الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

بريمر من جديد ... المجرمون لا اخلاق لهم ..

 

 

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

30 آذار 2008  

السنة السادسة من الكذب والخداع والتضليل.. 

ظهر بريمر من جديد في قناة الحرة الامريكية في برنامج داخل واشنطن واراد في هذه  المرة أن يبدوا أكثر (تعقلا!)  و(حكمة!) و(نضوج سياسي!) عندما رد على سؤال معناه : ماذا كنت ستفعل لو ان الزمن عاد من جديد وانت الحاكم المدني في العراق..فأخفق بقوله: 

( ان قرار الاطاحة بنظام صدام والبعث كان قرارا صائبا!!).. 

و( ان العراق اليوم افضل من عراق صدام!!).. 

و(ان قرار اجتثاث البعث كان صحيحا!!).. 

و( لو أني عدت الى ذلك الزمن لما جعلت تنفيذ قرار الاجتثاث بيد الساسة العراقيين !!).. 

و( كنا نفتقد لستراتيجية واضحة في الجانب العسكري!!).. 

ليؤكد من جديد أنه أحد أبرز المجرمين الذين سيحاكمهم التأريخ على مافعله بشعب ومقدرات وتأريخ ومستقبل العراق.. 

نعم ..كان قراركم بغزو العراق واحتلاله وتدميره قرارا (صهيونيا - امريكيا  ) صائبا..لانه من الحكمة والصواب لكم ان تتم تصفية العراق وقيادته وحزبه ومناضليه وكفاءاته وكوادره ووطنييه ومختصيه ..قرار (صائب) بتهديم وتدمير كل امكانات العراق وقدراته العسكرية والصناعية والاقتصادية وتحطيم كل اواصر التأريخ والانتماء التي تجمع العراقيين وتؤدي الى تمزيق وحدة العراق ونسيجه الاجتماعي ..كان قرار استهداف منظومة القيم والمباديء الشريفة والوطنية (قرارا صحيحا ومطلوبا!) ليصبح المجرم والسارق والخائن والجاسوس حاكما وقاضيا ومتحكما ومتنفذا بمقدرات وارادة العراق ..وان يصبح الوطني والمدافع عن تربة العراق (مجرما ) يستحق الاعدام!!.. 

ان قرار احتلال العراق كان ( قرار صحيح في المبدا وفي التوقيت!!) عندما شعرت الولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل أن هذا القرار وما يتبعه من نتائج ( لايحتاج ) لموافقة الامم المتحدة ومجلس الامن ولا الى تفويض منهما او من أية جهة أخرى ..لقد كان الجو العالمي الخائف مهيئا ..والموقف العربي الهزيل والمتخاذل والخائن والمرتشي والمرتجف فزعا من القوة ( الاسطورية الامريكية ) وسطوتها وسيادتها على مقدرات حكام الداخل العربي حاضرا ومتعاونا ..فلماذا لا يكون هذا القرار صائبا من وجهة نظر العدو اذا كان يصب في صالحه؟!.. 

لم يقل بريمر الذي قال انا قضيت اربعين عاما في العمل السياسي !..ان قرار غزو العراق قرار امريكي خاطيء ..وان القرار استند الى معلومات خاطئة ..وانه قبل كل ذلك غير شرعي وغير قانوني .. فالموضوع لا علاقة له بالقيم والمباديء واخلاقيات الفرسان ..لان المجرمين لأخلاق لهم ..لم يؤكد ان النظام العراقي لم يكن يمثل تهديدا للولايات المتحدة الامريكية او دول العالم او المنطقة ..وأنه لم يتم العثور على اسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق ..وأن المخابرات الامريكية أثبتت انه لاتوجد أية صلة لصدام حسين مع تنظيم القاعدة ..وان العراق كان متعاونا مع لجان التفتيش الدولية ..فهذا الحديث اليوم ( لاينفع !) ..تماما مثل بعض قصيري النظر والدخلاء على ( الحالة العراقية!) ..الذين يوصفون الحديث عن عدم شرعية الغزو وكذب الولايات المتحدة بانه (يؤزم الحالة وعلينا ان نقر بواقع الاحتلال!)  

