بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

بعد خمس سنوات من الاحتلال .. الشرعية هي للبعث والمقاومة

 

 

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

( الرفيق صلاح المختار في الاتجاه المعاكس هذا اليوم )

بمناسبة مضي خمس سنوات على احتلال العراق .. تحدث الكثيرون هذه الأيام من على منابر الفضائيات التي تعني بالشان العراقي والتي أصبح من الصعب تمييزها..الا  أن الاسم واحيانا الشعار واحيانا اخرى طبيعة الطروحات توضح للمشاهد بمن ترتبط هذه القناة او تلك..هل هي مع البرنامج الوطني العام ام مع هذه الطائفة او تلك ..أم هي ايرانية الشكل والمضمون بالكامل .. 

وقد انقسم المتحدثون بين مؤيد ( لعملية تحرير العراق !) وما ( جلبته من خير وفير وديمقراطية وتحرر من الديكتاتورية !) وبين منتقد لهذا الغزو ومبينا لعدم قانونيته وما جلبه من دمار وويلات للشعب العراقي .. 

والملاحظ بشكل لا يقبل التأويل أن الذي احتفل وطبل وزمل لذكرى ( التحرير!) وبالغ في مشاعره بذلك رغما عن معاناة ملايين الشهداء والارامل والمفقودين والمهجرين والمهاجرين واستخدم بشكل مؤثر وجيد لأجهزة الاعلام الخاصة به هم المحتل والمجلس الاعلى وحزب الدعوة والحزبين الكرديين واسرائيل وايران !..ويليهم بقدر أقل باقي المؤتلفين معهم حبا ( باسقاط النظام السابق !) الذي كان وبقي وسيبقى لهم جميعا ( الغاية والهدف الاول!) ... 

وهذا البعض من المستفيدين  من الاحتلال والذين جاءوا معه أو قبله او بعده ( دافعوا عن الحالة العراقية الوردية !) أكثر من المحتل صوروا العراق اليوم بأنه وضع قدميه على الطريق السليم وهذا ( يحتاج )الى تضحيات ولاباس ان تكون هذه التضحيات كبيرة ..وآخر ما جادت به قريحة مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي يوم امس 24 آذار 2003 في تقييمه (للانجازات! ) التي حققتها القوات المحتلة والحكومة المعينة من قبله خلال هذه الخمس سنوات بعد ( تحرير العراق!) قوله : 

( ان ملايين القتلى العراقيين والمهجرين والدمار الذي لحق بالعراق ثمن مناسب لوصولنا للسلطة!).. 

هذه هي عقلية المحتل وأذنابه ..وهي نفس كلمات بوش الذي يقول فيها : ( خسائرنا الباهضة هو ثمن مناسب لما حققناه في العراق!) .. 

وفي الطرف المقابل فند الكثير من المفكرين والكتاب والمحللين والسياسيين العراقيين مبررات ونتائج الغزو الامريكي وركزوا على حالة الدمار الذي لحق بالعراق كدولة وكمؤسسات وما يعاني منه الشعب العراقي من ويلات ومصائب وما لحق بالعراق تاريخا وحضارة وسمعة ..وما جلبه لنا المحتل من حكومات رهنت العراق وباعته الى ايران ..وكيف ان الاحتلال تسبب في هجرة العقول العراقية وتركها للعراق بعد ان تسلل لمؤسسات الدولة وملاكاتها المتقدمة العديد من الجهلة والمزورين والسراق ..وشرحوا للعالم كيف ان المحاصصة الطائفية في كل وزارة ودائرة وصلت الى حدود غير مقبولة وغير مفهومة وأصبح معيار تقييم الموظف هو مدى ولائه للحزب الذي يسيطر على وزارته وليس لكفاءته ونزاهته أو حبه وولائه للعراق..وبينوا ان حل الجيش العراقي والمؤسسات الامنية كان (سبب ) ادخال العراق في دوامة العنف وفقدان الامن ..وتحدث البعض عن حملات الاغتيالات المنظمة والاعتقالات العشوائية والسجون والمعتقلات الامريكية والحكومية والسرية وتلك التي تتبع للاحزاب والميليشيات ..وأجاد الحضور بالحديث عن الفساد الذي استشرى في مفاصل الدولة (الجديدة) ومن رأس الهرم نزولا لابسط الموظفين وكيف ان ثروات العراق تنهب في وضح النهار بالمحاصصة بين السراق وبعلم المحتل واحيانا باشرافه واشتراكه ..وتردي الخدمات العامة الى مستوى ( وصفوه) بادنى من الصفر ..فلا كهرباء ولا ماء ولا وقود بعد خمس سنوات من ( تحرير ثروة العراق!)..وبين البعض كيف ان حكومة ( العراق الجديد!) ترى ان العراق  هو المنطقة الخضراء فقط! ..فهي لا تعرف مايجري في دهاليز دوائر وزاراتها فكيف تعرف ما يعانيه العراقيون!..وان هذه الحكومة حكومة طائفية مرتبطة بالمنهج الايراني ولا تؤمن بما يعرف بالمصالحة الوطنية الذي اتخذته شعار لاطفاء الشرعية عليها ..فهي غير متصالحة مع نفسها ومع حلفائها في العملية السياسية فكيف لها ان تتصالح مع معارضيها؟.. 

