الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

بنادق ( موديل 1968 ) وحدها التي ستبقى تقاتل للنهاية

 

 

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

بالأمس نصحنا (التيار الصدري وجيش المهدي ).. كما ننصح اليوم من يريد أن ينقذ العراق بان المواجهة الوطنية الحقيقية مع المحتل وأذنابه تحتاج الى مقومات أساسية أهمها الايمان بالهدف وهو تحرير العراق والذي يستوجب قتالا جهاديا لا تؤثر فيه الاجتهادات وخاصة تلك التي يجري صياغتها في دهاليز أجنبية دخيلة ومغرضة ومنتفعة ..تلك التي ارادت وتريد الشر بالعراق وشعبه وتأريخه .. 

وقلنا ان الازدواجية في المعايير والاحكام والكيل بمكيالين ماهي الا صفة أمريكية وصهيونية دخيلة على الشعب العراقي ..ونذكر بهذه المناسبة بان اول من نبه على هذه السلوكية  وطرحها ضمن هذه التسمية عالميا واقليميا هو الشهيد الخالد صدام حسين في قيادته لصفحات المواجهة التأريخية بين العراق والولايات المتحدة ومخاطبته للرأي العام العالمي والعربي والاقليمي وتوضيح كيف ان الاعداء الستراتيجيين للعراق وللامة كانوا ينتقون المواقف والاحكام التي يراد تطبيقها علينا ولا تطبق على غيرنا .. 

واليوم يتوضح للشعب أن الادعاء شيء والوقائع شيء آخر ..وان ما استبيح اليوم كان (جرما في النظام السابق!) ..وما كان محرما في النظام الوطني يوم كان العراق وكان صدام أصبح اليوم عرفا وسلوكا ونهجا وصل الى حد ان الخائن ( ومن خلال كونه قائد اليوم!) يتندر بانه عميل لكذا عدد من مخابرات العالم وأصبحت هويات وكالة المخابرات المركزية والاستخبارات الاجنبية وهويات عدم التعرض الصادرة من المحتل  لدى البعض ( في بداية الاحتلال ! ) تعلق في الاعناق ! من باب التباهي والتفاخر واليوم يخبيء هؤلاء الخونة هذه الهويات في (جواريبهم!) خوفا من سيوف الحق البطلة التي ترصد تحركاتهم في كل مكان..  

وعلى الرغم من مرور خمس سنوات من الاحتلال والقتل والتشريد والتجويع والحرمان والمطاردة والملاحقة للعناصر الوطنية العراقية وخصوصا مناضلي حزب البعث العربي الاشتراكي ورجال النظام السابق من عسكريين ومدنيين ..الا ان هذه السنوات زادتهم قوة وقدرة وأعطت للمقاومة العراقية تجربة وخبرات وامكانات وقدرات ورجال جعلت منها واحدة من أكثر التشكيلات الوطنية كفاءة وتجانس وتأثير وقيادة وتحكم بالصراع على مستوى كل تجارب العالم .. 

وسوف لن نتجنى على احد عندما نقول ان ( جيش الامام!) لم يكن مشروعا او تشكيلا من تشكيلات المقاومة الوطنية العراقية على الرغم من انه شارك في قتال الامريكان في يوم من الايام ..لا انه تحول بفعل فاعل وقدرة مؤثرة من الاستمرار في هذا النهج الى محاربة ما يحاربه الاحتلال وقام باغتيال من ارادت الحكومة والميليشيات المرتبطة بايران اغتياله..واعتمد نهجا طائفيا مقيتا في تهجمه على البيوت والاهالي والعوائل وأشاع فيها القتل والنهب والسطو المسلح .. 

ومعروف لدينا ولدى تشكيلات الحكومة الحالية الامنية ومنها المخابرات كيف ان لقادة هذا التيار معتقلات سرية خاصة به يقبع فيها من سنين خيرة مناضلي ووطنيي وضباط العراق وهم يتعرضون لأبشع عمليات التعذيب الوحشي والذي ينتهي بهم جثث هامدة مرمية على قارعة الطريق وفوق المزابل الكثيرة المنتشرة في بغداد ..وحسب تصريح مدير الطب العدلي في بغداد في الاسبوع الماضي الذي يقول فيه ان عدد الجثث التي يعثر عليها وتسلم الينا هي (10 الى 15 جثة ) مجهولة الهوية يوميا فان ثلاثة منها على الاقل هي من فعل فرق الموت الخاصة بهذا ( الجيش الذي تخلى عن قتال الامريكان ليتجه لقتال خيرة شباب العراق) والباقي من حصة عصابات ميليشيات الداخلية واستخبارات الجيش الوثني وبدر والصغير والعنزي والجلبي وغيرها .. 

وحيث ان قيادة التيار الصدري دائما ما يرددوا من انهم ( قيادة الانتفاضة الشعبية المقاومة للمحتل!) الا انه في سابقة غريبة على الانتفاضات والتشكيلات الوطنية المقاومة للمحتل ( على حد تعبيرهم!) ..تخلى هذا التيار عن مظاهره المسلحة ( حسب ادعائهم ! ) ودخل في خضم العملية السياسية التي يشرف عليها ويرعاها المحتل واصبح له ممثلون وبعدد مهم في مجلس النواب وعدد من الوزراء في حكومة المالكي .. 

