الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

الايفاء بالالتزامات ( العربية !! ) المؤجلة

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

أجادت رابطة ضباط ومنتسبي الاجهزة الامنية الوطنية العراقية في تحليلها الدقيق في موضوع "لماذا يرفض العرب التعاون مع حكومة المالكي " عندما بينت ان :

-         هذه الانظمة العربية الرسمية كانت قد تعاونت مع المخطط العدواني الامريكي الاحتلال العراق ..

-         وانها اصطدمت بحقيقة ما سيواجهها من الطوفان المدمر الناجم من الفوضى الامريكية الخلاقة ..

-         وان هذه الانظمة عرفت ان ايران تتخذ من العراق وحكومته معبرا اليهم..وانها بدت اكثر والاكثر صلافة ووقاحة عندما أعلنت عن  مخططاتها العدوانية في توزيع عملائها وخلاياها النائمة في المنطقة وتحريك اجهزة مخابراتها لزعزة انظمة الحكم في تلك الدول لاجل مشروعها التوسعي على حساب دول المنطقة وتبغي من توسيع قاعدتها المخابراتية في العراق المجاور لعدد من تلك الدول  وان تفرض سيطرتها السياسية على كل المنطقة.

-         ولهذه الاسباب مجتمعة ولاسباب اخرى مخفية في ادراج الساسة والمخابرات تجعل من القيادات السياسية العربية في الشرق الاوسط والخليج العربي مبررات وافية لرفض التعامل مع حكومة المالكي في العراق وهي تنتظر ان يجري اسقاطها شعبياً وفق رؤى وطنية وقومية حقيقية يمكن التعامل معها بضوء مصالح عربية مشتركة.  

ولغرض اغناء هذا الموضوع علينا الانتباه الى وجود ثلاث ارادات خارجية أساسية مختلفة ذات مصلحة تتعلق بالحالة العراقية ناهيك عن اجندات الاحزاب الطائفية والعنصرية والتآمرية التي تحكم العراق اليوم .. وهي :

-         الارادة الامريكية والاسرائيلية ..وهي ارادة تهدف لتحقيق اهداف ستراتيجية معروفة تتعلق بالقضاء على كل مصدر الهام وتثوير ونشر لمباديء وقيم وفكر قومي يعتبر ان معاركنا كلها تمر عبر بوابة فلسطين وان هذه الارادة تعتمد على فرضية انه بزوال النظام الوطني العراقي الذي كان في العراق سيتم القضاء نهائيا على الحس القومي والثوري وعلى المصادر الحقيقية للتهديد للوجود الاسرائيلي اضافة الى السيطرة على منابع وتدفق النفط والتحكم به والاقتراب من االحافة الباردة الثانية للعالم لاحكام السيطرة على عالم فيه قطب قوي واحد لايناقشه في وسائله واهدافه ونظرياته احد..

-         الارادة الايرانية ..وهي ارادة توسعية عنصرية هدفها اعادة امجاد بلاد فارس والثأر ممن حطمها وأزالها بغض النظر عن الدين والطائفة وتنتهج هذه الارادة وسائل عدة في حشد الطاقات المحلية والعربية والاقليمية انطلاقا من اعتبارات مختلفة ..وترى هذه الارادة ان السيطرة على الحصن العراقي  وهدم اسواره هو بداية تحقيق حلم هذه النظرية..

-         ارادة الانظمة العربية التي ساندت امريكا في العدوان على العراق واحتلاله ..وهي ارادة قاصرة وضيقة .. شخصية ونفعية وانتقامية ..نابعة من الخوف والتبعية ..ارادة لا ترتبط بالشعب ولا علاقة لها بتحقيق آماله ورفاهيته والدليل على ذلك ان أمن هذه البلدان اليوم اكثر عرضة للتهديد من زمن النظام الوطني العراقي السابق ..ارادات لانظمة بنت سياستها في المساعدة والسعي لتقديم المعلومات والاسناد لاسقاط النظام الوطني العراقي استنادا لمقولة " ما بعد صدام سيكون افضل باي حال من الاحوال!" 

