بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

يوم الماجدة العراقية في ظل الاحتلال !

 

 

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

هذه المراة واحدة من مئات الآلاف من النساء العراقيات اللاتي فقدن ازواجهن في زحمة القرابين والشهداء والتضحيات فداءا للعراق المحتل والجريح والنازف ..واذا ارادت ان تتحدث فمن أين تبدا وبأي صفحة تنتهي بعد ان ضاع أبسط الحق وسط الزحام في  (العراق الحالم بالرخاء !) ..هذا هو حال العراق اليوم وما آل اليها شعب العراق وما وصلت اليه الماجدة العراقية التي خلقت الحياة وكانت وراء كل بطولة وانجاز واقتحام وانتصار ومجد وزهو.. 

هل تبدأ هذه المراة المهجرة من دارها بعد ان فقدت زوجها على يد الميليشيات الطائفية والتي تعيش اليوم مع أطفالها بعد أكثر من خمس سنوات على ( تحرير العراق !) من (ظلم البعث والنظام السابق!) في بقايا بيت طيني بلا نوافذ وزجاج يقيها واطفالها من لهيب رياح تموز وآب وبرد تشرين .. سقف بيتهم لايتحمل زخة مطر.. والبيت بلا حمام ولا مرافق صحية وبلا أثاث وحتى بلا باب  ..بلا كهرباء او ماء.. بلا أسرة ينامون عليها  وبلا أغطية تقيهم من برد الشتاء  وهي واطفالها ليس لهم غير ملابس الصيف منذ ثلاث سنوات في عيدها الذي لا تعرف معناه ولم وجد.. تعيش هذه المرأة العراقية في ظل ( الجنة الامريكية الموعودة والعراق الوردي المليء بالرفاهية!) واطفالها على ضوء الحطب وتحتفل ..بلا شموع مع البؤس والحرمان..في نفس الوقت الذي احتفل نائب الرئيس طارق الهاشمي مع عدد من نساء المنطقة الخضراء في فندق الرشيد بعيد هذه المراة وعشرات الالوف مثلها اللاتي بلا ماوى وبلا معيل وتضطر هذه النساء  واطفالها للخروج لبيع ( السيكاير والعلكة وغيرها..) لتامين ابسط الحاجات الضرورية..  

يلفهم الليل البارد ويسلمهم لنهار لا مستقبل لهم فيه..  

وهذه الحياة القاسية والخوف الدائم غالبا ما يكسرها هجوم قبل الفجر لقوات الاحتلال والجيش الوثني ومغاوير الداخلية والميليشيات بحثا في ( القدور القديمة !) و( تنور الخبز المحطم !) عن الارهابيين !

هذه هي ( الرفاهية !) التي وعدنا بها بوش ..والتي لا يستحي ان يتفاخر بها امس عندما قال بكل صلف وعنجهية واستهتار بعقل العراقيين ( ان قرار اسقاط نظام صدام حسين سيبقى قرارا صائبا الى الابد!!).. 

نعم هو ( قرار صائب لكم ولاسرائيل وللكويت وايران وللمتنعمين في المنطقة الخضراء ) وهذا لاخلاف عليه ..ولكنه ليس القرار الصائب لشعب العراق وللمنطقة وللعالم وللانسانية أجمع ..ولان الباطل عندكم ( صواب!) فلا نستغرب ان ياتي يوم تتغنى فيه من على منبر احدى الجامعات الامريكية بهذه الصورة التي توضح حياة (العز والكرامة والحرية والرفاهية والرخاء التي تعيشها النساء العراقيات الارامل والايتام الذي بلغ عددهم 5 مليون شخص!) وربما مثال للديمقراطية والتي يتباهى بها ( محرروا العراق ومتخذي القرارات الصائبة أبدا لانهم منزهون وبلا خطيئة واختارهم الله لهذه المهمة!!!) ويفخر معهم الطالباني والبرزاني والمالكي والحكيم والقاتل هادي العامري الذي يتم الاطفال ووشح الارامل بالسواد ..هذا هو (العراق الجديد!) في زمن ( حماية المظلومين واحقاق الحق والعدل ) وهذه هي (كرامة المراة العراقية الماجدة !) في زمن ( سيطرة الشعب على ثرواته! ومقدراته!).. 

ويا رئاسة .. وحكومة ومجلس نواب .. واحزاب.. 

هذه الارقام  ليست من تخيلات تقاريرنا ولا ( مغالطاتنا!) و( تضخيمنا!) و( محاولتنا لتقويض النظام العراقي الديمقراطي التعددي اللفيدرالي الموحد العزيز الجديد!) وهو ليس ( بيانا حزبيا حاقدا عليكم !) و( قلب للحقائق !) و( تزييف للواقع العراقي الوردي!) ..انها محتويات تقرير رسمي لمنظمات حقوق الانسان ومنظمة المراة العالمية حول واقع المراة العراقية الماجدة والمضحية بعد ( تحريركم للعراق !) و(أسر واعدام قادته الشرعيين!) والعبث بمقدرات العراق وسرقة امواله وخيراته وثرواته.. 

تحية تقدير واحترام ..واجلال وفخر ..للامهات والزوجات والاخوات والبنات العراقيات الصامدات الصابرات .. 

تحية للزهو الذي سيولد المعجزات .. 

ولقد صبرنا وصمدنا .. 

وما من خيار صحيح وصائب الا خيار المقاومة الوطنية الشعبية المسلحة.. 

وما هي الا مسافات قليلات تفصلنا عن عراق ما بعد بوش والاحتلال.. وعراق مابعد هؤلاء.. 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                           الاربعاء /  05  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  12 / أذار / 2008 م