واول ما عمله وزراء هذا التيار هو تصفية العناصر والكفاءات والكوادر العراقية على اسس طائفية من جهة ولاولائك الذين لازالوا ( محسوبين على النظام السابق!) من جهة أخرى ..كما حدث في وزارة الصحة عندما جعل الوزير من التيار الصدري وحاشيته أقبية الوزارة سجونا رهيبة ليس فقط (للمعارضين وللآخرين !) من منتسبي الوزارة ولكن للمواطنين المراجعين الذين يختلفون معهم في المذهب ..وهكذا جعل التيار الصدري ( الوطني !) وزاراته لمنتسبي جيش المهدي وللتيار الصدري ومؤازريه ( في التكوين الاداري وللمراجعين!) .. 

وعم الفساد المالي والاداري في وزارات هذا التيار بشكل أصبح يهدد ( السراق الكبار!) في الدولة..اولائك  الذين يعرفون (كيف يتصرفون وأين يفاوض ممثليهم وأين تودع الاموال!!) لأن وزارات هذا التيار كانت مقرات للتفاوض العلني وفي وضح النهار على نسب الرشاوي التي يأخذها ( ممثل السيد القائد الحجة !) .. 

وأصبحت وزارات التيار مقرات للقتل والاعتقال والسرقة ..وكثر الحديث عن هذه التجاوزات مما جعل الامريكان يداهمون هذه (المقرات!) عدة مرات ويعتقلوا المسؤولين عنها ..مما جعل مقتدى الصدر يقوم بخطوة استعراضية معروفة مبرراتها سحب بموجبها وزراءه من الحكومة وانزوى بهم جانبا!!.. 

 وتبع ذلك واحدة من أكثر القرارات غموضا وغرابة وأيضا ( على تشكيلات الانتفاضات الشعبية!!) عندما أعلن مقتدى الصدر عن ايقاف عمليات جيش المهدي العسكرية ضد الجيش الامريكي وحلفاءه  الذين يحتلون العراق على الرغم من استمرار تعرضهم للمداهمات والاعتقالات من قبل الاحتلال والداخلية والجيش الوثني لملاحقة عصابات القتل والسلب والنهب في صفوفه ..وقال نصا : ( ان من يخالف هذا الامر نحن منه براء!!) ..وهكذا أخذت قيادة التيار الصدري تثقف قواعدها على ان محاربة الامريكان أو من يرفع السلاح بوجه الحكومة أمر مرفوض وسيتبرأ ( السيد القائد الحجة !) ممن يخالف ذلك! 

وفجأة ..اندلعت المواجهات بين جيش المهدي والحكومة .. 

وقلنا منذ البداية ان كل وطني شريف يهتم ويتألم لاراقة دماء الابرياء من رجال ونساء واطفال وشيوخ ومحاصرتهم تحت حجة اجراءات منع التجوال وقطع الماء والكهرباء والخدمات عنهم وخاصة عندما تكون هذه التضحيات ناتجة من ظروف مفتعلة لا علاقة لها بالوطنية ..وعن مواجهات يخطط منذ البداية لها كيف يخرج الجميع منتصرا.. الا المواطن البسيط وهو الخاسر الوحيد في عراق محتل عديم السيادة والارادة.. 

وكان الشعار الواضح جدا في هذه المواجهات هو وكما أسلفنا الازدواجية والكيل بمكيالين من طرف الولايات المتحدة ابتداءا من بوش الى الخارجية الامريكية والاحتلال على الارض العراقية والحكومة بكل أجهزتها العسكرية والامنية والاعلامية وبضمنها قناة العراقية الفضائية وكل القنوات الطائفية التابعة للائتلاف العراقي وحتى قناة المنار ..وكان فخا كبيرا نصبوه لغيرهم فوقعوا فيه ..(فالدولة العراقية الشرعية!) تحارب ( الخارجين على القانون والذين يحملون السلاح بوجهها!!) وكل من ظهر للاعلام قال : ( ان هذا امر طبيعي وبديهي وهذا من واجب الدولة!) ..وهم يقصدون طبعا ( دولتهم !) وليس كل دولة ..لان (دولة العراق الوطنية السابقة أي دولة البعث  ) غير مشمولة بهذا التعميم ..تماما كما في اشاعة الديمقراطية والتعددية التي ( لايجوز لحزب البعث المشاركة فيها!) .. 

وظهرت صفحة أخرى من ازدواجية المالكي وحكومته وأجهزته الذي لم يستخدم لحد الآن تعبير أنه يحارب (جيش المهدي أو التيار الصدري!) بل يقول الخارجين عن القانون ..والفعل على الارض يستهدفه مباشرة ..والتيار الصدري يستهدف المالكي وأجهزته بالاسم..وهذا ما يفعله كل الائتلاف ..فهم ضد الجماعات المسلحة والخارجين عن القانون واللصوص ولم يقولوا جيش المهدي..بينما لازالت فضائيات الدولة الطائفية (تلعلع) لحد اليوم وتدعو لمحاربة ( الصداميين والبعثيين!).. 

