بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الى ( معلم معلمي القوات الخاصة !)

 

 

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

انه اللواء محمد عبد الله الشهواني رئيس جهاز المخابرات العراقي ( الحالي ) .. يلقب اليوم بمعلم معلمي القوات الخاصة !.. 

نعم.. كان السيد اللواء معلم للقوات الخاصة العراقية ومن ضباط طيران الجيش في زمن البعث وصدام ..زمن البطولة والتصدي والرجولة ..يوم كان شعار المظليين ونسر الصاعقة يرهب الخائن والعدو والمتطاول والدنيء والمتطفل والذي يريد بالعراق وتربته وسماءه وماءه الشر ..ثم تدرج في مهمات القوات الخاصة وطيران الجيش ( أيام كانت القوات الخاصة وطيران الجيش ذراع السلطة الوطنية ومطرقتها القوية على رؤوس الاعداء والخونة والجواسيس وخاصة في بدايات الثورة ) ..ويتذكر اللواء محمد الشهواني وضباط القوات الخاصة السابقين والذين عملوا في هذا الصنف الجسور والذي كان مفخرة للعراق والامة العربية طبيعة المهمات التي كانت تكلف بها قوات الصاعقة والمظليين وكيف تطورت الى تسمية القوات الخاصة وكيف كان الشهيد الخالد صدام حسين يوليها من الرعاية والاهتمام والتوجيه والدعم ..والتأريخ يذكر مهماتها الوطنية ( أيام زمان !) في التصدي للمحاولات الخبيثة والشريرة وبالاخص تلك المرتبطة بايران وأعداء العراق التأريخيين..وكيف كان لها الدور الفاعل في حماية الثورة ومنجزاتها وما قامت به من أدوار في مؤامرة ناظم كزار وما سبقها وتلاها من مؤامرات والتمرد في الشمال والمهمات الكبيرة التي عززت من قوة الثورة والحزب.. 

وسوف لن نتطرق للماضي حفاظا على مشاعر الكثيرين من مناضلي القوات الخاصة وضباط السمتيات الابطال الذين توزعوا بين النضال من جديد في عمليات المقاومة الوطنية العراقية البطلة لتحرير العراق واولائك الذين انخرطوا مرغمين سعيا وراء لقمة العيش بعد ان ( أقصتهم قوات تحرير العراق !) في ( الحياة المدنية والتجارية وهم لايعرفون شيئا عنها!) ..والبعض جرب حظه العاثر مع سلطة الاحتلال والحكومة المنصبة من قبله ..منهم من انخرط مع ( الاصدقاء القدماء ) ومنهم من قبل بمنصب قائمقام او مدير ناحية او مدير شرطة ومنهم من عمل مع ألوية الحرس اللاوطني وتفنن في (مهماته ) في التعقب والاعتقال والتعذيب للوطنيين والمناضلين .. 

وسوف لن نحاول ان نوضح في هذه الرسالة أن الاحتلال باطل ومن جاء معه باطل وما جاء به باطل ولن نجهد النفس في ابراز الادلة والبراهين على عدم شرعية كل ما يوجد من مؤسسات دستورية كانت او تنفيذية أو امنية ..ولن ( نقول ) ان من جاء مع الاحتلال وعمل معه خائن أو عميل .. 

بل سنذكر حقائق لا نعتقد ان السيد اللواء مدير المخابرات الحالي لا يتفق معنا بها.. 

1.     ان الكثيرين من منتسبي القوات الخاصة وضباط طيران الجيش من الذين قسموا العهد على ان يحموا العراق ويضحون بالنفس من اجله وهم يرون المحتل وأذنابه قد سرقوا الوطن والشرعية ونهبوا ثرواته وصادروا حريته وسيادته وارادته وهم اليوم في قلب القوة المقاومة والمتصدية للمحتل وأذنابه وهؤلاء الابطال لهم  من الشعب كل التقدير والوفاء وهم يسكنون في قلبه وضميره..وبسبب طبيعة عمل  جهاز المخابرات الحالي فهؤلاء المناضلين من وجهة نظر (المحتل ودولة الاحتلال واجهزتها)  هم اليوم على رأس قائمة أعداء (العراق والجهاز!) ..

