الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

نيسان 2008 و( الحلم العراقي الموعود !)

 

 

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

ونحن نحتفل بالذكرى 61 لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي وبعد خمس سنوات من الملاحقة والمراقبة والاقصاء والاعتقال والاغتيال وتزوير حقائق تأريخه ونضاله وماضيه وانجازاته واسهاماته ودخوله بكل ثقله لميادين العز والشرف في مقاومة وطنية شعبية مسلحة لمواجهة المحتل واذنابه وأدلائه فهو اليوم  أقوى وأعز وأكثر قدرة في العدة والعدد ومناضلوه أصبحوا أكثر ايمانا بمنهجه وعقيدته وأشد صلابة وبأس بعد ان راهن أعداء الامة واعداء العراق على نهايته وضعف تأثيره في محاولاتهم وخططهم الجبانة واللااخلاقية في فك وتحطيم الآصرة المتفاعلة التي تربطه بالشعب فكرا وسلوكا ومصيرا..في وقت يزداد العدو الامريكي  يأسا وتعبا وانهزاما وهو يتراجع بفعل ضربات البعث والمقاومة والتي أصبحت اليوم المتحكمة الاساسية بالصراع ..تديره كيفما ترى ووفق حساباتها الستراتيجية والتكتيكية ..تضرب في المكان الذي يؤلم العدو ويحدث فيه مقتلا وفي الوقت والزمان الذي يجعل الضربة موجعة ومحطمة حتى أصبحت القوات الامريكية أسيرة بيد المقاومة بعد ان كانت تصول وتجول ..ومدن العراق اليوم محررة ميدانيا من الغزاة وهم لا يستطيعون فرض وجودهم فيها الا ساعات وتحت تأثير القصف الشديد والحمايات المدرعة والسيادة الجوية وألوية الجيش الوثني ومغاوير الداخلية والميليشيات التي تزجها القوات الامريكية امامها ( لفتح ثغرة في حقول الالغام) ..وهذه هي بداية الانهيار الكامل للاعداء المتغطرسين وانكسار شوكتهم التي غرزوها في جسم العراق وسياتي اليوم الذي يعلنون فيها تخليهم عن هذا الغوص اللامحسوب في مستنقع الموت والهزيمة الذي دخلوا فيه منذ ان احتلوا العراق ..وخسائرهم اليوم تجاوزت رقم 4000 قتيل وأكثر من 40 ألف جريح ومعوق أمريكي مسجل وتقول بعض احصائياتهم ان الرقم الحقيقي للقتلى والجرحى هو ثلاثة أضعاف الرقم المعلن في وقت بدات الولايات المتحدة تستدين لتمول حربها الغير واضحة المعالم والاهداف وغير محددة النهاية وبدأ الشعب الامريكي يدرك سبب ازمته الاقتصادية التي تكلفه تريليونات الدولارات من اجل تمويل حرب لا (بقرة!) له فيها ولا (حصان!)..في حين يركز الجهلة والسراق والمزورين والقتلة والفاسدين وحاملي فايروسات الرذيلة والذين عينهم الاحتلال لحكم العراق للتفرغ للنهب والسرقة والانتقام من الشعب وتهيئة الوضع العراقي لتسليم الارادة والسيادة الى ايران التي ازدادت قوة ومنعة وغطرسة وتحدي !.. والامريكان والبريطانيون وكل الحلفاء اقتنعوا بعد هذه السنوات العجاف ان العراق لا يقهر ..وان الحرب كانت خدعة كبيرة ساهم فيها قادتهم واوهموا شعوبهم والعالم بالخطر العراقي الذي (يهدد!) العالم في حين ان هذا العدوان وسياسة بوش الحمقاء وضعت العالم على حافة الكارثة..

