الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

أنه الفشل الذي لايقبل الجدل

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

المقاومة العراقية تجعلهم يدفعون ثمنا غاليا...

في آخر استجواب للسفير الامريكي والقائد العسكري الامريكي للقائد الامريكية في العراق أمام الكونغرس الامريكي  تبين للرأي العام الامريكي والعالمي والعربي والعراقي بشكل واضح حجم الكارثة الامريكية التي تعيشها اليوم أكبر دولة في العالم وطبيعة الوهم الذي عاشته الامة الامريكية من جراء مغامرة فاشلة لم تعد تصدق مبرراتها وأهدافها ولا يمكنها ان تثق مستقبلا بالخطط التي تضعها للخروج من هذا المستنقع .. 

لقد ظلت الادارات الامريكية لسنين طويلة ولحد الآن تبرر الفشل الامريكي في فيتنام بالاسناد السوفيتي والشيوعية العالمية للمقاتلين والثورة الفيتنامية ..وهي اليوم في حيرة من أمرها امام أسباب فشلها وانهزامها في العراق فالثورة الشعبية العراقية اليوم بلا اسناد عالمي او ايديولوجي من خارج الحدود وهي تعتمد في التمويل والاسناد والدعم والرعاية على امكاناتها وامكانات الشعب العراقي فقط ..أما تبرير وجود القاعدة  ومحاربتها في العراق وكونها تتلقى الدعم والاسناد من عدة مصادر فهذا لايعطي التبرير السحري لاسباب اندحار وتراجع المخطط الامريكي الذي بالاساس كان عليه أن يحسب ذلك .. 

ويظهر الرئيس الامريكي بالأمس ليقول : ( ان خسائرنا البشرية والمادية في العراق هي ثمن للعراق الديمقراطي !)..والظاهر أن قناعة هذا الرئيس ( بغباء من يصدقه !) هي التي جعلته يستمر في ( التظاهر بالتفاؤل!) بالوصول الى (اهداف وهمية ليست في مخيلته اطلاقا) ..ولو ان هذا الرئيس وغيره من المسؤولين الامريكان يعلنوها صراحة بان ( هدف الحملة الامريكية والبريطانية في آذار 2003 لازالة نظام البعث وصدام في العراق كان للهيمنة على المنطقة وحماية المصالح الامريكية  وتأمين امن  اسرائيل وللقضاء على كل آمال الشعب العربي في امتلاك الارادة الوطنية من خلال بناء القدرة التي تهدد اصدقاء امريكا في هذه المنطقة الحساسة من العالم ) لكان الموقف الامريكي أكثر وضوحا وصدقا ..أما أن يكذبوا على أنفسهم وعلى الكونغرس وعلى الشعب الامريكي وعلى العراقيين والعالم وعلى الجميع ان يصدقهم فهذا غير ممكن.. اضافة الى ان الوجود الامريكي اليوم سوف لن يخدم الاهداف الحقيقية لغزو واحتلال العراق ! 

والمتابع لمايجري من تطور على الجانب السياسي وما يطبق على الارض العراقية يستنتج اليوم أن كل (القادة في الادارة الامريكية العسكرية والسياسية والاستخبارية و المحللون الستراتيجيون ) اليوم يدركون جيدا الحقائق التالية : 

-         ان الوجود الامريكي الذي يخدم ( الاهداف الحقيقية  وليست المعلنة ) أصبح وبالا على هذه الاهداف وعامل تعطيل لتنفيذها ..فالولايات المتحدة اعادت الى أذهان الشعوب السياسة البريطانية والفرنسية والبرتغالية القديمة في استعمار الاوطان كوسيلة وحيدة لفرض الارادات واستغلال الثروات واستعباد الشعوب وقد توضح ذلك منذ اليوم الاول لوصول بول بريمر وتدنيسه ارض العراق وهو نفسه الذي قال ( يطلقون علي لقب المندوب السامي الامريكي في العراق!)..والذي مارس اسلوب استعلائي واملائي على من قدم النصيحة للامريكان من الخمسة الخونة لاحتلال العراق وهم ( الجلبي وعلاوي والحكيم والبرزاني والطالباني ) ثم تحول في ديكتاتوريته الى بقية مجلس الحكم والوزراء..والسبب انهم أعلنوا عن أنهم احتلوا العراق من اجل هذه الاهداف الوهمية التي لازالوا يتحدثون عنها وهي الديمقراطية والرفاهية والحرية وتحرير الشعب ..الخ من الاوهام التي صدقها (الجاهل والمسكين ومن يتلقى فقط بدون ان يناقش خصوصا اذا كان ما يتلقاه يكون من مرجع ديني يضرب على وتر الطائفية!) ..في حين ان الاهداف الحقيقية كانت تقضي بالقضاء على وحدة العراق وتفتيت قوته وتركيع شعبه وقتل واغتيال كفاءاته وكوادره الوطنية وتزوير تأريخه وخاصة فترة الحكم الوطني السابق واشاعة أن ماحصل للامة العربية وللعراق كان بفعل سياسة الدولة العراقية السابقة للقضاء على كل حس وطني وقومي عربي ..

