الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

عرض كتاب
قبل أن يغادرنا التاريخ
للفريق الركن رعد مجيد الحمداني
قائد فيلق الحرس الجمهوري العراقي الثاني (الفتح المبين)
(4)
العدوان الخميني المجوسي الكسروي على العراق العظيم
1980 – 1988

 

 

شبكة المنصور

د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

 

الفريق رعد يطلق على هذا الفصل الثالث (صفحة 55) مسمى (الحرب العراقية الإيرانية... حرب الخليج الأولى....)  

الحقيقة هنا أريد أن أقول شيء... سواء اقتنع به من يقرأه أم لم يقتنع...  

لكن... لعل المتابع لتاريخ العراق يرى أن هذا البلد بدأ يتعرض لمؤامرات دولية واقليمية ((محيطة به)) مؤثرة بعض الشيء بدأت تظهر بوضوح بعد قيام ثورة تموز 1968... ولاشك أنه كان للفرس المجوس الدور الاكبر في تلك المؤامرات، إن في دعم بعض حركات التمرد الانفصالية كما قرأنا في الفصل الماضي، او من خلال بعض طراطيرهم وجواسيسيهم الذين كانوا مدنسين لأرض العراق ومندسين بين العراقيين بحجة أنهم مؤمنين متدينين يريدون البقاء بجوار المراقد والمدن المقدسة... بينما كانوا يقومون بأعمال تخريبية من تفجيرات وسرقة ونهب ولصوصية واشاعة الفوضى... ولعل ما صار من حوادث بعد خلع الشاه ومجيء الخميني إلى السلطة ثم العدوان على العراق وما سبقه من محاولات لاغتيال بعض رموز الدولة لهو ابلغ دليل على أن العراق كان بالفعل محط أنظار المتآمرين.... 

ولاشك أن الخميني حين استولى على السلطة وخلع الشاه عنها في بلد الفرس ، كان هدفه الاول والاخير تصدير ثورته البائسة..... فكان العراق أول ضحايا اجرامه... فالخميني عض - وبكل دناءة وحقارة وخسة نفس مجوسية نجسة – اليد العراقية الكريمة التي مدت له وانتشلته من مستنقع آسن وقع فيه حين لفظته الكثير من الدول وتجنبت دخوله أراضيها... فقدم له العراق الكريم الشهم مأوى وملاذ ووفر له كل ما يحتاجه... ليس هو فحسب، بل رهط من الحاشية التي كانت معه... فكان جزاء العراق بعد هذا اجرام خميني وعدوانه واعتداءاته التي سبقت العدوان الاكبر... 

من هنا... 

وبالنظر الى ما كان يقدمه العراق من وثائق مؤكدة الى ما يسمى هيئة الامم المتحدة عن دلائل اعتداءات فارسية خمينية على اراضيه والقيام بغارات جوية على حدوده ومحاولة اغتيال بعض رموز الدولة العراقية.... فإن ما وقع في شهر ايلول من عام 1980 ليس حربا عراقية ايرانية كما يحلو للبعض، والى الان، ان يردد... وانما قيام العراق بصد العدوان الخميني المجوسي على أراضيه... ولعلنا نتذكر الرسالة الشهيرة التي وجهها بني صدر الى الرئيس صدام يهدد فيها باجتياج بغداد... فما كان من الشهيد رحمة الله عليه إلا أن بادره برد حازم قائلا له: لا أنت ولا غيرك يستطيع أن يدوس التراب العراقي المقدس... 

فإذن تلك لم تكن حربا عراقية إيرانية.... رجاءا يا اخوان... إن ما يحدث الان وفي أيامنا هذه تحديدا ونحن في عام 2008 وقد مضى على تدنيس العراق واحتلاله خمس سنوات لهو أكبر دليل على أن النية الاجرامية الحقيرة التي كانت مبيتة عند الخميني ولم يستطع تنفيذها بسبب تجرعه كأس السم الزعاف ونفوقه الى جهنم وبئس المصير ينفذها الان تلاميذه وخنازيره الذين تشربوا معه كراهية العروبة أولا والدين الاسلامي ثانيا ثم العراق والعرب بشكل عام ثالثا....  