هذا من جانب ..ومن جانب آخر يتحمل الامريكان وبعد خمس (احتفالات نيسانية !) (بتحرير العراق!).. مسؤولية ما جرى ويجري في العراق منذ ان جاءوا ( محررين وفاتحين ومحتلين ) تحت ذريعة ( الدور الانساني ) ..وبعد كل هذه السنوات من قول بوش من ان غزوه للعراق كان  ( تحريرا له وان الحرية هي هدية امريكا للعالم! ومنها العراق!)..والذي علقت عليه زوجة المجرم السارق والهارب بول بريمر عندما عبرت عن ( مشاعرها ) للرئيس بوش عندما عين زوجها  بريمر حاكما مدنيا مطلقا للعراق في وصفها لما قام به بوش في الغزو الامريكي للعراق بأنه (يا سيادة الرئيس ..ان الحرية ليست هي هدية امريكا للعالم  بل هي هبة الله للانسانية ) حيث فسرت في حينها ان ( امريكا هي هبة الله للانسانية لتهبها الحرية  !)..نقول بعد خمس سنوات من (الهبة الامريكية للعراق !).. وصل عدد الشهداء والقتلى العراقيين الى مليون ونصف وأكثر من مليون ارملة ومايزيد على مليوني طفل يتيم وستة ملايين لاجيء ومشرد واكثر من 100 مليار دولار مسروقة  وغير معروف جهة صرفها والعراق مهدم ومدمر ومغيب ومنهك ومقسم طائفيا وعرقيا وتدار مقدراته وارادته وسيادته من قبل ايران جنبا الى جنب مع (السيطرة والاحكام الامريكية!)..عراق لم يجرب لحد الآن من (الهبة الامريكية والحرية!) الا حرية القتل والاغتيال والاعتداء والنهب والتهجير والاعتقال وتشكيل الميليشيات والتقسيم العرقي والطائفي والمناطقي.

والى جانب هذا الوضع الماساوي تتربع الحكومة الجاهلة والذليلة والمنصبة من الاحتلال على سلطة غير شرعية وتتحرك بدوافع طائفية وهي تجاهر ليل نهار وكل يوم بعدائها السافر لكل ما هو عربي  وقومي وتقف بشدة وقوة وبعنف ومن خلال حملات عسكرية مكثفة تساعدها الميليشيات الطائفية المرتبطة بايران للايغال بالأذى ضد ارادة الشعب ومقاومته البطلة ومناضلي الحزب ورجال ورموز النظام الوطني الاصيل ..ثم اتجهت بع ذلك لأقصاء وتهميش كل حلفائها من أحزاب وطوائف واتجاهات اخرى من الذين ساهموا في اعطاء الصفة الشرعية الشكلية لها وشاركوها في العملية السياسية ومرروا لها القوانين والدستور ..وبعدها اتجهت الى حلفائها وشركائها من نفس الطائفة لتحول الصراع الى شكل من أشكال المواجهة بين (الطرف الحكومي الذي يدعي الشرعية !) وطرف مقابل يمثل كل من يعاديها وينتقدها وينافسها او يزاحمها في السرقة وفي الولاء لايران او حتى للامريكان.. 

ومن كل هذه الصورة يسأل المتابع : 

منذ نيسان 2003 والى نيسان 2008 ..أين هو الحلم الذي وعدتم به الشعب العراقي في عراق ينعم بالحرية المطلقة والتعبير عن الرأي والمعتقد والفكر والممارسة ..وديمقراطية يتحسر عليها جيران العراق وخاصة (اسرائيل!) لتكون نبراسا وأملا لكل شعوب المنطقة لينتقل نسيمها الخلاب الى كل العالم !!!..ورخاء يصل الى حد توزيع عائدات النفط على كل اسرة وفرد ..وتامين صحي واجتماعي بحيث يجلس العراقي في بيته وهو ينعم بخيرات البلد وهي تصل اليه بلا عناء ..وتسهيلات غاية في التطور والتقدم وتعامل بمنتهى التقدير والاحترام للعراقي في كل دول العالم بمجرد ان يبرز جواز سفره لهم !.. وسينتهي زمن ( الاعتقالات!) و(الاعدامات!) ليحل محلها زمن احترام الذات العراقية التي (لم نكن) نحترمها كما (تحترم!) اليوم لولا (هبة الله ) التي أختص بها الامريكان ليجعلونا أكثر ديمقراطية وانسانية ! 

على كل حال ..انه حلم كباقي الأحلام .. التي نادرا ما تتحقق في هذا الزمان!!!..

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

حول طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                           الاثنين  /  01  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  07 / نيســـــــان / 2008 م