2.     والذي جرب أن ( ينسى السياسة والخوض فيها ) وأن يبتعد عن مناقشة ( الربط بين السياسة وتحرير العراق من المحتل ) مع مجاهدي المقاومة ..والذي آثر عدم الخوض في مجادلة اولائك الذين فرحوا بانهيار العراق والنظام لاسباب خاصة تتعلق بالادوار والاعمال غير القانونية التي قاموا بها هم او بعض قاأقاربهم ومعارفهم  للوصول الى (ضرورة اسقاط الدولة والبعث حتى وان كانت بيد الامريكان !) واتجه الى أي مهنة أخرى فقد واجه كل سلطة الدولة وميليشياتها واحزابها الذين اغتالوا العديد منهم او حاربوهم في الرزق والمعيشة ليرغموهم على مغادرة العراق او الاتجاه اليهم او الى مؤسسات السلطة ! وهؤلاء لم يلتفت اليهم أحد ولا حتى معلمهم الاول!

3.     والجزء الثالث وهو الذي التجأ اليكم والى الجيش اللاوطني والداخلية بحكم القرابة والطائفة والعشيرة والمعرفة..وهؤلاء لم يسلم الكثيرين منهم من ( تصفية الحسابات القديمة !!) على يد نفس الجهات والاحزاب والشخصيات التي ( يعمل السيد اللواء ليل نهار هو ومنتسبي جهازه على تهيئة الاجواء الملائمة لها لتثبيت نفسها وميليشياتها وجعل سلطتها فوق القانون !) ..لأن منهج هؤلاء المرتزقة مبني على الانتقام ووفق اجندات شخصية وطائفية مقيتة وايرانية بحتة ..

4.     يعرف ( السيد مدير الجهاز ) كم يحوي العراق من الضباط والكفاءات الامنية وخاصة في مجال المخابرات والمخابرات المضادة ومكافحة التجسس ..ولو فكرالبعض ( مهنيا واختصاصيا !) ان يعمل معكم فمن المؤكد انه سيصاب بازدواج الشخصية ..فمن هو العدو؟ ..ومن هو الصديق؟.. وماذا عن القواعد والمباديء التي تربى وتثقف عليها وعمل بموجبها هؤلاء الضباط كل تلك السنين ؟..

5.     اذا كانت ايران هي العدو بالسابق ..فهل هي عدو اليوم ؟ واذا كانت اليوم صديقة فهذا يخالف كل ماتراه العين وتسمع به الاذن ويخالف كل ما لديكم وما تجمعوه من معلومات وتسجيلات وما يزودوكم به عناصركم من داخل العراق ومن المزروع في عمق (أرض هذا الصديق!) ..أليس من واجب المخابرات أن تتعامل مع (ايران الصديقة اذا صح ذلك أو افترضناه) من مبدأ التنسيق وتبادل المعلومات كما هو وارد في العمل الامني بين الاصدقاء..وانتم تعرفون ثمن الصداقة مع ايران ..وسياتي اليوم الذي تطلب منكم ايران بتزويدهم ليس فقط بقوائم اسماء من (شاركوا بالحرب عليها وتجسسوا عليها ورفعوا المعلومات عن تحركاتها وقوتها ونقاط ضعفها وعملائها في العراق واسماء من بقي من مناضلي الحزب على قيد الحياة مع ان غيركم سبقكم وزودهم بها  !!) وليس أيضا تزويدهم بارقام عجلاتهم المدنية ومناطق تنقل سكنهم والمدن والدول التي يقيمون فيها واقاربهم ..بل سيصل الامر بهم للبحث عن كل معدة وطائرة ودبابة ومدفع وآلية شاركت بانزال الهزيمة بهم!

6.      واذا وجد هذا البعض بان التوجه العام ان ايران عدوة وليست صديقة ..فمن يضمن من منتسبيكم حياته ليقول الحق ويتعمق بتأكيد ان ايران عدوة ؟ ومن يضمن ان الدائرة لا تحوي عملاء واصدقاء لايران ؟ واذا كان في حديثنا هذا تجني على ( هذه المؤسسة الامنية العريقة!) ..لنقل من يضمن عدم وجود متعاطفين ومنتمين لحزب الدعوة والمجلس الاعلى وفيلق بدر في هذه المؤسسة ؟ ..وهل نفترض منذ الآن أنكم لا تؤيدون فكرة ارتباط هذه الاحزاب بأيران ؟..فكيف سيقوم منتسبي الجهاز في شعبة ايران بالتعامل معها ؟ وما هي الاهداف؟..وهل سيحوي الارشيف على نوعين من التوجيهات والتعليمات والخطط؟..وكيف يمكن التنسيق بين هذا المفهوم والتوجه وبين نهج وخطة عمل موفق الربيعي وشيروان الوائلي والحكيم والمالكي والجلبي؟..