إن ما يحدث في العراق الان من قتل وتشريد واغتيال للكفاءات العراقية سواء العلمية او العسكرية او الدينية او رموز الدولة العراقية بكل مناصبهم لهو يكشف بوضوح على أن ما جرى في القرن الماضي في فترة الثمانينات انما هو عدوان خميني كسروي مجوسي فارسي اضطر العراق معه للدفاع عن نفسه بوجه ذلك المد... ولو لم يكن العراق وقتها قويا بجيشه وشعبه وبقيادته لرأينا أنه حدث في تلك الايام ما يحدث اليوم... هل توضحت الصورة ؟؟ ولو لم يكن العراق حاسما ايضا في التعامل مع الغوغاء والمجوس والحشرات الذين دنسوا أرضه بعد عدوان 1991 ولو لم يكن الرجال قد تعاملوا بقسوة – وحسنا فعلوا وسلمت ايديهم - مع الانجاس لكانت الفوضى التي حدثت في الجنوب وراح ضحيتها العشرات من أبناء العراق البررة الاوفياء قد امتدت الى بغداد وباقي المدن..... ((إن شاء الله يكون الكثير منا تابع البرنامج المؤلم الذي عرضته قناة الجزيرة عن العلماء العراقيين... قدمته السيدة خديحة بن قنة واستضافت فيه العالم العراقي عماد خدوري مع بعض العلماء الاخرين)).... 

لا أريد أن اطيل أكثر... لكن أعتقد انه على العراقي أن يختار اطلاق المسميات وأن يسمي الاشياء بمسماها الحقيقي لا حسب ما تقوله القنوات المستعربة الفضائحية وحسب ما يروجه المجوس أنفسهم... نحن لدينا قناعة تامة لن يقطعها أي شك ولن يستطيع كائنا من كان -  مع احترامنا للعراقيين الاشراف فقط – ان يقنعنا بغير ما نحن مقتنعين به... تلك لم تكن حربا عراقية ايرانية... وانما عدوان خميني كسروي مجوسي على بلد عربي اسمه العراق....... رفعت الاقلام وجفت الصحف....... 

نعود الى موضوعنا.... إذ يقول الفريق رعد في بداية هذا الفصل ما يلي: 

بما أن ملحمة الحرب قد دامت ثمانية أعوام، ومرت بمراحل عديدة وشهدت تقلبات كبيرة في ميزان الصراع، فقد رأيت من المناسب تناول حوادثها المهمة حسب مراحلها وذلك بهدف تحقيق الفائدة بشكل أفضل....... 

لقد فاجأت الاحداث السياسية الايرانية النظام السياسي العراقي وهو في بداية استلام زعامة شابة (استلم الشهيد صدام حسين المنصب الاول في الدولة في منتصف العام 1979) يحدوها الامل في تحقيق حلم كبير جدا في انبعاث قدرات امة عربية من المحيط الى الخليج، واذا فشل الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر في تحقيق ذلك الحلم للاسباب المعروفة، فإن الزعامة الشابة القومية في العراق كانت لها كل الثقة في تحقيقه... لكن كيف يتحقق هذا الحلم في ظل المنافسة التي يفرضها التيار السياسي الجديد في ايران الذي كان يرى أن اول مكاسبه خارج ايران يجب ان تكون في العراق بوضعه الجيوبولتيكي امام عنفوان الثورة التي تعتبر العراق مجالها الحيوي الاول؟؟... ونظرا لضيق المساحة الاستراتيجية لكلا النظامين!!!!......... فقد كانا فريستين سهلتين للوقوع في الفخ الكبير الذي نصبته لهما الدول العظمى كما يرى المؤمنون بنظرية المؤامرة التي اعتمدت النفظ كأهم مرتكزات استراتيجيتها العملية في منطقة الشرق الاوسط...... 

وكرد فعل على الاجراءات الايرانية، ارتكب العراق سلسلة من الاخطاء السياسية منها الغاء اتفاقية الجزائر... وذلك يوم 17/9/1980 وطرد كل عراقي يشك بولائه لايران، وشملت عمليات الطرد ذوي الاصول الفارسية بعدما تأكد ضلوع عدد منهم في الهجمات المسلحة على الاحتفالات الجامعية كالحادث الذي وقع في جامعة المستنصرية..... وكذلك كان هناك حملة اعتقالات واسعة في صفوف حزب الدعوة " الى التفخيذ بالرضيعة" الموالي لدولة "المجوس" بعدما ثبت ضلوع اعضائه في نشاطات سياسية تخريبية...  

