الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

عرض كتاب
قبل أن يغادرنا التاريخ
للفريق الركن رعد مجيد الحمداني
قائد فيلق الحرس الجمهوري العراقي الثاني (الفتح المبين)
(10)
دخول الجيش العراقي الى أرض الكويت عام 1990

 

 

شبكة المنصور

د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

 

يطلق الفريق رعد على هذا الفصل الخامس من الكتاب (ص 183) عنوان: الحرب على الكويت عام 1990؟؟!! والحقيقة أنا لا أدري لم اختار هذا العنوان... فما حصل في ذلك العام كان حربا من شيوخ ال الانبطاح على العراق وليس حربا من العراق على الكويت... كانت مؤامرة نفذها أولئك القوم بالتعاون مع دول البترودولار الأخرى وبالتنسيق الكامل مع أمريكا والصهيونية العالمية والفرس من طرف خفي غير معلن... هذه حقيقة ثابتة أكدتها الايام اللاحقة... 

على أية حال... يقول الفريق رعد ما يلي: 

الحمد لله خرج الحرب منتصرا في نهاية تلك الحرب... خرج العراق مزهوا ومفتخرا بما حققه، لقد أصبح الحلم حقيقة، وهذه الحقيقة أيقظت العرب من رقادهم، وحركت كل الآمال وكل الأماني، وصار اليقين أن أحلام العرب وأمانيهم قابلة للتحقيق.... لاشك كان هناك خسائر بشرية، تبعها عقابيل نفسية وأخلاقية واجتماعية وضاع عمر جيل كامل من الشباب، هذا عدا عن الخسائر المادية... لكن خرج العراق وهو يمتلك الثقة والقدرة بنفسه.... فأكبر جيش عرفته المنطقة هو عراقي... وأكبر قاعدة للتصنيع العسكري عراقية.... مع افضل خبرة قتال عالية... خرج العراق والشعب اكثر تماسكا والتصاقا بقيادته... 

انتبهت جماهير الامة العربية بعد أن أيقظها النصر العراقي إلى أن العراق طليعة.... طليعة تقود الامة بامكانياتها الكامنة لتحقيق الحلم الاكبر، ألا وهو تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني... لقد عبرت القوة العراقية عن نفسها بصراحة ووضوح، وحركت هذه القوة جماهير الامة فأصبح لها رأي عام يضغط على سياسات بعض حكومات المنطقة ويحرجها بنفس الوقت... كذلك أيقنت الصهيونية العالمية والقوى الكبرى ان ما علا وأضاء في سماء المشرق العربي هو انذار بخطر متنام وأكيد وتغيير مقلق في توازن القوى، ما يتطلب مراقبة شديدة لطبيعة وتصرفات القيادة العراقية وطبيعة نظامها السياسي... 

ما إن انتهى العدوان الخميني المجوسي الكسروي على العراق حتى طلب الشهيد صدام مقابلة قائد الحرس الجمهوري، الفريق الركن اياد فتيح الراوي في بغداد (فك الله اسره مع اخوانه الابطال، حيث تحاكمهم حاليا الصهيونية الصفوية الخمينية الكسروية لدورهم البطولي في القادسية الثانية المجيدة)... كنت، والجميع، نظن أن سبب الاستدعاء هو تحليل نتائج الحرب، وعلى ضوء ما لمسته من اختلاف في وجهات النظر، ما بين رؤية المقر العام وقيادات الفيالق، حيث كنت ممثلا الحرس الجمهوري في موضوع تحليل المعارك وكان لي مساهمة واضحة..... فقد خولني قائدي بالكلام عن قوات الحرس الجمهوري.... 

استدعاني قائد الحرس بعد أن عاد إلى مقره في البرجسية غرب البصرة، وكان بمزاج جيد... وراح يتحدث معي عن قدرات اسرائيل العسكرية ومقارنتها مع قدراتنا... وركز على الاسلحة الستراتيجية وخاصة صواريخ أرض/أرض بعيدة المدى، وأمرني بلقاء قائد سلاح الصواريخ العميد الركن حازم شهاب.... في ذلك الوقت كان سلاح الصواريخ سلاحا فتيا، لكنه قفز قفزات متواترة نحو امتلاك الذراع العراقية الطويلة مع القوة الجوية العراقية التي تطورت كثيرا في نهاية العدوان الخميني المجوسي... وكان هدف لقاء العميد حازم معرفة أية معلومات عن انفتاح بطاريات العدو الصهيوني وموقع اسلحته النووية.... أيقنت بعد ذلك اللقاء ان القيادة العراقية بدأت التفكير جديا بالمشروع القومي لتحرير فلسطين.... 