-         وان تنفيذ أي جزء من صفحة هذا المخطط التدميري للعراق سيتعارض على ارض الواقع جذريا مع ( دعواتهم المزيفة ) ..وكان اسلوب الاحتلال العملياتي ومارافقه من قصف جوي وصاروخي استهدف البنى التحتية والخدمات وحضارة العراق وقيام القوات الامريكية بالسماح للعامة والجهلة والمأجورين بل بدعوتهم ودفعهم عنوة لسرقة الدوائر والمؤسسات الحكومية وحرقها وتدميرها هو الدليل الاول على ان مخطط الاعداء لاعلاقة له (بتخليص الشعب من النظام) بل كان على ( من كان يحمل ذرة عقل في حينها) ان يعرف فورا ان الغاية من ( اسقاط النظام ) هي تدمير العراق والانتقام من شعبه ومحو وجوده والاستيلاء على مقدراته ومصادرة حريته وارادته قبل قيادته.. ولا علاقة لأي من (أهدافهم النبيلة!) بما جرى..ألم يسال احد من ( حملة هذه العقول !) نفسه : أهذه هي أخلاق المحررين والفرسان ؟..أم هي اخلاق الغزاة والطامعين ؟..ثم جاء قرار حل الجيش العراقي والاجهزة الامنية والاعلام واجتثاث البعث وتجريمه ومحاكمة رموزه وبالطريقة التي تمت وما تبعها من اجراءات منها تضمين ( تحريم ومنع وحضر عمل الحزب لأنه يحمل افكارا قومية ) وملاحقة واغتيال مناضليه ومحاربة عوائلهم موضوع يتعارض مع ما يشيعوه من بناء للديمقراطية بل هي اعمال فاقت في تأثيرها أفضع الديكتاتوريات ..وهذا المدخل هو الذي حكم من البداية على المشروع الامريكي بالفشل..

-         أما عن الديمقراطية المنشودة....فأن الديمقراطيات التي حققتها الولايات المتحدة في العراق بعد غزوه وتدميره ونهبه واحتلاله هي ( ديمقراطية الميليشيات وفرق الموت التي شكلتها )و( ديمقراطية استباحة المال العام وسرقة الدولة وثروات العراق !)و( ديمقراطية تفشي المخدرات والفساد والتردي الخلقي وضياع القيم ) و( ديمقراطية تشكيل الاقاليم والفيدراليات مادامت تؤدي الى تفتيت العراق) فقط ..

-         وأن ثمن هذه الديمقراطيات كان كبيرا أمريكيا وعراقيا .. فقد وصل امريكيا الى أكثر من 4000 قتيل أمريكي من خيرة الضباط والجنود وعشرات الملايين من أطنان الطائرات والدبابات والمدرعات وعجلات القتال المدرعة والناقلة للاشخاص المدمرة والمهانة على يد المقاومة العراقية ..والعديد من تريليونات الدولارات التي أثقلت المواطن الامريكي اضافة الى التراجع في القدرة الامريكية في مجال التحكم بالصراع الذي لم يعد بيد القوات الامريكية وتحول تدريجيا ليصبح بيد المقاومة العراقية في حين أخذت القوات الامريكية تتخفى داخل معسكراتها المحصنة والادارة الامريكية كما هو حال الحكومة منزوية داخل المنطقة الخضراء ..والأدهى من ذلك ان كل هذه الخسائر لم تحقق أي من الشعارات والاهداف (الحقيقية والمزيفة!)..اما عراقيا فان خسائر العراق البشرية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والحضارية وغيرها لا ترتقي ولا تستوجب للوصول الى أي هدف الا اذا كان بقصد تدمير العراق وانهاء وجوده وتأثيره واخراجه من أي معادلة للصراع بين الامة واعدائها..