((العراق لم يلغ الاتفاقية من فراغ.... الغيت لان الفرس لم ينفذوها... ثم ان ابعاد ذوي الاصول المجوسية الحقيرة وتطهير أرض العراق الابية منهم ليس خطأ... هناك دول بحالها تبعد مواطنيها الذين يتآمرون عليها الى المنافي وهم مواطنون لتلك الدول ابا عن جد وولدوا على ارضها... إذن ما بالك بدولة تقوم بإبعاد من يتعدى عليها ويدعي أنه من مواطنيها؟؟ أليس في هذه الحالة لو كانت تلك الدولة قد سحلته لكان أفضل ولكان حلا أنسب؟؟ حتى لا يتعمم بالعمامة الفارسية المجوسية ويعود على ظهور دبابات المحتل مدعيا أنه من سلالة الرسول محمد ومن آل البيت ؟؟......ثم ان موضوع العدوان الخميني المجوسي الفارسي على العراق لم يكن فخا نصبته الدول العظمى.... إنما كان عدوانا من جانب الدولة السامة المجوسية لانها ارادت تصدير ما يسمى بالثورة حسب مفاهيم الخميني الخرقاء.... صحيح هللت الدول الكبرى واسرائيل فيما بعد لهذه الحرب، لكن فرحتهم كانت لأن العراق انشغل عن الدولة الصهيونية ليس إلا.... أما بالنسبة للفرس... فأعتقد ان الفريق رعد يعلم قبلي أنا (الجاهل) أن التاريخ يقول أنه كلما قويت شوكة اليهود كلما ازداد الفرس، ابناء عمهم، قوة أيضا....)) 

كان الهجوم الفارسي الاعلامي على العراق وعلى رموزه السياسية بمناسبة وبغير مناسبة، ونذكر الرسالة الجوابية التي وجهها خميني للقيادة العراقية مختتمها بمقولة والسلام على من اتبع الهدى... وكان ايضا للافعال الصبيانية لبعض العراقيين الذين تأثروا بسحر تلك الثورة (انخدعوا فيها بالاحرى) تأثير على الاسباب الظاهرية لهذه الحرب... 

من الضروري اعطاء صورة مبسطة للقاريء عن مستويات الاداء العسكري لكلا الطرفين: 

    ينتمي كلا الجيشين الى دولتين من قياسات العالم الثالث، وان كانا في أعلى سلم تلك القياسات.

-   اعتمد بناء المؤسستين على توصيف وظيفي للمناصب العليا وفق شروط الولاء السياسية وليس وفق معايير الكفاءة المجردة.

      كلا القيادتين لم تصنع لنفسهما حدودا في التصرف.

-   يفتقر كلا الجيشين الى المستويات الرفيعة الكافية في فهم وادارك الاستراتيجية العسكرية واستخداماتها.

-         يعاني كلا الجيشين من محدودية المستوى الثقافي لمعظم كبار الضباط بالاضافة الى شبه الامية التي يتصف بها الجنود؟؟؟!!!!!!

-         يعتمد كلا الجيشين في تسليحه وتجهيزه على المصادر الخارجية...وهذا يكلف أموالا أساسها عوائد النفط. 

أقول، 

ورد هذا الكلام أولا في الصفحة 57 58 من كتاب الفريق... 

يعني أنا اعتب على الفريق رعد استخدام هذه الجملة (ونظرا لضيق المساحة الاستراتيجية لكلا النظامين) بحق القيادة العراقية..... أن تقول هذا الكلام عن الفرس فذلك هو الواقع... ذلك أنهم كانوا مجموعة من الملالي القذرة ذات الروائح الكريهة العفنة التي لا تفقه من الدنيا الا زواج المتعة وأخذ الخمس والانكباب بشراهة على موائد الطعام مثل البغال... يعني بالمختصر يهتمون بالادخالات الثلاث: ادخال ما يقضي الشهوة......ادخال الطعام الى البطون...... وادخال المال الى الجيوب والى الحسابات السرية في أوروبا!!!! وكم كان السيد رفعت الاسد – عم الرئيس الاسد الحالي – محقا حين وصف هؤلاء القوم يوما ما أمام شقيقه حافظ (الذي كان يدافع عنهم) بأنهم مجموعة من المشايخ المتخلفين الهمج (كتاب باتريك سيل، الاسد والصراع على الشرق الاوسط).... 