((يقال أن الشهيد صدام حسين رحمة الله عليه، حين ذهب لأداء العمرة شكرا لله عز وجل على النصر المبين الذي حققه العراق على الفرس الكسرويين الخمينيين، فتحت له أبواب الحجرة النبوية الشريفة، فدخل اليها وجلس يبكي بجوار الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وأنه في ذلك الموقف الخاشع المهيب أقسم للرسول عليه الصلاة والسلام أنه يعد العدة لتحرير المسجد الاقصى من دنس الصهاينة... والله أعلم بمدى صحة هذه القصة...)) 

في لقائي مع قائد سلاح الصواريخ في مقره جنوب بغداد (ناحية المشروع) وهو من العقول الذكية في جيشنا وله طاقة كبيرة على الحديث المستمر.. اخبرته بما طلب قائدي... فانعقد لسانه من الدهشة وظهر الارتباك عليه... فقد استنتج خطورة الموضوع... وفي حوار سريع مع أحد ضباط ركنه اخبرني معتذرا بأنه لايملك شيء يفيدني ووعدني ببذل كل الجهود للحصول على المعلومات المطلوبة وبالتعاون مع الاستخبارات العسكرية، ومنها شعبة اسرائيل.... 

في اليوم التالي، وعلى مائدة العشاء،  طرحت مجموعة من المعضلات امام قائد الحرس الجمهوري، واشرت الى انه لو كان لدينا اهتمام بالاعداد للمعركة القومية الشاملة ضد اسرائيل فإني أعرض الاستفادة مما أملك من متابعة لتطور القدرات الاسرائيلية......  

وفي بداية عام 1989 بدأت تشكيلات الحرس الجمهوري بإعداد وتنفيذ سلسلة من التمارين التعبوية على ضوء خبرتنا... وكنت أنذاك آمر لجحفل اللواء 17 حرس جمهوري، والذي أساسه اللواء الاول... الذي أعيد تشكيله بعد معركة الفاو عام 1986... وهو لواء يمتلك خبرة متراكمة اضافة الى مقاتلين من الطراز الاول...  

وفي 7/4/1989 عسكرنا في معسكر الراشدية شمال شرق بغداد.. ثم كلفت بالانضمام الى زمرة استطلاع لساحة العمليات الاردنية – الاسرائيلية الفلسطينية... استقبلونا في عمان بالكثير من الاحترام... حيث كان هناك الفريق فتحي أبوطالب رئيس الاركان، وكانوا يحترموننا بشكل كبير ويعاملوننا معاملة خاصة... واسجل لهم دقة مواعيدهم والالتزام بالتوقيتات وتمسكهم بالتقاليد العسكرية... لكنهم كانوا بعيدين جدا عن فكرة الحرب مع اسرائيل.... 

وبهضبة ام قيس، ملتقى الحدود السورية الاردنية الفلسطينية في محافظة اربد بدأنا استطلاعنا....حيث نهايات نهر اليرموك وبحيرة طبريا وامتدادات المرتفعات السورية المحتلة (الجولان) مع شمال الاردن وفلسطين...ومن الطريف ان فلاحة اردنية، وبعد ان انهيت صلاة الظهر اسفل احد المراصد، رحبت بي وقالت: ألست ضابطا عراقيا؟ فقلت نعم... فقالت: ما الذي أتى بكم الى هنا؟ فأجبتها: وهل يسأل المرء أو يكرم في داره ؟؟ قالت والله انتم وصدام حسين على رؤوسنا، انتم شرفنا، ولكن نظن ما جئتم هنا إلا للحرب!!! الله يعطيكم العافية... ما بدنا حرب.!!!  