-         لقد قدمت (ديمقراطية القتل على الهوية واطلاق يد فرق الموت والميليشيات) التي انتشرت في العراق بفعل دعم ورعاية قوات الاحتلال خدمة تاريخية لكل حاقد وطامع ومنتقم من وطنية العراق وانتماءه العروبي الاصيل فقامت باغتيال وقتل ما يزيد على مليون مناضل وعالم وطبيب ومهندس وضابط وكادر قيادي في الدولة وغيرهم من المواطنين الغير منتمين للبعث والذين يؤمنون بوحدة العراق او بضرورة اخراج المحتل واعادة الشرعية للشعب او بنبذ الطائفية ..لقد أصبح العراق بفضل هذه الهبة ( الديمقراطية) بحيرة كبيرة من الدماء الطاهرة والزكية التي سالت لتروي ارض العراق ولتؤكد ان منهج الاعداء والمحتلين ومن جاء معهم من خونة وسراق ومزورين لايبالي بخسارة الدم العراقي ولابحجم التضحيات التي يقدمها الشعب ..فمن سيبني الديمقراطية الامريكية الجديدة في العراق ونصف عدد سكانه يتوشحهم السواد من غدر الاحتلال وحكومته التي نصبها؟..

-         أما (ديمقراطية الفوضى والفساد واستباحة المال الحرام) فقد ظهرت بوضوح في كل مرافق الدولة باشراف وتوجيه ومشاركة رؤوس الدولة والاحزاب المتحكمة وميليشياتها..ويصاب المرء بالدهشة عندما يكون الامريكان هم من يدفع ثمن هذه  (الديمقراطية ) أيضا!!..وهذه لجنة (نزاهتهم !) في مجلس النواب تقول : ( ان مجموع المبالغ التي فقدت ونهبت وغير معلوم مصيرها وخسارة العراق قد بلغت خلال خمس سنوات من الاحتلال 250 مليار دولار !..وان البؤرة الاكثر فسادا في العراق هي الامانة العامة لمجلس الوزراء!).. أما فضائح عقود غذاء الجيش العراقي التي تختص بها زوجة الطالباني وعقود هوشيار الزيباري الاستثمارية المريبة وزبانيته الذين يجوبون العالم بحثا عن ( كوميشنات الاستثمار في الاقليم!) ونيجيرفان ومسرور البرزاني ومستشاري المالكي وعمار الحكيم وهادي العامري وحيدر العبادي وعلي الدباغ فغدت حديث المواطن العراقي البسيط والمسكين والمضلل الذي خدعته اجهزة الاعلام الامريكية وهوليود وفضائيات العربية والعراقية والفرات والفيحاء وغيرها من أوكار الافاعي التي اقامت الدنيا واقعدتها لان (المرحوم عدي صدام حسين لديه عدد من السيارات الشخصية ! ) والتي كان يستخدمها في بغداد!.. لقد أصبح العراق اليوم بفعل هذه الهبة الديمقراطية الفريدة البلد الاول في العالم في الفساد المالي والاداري والسرقة والرشوة..

-         وقد أصبح العراق اليوم بفعل السياسة الامريكية ( المتحضرة ) و( الجهود التي صاحبها الكثير من التضحيات !) لبناء عراق خال من كل القيم والمباديء بحيث أصبح الخائن والمتعاون مع الاجنبي والذي يرفع المعلومات التفصيلية عن حركة الناس في الحي والشارع والمدينة الى المحتل الامريكي وطنيا من الطراز الاول ..والذي يدين بولائه لايران قبل العراق هو المفضل في التعيين وتحمل ( المسؤولية!) اما الوطني الذي لا يقبل بالاحتلال ويذود بالنفس لحماية العراق فهو (صدامي وبعثي وخائن وارهابي)  وأصبحت (ديمقراطية المخدرات والفساد الاخلاقي وتفشي الرذيلة ) شعارا يتغنى به بوش أمام العالم وهذا ما وعدهم به منذ عام 2002 عندما قال قوله بضرورة (ان نجعل هذه الدول بلا حجاب والسماح لهم بممارسة الرذيلة.....كما هو معروف وأشرنا اليه سابقا!) ..اذا كانت هذه هي الديمقراطية التي يقصدها بوش ..فنعم لقد حققتم في العراق الكثير منها وبما يفرح كل (الشواذ!) وأصدقائهم ( الساقطين !) في العالم!..