يا سيدي الفريق ان القيادة العراقية الوطنية بقيادة الشهيد رحمة الله عليه كان لها نظرة ستراتيجية... القيادة العراقية كان فيها كفاءات سياسية بارعة لامعة يشهد لها القاصي والداني.... كان في العراق المع السياسيين العرب والعالميين على السواء... كان في العراق على زمن الشهيد رحمة الله عليه أناس لهم نظرات مستقبلية صحيحة.... الشهيد نفسه رحمة الله عليه كان له قرارات ستراتيجية شجاعة اثبتت الايام صحتها فيما بعد.... أكبر دليل على هذا أن كل ما توقعه الشهيد قبل وقوع العدوان الاخير على العراق قد تحقق... وها هم الامريكان أنفسهم وان لم يعلنوا ذلك صراحة بل ضمنا، يترحمون على الدقيقة التي كان فيها صدام حسين رحمة الله عليه حاكما للعراق... وينطبق نفس الامر على الكثير الكثير من العراقيين الذين كانوا معارضين له والذين رضوا لأنفسهم أن يكونوا مطية للمحتل الصهيوصفوي... هل المتسلطين حاليا على رقاب الشعب العراقي الصابر المجاهد لديهم سعة في المساحة الاستراتيجية ؟؟؟ هل يمكن يا سيدي الفريق المقارنة مثلا بين النعال الذي كان يرتديه واحد من رجال العراق الحقيقيين وبين رأس الطلباني مثلا ؟؟؟ 

ثم اني لا ادري على ماذا استند الفريق رعد في تحديد المستوى الثقافي لكبار ضباط الجيش العراقي!!! والعراق هو بلد العلم والتعليم والعلماء والثقافة والابجدية الاولى !!! 

المهم..... يتابع الفريق فيقول: 

في الساعة التاسعة والنصف من يوم 7/7/1980 اجتمع بناء قائد الفرقة التاسعة العقيد الركن طالع الدوري في مقره بمعسكر ابوغريب (كنت وقتها ضابط ركن استخبارات اللواء المدرع 35)، والقى علينا كلمة مطولة فحواها أن ايران بنظامها الجديد اصبحت تشكل تهديدا مباشرا للعراق... وأن هناك الكثير من الدلائل السياسية والاعلامية وحركات القطعات والاعمال التخريبية وعلى ضوء تقديرات القيادة السياسية فإن الحرب واقعة لا محالة.... 

خرجنا من الاجتماع... وكان لواؤنا المدرع في معسكر الحصوة، واللواء المدرع 43 بإمرة العقيد الركن ماجد في معسكر التاجي، وكان لواء المشاة الالي 14 بإمرة العقيد الركن عماد في الناصرية... ثم اجتمعنا مع آمر لوائنا العقيد الركن نوري جدوع العبيدي، وقد أوحى الآمر في هذا الاجتماع بأن لواءنا جاهز للقتال بنسبة 95%... وطلب من مقدم اللواء المقدم الركن فيصل مشعان الفيصل تحرير التقييم...  

لكنني اعترضت على النسبة بشكل صريح واشرت الى ان ذلك يخالف الحقيقة وان لواءنا ولاسباب معروفة لا يتمتع بهذه الجاهزية كونه لواء حديث التكوين.... والخلاصة أنه غير معد للعمليات التعرضية.... وعلى أثرها تعرضت لتعنيف شديد من الآمر وأنني تجاوزت صلاحيتي في الكلام.... ثم ركبت معه في السيارة وحصل بيننا مشادة كلامية صدر على أثرها قرار من المقر الاعلى بنقلي إلى إمرة إدارة الضباط ثم نقلت الى منصب آمر جناج الاستطلاع في مدرسة التعبئة – مركز الدروع – وفقا لطلب مدير الدروع العميد الركن صلاح عسكر ومدير المركز العقيد الركن نزيه الرزو... وأنا اساسا كنت معلما في مدرسة الدروع قبل دخولي كلية الاركان عام 1978 حيث كلفت بتشكيل هذا الجناح مع ضباط آخرين منهم ضابط برتبة رائد يدعى غازي جاسم. 

