدارة الأمريكية بعد أن وجهت مؤخرا انتقادات لاذعة للرئيس الإيراني احمد نجادي عندما اتهمته بنكث تعهداته خلال زيارته الأخيرة للعراق في وقف دعم أعمال العنف, فقد تبين إن القصف الشديد الذي تعرضت له المنطقة الخضراء كان بفعل صواريخ إيرانية الصنع.

لم يبق أمام المالكي منفذ! فمواجهة التيار الصدري هي خسارة وعدم مواجهته خسارة أيضا أنه رهان الخيارات الخسائر لحكومته الفاشلة.

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                           الاربعاء  /  26  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  02 / نيســـــــان / 2008 م