ثم تفاجأنا بجنود العدو الصهيوني يلتقطون صورا لنا بالفيديو وعادي.. ونحن نرتدي ملابس الجيش العراقي!!! اما المشهد الذي تأثرنا به كثيرا فهو مشهد قبة الصخرة على حافة المسجد الاقصى المبارك.... وفي تلك الفترة حدثت في الاردن مظاهر شغب نتيجة افتقار الناس الى الاغذية الاساسية وارتفاع الاسعار... وذلك ايضا نتيجة ازمة اقتصادية حادة مرت بها البلاد.. وخلال زيارتنا لقاعدة الشهيد نزار السلطي الجوية التي بناها العراق خلال دعمه للجبهة الشرقية عام 1967 شاهدنا انفتاح سربين من الطائرات المقاتلة نوع اف 5 امريكية الصنع....  

وخلال تجولنا في القاعدة قال لي أحد الضباط الاردنيين: هل انتم جادون بتحرير فلسطين من هنا؟ وكان يقصد من هنا اي الاردن... ألستم مدركين للضغوط السياسية الدولية للولايات المتحدة نحو القبول بمشروع سلام مع اسرائيل ؟؟ لقد كانت افضل الفرق الاردنية معززة بقوة مضافة منفتحة على الحدود الشمالية مع سوريا، بينما كانت باقي الفرق في العمق، بوضع لايوحي بأي قلق حالي او مستقبلي من جهة فلسطين!!! 

بعد العودة الى العراق نفذنا الاستعراض العسكري الكبير في مدارج مطار المثنى.... في ذلك الوقت احبطت محاولة لاغتيال الشهيد صدام على غرار المحاولة التي اغتيل بها انور السادات... وذلك قبل تنفيذها... وكان الذي ينوي تنفيذها بعض ضباط الحرس الجمهوري من عشيرة الجبور.... وبعد الاستقرار شرعنا باعداد تمارين تعبوية لاقتحام خطوط الدفاع الاولى لاسرائيل كصفحة اولى للحرب... 

يوم 4/5/1989 نعى الشهيد صدام، وزير الدفاع ونائب القائد العام، الشهيد عدنان خير الله طلفاح، شقيق السيدة ساجدة، الذي وافاه الاجل بسقوط طائرته السمتية في موقع  جنوب أربيل عند عودته الى بغداد... وعم الحزن معظم العراقيين قيادة وجيشا وشعبا لما امتلكه الشهيد من قيم اخلاقية عالية ونفس كريمة وما سطره من تاريخ مجيد واداء قيادي اتسم بالشجاعة والمسؤولية الاخلاقية العالية... وكان الساعد الايمن القوي للشهيد صدام... لقد خيم جو كـئيـب على قواتنا، وسمي الموقع الذي سقطت فيه الطائرة المشؤومة بالعدنانية، وبني فيه جامع كبير بنفس الاسم تخليدا لذكراه...فووري جثمانه في تكريت اولا ثم نقل الى مقبرة خاصة قرب نصب الشهيد شرق بغداد.... لقد أكد لي صديق كان في اربيل يومها ان الطقس لم يكن مستقرا، وان احتمال سقوط الطائرة كان واردا نتيجة دوامة ترابية... وفي الليلة السابقة لاستشهاد الفريق عدنان عرض التلفزيون العراقي رحلة عائلية ترفيهية للوزير أظهرت مدى حب الشهيد صدام لابن خاله وشقيق زوجته وصديقه الحميم عدنان خير الله... وقد ظهر على الشهيد صدام اثناء مراسم التشييع حزنه العميق على رحيل عدنان.... ((على أن الذي حزن كثيرا ايضا وكان يبكي بدموع حارقة هو الشهيد عدي، الذي كان متأثر كثيرا بشخصية خاله))..... 

((من الصفحة 189 الى الصفحة 193 يتحدث الفريق رعد عن تمارين وتدريبات عسكرية واستطلاعات وفعاليات تدريبية ومحاضرات لرفع الكفاءة العسكرية))  

في 2/7/1990 اجتمع الشهيد صدام بقيادة الحرس الجمهوري، ودار الحديث حسب ما علمت حول المؤامرة التي يتعرض لها العراق والدور التخريبي الذي يقوم به الشيوخ "المنصبين" على الكويت..... ونكران جميل العراق في الدفاع عنهم والتضحية بأبناءه ورجاله لأجلهم وأجل غيرهم.... وأن القيادة العراقية مستاءة جدا من تصرفاتهم العدوانية ومؤامراتهم الواضحة التي لا لبس فيها....((تذكر عزيزي القاريء ان فهد بن عبد العزيز – الله يرحمه - في ذلك العام قال: انه لولا العراق ولولا الرئيس صدام لكنا الان شحاذين في زوايا الهند)).... انهى الشهيد كلامه مستفسرا عن قدرات الحرس الجمهوري ودرجة استعداده للقتال، فأكد له القادة أن الحرس بأعلى درجات الاستعداد.... 