اندلاع الحرب والتعرض الوقائي 

في 4/9/1980 بدأ الفرس بسلسلة من الاعمال العدائية تجاه مخافرنا الحدودية والقصبات السكانية القريبة من الحدود وكان أهم وأخطر هذه الاعتداءات تلك التي نفذتها المدفعية الفارسية من أماكن كان قسم منها جزء من الاراضي العراقية.. إلا أن السيطرة عليها آلت للفرس نتيجة للظروف التي مر بها العراق قبلا....... مقابل ذلك ارتفعت اللهجة المعادية للفرس في اعلامنا....... وكان هناك ناطق رسمي باسم وزارة الدفاع العراقية يفيد يوميا بالموقف المتصاعد من قصف مدفعي واختراق جوي او بحري مع وقوع عدد من الاعمال التخريبية في الداخل كان منها ما حدث في جامعة المستنصرية وجرح فيها وزير الاعلام في ذلك الوقت الاستاذ طارق عزيز... وعلى أثر ذلك كان ذلك القرار الخاطيء بطرد كل من كان من اصول فارسية الى دولة الفرس!!  

(مرة ثانية لا أدري على أي أساس استند الفريق رعد في اعتبار هذا القرار خاطئا!!!!.... فقط اريد تذكير سيادة الفريق رعد بأن الاتحاد السوفييتي السابق وفي أوج قوته وعظمته كان يقوم بإبعاد أي مواطن سوفييتي... مواطن سوفييتي وليس غريب عن البلاد... مواطن سوفييتي.... نعم.... يقوم بإبعاده الى سيبيريا... الى حيث درجة الحرارة تصل الى تحت الصفر بعشرين او اكثر... لماذا؟؟؟ إذا كان هذا المواطن ينطبق عليه وصف مناهض للشيوعية!!! يعني لا يحب الحزب الشيوعي ويعمل ضده ويروج لأفكار ومفاهيم أخرى غير أفكار الحزب الشيوعي....إذن ما بالك بالغريب عن البلاد والذي يقوم بالتخريب والتفجير والقتل والسرقة والنهب واللصوصية!!!)... 

المهم.... 

في 18/9/1980 شنت الفرقة المدرعة السادسة والفرقة الالية الاولى سلسلة من الهجمات السريعة استطاعت من خلالها استعادة الاراضي العراقية التي كانت تحت سيطرة الفرس... وتم دفع عدد من بطاريات المدفعية الفارسية الى الخلف.. واهم هذه الاراضي كانت ما عرف باسم سيف سعد وسيف ابي عبيدة وبعض الروابي الحدوية..... ثم تشكلت لجنة في نفس اليوم من عدد من الضباط كنت ضمنهم مسؤولة عن بعض المهام الفنية والتعبوية للقاطع الجنوبي من هور الحويزة حتى الخرنوبية... كلفت برفع تقارير مفصلة عن اعمالها للمقر الاعلى اضافة الى نسخة للمقر الميداني ضمن القاطع.... وحين أتممنا الاستطلاع وزيارة القطعات المتحشدة هناك قصدنا يوم 22/9/1980 قائد الفرقة الخامسة العميد الركن صلاح القاضي... وحين لم نجده سلمنا التقرير الى العقيد الركن نهاد وكان يشغل منصب ضابط ركن الفرقة... ووجدنا في مكتبه آمر اللواء المدرع السادس في الفرقة العقيد الركن عبد العزيز الحديثي... كذلك العقيد الركن جميل نجم الدين آمر اللواء المدرع 26 وآمر لواء المشاة الالي العقيد الركن سمير أيوب... وكانوا قد استلموا مهمة الفرقة التي تقضي القيام بتعرض وقائي باتجاه الاحواز... وكان الموقف مزيج من الحماس والتحسب......  