7.     وبالنسبة الى اسرائيل هل سيجري غسيل دماغ للعاملين في هذا القسم ؟... ولانغوص اكثر في التفاصيل ...

8.     أما أمريكا ..فهل هي عدوتنا اليوم كما كانت بالامس أم انها اصبحت محررتنا اليوم؟..  

السيد مدير جهاز المخابرات العراقي الحالي والسادة المدراء والمنتسبين فيه.. 

لوفرضنا ان جهاز المخابرات الحالي في العراق (غير معني!) بالاحتلال! ..وهذا الموضوع بعيد عن اختصاصاته ومنهج عمله وخطة شعبه واقسامه وان مدراءه غير معنيين بوضع الخطط والاساليب وتهيئة المجاميع والافراد لمواجهته او لجمع المعلومات عن خططه وتوجهاته واسلوب مكافحة تغلغله وكسبه لقطاعات كبيرة من مختلف شرائح المجتمع من ضباط ومراتب واساتذة جامعات ومدراء عامون ومدراء في الدولة وطلاب وكسبة وتجار واصحاب رؤوس اموال في الداخل والخارج ومحامين وغيرهم والذين يقومون بتنفيذ مهام الاجهزة الاستخبارية الامريكية والبريطانية والترويج لمفاهيمهم وخططهم بشكل علني وبتفاخر والبعض منهم يحمل هويات عدم تعرض من هذه الاجهزة ويستغل الناس بها ..ولنفرض ان هؤلاء المجندين من أجهزة المخابرات الاجنبية هذه معروفين لديكم وتعرفون ان الاغلبية الساحقة منهم هم من منتسبي الاحزاب الدينية المتطرفة ومن تنظيم اياد علاوي والجلبي وغيرهم!.. 

 ولو فرضنا أنكم بعيدين كل البعد ( بحكم اختصاصكم )  عما جرى من عمليات اغتيال منظمة لمئات الالاف من خيرة شباب العراق ورجاله وكفاءاته وعلماءه ووطنييه في وضح النهار ووفق قوائم ( لايعقل ان جهاز مثل جهازكم لم تصله هذه القوائم !) والصادرة (كما تعرفون من فيلق بدر وميليشيات جيش المهدي والدعوة والجلبي ) والتي تشرف عليها ايران ..وانكم لا تعرفون هذه الزمر وفرق الموت ومن يشرف عليها ومن يمولها بالسلاح والمال ..وأنكم لا تستطيعون ان تواجهوا تنظيمات الحكيم والمالكي والجلبي والصدر في هذا الموضوع لايقاف مخططاتهم وما يجري من عمليات خارجة عن القانون .. وسنفترض انكم جميعا لا تسمعون من الفضائيات والاخبار بالعشرات من الجثث التي يفاجأ بها الناس صباحا ويوميا وهي مرمية على المزابل الكثيرة المنتشرة في بغداد والمحافظات بعد (التحرير!) وعلى فرض ان هذا الموضوع لايعنيكم أيضا..  

وانكم غير مسؤولين عن مئات الالاف من المعتقلين الذين يقبعون منذ اربع أو خمس سنوات في سجون الاحتلال والداخلية والميليشيات ..وسنفرض ان عناصركم لم تزودكم بمكان تواجد مئات الاوكار والبيوت والبساتين التي يحتفظ الجلبي واعوانه والحكيم والصغير والعامري والعنزي بآلاف المفقودين الذين لا يعرف ذويهم عنهم شيئا والذين يذوقون مر العذاب ليقتلوا بعد ذلك بأبشع الاساليب ويرمون على قارعة الطريق .. 

ونفرض أيضا ان مايجري من فساد اداري ومالي وسرقة ونهب لاموال وثروة الشعب والدولة والاشخاص وبشكل جعل العراق الدولة رقم واحد في العالم في قائمة الدول التي يتفشى بها الفساد والرشوة والسرقة المنظمة من قبل المسؤولين في الدولة ..وسنغض النظر عن معرفتكم من عدمها أو مسؤوليتكم من عدمها بما اشتراه الوزراء واعضاء من مجلس النواب ومن الذين أثروا بين ليلة وضحاها من منتسبي الاحزاب الدينية الطائفية من فنادق ومطاعم وفلل وعمارات واراضي في لندن وامريكا والامارات  وايران واسبانيا وغيرها من الدول عدا ما يملكوه في بغداد ..في وقت يعيش العراقيون في الداخل عيشة الكفاف بلا ماء وكهرباء ووقود ويعاني أكثر من مليوني مواطن من عدم صرف استحقاقاتهم التقاعدية والكثير منهم وعوائلهم لم  تصرف رواتبهم منذ خمس سنوات ( لأنهم من رجال النظام السابق!) وأكثر من اربعة ملايين مشرد ولاجيء خارج العراق بلا أدنى مقومات للاستقرار والعيش.  