في الساعة 03:30 يوم 15/7/1990 اتصل بي العقيد الركن معتمد التكريتي رئيس اركان فرقة حمورابي حرس جمهوري، وكان مقرها في الصويرة، وطلب مني تهيئة جحفل لوائي المدرع السابع عشر وكان مقره في الكوت... وأخبرني ان ناقلات الدبابات ستصل في الصباح... هيئت عائلتي لإعادتها الى بغداد، فقد كنت اسكن دور الضباط في الكوت.... وخلال تبادلي الحديث مع مقدم اللواء العقيد شباط علي مطر اشرت ان التلويح بالقوة او استعراضها هو وسيلة من وسائل السياسة.... 

صباح 15/7 ودعت عائلتي، ثم اشرفت على تحميل دروعنا على الناقلات... وأصدرت الوثائق الخاصة بذلك، وقمت بتأمين الشؤون الادارية...ثم سلكنا طريق الكوت – الناصرية – البصرة... وكان الجو حارا...وخلال التنقل علمت أن باقي تشكيلات الفرق الاخرى قد تحركت ايضا....  

وفي يوم 18/7/1990 تكامل جحفل لوائي في منطقة البرجسية بموازاة طريق البصرة – سفوان – جبل سنام... وشرعنا بإكمال الاستعداد القتالي من الناحيتين الفنية والادارية... وكانت حركة المسافرين بين العراق والكويت مستمرة... وكان المسافرون يتوقفون يسألوننا سؤالا واحدا: إلى أين أنتم ذاهبون؟ وكانت الاجابة: للاشتراك بتمرين... وقد لاحظت سيارتين من نوع كابرس تحمل كل منها لوحات كويتية تتجولان على الطريق المحاذي لتنقلنا عدة مرات... وكانت تصرفات راكبيها غير طبيعية... فأرسلت من ينذرهم ليتركوا المنطقة... فغادرا على الفور.... 

يوم 19/7/1990 دخلت على قائد الفرقة... فوجدت مصحفا على طاولته... وبعد تبادل الحديث طلب مني أن أقف للقسم على كتمان مشروع يحمل الرقم 17 ويتعلق بتحرير الكويت... وأن مهمة جحفل لوائي تشكل الجزء الاعظم من مهمة الحرس الجمهوري.... كانت أكثر توقعاتي لا تتجاوز قيامنا باحتلال الشريط الحدودي الذي تجاوزت عليه الكويت والذي جرى الحديث عنه مؤخرا... او الاندفاع بضعة كيلومترات جنوبا الى القبة النفطية لحقول الرميلة الجنوبية العراقية....

فجر يوم 30/7/1990 ذهبت برفقة عدد من الضباط الى مديرية الاستخبارات العسكرية للحصول على المعلومات المطلوبة... تأكد لنا وجود ستة ألوية كويتية هي: 

    لواء المشاة الالي السادس أمام عارضة المطلاع الشهيرة في منطقة ظهر اللياح وكان مجهزا بدروع حديثة.

-         لواء المغاوير رقم 80 خلف عارضة المطلاع مباشرة.

-         اللواء المدرع 35 على طريق السالمي 40 كم عن المطلاع.

-         اللواء الاميري المجهز بناقلات اشخاص مدرعة (مصرية الصنع تدعى فهد)

-         اللواء المدرع الخامس عشر في الاحمدي على الطريق الدولي نحو الحجاز والمحاذي للساحل.

-         لواء الحدود موزع على الحدود الدولية مع العراق. 

وكان مقررا أن أدخل الى الكويت للاستطلاع كسائق شاحنة عسكرية كبيرة تقوم بنقل حمولة عسكرية موردة للعراق من ميناء الاحمدي... لكنني اعترضت على ضابط المخابرات المرافق العميد سنان عبد الجبار، لأنني اردت مرافقا (معاون) يجيد معالجة الاعطال الفنية التي قد تصيب الشاحنة...  

