الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

قبل أن يغادرنا التاريخ
الفريق الركن رعد مجيد الحمداني
قائد فيلق الحرس الجمهوري العراقي الثاني (الفتح المبين)

 

 

 

 

شبكة المنصور

د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

 

توطــئـة ثم المقدمة

لن أشك ولا للحظة أن كل من يقرأ هذا الكتاب سوف يتألم أيما ألم على العراق، وعلى الاكيد سوف تنهار الدموع من عينيه كيف دمر المحتل الصهيوصفوي مغولي هذا البلد وكيف تآمر مكعب الصاد الاجرامي عليه وكيف استباحوه، وسوف يبكي أكثر على هذا الجيش كيف حلوه، وعلى ذلك القائد كيف اغتالوه، وعلى رجال العراق الابطال كيف اسروهم او قتلوهم... فالحديث عن العراق ذو شجون وآلام...

من سياق هذا الكتاب سوف يلمس القاريء العراقي والعربي لماذا اختارت الصهيونية الماسونية العالمية وحليفتها الفارسية الكسروية الخمينية العراق أولا من أجل السيطرة على كل الوطن العربي من محيطه الى خليجه....، ولماذا على الفور صدر القرار بحل الجيش العراقي بعد تدنيس البلاد... ذلك الجيش هو جيش اسد بابل... الجيش العظيم، الجيش المغوار، الجيش الشجاع، جيش البطولة، جيش الشهامة، جيش المهمات الصعبة، جيش التضحية والفداء، جيش النخوة والشرف، انه الجيش المقدام الذي كان يقوده صدام....

إن اختيار العراق أولا هو لأنه قائد الامة العربية بأكملها، ولأن تاريخ الامة بمعظمه جرى على أرض العراق وكانت رواياته وأحداثه تدور في بغداد والبصرة والكوفة، وأنه البلد الذي تخرج فيه العلماء والادباء والفقهاء والقادة والابطال، ولأن معارك كبرى فاصلة في تاريخنا الاسلامي والعربي كان قادتها ورجالها من العراق... ثم انه أولا وأخيرا جمجمة العرب... فبغداد حين تجرح، فقد جرحت الامة بأكملها، وحين تنهض فقد نهضت الامة، والاسد العراقي حين ينام تنام الامة معه، وحين يزأر بصوته مجلجلا فسوف تزأر الأمة معه... فلذلك لم يختاروا العراق أولا من فراغ... فهؤلاء درسوا تاريخنا جيدا وقرأوه بتمعن وتركيز شديدين... وقرروا أن احتلال الرقم الصعب أولا تهون بعده الارقام الاخرى، وأن ازاحة جيش بابل من الوجه أولا يستدعي بالضرورة أن الجيوش بعده يمكن ازاحتها بجرة قلم أو بواسطة الهاتف...

أمريكا تعلم أن معظم الجيوش العربية هي جيوش كرتونية... للاستعراض فقط... جيوش للحرب على الارهاب ولمهاجمة أوكار الارهابيين الذين يريدون زعزعة كرسي الحاكم أو مضايقة أمريكا – طبعا مع الاحترام لمن لازال في قلبه حب العروبة وحب الاستشهاد وتحرير فلسطين وغيرها من الاراضي العربية المحتلة – وأمريكا تلاعب بأصابع وزيرة خارجيتها رايس معظم هؤلاء الحكام المسترخين على كراسيهم... ولم اصابع رايس؟؟؟ بل أكاد أقسم أن أصغر موظف في الادارة الامريكية يستطيع املاء أوامره على أثخن حاكم عربي يدعي أن قراره مستقل!!!

صحيح أصدر الملعون البول بريمر قرار الصهيونية العالمية وحليفتها الفارسية الخمينية الكسروية بحل الجيش العراقي، لكن الكثير من رجال هذا الجيش العظيم يخوضون اشرف واشرس معارك الوفاء والتضحية، ويسطرون الملاحم البطولية الاسطورية التي بطحت الثور الامريكي أرضا ومرغته كاملا بالوحل... فكان القرار قرار ايقاف رواتب ليس إلا...

والكتاب الحالي سيحكي فصول بطولة وتضحية وشرف تذكرنا بمعارك الماضي المجيد...

وصلني هذا الكتاب هدية، وهذا هو عنوانه، وهذا مؤلفه... إنه أحد أبطال العراق... الفريق رعد مجيد الحمداني...

