الى وزير ( الدفاع ! ) العراقي الحالي

 

 

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

29 آذار 2008

نخاطب وزير الدفاع العراقي الحالي (مهنيا ) لثلاث أسباب ..الأول أنه وزير دفاع للعراق خلفا لوزيرين فاشلين في حكومتي الاحتلال السابقتين ..وثانيا لأنه يقارن اليوم كما كان يقارن الوزيرين السابقين بالفريق اول الركن سلطان هاشم وزير الدفاع العراقي الشرعي لحد الآن ..والثالث أنه وزير دفاع بوجود الامريكان وتحت اشرافه وبدخول العراق السنة السادسة للاحتلال.. 

قبل كل شيء ..انت وزير دفاع العراق في وقت يعاني العراق من احتلال غير شرعي وغير قانوني والقوات الامريكية هي صاحبة السلطة الحقيقية في حين ان العراق بلا سيادة ولا ارادة وعلى كل المستويات ..وهذا يعني ( وخاصة على مستوى الدفاع والداخلية والامن ) ان هذه الاجهزة بوجود سلطة الاحتلال تأتمر باوامره وتنفذ خططه من حيث انها تعلم بذلك أو لا تعلم ..سواء كان ذلك بشكل مباشر او غير مباشر .. 

اذا.. انت وزير دفاع للعراق المحتل .. وكل القوة المسلحة العراقية لايمكنها ان تقوم بعمل عسكري او تتخذ مواقف لها علاقة بواجباتها في الدفاع عن العراق بدون العودة الى المحتل ..وبالتالي فهي معنية  بالدفاع عن منهج المحتل  والترويج لمشاريعه وكما فعل الوزيرين السابقين..وهذه أول علامات الفشل الوطني .. 

لأنك تعرف  ان وزير الزراعة اليوم في العراق رغما عن انه وزير في زمن الاحتلال الا انه يمكن ان نفترض انه يزرع ويحصد للعراقيين ..الا انك ستبقى طوال خدمتك  تحرث وتبذر وتزرع وتروي وتعالج وتقطف وتحصد للمحتل ..وسيذكر التأريخ والاجيال ذلك .. 

هذا من جانب ..ومن جانب آخر ..نتذكر ( وكتبنا عن ذلك سابقا) ..انك قلت ان العراق يحتاج الى عشر سنين أخرى ليكون قادرا على حماية العراق من أي عدوان خارجي ..والظاهر ان القصد من ذلك ان الجيش الوثني الذي تقوده سيقوم بقمع الشعب في الداخل خلال هذه السنوات العشر لحين تمكنه من القدرة على مواجهة العدوان الخارجي !..وهذا ما لمسه الشعب في عمليات الجيش في الرمادي وديالى والحلة وبغداد والموصل وصلاح الدين  ومحافظات ومدن العراق الاخرى .. 

اذا انت ستكون سيفا على رقاب الشعب و( انتفاضاته ) واعتصاماته واحتجاجاته خلال فترة وجودك ولمن يليك في المنصب للعشر سنوات القادمة..  

وكما في كل دول العالم وكما كان في العراق الشرعي ..يوم كان العراق وكان صدام ..( ويعرف ذلك جيدا عبد القادر العبيدي وزير الدفاع الحالي حينما كان جزءا من كادر وزير الدفاع العراقي البطل الشهيد عدنان خير الله !) ..كيف كان يتصرف السيد الوزير ..وكيف تصرف الفريق سلطان .. 

كانوا وبرغم الحروب الشديدة البأس والتأئير ..في القادسية وأم المعارك والمعركة الكونية التي احتل فيها العراق ..لا يظهروا الا في الملمات والشدائد ..وكان ظهورهم وحديثهم مهني وواضح ويتكلمون وفقا لمسؤولياتهم ..أذا تكلموا أوجزوا ..وكان العدو والاعلام يبني على كلامهم الكثير  اما أنت اليوم فانك تتحدث وكأنك ضابط في احدى المديريات لاحدى دوائر معاونية من معاونيات رئاسة اركان الجيش ..ويمكن ان تكلف أحد ضباط ركن ديوانك ليتأكد مما نقوله وهم كثر وخير من يصلح لذلك الانتهازي محمد العسكري الذي توسل مرات ومرات بأياد علاوي ليستفاد من خبرته في دحر ( جيش الامام ) في معركة النجف ..ثم في العديد من تصريحاته ولقاءاته عندما أصبح مستشار عندكم بدأ يمتدح ( وطنية ) هذا التيار ونضال سماحة ( السيد القائد!) ..واليوم هو معك بالبصرة يزودك بالنصائح في كيفية القضاء على (اتباع السيد القائد والذي يسميهم اليوم بالعصابات المجرمة!).. 