وفي يوم 31/7/1990اخبرنا بالعودة الى وحدتنا بأقصى سرعة... حيث كان قائدي ينتظر وصولي بفارغ الصبر... وكان قائد الحرس الجمهوري قد أرسل أحد ضباط ركنه العقيد الركن فوزي ابراهيم اللهيبي بصفة تاجر الى الكويت لغرض الاستطلاع...  

وضع الفريق اياد فتيح الراوي خطة التعرض بجبهة اربع فرق: 

     فرقة حمواربي تهاجم على الطريق العام صفوان – العبدلي – المطلاع – الجهراء – الكويت العاصمة يقدمها جحفل لوائي بالتنسيق مع اللواء السادس عشر قوات خاصة، والقوة الهابطة من  الجو... مهمتها التركيز على القصر الاميري – قصر بيان – مجلس الوزراء – وزارتي الداخلية والدفاع... تعقبها فرقة نبوخذ نصر مشاة بقيادة العميد الركن محمود دهام بديوي على نفس المحور لاحكام السيطرة على العاصمة. 

-         تندفع فرقة الفاو حرس جمهوري على الطريق الساحلي ام قصر – الطريق الساحلي – شمال الكويت العاصمة وتمسك بجزيرة بوبيان وتكون بقيادة العميد الركن ميسر فاضل الجبوري. 

-         فرقة المدينة المنورة حرس جمهوري تندفع على محور الرميلة المعبر 11 – الابرق – قاعدة علي السالم – الاحمدي للسيطرة على منطقة جنوب العاصمة، وتكون بقيادة العميد الركن ضياء ماهر التكريتي. 

-         فرقة توكلنا على الله تنفدع على المحور الوسطي منطقة المقالع ما بين فرقة حمورابي وفرقة المدينة المنورة للسيطرة على المنطقة الغربية من الكويت وتكون بقيادة العميد الركن احمد عبد الله صالح.. 

-         اما فرقة عدنان حرس جمهوري مشاة فتندفع بقيادة العميد الركن فوزي التكريتي معقبة فرقة المدينة المنورة للامساك بالمنطقة الساحلية من الاحمدي الى السعودية... ثم تندفع فرقة بغداد حرس جمهوري بقيادة العميد الركن محمود معقبة على محور العبدلي – الجهراء – العاصمة الكويت – الوفرة للامساك بالقسم الجنوبي من الكويت.... اما لواء الواجبات الخاصة السادس والعشرين (الضفادع البشرية) فهو احتياط مع مقر فرقة القوات الخاصة حرس جمهوري بقيادة العميد الركن وعد الله مصطفى.... 

في الساعة 18:00 يوم 31/7/1990 حضرت مؤتمر الأوامر النهائي مع باقي آمري التشكيلات... وحددت العملية في الساعة الرابعة فجرا يوم 2/8/1990... وكان قائد الحرس الجمهوري الفريق اياد قد اصدر الكثير من التعليمات الدقيقة والخاصة بتحديد الاتجاهات وضبط المسير... وفي نفس اليوم حصلنا على وثيقتين هامتين: التصاوير الجوية لعموم نطاق التعرض من خلال آخر استطلاع جوي لطائرة ميغ 23 بتاريخ 30/7 وخريطة سياحية للعاصمة الكويت.... 

كان لي خطة تقوم على ما يلي: 

-         تقوم سرية مغاوير اللواء بالتسلل بدءا من الساعة 01:00 يوم 2/8 وتقتحم قلعة السديرية وتأسر من فيها بدون اراقة دماء.

-         تقسيم جحفل اللواء الى رتلين متوازنين ومتوازيين في الحركة تفصل بينهما مسافة بمعدل 500 م ليلا و1000 نهارا..