عكفت على قرائته بأكمله... وارتأيت أن نشر أهم ما فيه ربما يكون أولى من نشره كاملا بكل تفاصيله، فما يهم القاريء على كل حال الاطلاع على الأهم ثم المهم، ونحن اخترنا ويهمنا الأهم في الكتاب، وهو يبقى على كل حال شاهدا على عظمة العراق وعظمة جيشه وبطولته، فهو يبين ان الجيش العراقي حين أطلق عليه لقب جيش المهمات الصعبة، فإن هذا اللقب لم يطلق من فراغ، بل بالفعل، ومن سياق الاحداث التي وقعت، يبين الفريق رعد بشكل مفصل حروب كانت فاصلة في تاريخ العراق، وسطر فيها رجال العراق بطولات وملاحم اسطورية أعادت للأذهان المعارك الكبرى المجيدة في تاريخنا المجيد... لاسيما وأن مؤلف الكتاب قد خاض كل الحروب مع الجيش العراقي المغوار، فإذن شهادته قيمة، ووصفه للمعارك دقيق ومفصل ومحترف ومهني. إننا سوف نقرأ تنامي القدرة العسكرية العراقية وعبقرية الصناعة العسكرية الراقية، فالفريق رعد دخل الخدمة العسكرية والجيش لديه ست فرق قتالية، وغادر الجيش العظيم وفيه أكثر من عشرين فرقة قتالية محترفة.

الكتاب يقع في 350 صفحة، صدر عن الدار العربية للعلوم – ناشرون، التي تقع في بيروت، وقد صدرت الطبعة الاولى منه في عام 2007 حسبما هو مبين في أول صفحة منه... كتب مقدمته اللواء الركن عبد الوهاب القصاب..

أما الفريق رعد فهو:

-        خرج الكلية العسكرية العراقية عام 1970 صنف الدروع (بكالوريوس علوم عسكرية).

-        خريج كلية الاركان العراقية عام 1980 (ماجستير علوم عسكرية).

-        خريج كلية الحرب العراقية عام 1992 (دكتوراه علوم عسكرية).

-        تدرج في مناصب القيادة والاركان، وأهم هذه المناصب هي:

. آمر كتيبة استطلاع (جيش).

. آمر كتيبة دبابات حرس جمهوري.

. آمر لواء مدرع حرس جمهوري.

. قائد الفرقة المدرعة السادسة (جيش).

. قائد الفرقة المدرعة (المدينة المنورة) حرس جمهوري.

. رئيس أركان فيلق الحرس الجمهوري الأول (الله أكبر).

. قائد فيلق الحرس الجمهوري الثاني (الفتح المبين).

-   يعمل حاليا رئيسا لقسم الدراسات الاستراتيجية العسكرية – دار العراق لدراسات المستقبل.

كما قلنا فإن الكتاب يتحدث عن الجيش العراقي العظيم، والمؤلف على كل حال أهداه الى جيش العراق البطل، "الذي احتوى كل معاني البطولة والتضحيات، والذي سيبقى رمزا شامخا من رموز الوحدة الوطنية الصادقة مهما حاول عبثا أعداء العراق إلغاء التاريخ العظيم الماجد للجيش العظيم.. فتاريخه جزء من تاريخ العراق".

وهو يرصد الحروب التي خاضها الجيش العظيم:  

بدءا من حرب تشرين إلى جانب الجيش العربي السوري... عام 1973

ثم الحرب في شمال العراق... 1974 - 1975

ثم العدوان الخميني المجوسي الكسروي الذي وقع على العراق فترة الثمانينيات من القرن الماضي (ولا أدري لم أطلق عليها مسمى الحرب العراقية الايرانية!!!!) 1980 - 1988

ثم ما حدث عام 1990، (وهنا يطلق عليها مسمى الحرب على الكويت!!!! مع الاسف الشديد) وواقعة أم المعارك العظيمة.

ثم حديث عن الفترة من عام 1991 الى عام 2003

وأخيرا العدوان الامريكي البريطاني الصفوي الصهيوني على العراق وقد أطلق عليها مسمى (الحرب الامريكية البريطانية على العراق).. 

على كل حال... كما قلت، سنختصر ما أمكن، ونقدم الأهم على المهم... 