وباعتبار أن بريمر يتحدث من ( داخل واشنطن!) المعروفة بالديمقراطية والحرية والشفافية والمسؤولية الرسمية كان عليه ان يعترف صراحة بان ابادة مليون ونصف عراقي وتشريد ستة ملايين مواطن داخل وخارج العراق وتدمير كل البنى التحتية للعراق من خدمات ومستشفيات وجامعات ومصانع ومعامل وجسور وطرق وأبنية ونهب كل ممتلكات الدولة كان عملا اجراميا وغير انساني ولا يرتقي لمستوى الهدف الغير صحيح للعدوان والغزو ..ووحده الله تعالى الذي سيغفر لمن سبب هذه الكارثة للعراق وشعبه..وان ماحدث ( جعل الوضع العراقي اليوم أفضل من عراق صدام !!وأيضا من وجهة نظرهم ) التي تريد خرابا شاملا للعراق.. 

وكان الحاكم المطلق للعراق والاستبدادي الصارم ابان حكمه..بعيدا كل البعد عن ذكر ان  ما تلا العدوان على العراق واحتلاله كان يستند الى سياسة الايغال بالهدم والتدمير وخاصة قراراته المتعلقة بحل الجيش العراقي والمؤسسات الامنية والدوائر الاخرى وقرار اجتثاث البعث وما أعقبته من قرارات وخاصة تلك القرارات ( الحزمة !) التي اصدرها قبل ان يقلع هاربا من العراق.. 

وكالعادة التي تتبعها الادارة الامريكية في عرض ( الاستنتاج النهائي الحاسم !) الذي لايقبل النقاش بدون التطرق الى التحليل والمعطيات والتفسير التي ادت الى هذا الاستنتاج !!.. 

فاسرائيل لها الحق بالرد على ما تتعرض له من هجمات ..وكفى.. بدون ان نعرف ماهو سبب الهجمات الفلسطينية وكونها جاءت كرد فعل على التدمير الاسرائيلي وحملات الاغتيالات التي يشنها الجيش الاسرائيلي والموساد وطائراتهم الحربية التي تستهدف المدنيين العزل..ولماذا يكون الرد الفلسطيني جرما والرد الاسرائيلي حقا مطلقا؟!.... 

فالعراق اليوم افضل من عراق صدام !!..كيف وما هي اوجه المقارنة ؟ ..أحد التافهين بين ان الفرق أننا نملك اليوم الستلايت والموبايل ..وآخر قال اننا نمارس شعائرنا الدينية اليوم بكل حرية ..وثالث قال ان ابناءنا اليوم تخلصوا من الخدمة العسكرية الالزامية!!.. 

ولأننا امام ( امبراطورية !) السياسة الامريكية ودهاقنتها ( الغاية في الصراحة!) ..لم نسمع الاسباب الحقيقية وراء الاسراع غير المبرر لموضوع الانتخابات والدستور و(تسليم السيادة!)..وكيف ان هذه المحطات التي نفذت على عجل ليتقدم للسلطة في العراق من سلم الدولة والارض والمقدرات والثروات هدية بلا ثمن الى ايران ( عدوة الامريكان!) ..وفتحت ابواب نار الطائفية الهوجاء والعنصرية العمياء وجعلت العراق مرتعا لكل من يريد ان يصفي حسابه مع الامريكان.. 

ولم يتطرق احد لا بريمر ولا مقدم البرنامج عن السبعة مليارات دولار التي اختفت فجأة من ميزانية وتخصيصات اعمار العراق ابان حكمه الديكتاتوري المطلق حسب وصف حلفاءه الذين جاءوا قبله مع قوات ومرتزقة وعملاء رامسفيلد ومايرز ورايس وباول وتنت ..ولم يجري التحقيق بصددها لحد الآن ..ولم تجروء كل لجان النزاهة المتتالية على الاشارة اليها ..ولم يكلف محمود المشهداني نفسه بتشكيل لجنة ( من لجانه الكثيرة !) لسؤال سواق الشاحنات التي كانت تهرب كميات النحاس والبراص الهائلة واسلاك الكهرباء المسروقة والعديد من ( المواد المهمة الاخرى!!) وهم يحملون معهم تصريحا موقع من مكتب بريمر بالمرور وعدم المسائلة و( الخروج من العراق!) لنقل هذه المواد !!.. 