ثم تسلمنا رسالة من ضابط ركن الفرقة الاول تدعونا للالتحاق بوحداتنا الجديدة.. حيث عين المقدم الركن عبد الجليل احمد بمنصب ضابط ركن في مقر الفيلق الثاني، وصاحبي الرائد خالص الحديثي بمنصب ضابط ركن 3 حركات الفرقة المدرعة الثالثة في الناصرية، وأنا بمنصب ضابط ركن حركات الفرقة المدرعة الثانية عشرة في مندلي..... وحين وصلنا الى مقر الفرقة المدرعة الثالثة لتوصيل صاحبنا خالص كان ازيز الطائرات العراقية المنطلقة من قاعدة علي بن ابي طالب يملأ الجو... ثم ودعنا رفيقنا الرائد خالص وسلمنا على الضباط، ومنهم العقيد الركن انمار صلاح الدين... فقد كان صديقي...  

وقفلنا عائدين الى بغداد... وخلال الطريق اخبرني زميلي عبد الجليل رأيا ادهشني وهو ان الحرب ربما تمتد الى خمس سنوات!!! وحين وصلنا بغداد كانت في وضع السكون الذي يسبق العاصفة... حيث ودعنا اهالينا وانتظرنا العجلات لنقلنا الى مقصدنا... ومع اطلالة يوم 23/9/1980 شنت عشرات الطائرات الفارسية المعادية غارات على بغداد، ولاول مرة اطلقت صافرات الانذار تنذر بالخطر الداهم والقادم من الشرق... وكانت معنويات اهل بغداد لا تقل روعة ورفعة عن معنويات المقاتلين الذين ودعناهم بالامس... وقد قاطعتننا سيارات الاسعاف والاطفاء في هذه المدينة الخالدة... وفيما بعد صدر بيان يعلن عن اسقاط 68 طائرة معادية فوق بغداد 

في نفس اليوم وصلت الى مندلي... لكني علمت ان الفرقة المدرعة الثالثة تبادلت المواقع مع الفرقة الرابعة بقيادة العميد الركن عبد الستار المعيني حيث اصبحت على محور خانقين – كاني ماسي – نفط خانة... وبعد ساعتين تقريبا كنت في غرفة بناية قوة حماية النفط استلم كتاب التحاقي... وكان في نفس الغرفة قائد الفرقة العميد الركن محمد الويس، ومسؤول التنظيم الحزبي محمد بلال، وضابط الركن الاول العقيد الركن ناطق، والضباط: المقدم الركن عبد الاله، والمقدم الركن صباح عجيل، والمقدم الركن مهند الاعظمي.... 

ثم خرجت بصحبة ضابط ركن هيئة الاستخبارات (ابوقتيبة)... وكان صاحبي... حيث أوجز لي الموقف باسلوبة الساخر وباللهجة الشعبية.... فهمت ان لواء المشاة الالي 46 بإمرة المقدم الركن عبد الحافظ حبيب يواجه مقاومة شديد... ومهمة فرقتنا هي الاندفاع نحو نفظ شاه ثم الاستدارة يمينا نحو سومار للالتقاء بالفرقة الرابعة وفرقة المشاة الثامنة بقيادة العميد الركن سلمان شجاع.... 

لابد من الذكر ان اللواء المدرع العاشر الذي كان بإمرة العقيد الركن محمود شكر شاهين اصبح بإمرة فرقتنا في بداية التعرض للاراضي الفارسية... وهو الذي حسم معركة سومار بكل جدارة مدمرا اكثر من جحفل معركة فارسي... وقد هرب الكثير من دروع العدو نحو شعب الوديان طالبة الخلاص من ذلك التدمير... في الوقت الذي انهمكت فيه وحداتنا بجمع الاسرى واخلاء الجرحى والاستيلاء على العديد من الاسلحة والدروع والمعدات العسكرية... وكان أول مقر لفرقتنا في الاراضي الفارسية يقع عند مفرق اردوبان على الطريق الموصل بين سومار ونفط شاه.... 

يتبع.....

 

في شهر نيسان العطاء والخير سنشهد ان شاء الله يوم النصر العظيم وتحرير العراق من دنس المحتل الصهيوصفوي مغولي....

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                          الخميس  /  04  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  10 / نيســـــــان / 2008 م