وسنفضل ان نفرض أنه ليس من اختصاصكم أو مهماتكم أن تضعوا الخطط ( وتفرضوها على الحكومة!) لايقاف مسلسل الانتقام والتهجير والتهميش والعزل والملاحقة والمتابعة والمحاربة في الرزق ولقمة العيش لمن لم تطالهم (قامات وسكاكين ودريلات الديمقراطية والتعددية والحرية بعد انهت سنوات الديكتاتورية والتسلط!) والذين ( نفذوا من بطش الامريكان وعملائهم) ..وانكم غير معنيين بتعديل مفاهيم المتطرفين في الدولة بالتعامل مع ما يعرف بموضوعة ( المصالحة الوطنية) .. 

ونفرض ايضا انه لايوجد لديكم تنسيق مباشر وعميق وجدي مع الامريكان..  

وبموجب كل هذه الافتراضات .. 

واستنادا الى مفاهيم ومباديء كل أجهزة مخابرات العالم التي من واجبها ان تبصر مواطنيها بالحدود المسموح لهم فيها بالتعامل مع عدد من المواضيع لكي لا ينجروا الى مواقف بفعل الغفلة او عدم الفهم أو قلة الادراك ولان القانون لايحمي المغفلين..ومن هذه المباديء الحديدية تلك التي تتعلق بالتنسيق وتداول المعلومات وخدمة الاجنبي .. 

وحيث ان جهاز المخابرات مسؤول عن امن العراق الوطني من الدرجة الاولى.. 

نسأل..( مع ملاحظة اننا لم نسأل يوما أي من دوائر الدولة الامنية العميلة الاخرى هذه الاسئلة لأسباب تعرفونها !).. 

عدا عن شماعة الارهاب والقاعدة التي خلقها المحتل للعراق.. 

من هم اعداء العراق اليوم ؟.. 

ومن هم أعداءكم؟.. 

هل أن عدو العراق اليوم هو حزب البعث العربي الاشتراكي وفصائل المقاومة الوطنية العراقية والوطنيين العراقيين فقط؟..بعد أن تغلب العراق ( الجديد) على أعدائه التأريخيين وكسبهم الى صفه؟.. 

 أم ان الحزب والمقاومة والوطنيين هم أعداءكم واعداء سلطة الاحتلال  فقط؟.. 

أم يوجد أعداء آخرون ؟؟.. 

وهل صحيح ما افترضناه آنفا من انكم جزء من اجندة المحتل وايران ومن جاء معهم اذا صح  عدم مسؤوليتكم وعدم اهتمامكم وواجبكم بكشف ومحاربة هذه الجهات التي تقف وراء ماجرى ويجري في العراق؟.. 

لأن المواطن العراقي اليوم بأمس الحاجة الى اجابة مباشرة من جهاز المخابرات العراقي الحالي ( الوطني)..ومن معلم معلمي ( القوات التي كانت في يوم ما تاج راس العراق والعراقيين وفخرهم وعزهم ومجدهم).. 

يريد المواطن البسيط الذي يتفرج على كل من هب ودب من مختلف الجنسيات والقوميات والبلدان وهم يديرون دفة سفينة العراق التي كثر ربابنتها وتلونت البستهم وأغطية رؤوسهم ولهجاتهم ولكناتهم وسحنات وجوههم وماضيهم الاسود ويتحكمون بسيادة وارادة وثروات بلدهم ويحللون لأنفسهم ما حرم الله من فوق سبع سماوات .. 

فهل يحصل هذا المواطن على اجابات تزيل الغشاوة والضبابية عن عينيه للادوار والمهام والاهداف والفعاليات التي يتوقع ان يقوم بها  ( الجهاز الذي يهمه امن وسلامة وقوة العراق!).. في زمن ( الصراحة والشفافية!) ؟.. 

فاذا كان مسؤولي الجهاز يعرفون الاجابة فتلك مصيبة العراق..واذا كانوا لايعرفون هذه الاجابات فمصيبة العراق والشعب والاجيال أعظم.. 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                           السبت  /  08  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  15 / أذار / 2008 م