يقول الفرق رعد في مقدمته ما يلي: 

منذ تخرجي من الكلية العسكرية العراقية عام 1970 ضابطا برتبة ملازم دروع وأنا أدون يوميا خدمتي العسكرية لتساعدني في كتابة مذكراتي الشخصية عند انتهاء الخدمة. وما ظننت يوما أن هذا اليوم سيكون نهاية جيشنا الباسل في التاسع من نيسان عام 2003 حينما دنست بغداد (هو يستخدم كلمة سقطت)، ورضخ العراق (العراق لم ولن يرضخ) تحت الاحتلال الامريكي البريطاني تحت شعار (الحرية للعراق)، لقد ضربت الفوضى العارمة أطنابها في كل مكان، وهدرت دماء العراقيين، واقتلعت استراتيجية البلدوزر الامريكي اسس دولة العراق الحديث بكافة مؤسساتها عدا مؤسسة النفط. 

لقد شملت هذه المذكرات ستة حروب شاء قدري أن أساهم فيها خلال الثلاثين عاما الفاصلة ما بين حرب تشرين الاول عام 1973 والحرب الاخيرة على العراق، ذكرت فيها ما علمته وفيه ما هو كشف للنقاب عن كثير من الاسرار درءا لأحكام الظالمة أو لتدوين ما يسيء للحقيقة. 

في بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2003 وقد صادف شهر رمضان المبارك كنت مستمرا في حضور جلسات الاستنطاق الذي كان يجريه مكتب ICP التابع للقوات الامريكية في العراق، وقد كان من افضل الدوائر الامريكية من حيث الالتزام بالجانب الاخلاقي، فوجئت بعدد من ضباط مركز التحليل العملياتي المشترك الامريكي وقد طلبوا مني تثبيت سير العمليات الحربية الخاصة بفيلقي تجاه القوات الامريكية والفيلق الخامس الامريكي وفيلق مشاة البحرية – المارينز، واستغرق ذلك عدة جلسات طويلة لأهمية مراعاة الدقة في كتابة تاريخ الحرب، وقد كانوا ضباطا رائعين، أخص بالذكر العقيدين روبرت وكيفين، والضابطين سلطان والكس، وقد سبق ذلك لقاء متلفز مع القناة الرابعة البريطانية التي أ‘دت برنامجا بعنوان غزو العراق وكانوا على درجة عالية من الامانة الصحفية، وقد اصبحت في 29/2/2004 حرا، وخرجت من القائمة السوداء مع الاقرار بأنني قائد محترف غير متهم بأي جريمة. 

وفي ختام تقديمي هذا اقف اجلالا واحتراما لضباط وجنود جيشنا الباسل الذين ارتقوا الشهادة في ساحات القتال دفاعا عن الوطن والشرف وكلي اسف وحسرة لضياع حقوق الشهداء في الحرب الاخيرة، وحقوق عوائلهم المعنوية والمادية، فكانوا ضحية لجريمة اخلاقية ارتكبت بحقهم بعد الحرب لعدم الاعتراف بحق هؤلاء في الدفاع عن وطنهم وسط بيئة طارئة تجهل معاني شرف الجندية وشرف الانتماء الوطني، علاوة على فقدان الكثيرين من الضباط والجنود للاستحقاقات التقاعد من الخدمة، كذلك انا مدين بالشكر للشيخ المهندس طلال الكعود الذي لولاه لما تمكنت من كتابة هذه المذكرات واخيرا الشكر لابني احمد الذي تكلف عناء الطباعة لكافة مسودات هذا العمل، الذي هو جزء مما يتطلبه الوفاء لجيشنا الباسل ووطننا العظيم. 

أقول... 

دوري هو أنني لخصت الكتاب بتصرف... لكن ماذا تعني "بتصرف"؟؟ أي أنني استبدلت كلمات وجمل وعناوين واخترت لها العنوان الذي أعتقد أنه الصحيح... يعني على سبيل المثال وليس الحصر بدلا من ايراد وصف صدام بالرئيس، اخترت وصف "الشهيد" لأنه حاليا وفي أيامنا هذه نحسبه ان شاء الله من الشهداء... هذا عدا عن تعليقات وضعتها بين قوسين على هذا الشكل ((  )) وبلون مختلف... ولا أظن أن القاريء الذكي لن يعرفها... 

كذلك سأشير الى رقم صفحات الكتاب مع كل عنوان كي يكون النقل موثقا....

 

 

 

 

حول طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                              الاحد  /  30  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  06 / نيســـــــان / 2008 م