بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

هدية السنة السادسة (لتحرير العراق!)  للام العراقية الثكلى

 

 

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

خمس سنوات وعدة أيام من المآسي والآلام والمعاناة والاحتلال واللاشرعية هي حصيلة  ( عملية تحرير العراق!) من حكم هنأ بوش في آخر خطاب له العراقيين بالتخلص منه!!.. حيث (نبه وذكر وأكد ) على ما أنجزته الولايات المتحدة خلال هذه السنوات وعدد الكثير من (المنجزات الديمقراطية ) ولكنه ركز على انه سوف لن يكون هناك بعد اليوم ( استهداف لاصدقاءنا وضربهم من بعيد!) ..وهذا هو بيت القصيد!.. 

خمس سنوات ..عاش فيها العراقيون ( هذه الروح الامريكية المتفائلة نحو نصر ستراتيجي يكتب عنه التأريخ !) ..ولكن مع مزيج من التناقض والتساؤل والاضطراب في فهم العديد من التداخلات غير القابلة للتفسير عند تطبيق آليات التحليل المعتادة..فلا المنطق ولا الوقائع ولا الحقائق على الأرض تؤيد كلام الرئيس الامريكي..فعن أي منجزات وعن أي نصر يتحدث ؟.. 

 وكل الاحداث تشير الى انه بالرغم من استخدام الولايات المتحدة لكل حلقات التكنولوجيا والتطور الحاصل في شبكات الاعلام وتريليونات الدولارات التي حاولت الولايات المتحدة ان توظفها للامساك ولو بقشة تجعلها قادرة على الاستمرار بمسلسل الكذب والدجل والتزوير والمخادعة في تبرير غزوها للعراق ..ورغم كل الحيل والمناورات في توظيف القوة المطلقة والترهيب المستمر لدول وقادة العالم واستخدام الوسائل الرخيصة واللاأخلاقية في مداعبة مشاعر شعوبها المخدوعة من خلال خلق صيغ مصطنعة لطبيعة الصراع بين الولايات المتحدة وقادة العراق الوطني وبالاخص شخص الشهيد الخالد صدام حسين ..الا ان كل محاولاتها وخططها باءت بالفشل الذريع وحال بينها وبين ايهام شعبها والعالم مايجري على الارض العراقية من حقائق.. 

واليوم وبعد كل هذه السنوات ماذا قدم المحتل وزبانيته في سلطة عراق الديمقراطية والتحرر الى العراقيين بشكل عام والى امهاتهم بشكل خاص؟.. 

فالرئيس بوش يقول : ( كان قرار الاطاحة بنظام صدام حسين صحيحا في الرئاسة الاولى وصحيحا في الرئاسة الثانية وسيبقى صحيحا ..وان النصر الستراتيجي قريب ..وخسائرنا البشرية والمادية أكبر مما توقعنا ولكن ذلك يهون من أجل الديمقراطية في العراق!) .. 

والمالكي يقول : ( أنا فخور بالعراق الجديد!)  

والطالباني يهذي باكثر من ذلك ..ولكننا نسألهم ماذا قدم ( نظامكم الديمقراطي الجديد للعراق؟) .. 

وبالاخص للام العراقية ؟ وبعد خمس سنوات من ( تحرير العراق!) ....... 

يكشف آخر تقرير رسمي عالمي صادر من منظمات المرأة بأن : ( عدد الارامل في العراق خلال خمس سنوات بلغ لحد الآن مليون امرأة أرملة من جراء العنف !) ..وهذا ليس بيانا من حزب البعث العربي الاشتراكي ( المحظور بقرار من مروجي  الديمقراطية وحسب تعريف بوش والمالكي والطالباني) ..وليس منشورا صادرا من القوى الوطنية المناهظة للاحتلال ..انه بيان عالمي وموثق..وحتى شبكات الاعلام الامريكية أخذت  تتناوله بالتفصيل في ندوات عديدة ومنها ما عرض في برنامج ( حديث النهرين ) يوم 21 آذار 2008 من على قناة الحرة الامريكية الفضائية.. 

العراق بعد خمس سنوات من المسير على طريق تحقيق ( النصر !) فيه مليون امراة ارملة ؟!..

 هذا يعني ان هنالك ( مليون شهيد أو قتيل) ..

تركوا ( مليون أرملة )..

ويعني أيضا ان هنالك ما لايقل عن ( 2 مليون طفل يتيم من جراء الديمقراطية وتحرير العراق) على أقل تقدير ..