-         أما (ديمقراطية الانفصال وتشكيل الحكومات والاقاليم اللامركزية عبثا وبلا ضوابط) والتي انتشرت مؤخرا في وسط السياسيين الذين يروجون للمشروع الامريكي فهي مثال آخر للفشل الامريكي الكبير في المنهج والاساليب ..لقد اختارت الولايات المتحدة موضوعين في غاية الخطورة (للغزل والحياكة عليها!) وهما الطائفية والتعصب القومي ..ولغرض تمشية مخططها ألصقت تهمة تبني الطائفية للطرف السني والتعصب القومي العربي  بالبعث والنظام الوطني السابق لتنطلق من خلال ردة الفعل الجماهيرية والشعبية والدينية والقومية لمن (انطلى عليه هذا التزوير) لتسعى لاقامة فيدراليات الشيعة والاكراد ..وهكذا تيقن الشعب العراقي ان ما كان ينادون به من (نبذ سياسة النظام السابق )في تبني  (التفرقة المذهبية والقومية واحتضانه لجهة دون اخرى) والتي ثبت بطلانها وعدم وجودها قد باشروا بتبنيها ودعمها منذ اليوم الاول لدخولهم للعراق حتى وصل الامر بهم الى الخصومة بين خونة العراق من (حلفائهم وادلائهم)  على الانتماء الطائفي والعرقي وبذلك انكشفت لعبة المحتل وأذنابه ..

-         أن كل الجهات الامريكية المسؤولة متيقنة جيدا من أن زمن (الأيام الخوالي) الامريكية في العربدة والعنجهية والتصريحات والمناورات بالضرب والقصف والتدمير والاحتلال وتغيير الانظمة وفرض الارادات قد ولى الى غير رجعة ..وصاحبة الفضل الاول بذلك في العالم هي المقاومة العراقية البطلة وضميرها حزب البعث العربي الاشتراكي والارادة الشعبية ..والادلة على ذلك أن ايران اليوم ليست ايران عام 2002 الخائفة الذليلة التي كانت تداعب الارادة الامريكة وتهي الاجواء لتطبيقها ..فهي اليوم تهدد وتتوعد وتصرح جهارا بانها تضع يدها على كل القوات الامريكية الموجودة في العراق وتعتبرهم أسرى لديها في حال تعرضت لها الولايات المتحدة ..وايران اليوم تتعرض للسفن والمدمرات الامريكة في مياه الخليج العربي وآخرها يوم 11 نيسان 2008 بلا أي رد فعل للرئيس بوش أو الكاوبوي الامريكي الذي كان لا يقبا ان يناقشه أحد  والذي كان لا ينام الليل بل يستيقض من نومه ليدلي بتصريح أو يصدر أمرا من التلفزيون ليرد على تصرف ما ..ايران منتصرة اليوم أكثر من امريكا في العراق وهي نفس الدولة التي كانت في تسلسل محور الشر الذي صنفته الولايات المتحدة الامريكية !..انها الحقيقة الاولى الناصعة وهي ان العراقيون وممثلتهم الشرعية المقاومة العراقية حطمت المشروع الامريكي وبعثرت  مكوناته واجزائه ..ونسفت اهدافه المزيفة والحقيقية ..فاصبحت القوة المفرطة الامريكة التي يتباهى بها بوش وزبانيته وحلفاءه من خونة العراق مصدر عار لهم لا مصدر فخر ..ان امريكا اليوم لايزيدها مجدا ان تحتل بلدا مثل العراق  ولكن الشعب العراقي حمل اوسمة المجد والعز والشجاعة وهو يدمر مشروعها بالرغم مما أصابه من دمار وقتل وهدم..لقد  هزم العراقيون امريكا وأفشلوا مشروعها ومرغوا سمعتها وهيبتها المتجبرة المتسلطة بالوحل ..