لم يتطرق بريمر الى سبب اعتماده الطائفية في توزيع المناصب منذ توليه منصبه الاستبدادي المطلق وكيف أعطى الطالباني والبرزاني كل هذه الامتيازات !.. ولا أسباب اطلاقه يد المتطرفين والانتقاميين!.. 

لم يشير وحتى في كتابه السابق عن مهمته الحقيقية في العراق!.. 

هل جاء الى الحكم المطلق في العراق  ليبني ام ليهدم ؟..وهو وبحكم التكليف المناط اليه سوف لن يسأله احد في يوم من الايام اذا كان هدفه تدمير العراق وهدم منظومة القيم فيه..اذا كان هذا هدفا صهيونيا او امريكيا!.. 

لم يبدي هذا ( السياسي المحنك!) اليوم بعد ان كان (سياسيا مغمورا بالأمس)  أي ملاحظة بصدد تردي الوضع في العراق من سيء الى اسوأ..وكيف وهو القائد المطلق بامره في العراق كان قد سمح للقادمين من قم وطهران ( على الاقل) ولا نقول لبقية الخونة الاخرين بالتفنن في تطبيق قرارات ( الاجتثاث من الحياة!) بحق كل وطني شريف وكل مناضل صلب دافع عن العراق وبنى مؤسساته وكيانه .. 

وعن الستراتيجيات.. 

هل يعقل ان هذه الحملة تفتقر الى ستراتيجية عسكرية واضحة ؟..ام ان القصد ان هذه الستراتيجية اعتمدت سياسة ( الفوضى الخلاقة وتعظيم مساحات التدمير واشكاله) والتي تستند دوما على خلق المشاكل المتتابعة وبناء تصورات على نتائج هذه المشاكل ليصار وضع ستراتيجيات جديدة استنادا الى ما يظهر على السطح من تناقضات؟.. 

كيف عندما جئتم لاحتلال العراق لا تملكون ستراتيجة واضحة للبناء والاعمار و(المصالحة ) واشاعة الديمقراطية والامن وتوفير الخدمات الاساسية للناس وتطوير (عملية سياسية متوازنة) لاعادة الحياة لهذا البلد الذي حطمتموه وأشعتم الفرقة والموت في كل مكان فيه .. 

ام ان ستراتيجية الهدم والتدمير والانتقام التأريخي التي جئتم بها افتقرت الى صفحات البناء والاعمار والانعاش؟!..  

 الغريب ان الولايات المتحدة وقبلها بريطانيا كانت ترسم وعلى مر العصور نهاية معروفة لمثل هذه الشخصيات التي لعبت دورا مهما في مرحلة من مراحل حياتها خدمة للمشروع الامريكي او البريطاني ..وخاصة عندما يكون هذا الشخص يعرف الكثير .. 

الا بريمر الذي يعرف الكثير وسرق أكثر..والذي نجا لحد الآن من مصير محتوم .. 

ترى هل هي النجاة من المصير ام ان المسالة هي مسألة وقت فقط!!..  

المهم .. 

بريمر .. أيها المجرم الفار من وجه العدالة والمختبيء... 

نحن لانأبه بتحليلاتكم البائسة وستراتيجيتكم ومخططاتكم وسعيكم لقتل كل العراق ..ولكن تناسيت يا بريمر أين انتم اليوم وأين نقف نحن اليوم ..ومن يمتلك المبادرة في الضربة والتوقيت والكيفية ..فالمقاومة الوطنية العراقية اليوم هي التي تضع الستراتيجيات ولها مطلق الحرية والقدرة والحركة على اعادة صياغتها واعادة ترتيب الاولويات ..نحن الذين نرسم لكم اليوم أين تناموا ومتى تستيقضوا ومتى ترحلوا عن قريب..

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

شبكة المنصور

                                             الاحـد  /  23  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  30 / أذار / 2008 م