تحدثوا كثيرا عن الاحتلال الذي ألحق الدمار بالعراق ..بالقيم والمباديء ..والذي استهدف الوطنية العراقية ..وعن السرقات والاستئثار بالسلطة والمحاصصة وهجرة العلماء وقتلهم وعن الجوع والحرمان والبؤس بعد خمس سنوات من الاحتلال .. 

ولكن ..لم يتناول أي منهم الحقيقة الكاملة.. 

لم يقل احد منهم : أن ما جرى من احتلال للعراق هو غزو غير شرعي ..وان قيام المحتل بالاعتداء على دولة مستقلة ومعترف بها وعضو في الامم المتحدة واعتقال رئيس الدولة والحكومة ومحاكمتهم واغتيالهم باطل وغير قانوني وغير شرعي ..وما بني على باطل فهو باطل ..وبذلك فما ترتب على الاحتلال من  قرارات وتشكيل مؤسسات باطل أيضا..وعلى الجميع ان يدرك ان استهداف النظام الوطني العراقي السابق كان لانه مثل رأس الرمح العربي والوطني الرافض والمقاوم  للمشروع الامريكي والصهيوني والايراني.. 

ولم يقل أي منهم ان اعتقال واعدام قادة العراق الشرعيين هي عملية واضحة لمحاولة ذبح العراق والقضاء عليه تأريخا ودولة ومقومات ..ولهذا نرى أبطال العراق الذين دافعوا حتى الشهادة عن تربة وسماء وماء العراق يحاكمون من قبل من تعاون مع الاجنبي وخان العراق في ما يجري اليوم من محاكمات تسيء لسمعة العراق ووطنيته .. 

وان حزب البعث العربي الاشتراكي والمقاومة الوطنية هي صاحبة الشرعية الاصلية في تمثيل الشعب العراقي .. 

ولهذا نرى ان الولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل وايران والحكومة المعينة من قبلهم ترى في حزب البعث والمقاومة ورجالات العراق ومناضليه من مسؤولي النظام الوطني الشرعي من عسكريين ومدنيين هم في التسلسل الاول من قائمة الاعداء وحتى قبل القاعدة! 

ولم يقل احد ..( خوفا او طمعا ..حسداأو تغاضيا..عمدا أم جهلا..حبا بهم أم كرها بنا..مرونة ام مهادنة ..سكوتا أم همهمة ) ..أن كل ما جرى باطل وجريمةذ بح كل العراقيين ..وعلينا العودة الى ما كانت عليه الاوضاع قبل العدوان ..ولأن النظام الوطني الذي كان سائدا في العراق قبل العدوان ..فهو مرجعيتنا الشرعية الاساس ..وعلينا ان نحاسب من  سبب هذا الدمار للعراق وقتل أبناءه وشرد عوائله وسرق خيراته ..لا ان نقدم له النصح والارشاد لكيفية تصحيح الاوضاع .. 

ولم يتطرقوا للمقاومة الوطنية العراقية البطلة وضميرها حزب البعث العربي الاشتراكي ونهجها التحرري المشروع وما تقوم به من بطولات..  

عليهم أن يقروا بان الاسلوب الوحيد لشفاء العراق هو ثورة شعبية وطنية عراقية عامة تقوم بمقاومة وطرد المحتل وحكومته العميلة وعودة الشرعية الى أصحابها ..  

عدا ذلك .. 

فهو هواء في شبك..

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

شبكة المنصور

                                           الثلاثاء /  18  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  25 / أذار / 2008 م