-         وهم على يقين بانهم قد خسروا الرهان ..الا انهم يجب ان لا يجاهروا بذلك كأي معتدي يمتلك القوة المطلقة وهو بلا ضمير ولا قيم ولا وازع ولا رقيب وسيستمر بالمكابرة وعدم الاعتراف بالخطأ المقتنع به ..وسيسعى لبناء منظومة متطابقة مع اخلاقياته ..منظومة خالية من قيم الرجولة والفروسية والصدق ..مجموعة من الممارسات بعيدة عن أي مبدأ او وازع ديني أو أخلاقي لتتماشى مع انحداره وغرقه!.. منظومة واجبها هو اختلاق الاكاذيب وتسويق مبرراتها ..وهذا ما لمسناه بوضوح خلال استجواب  رئيس لجنة الشؤون العسكرية في الكونغرس الامريكي لرئيس هيئة الاركان العامة الامريكي ( والذي يفترض ان يكون مهنيا وصادقا على الاقل لانه يتحدث امام الكونغرس) عندما ساله: ( اذا كان ايراد الحكومة العراقية يوميا من النفط 200 مليون دولار وهي لا تفي بتعهدها بدفع 25 مليون دولار للاجئين العراقيين فلماذا نقوم نحن بالدفع بدلا عن هذه الحكومة ؟) فيجيب رئيس هيئة الاركان العامة الامريكي بقوله : ( ان ذلك يعود لان المسؤولين العراقيين لا يعرفون كيف يتصرفوا بالجانب المالي وقد اوفدنا لهم مختصين لتعليمهم ذلك!!) فيجيبه رئيس اللجنة بازدراءواضح : ( ان هذا الجواب غير منطقي وغير مقبول وغير مقنع وهل يعقل اننا بعد خمس سنوات ندفع عنهم لانهم لا يعرفوا كيف يحرروا صكا للامم المتحدة !!) ..والحقيقة أن كل جيش الولايات المتحدة وسياسييها ومخابراتها في العراق لا تستطيع ان تتحكم بما يجري في العراق وحتى سرقات الحكومة ونهبها لثروات العراق..والكل يعرف ان موضوع العراق خرج من يدهم.. والكل يكذب ويخفي على الآخر وعلى شعبه وعلى شعب العراق..وهذه هي صورة اخرى للفشل الامريكي!..

-         والجميع على قناعة بان خروج الولايات المتحدة من معضلة العراق يكمن في اسلوب واحد وهو الهروب السريع وقبل تفاقم المشكلة ..ولكنهم يريدونها وخلافا للمتيسر (انسحاب مشروط) وهذه الآلية لايمكن تأمينها عملياتيا الا من خلال العبور عبر بوابة واحدة لايوجد غيرها وهي ( المفاوضات المباشرة مع المقاومة الوطنية العراقية) ..والمقاومة العراقية وهي أقوى اليوم من الامس وبحكم مسؤولياتها التأريخية في تمثيل الشعب سوف لن تساوم ولن تتنازل عن أي من شروطها التي التزمت بها منذ انطلاقها في اوائل نيسان 2003 ولحد الآن ..وهذه البديهية معروفة أيضا للقيادات الامريكية!..وهذا مقياس آخر لفشل الادارة الامريكية في قرارها بغزو العراق وما تلاه من قرارات واجراءات !..

-         وكذلك فأن القيادات الامريكية كلها مقتنعة تماما بان حكومة المالكي الطائفية واسلوب ادارته الاقصائي والفاشل ونهجه ومنهج الائتلاف الحاقد والانتقامي جر الويلات والمصائب والمشاكل والهزائم على الولايات المتحدة وعلى الحزب الجمهوري وسمعة الجيش الامريكي..وما صممته الادارة الامريكية وما صنعته من قيادات عراقية شكلية كان سببا في تسليم العراق الى ايران ( العدو المفترض للامريكان!) واصبحت الارض العراقية التي ارادها الامريكان ساحة لمحاربة الاعداء من القاعدة بعيدا عن الارض الامريكية ..أصبحت ساحة لمحاربة واستنزاف الامريكان وخاصة (الشباب المدربين من المارينز !) وبدأت أمريكا تتحدث اليوم عن ان ايران تدعم الميليشيات الذين يستهدفون الشباب في الجيش الامريكي الذي جاء (لنشر الديمقراطية في العراق !) و(ليس له أي علاقة بايران!)..وهذا هو الفشل الآخر..