-         بعد اجتياز جحفل اللواء الاول عارضة المطلاع وبالاستفادة من الخارطة السياحية التي استنستختها للجميع قسمت جحفل لوائي الى ثلاثة جحافل معركة: الجحفل الاول (الفارس) بقيادة المقدم الركن احمد كمون ومهمته الطريق الدائري الخامس نحو الصليبخات – ميناء الشويخ – رأس الارض واحتلال قصر السيف الاميري مع السيطرة على الفنادق الكبرى ووزارة الدفاع وتجنب اراقة الدماء ما امكن.... الجحفل الثاني (17 تموز) يندفع خلف القسم الاكبر من الطريق الدائري السادس... هدفه احتلال مطار الكويت الذي يتضمن قاعدة عسكرية جوية... كذلك احتلال منطقة الفنطاس... الجحفل الثالث (القسم الاكبر) بإمرتي، وهو يتضمن كتيبة دبابات القائد زائد فوج المشاة الالي 23 وسرية هندسة الصولة وكتيبة مدفعية ذاتية الحركة 116 وبطارية مقاومة الطائرات المستقلة... ومهمته الاندفاع على الطريق الدائري السادس واختراق الجهراء ثم العاصمة وازاحة كافة المقاومات – ان وجدت – وقوات الشرطة والحرس الاميري وصولا الى الخليج العربي عند فندق المسيلة.... ثم ينحرف شرقا على الطريق الحولي الساحلي حيث يلتقي مع الجحفل الاول عند منطقة رأس الارض – الابراج ويحكم تطويق العاصمة.... وكانت أمنيتي تنفيذ المهمة بدون اراقة الدماء.... وأن لايكون قتالنا الا دفاعا عن النفس... وقد أمرت بأن يكون الامرون في الامام مع حمل الاعلام البيضاء للتلويح بها للقوات الكويتية لتجنب الاشتباكات قدر الامكان.... كذلك طلبت منهم مشاغلة الدروع الكويتية وعدم تدميرها والاكتفاء بإرهاب طواقمها.... 

خلال تناولي العشاء مع آمر جحفل اللواء الثامن المدرع حرس جمهوري العميد الركن عبد القادر يونس شاهدنا على شاشة التلفزيون الاخبار التي تقول بعودة سعد الصباح قادما من السعودية... وفي الساعة 23:00 (أي ليلة التعرض) أجبرت نفسي على النوم لمدة ساعتين لأغراض الراحة... 

بعد أن استيقظت من النوم صليت ركعتين متوسلا الى الله أن يوفقنا في مهمتنا، وأن ننجزها دون اراقة الدماء... ثم اطلقت العنان لسرية المغاوير لتقتحم قلعة السديرية... ثم شاهدنا ثلاث طلقات تنوير خضراء وهي الاشارة المتفق عليها بأنه تم احتلال الهدف دون اراقة الدماء... وفي الساعة 03:30 أعطيت الكلمة الجفرية للشروع بالتحرك تجاه الحدود الدولية.... وخلال سيرنا لم نتلق أي إشارة من مقرنا الاعلى.... فقد كان الصمت رهيبا... ما حدا بالرائد الركن ابراهيم الجبوري ضابط الركن المرافق الى الاعتقاد الجازم بأن المهمة ألغيت!!! وأن لواؤنا وحده في الطريق الى الكويت... لكن القاعدة العسكرية الفقهية تقول (الأمر لا يلغيه إلا أمر)... وما إن شارفت الساعة الخامسة والنصف صباحا حتى شاهدنا ومضات حمراء وخضراء فوقنا تشير الى طيران هيلوكبتر سمتية تنقل القوات الخاصة... فشعرنا بالاطمئنان والثقة بأننا في الاتجاه الصحيح....  

حال وصولنا الى وادي اللياح وجدنا مقاومة بسيطة من وحدات لواء المشاة الالي السادس الكويتي... فجرت معركة سريعة معه انسحب بعدها الى الفور وترك مواضعه... ثم شاهدنا سرية دبابات من اللواء 35 المدرع الكويتي نوع جفتن بريطانية الصنع... وما ان شاهدونا حتى لاذوا بالفرار بعد ان أطلقنا بعض الطلقات التحذيرية.... وترك الجنود دباباتهم وحمدت الله انه لم ترق دماء وأننا أنجزنا المرحلة الاولى بنجاح... وحينما التفت الى اليسار رصدت بمنظاري مجاميع من لواء المغاوير رقم 80 الكويتي تلوذ بالفرار.. وأخرين يفترشون الارض جلوسا... فأشرنا لهم بالاعلام بترك المكان... ففعلوا...  

(( ثم يكذبون بكل وقاحة... ويتبجحون بالقول أنهم قاوموا الجيش العراقي!!!! خوش مقاومة....)).... 

يتبع.....

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                            الثلاثاء /  09  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  15 / نيســـــــان / 2008 م