بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

تحية الى خالدة زكية

من ذكريات البطولة في الذكرى الخامسة للاحتلال

 

 

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

 حيا الله الأم العراقية ..حيا الله الأخت .. وحيا الله نخلة النخلات .. 

كثيرة هي قصص التضحيات في زمن الاحتلال البغيض الجاثم على صدر العراق ..وحيث أن الايام مليئة بالمواقف والشخوص والتي تعجز الذاكرة بعد ان هزتها الاحداث عن تذكرها وعرضها واعطائها حقها ..ورغم كل ثقل الحياة ومسؤوليات شباب ورجال العراق في الذود عن حياضه واستمرارهم للسنة السادسة في التصدي للقوة الغاشمة المحتلة ..الا ان ومضات الفداء العراقي للمناضلات والمناضلين في عراق التصدي والتضحيات تبقى محطات للتامل والتالق لنا جميعا لمواصلة كفاحنا من اجل التحرير الكامل للعراق.. 

ومن هذه الومضات البطولية ..وقفة الماجدة العراقية المناضلة خالدة زكية ابنة الموصل الحدباء التي هاجم بيتها المحتل الامريكي المدجج بالسلاح ومعه كلاب السلطة والداخلية في فجر أحد الايام حيث كانت تنتظرهم بلا خوف ..حيث وقفت بصلابة وشموخ وعز وكبرياء ..نخلة من نخيل العراق الأبية الراسخة في الارض والعالية في سماء التحرر والاستقلال .. 

وفي كل زمن تظهر لنا حفصة من الموصل ..تهزنا وتبعث في روحنا الأمل .. 

عراقية اخت أخيها .. 

لم تنحني أمام ألوان تعذيب الطغاة الذين يدعون انهم جاءوا ليحرروا العراقيين من ( ظلم النظام السابق !) ..ولم تهادن رغم ضعفها وقلة حيلتها ومرضها امام الطاغوت المتلون والخائن..ورفضت ان تتهم احدا من أحزاب او دول رغم فنون التعذيب التي يقول بوش وهم ايضا يرددون معه انها( انتهت بعد زوال النظام!) ..واجبرت نفسها ان تتهم نفسها فقط لتقول تحت التعذيب وبعد جلد السياط في حضرة مسؤولي قناة العراقية الفضائية الطائفية الايرانية التي كرسها العامري والحكيم والمالكي والصغير وسفير ايران لتكون اداتهم القذرة في التزوير والمخادعة وقلب الحقائق ..اتهمت بالاكراه نفسها تحت شتى الوان العذاب الهمجي والسجن الانفرادي ولمدة ثلاثة اشهر لتقول انها كانت تدير ( شبكة تقاتل الامريكان!).. 

هذه المرأة التي وقفت وهي مكبلة الايدي ومغمضة العين وقفت بشجاعة امام مدير مخابرات الموصل ومدير الشرطة والمحافظ وآمر لواء الذئب ( على المساكين) والكلب التابع ( عند الامريكان ) لتقول: 

( انتم عملاء للامريكان ) و(عيب عليكم تهجمون على امراة فجرا مع الامريكان وتقتادونها للسجن ..وهذا الفعل لم يفعله صدام حسين ابدا ) ..مما أثار حفيظة العملاء والخونة وغضبهم وكلاب فتات موائد المحتل مما جعلهم يضعونها في غرفة مهجورة في السجن الانفرادي لثلاثة أشهر وتحت تعذيب يومي شديد ومنع عنها الدواء .. 

تحية لهذه النخلة العراقية الشامخة.. 

عاشت المراة العراقية الصامدة والمناضلة والصبورة ..ام العراقيين الابطال.. 

عاشت ابنة الموصل الحدباء..وعاشت كل بنات محافظات العراق .. 

تحية نضالية الى الماجدة العراقية خالدة زكية .. 

الى المدرسة النموذجية في زمن ترك الناس القراءة والكتابة .. 

الى نور ظلمتنا الحالكة وسط عتمة الاحتلال وتداخل الرؤى ..واهتزاز المباديء وتمايل القيم وضبابية المواقف ..وتلون الدخلاء .. 

مبروك لك هذه الوقفة الشجاعة.. 

ومبروك للموصل بهذه المراة المناضلة.. 

ومبروك لنا بها .. 

ومبروك لنا.. اننا لها اخوة وحزام..

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

شبكة المنصور

                                            الاثنين  /  17  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  24 / أذار / 2008 م