-         والامريكان يعرفون انهم يتخبطون..من رئيسهم وادارته الى قياداتهم العسكرية العليا وفي الميدان .. وفي اشارة واضحة اخرى الى الفشل والتخبط الامريكي ما جاء على لسان الرئيس بوش عنما قال : ( علينا التعاون مع مقتدى الصدر ودعمه!!!)..وماقاله وزير الدفاع الامريكي غيتس من ان ( مقتدى الصدر رجل سياسي مهم ونفضل ان يشترك في العملية السياسية! ) ويقول : ( سيصيبني التعجب اذا ما سمعت ان هنالك امر بالقبض عليه..فهو سياسي مهم ومشارك في العملية السياسية !) ..وما قاله قائد القوات الامريكية في العراق بيتريوس في افادته أمام الكونغرس حينما قال : ( ان مقتدى الصدر قائد لحركة سياسية شرعية ويجب التعامل معه بشكل حساس !) ..فما الذي يجري ؟........ألم يصنف الامريكان جيش المهدي بالميليشيا القاتلة والمجرمة والخارجة عن القانون والتي تدعمها ايران لتقويض ( الامن والاستقرار في العراق الجديد!) ..وماذا عن حملاتهم التي تستهدف (معاقل هذا التيار!)..بعد ان سمع الامريكان والعراقيين منذ سنوات من المسؤولين الامريكان بمختلف مسؤولياتهم من ان جيش المهدي والتيار الصدري هو مصدر كل الشغب ويتحمل مسؤولية الفوضى وأغلب الجرائم والقتل وان هذه الجماعات مدعومة من ايران وتتدرب قياداته في معسكرات خاصة هناك ..وتتناسى القيادة الامريكية بالامس واليوم العلاقة بين ايران والمجلس الاعلى وفيلق بدر الذي تشكل وأسند ودرب منتسبيه في ايران قبل الاحتلال والذي دخل وقتل ونهب وكان له الدور الاساسي الاول في تخريب العراق واغتيال كفاءاته وعلماءه وضباطه وخيرة شبابه ..وهذا الموضوع أثاره رئيس لجنة الشؤون العسكرية  في الكونغرس الامريكي عندما سأل عن سبب عدم ادخال فيلق بدر مع جيش المهدي كميليشيا يجب نزع سلاحها في قرار الحكومة الاخير بمنع امتلاك السلاح من قبل أي جهة عدا الدولة ؟؟..والغريب ان رئيس هيئة  الاركان العامة الامريكية قال : (اني لا أعرف الاجابة وعلي الرجوع الى المعلومات!!).. 

لقد دفعت امريكا ثمنا باهضا جدا لتحصل على هذا الاخفاق والتخبط والتيه والخذلان ..  

واذا كانت خسائر العراقيين الهائلة والمؤلمة خلال هذه السنوات الخمسة ( لا تعني شيئا ) لمهندسي حملة غزو واحتلال وتدمير العراق ..فهم يتسائلون اليوم :  

هل ان دماء الجنود الامريكان التي سالت كالانهار على ارض الرافدين وسمعة امريكا التي مرغت في الوحل  كان ثمنا امريكيا مقبولا لتحقيق الاهداف الحقيقية التي ضاعت وسط صيحات خلق ديمقراطية غوغائية للموت والسرقة و استباحة المال العام وسرقة ممتلكات الدولة وكل ثروات العراق و تفشي الرذيلة والفساد والتردي الخلقي وضياع القيم والرغبات الجامحة لتقسيم و تفتيت العراق؟...

أيها المحتلون لبلدي العراق ..ومن ساعدهم وساندهم وخدمهم وروج لمشروعهم .. 

أينما ومهما كنتم .. 

انه الفشل الذي لا يقبل الجدل ..

 

mah.azam@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                           السبت  /  06  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  12 / نيســـــــان / 2008 م