 ومما زاد من تفاقم وتشابك الامر على الانظمة العربية وصول زمرة طائفية وحاقدة وغير منصفة للسلطة في العراق بعد الاحتلال وحتى ( ناكرة للجميل!).. في وقت كانت هذه الانظمة تتصور ان من سيحكم العراق بعد اسقاط النظام الوطني سيدين بالولاء لها .. للكويت وللسعودية ولقطر والبحرين ومصر ولسوريا وحتى للاردن.. في حين  تبين لهذه الانظمة العكس تماما ..فكل الذين جاءوا على ظهر الدبابات الامريكية او قبلها او بعدها ..وحتى الذي  كان نائما في العراق شعر ان عليه ان يدين بالولاء الى ايران أولا بعد تقديم فروض الطاعة للامريكان ..أما هذه الدول فقد (أصبحت حاضنة للارهاب!) الذي ينطلق من أراضيها!!..ومهما حاولت الكويت وحكامها الخونة (فالنظرة الحكومية العراقية لهم اليوم !) تعتمد على (جدية ولائهم!) لايران !..لا جدية ولائهم للامريكان!!!.. 

وهكذا فمنذ اليوم الاول للاحتلال شعر (العرب!) الذين ساعدوا امريكا على احتلال وتدمير العراق بان كل حساباتهم كانت خاطئة (فلا حسابات البيدر ولاحسابات الحقل غدت نافعة!)..واختلط (اليابس والاخضر!) ..فلا العمالة للامريكان ولا الادعاء بالوطنية نافعة لهم اليوم !!.. وان من كانوا يعادونه طيلة 13 عام من الحصار الجائر ويتآمرون على شعبه للاطاحة به كان حريصا عليهم اكثر من حرصهم على انفسهم .. 

ودخل عامل جديد الى الحالة العراقية والذي قلب الطاولة على الجميع ومزق كل الاوراق والخطط ولكنه رسخ الاستنتاج بان ما دبر للجريمة كان خطأ فادحا ..وهذا العامل المهم هو المقاومة الوطنية العراقية التي تشكلت وتكاملت قدراتها قبل الغزو وانبثقت حال دخول العدو الى بغداد وتطورها وسيطرتها وتحكمها بالمواجهة مما عزز دور الشعب وارادته التي بدأت تتنامى وتقوى لتصل في النهاية الى القدرة على التحكم بكل الصراع .. 

والعامل الآخر المحبط للاحلام غير المشروعة لهذه الانظمة العربية هو وضوح زيف وبطلان وكذب ما ساقته الادارة الامريكية من مبررات للحرب والذي أفقدها المصداقية والشرف والامانة امام شعبها وكل شعوب العالم وما انساقت اليه من تكريس لسياسة الكذب المتواصل وخاصة ما تصفه هذه الادارة والقوات الامريكية  والحكومة عن الحالة العراقية وتحسن الوضع الامني لكي تغري هذه الانظمة على (الايفاء بالتزاماتها الى النهاية!) بدعم النظام (الجديد!) واعطاءه الشرعية من خلال وجودها في العراق!.. 

ان المطلوب اليوم من الانظمة العربية ان تدعم الوجود الايراني في العراق من خلال تثبيت اركان الحكومة الحالية العميلة لها والمنفذة لمنهجها عن طريق فتح سفارات لها في بغداد والاعتراف بحكومة المالكي وشرعية الاحتلال !..في وقت يناصب اركان النظام العراقي الحالي العداء السافر والمباشر لهذه الانظمة التي ساعدتهم وحمتهم ومولت نشاطاتهم واوصلتهم للسلطة !.. 