وان هنالك ( مليون ام ثكلى لاستشهاد او مقتل أبنها)..

وان هناك ( مليون أب مصاب لفقدان ابنه)..

و( مليوني أخ و اخت على الأقل يعانون من استشهاد ومقتل أخوهم)..

وما لايقل عن ( مليوني عراقي قريب جدا ومن الدرجة الاولى والثانية لهذه العوائل).. 

والمجموع هو (9 مليون عراقي موشح بالسواد والألم  لاستشهاد او مقتل أحد ابناءهم واقاربهم) أضافة الى مليون شهيد ..أي (10 مليون عراقي!) .. 

وحيث ان عدد المعتقلين والمخطوفين وحسب الاحصاءات الرسمية يصل الى أكثر من نصف مليون عراقي وعراقية ..وبنفس آلية الحساب ..هذا يعني ان هنالك حوالي ( 5 مليون عراقي وعراقية يعانون من اعتقال ابناءهم وبناتهم).. ولو فرضنا أن 2 مليون من  هذا العدد هم من نفس شريحة من استشهد لهم أحد أبناءهم فسيبقى (3 مليون شخص آخر!) ..ومع المعتقلين يصبح الرقم (3.5مليون عراقي !).. 

(13.5 مليون مواطن عراقي ..استشهد واعتقل منهم مليون ونصف ..و 12  مليون أم ثكلى وأب معوق وأبن يتيم ومشرد وزوجة مرملة وبائسة !...) 

وأغرب ما في الموضوع ان هذه الارقام أيدتها عضوتان في مجلس النواب العراقي المعين من النساء ..وكعادة النعام الذي يدفن رأسه في الارض ..نقول لهاتين السيدتين وواحدة منهما ممثلة عن الائتلاف العراقي .. 

هل يجري حل هذا الموضوع من خلال مقترحاتكم بتخصيص راتب شهري قدره 75 ألف دينار لكل أرملة ؟ ..بدون ان تبحثوا عن السبب الذي أوصل العراقيات الى هذه النتيجة ؟..أليس الاحتلال والحكومة هي المسؤولة عن هذه الصورة الموحشة والقاتمة السواد؟..... أم ان تبريركم هو ان السبب هو الارهاب !!! تماما مثل تحليلات الرئيس بوش والطالباني والمالكي!!.. 

وهل يقبل ( الوطنيون) و(الحريصون) على العراق ومستقبله و( شيوخ العشائر !) و( شيوخ الصحوات!) و( شيوخ المجالس والندوات والمؤتمرات!) و( شيوخ الموائد !) أن تكون ( دية ) شباب العراق وعلماءه وضباطه ومفكريه ومناضليه  75 ألف دينار شهريا ؟.. 

وهل انتم موافقون؟... 

أم هي لغة صمت العيون ..عيون الجبناء الذين لا يريدون ان ينتفضوا للحق ويلتحقوا بمسيرة الظافرين؟.... 

مبروك للأم العراقية ما يتفاخر به المالكي من فخره وسعادته بالعراق الجديد! ..وما قدمته ادارة بوش للعراقيين ..هذه الانجازات التي (نكست عكل الشيوخ) الذين يتهافتون حوله وحول زبانيته تأييدا وتصفيقا وخنوعا.. 

وسيثأر الابطال في المقاومة العراقية البطلة ومعهم كل الشرفاء  للعراقيين جميعا بلا استثناء..للأمهات والارامل والشهداء  ..وسوف لن تذهب هذه الدماء والدموع سدى.. 

وفي الوقت الذي تزحف فيه ايران كالسرطان في ارض ومجتمع وتركيبة العراق لتلفه بالسواد القاتم .. 

يتباهى ملك السعودية ( في الضفة الاخرى من نهر الدم العراقي ) وهو يقلد  المجرم ديك تشيني الذي يقف وراء فاجعة العراق أرفع  الاوسمة السعودية ..ولا نعرف المناسبة !..هل أن هذا التكريم بمناسبة  ذكرى العدوان على العراق ! ..أم تكريما لمواقفه المؤيدة لأسرائيل في مذابحها بحق الفلسطينيين !..أم بمناسبة يوم المراة العالمي !.. 

اللهم انك تسمع وترى...هذا عدونا ..وهذه عدتنا وعتادنا وايماننا..وما النصر الا منك ..اللهم آمين..

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

شبكة المنصور

                                              الاحد /  16  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  23 / أذار / 2008 م