ومما تردده دائما ..استغرابك من قوة ( العدو!).. 

عندما شن الامريكان العديد من الحملات ذات الاسماء الرنانة وكنت تنفذ معهم هذه الحملات في ديالى وصلاح الدين والانبار والحلة كنت تردد دائما ان قوة ( التنظيمات الارهابية ) أشد مما تتوقع.. 

وفي حملة الموصل عندما صرحت من على شاشات الفضائيات بأنك ( فوجئت بسيطرة القوى المعارضة والارهابيين في المحافظة!!) .. 

وآخرها يوم 28 آذار 2008 في مواجهات البصرة مع جيش المهدي وتصريحك بأن ( القوات العراقية فوجئت بقوة المسلحين في البصرة!!).. 

فهل ستبقى وزارة الدفاع اليوم  تعيش في هول المفاجئات من قوة ( أعدائها!)..  

والظاهر ان وزراة الدفاع العراقية اليوم تعمل كل شيء عدا واجباتها !..ووزير الدفاع يمكنه الحديث والتحليل والتنبوء ووضع الخطط لكل شيء عدا تلك المتعلقة بوزارته !..فهو لا يمتلك معلومات ولا يعرف ( طبيعة عدوه!) ولا ( قوته وقدرته !) ..وعجبا نقول : كيف يسمح وزير الدفاع لمستشاريه وضباط ركن ديوانه  ( من كل الرتب من الفريق اول الى لواء ركن وبالاعداد التي لا تتلائم مع ما تقره مديرية التنظيم التي لايسمعها أحد اليوم !) بقوة العدو وتسليحه ومناورته..وهم مجموعة من ( الخارجين عن القانون والارهابيين والمجاميع المسلحة !) ..فكيف اذا دخلت ايها السيد الوزير في حرب مع تركيا او ايران ؟..ولا نقول بحرب مع اسرائيل!... 

ثم كيف يعقل ان وزير دفاع العراق المحتل من قبل الولايات المتحدة لاينسق مع أكبر دولة في العالم وهي التي تمتلك أكبر واحدث اجهزة الاستخبارات والمخابرات والتحليل والاستقصاء والتنبوء والمعرفة اضافة الى معدات المراقبة والتصوير والتتبع من أقمار صناعية وطائرات تجسس وطائرات بدون طيار وقدرات اتصالات فائقة الكفاءة لكي يعرف قوة اعداءه وقدراتهم لكي لا يتفاجأ ويعلن عدم معرفته بذلك للملأ!.. 

ومع ذلك فالسيد الوزير ( معذور ) ..لان الامريكان انفسهم لايعرفون قوة وقدرة اعدائهم وثبت بالدليل القاطع ان كل ما توصلوا اليه من قرارات كانت بالاساس مبنية على معلومات خاطئة ومضللة!.. 

ومرة اخرى معك العذر لأن مستشاريك من ذوي الرتب العالية الذين لم يخدموا لحد رتبة رائد قبل ان يخونوا العراق والجيش لا يعرفوا الفرق بين التعبئة العسكرية كعلم يفترض ساحات للعمليات المتوقعة وبين ( تعليمات وتوجيهات وتربية الامريكان والايرانيين  !) بعدم دخول العراق بحروب اقليمية  وان الجيش العراقي الحالي صمم وانشأ ودرب ليكون سيفا على رقاب الشعب لا لحماية تراب العراق وسماءه وماءه والذود عنه ..وهذا ما يقوم به فعلا جيش عبد القادر الوثني عندما تحرك هو والوزير الى البصرة (ليحررها) من قبضة ( الخارجين عن القانون)..في حين أنه لم يسافر حتى الى كركوك ولا نقول الى أربيل ليتدارس مع الشعب الكردي سبل التصدي للجيش التركي عندما اجتاح دهوك ..او حتى تدارس كيفية الرد على المدفعية الايرانية التي تقصف القرى الكردية يوميا ..والظاهر ان هذا الموضوع ليس من اختصاصه !

وحسنا فعل وزير الدفاع انه لم يذهب لقتال الاتراك لأنه كان سيزيد الطين بلة  عندما يعقد مؤتمرا صحفيا كل يوم ليقول فيه.. أنه تفاجأ من قدرة وقوة الجيش التركي !

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

شبكة المنصور

                                           السبت  /  22  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  29 / أذار / 2008 م