والانظمة العربية تعي جيدا ان الحكومة الحالية لا تعترف بحليف وصديق لها الا ايران ..وهذه الحكومة انقلبت على حلفائها في العملية السياسية ثم انقلبت على حلفائها في الطائفة ..وتيقنت هذه الانظمة ان المتحكم بالشارع العراقي ومدنه وقصباته هي المقاومة العراقية التي تسيطر على كل مكان وتصل نيرانها الى المنطقة الخضراء ومن يريد من الانظمة العربية ان يطبق الامر الامريكي وله الشجاعة والجراة ان يفتح سفارة له في بغداد فعليه ان يفتحها في المنطقة الخضراء وان لايخرج منها..  

وفي الوقت الذي استفادت الارادة الامريكية والاسرائيلية والايرانية من التغيير في العراق ولديها على الاقل مجسات او نوع من التحكم بالحالة العراقية وأسوأها على الأقل (القدرة على اختيار زمن الهروب! ).. فان الانظمة العربية اليوم تقع في قلب الازمة العراقية وتكتوي بنارها يوميا في وقت لا تتحكم بأي من عواملها وقراراتها ومساراتها ..وما تتخذ هذه الانظمة من اجراءات هي عبارة عن رد الفعل الثاني لما تتخذه الولايات المتحدة وايران من قرارات!!..  

وهكذا فالانظمة العربية اليوم بكل اتجاهاتها مستهدفة في العراق اليوم .. 

فمن (حق) خونة الامة والعراق وناكري الجميل والامانة القومية والاذلاء (العرب!) الذين ساعدوا المحتل والامريكان وساندهم وصفق لهم وهلل ولوح  مودعا لطائراتهم وهي تقلع من قواعدهم  بأقصى حمولاتها من القنابل والصواريخ ونار الحقد والانتقام لتدمر كل شيء في العراق ودخلت دباباتهم وجنودهم وخونة العراق من حدودهم بمباركة وتأييد ودعم منهم ..من (حقهم) ان يخافوا وينتابهم الهلع من مصير دبلوماسييهم وموظفي سفاراتهم من نيران الحق والثار الشعبي العراقي لانهم يتحملون جزءا مهما من مسؤولية ما حصل لهم من اغتيالات وقتل وصلت الى اكثر من مليون ونصف شهيد وقتيل ..وهذه الانظمة التي شاركت في جريمة تدمير العراق (على حق) عندما يفروا من (التواجد في بغداد!) التي يحتلها اليوم ابناء الشهداء واخوانهم والذين ينتمون الى 12 مليون عراقي موشح بالسواد من جراء جرائمهم .. 

أما الانظمة العربية التي آوت ورعت واحتضنت من استنجد بهم من العراقيين الذين عارضوا الغزو او فروا من محرقة الموت اليومية ..فهذه الانظمة على حق عندما لا تذهب الى بغداد والميليشيات الايرانية وفيلقي القدس وبدر وجيش المهدي لهم بالانتظار ومثلما يقتلون العراقيين يوميا على الهوية فدبلوماسيي هذه الدول سيعتبرونهم (ارهابيين ! ) بلا مقدمات..وستساعدهم قوى الجيش الوثني ومغاوير الداخلية والامن اللاوطني لتحقيق ذلك ..وستقوم قناة العراقية فورا باختلاق القصص والمقابلات عن تورط السفارة الفلانية والفلانية بدعم الارهاب وستتدخل الولايات المتحدة هوليوديا لتثبيت ذلك .. 

وننصح الأخوة العرب في كل مكان من انظمة وشعوب .. 

ان الشعب العراقي لا يحتاج منكم اكثر من ان تتركوا  المحتل وأذلاءه وأذلاءه  لوحدهم بلا اسناد او دعم.. ونحن نتكفل بهم .. 

ونقول للانظمة العربية التي تلوثت يدها بدم الشعب العراقي بغض النظر عن مواقفها اليوم:  

قديما قالوا : 

(الباب الذي ياتيك منه الريح اغلقه واستريح!!).. 

فانتم من فتح هذا الباب على مصراعيه ..لا بل ساعدتم المحتل على قلع الباب .. 

فالى أين المفر اليوم!..

 

mah.azam@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                              الاحد  /  21  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  27 /  نيســـــــان / 2008 م