وضوح لا لبس فيه في الطرح والتوجيه والتحريض على البعث والنظام السابق لاقصائهم واغتيالهم وملاحقتهم ..وكلام مبطن ومغازلة وعتب يتحول تدريجيا الى تمجيد وشكر وتقدير للعصابات الاجرامية والقتلة والسراق والخارجين عن القانون!!. لدورها الوطني في درء الفتنة !!.. 

اذا كان ملايين الشهداء( نصفهم من مناضلي البعث والقوات المسلحة والاجهزة التي حمت العراق من عبث الخونة والجواسيس)  وتدمير العراق هو ثمن بخس ومناسب كما يقول موفق الربيعي لكي يستلموا السلطة ويحكموا العراق ويسرقوه ..وبالمقابل فان بعض من قطرات دماء ( المتقاتلين على السلطة المحلية وسرقة النفط ) و( هيبة الدولة الطائفية !) التي لاتحضى بدعم حلفائها السياسيين هو ثمن غالي وثمين على الشعب كما يقول الانتهازيين ..فقد غلب ( قومنا) الامريكان والانكليز في ( فن استخدام معايير الازدواجية  والكيل بعدة مكاييل!!).. 

أن هذه المواجهات اندلعت لتتوقف.. واشتعلت لتنطفيء.. لأن اسبابها المعلنة غير أسبابها الحقيقية ..هذه المعارك لاعلاقة لها بالاحتلال ولا بحاجات الشعب المكافح والمظلوم ..وليس لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد بخدمة الشعب ورفع الحيف والظلم والمعاناة عنه ..لقد قلنا ان هذه المعارك ليست معارك الفلوجة وسامراء والموصل وبغداد لتستمر.. 

وسيلقي ( جيش الامام !) اليوم او غدا أو بعد أيام سلاحه مادام في الجسم ( عرق ايراني !!) ينبض..ونصحناهم للتأريخ كيف يكونوا ليقفوا في صف الشعب ..ولم يسمعوا وسوف لن يسمعوا ذلك..ولكننا نعرف جيدا أن هذه المسرحية ستنتهي فجاة كما اندلعت فجاة  !!!.. 

واستغل ( العديد!) من الاطراف هذا ( الخصام!) ليعبر عن (حرصه الشديد على دم الصدريين والبدريين والايرانيين !) وتعاطف هذا البعض مع الحكومة ( النزيهة جدا!) في حملتها لمكافحة اللصوص وسراق النفط في البصرة ..وأيد هذا البعض مسعى هذه الحكومة ( الوطنية المنتخبة والمتسامحة نظيفة اليد من دماء العراقيين !) في محاربة ( القتلة ) وبسط (الأمن المفقود في البصرة!) بعد أن أشاعت ( الفرحة !) في عيون الاطفال العراقيين في كل المحافظات التي (تنعم!) بالامان والديمقراطية ( بلا ) ملاحقات ومتابعات واغتيالات وتهجير!!.. 

أما العراق شعبا وتأريخا وسيادة وثروات ..ودمائنا وشهدائنا وتأريخنا وسيادتنا وارادتنا وحقوقنا وأنهار الدماء الزكية التي اريقت فلا مدافع عنها من هؤلاء .. 

هؤلاء البعض يريدون ان يسجلوا حضورا في تشريفات قصور المالكي ( الذي سيعود منتصرا الى بغداد!) ليبدأ هجوم الموصل الحاسم !!.. 

ترى هل سيوجه هؤلاء البعض نداءا الى الاطراف التي ستتصارع في مدن ونواحي وقرى الموصل وشوارعها ليطلبوا من ( الطرفين!) وخاصة الحكومة التوقف عن اراقة الدماء العراقية الزكية!..أم سيقوموا بدعم خطة الاحتلال والحكومة في التخلص من العناصر الوطنية والمقاومة والتي وصفوها بأنها ( زمر ارهابية!) ..واذا تقولوا ان ما تقاتله أجهزة الحكومة في البصرة والمدعومة من الامريكان هم مواطنين عراقيين وما تقاتله هذه الحكومة والمحتل في الموصل هم من تنظيمات  (القاعدة!) فقد قال المالكي بعظمة لسانه : ( ان من نقاتلهم اليوم في البصرة هم أسوأ من القاعدة!!).. فماذا ستقولون؟!.. 

وللتأريخ نقول: نعم لقد انتفض البعض من هؤلاء البعض لمقتل ملايين العراقيين واعتقالهم وتهجيرهم ولتدمير العراق وتغييب دوره الانساني والقومي..وحضروا المؤتمرات التي تدافع عن العراق وجاهروا بالموقف والكلمة  ..وبعضهم حمل السلاح وقاتل المحتل.. 

ولكن ..لكوننا ( قافلين على هدفنا) ..أو ليكن أن تسمونا من الموديلات القديمة ..فنحن نعتب على من يتخلف ( جهلا أو ضعفا في العمر ..أو تعبا ) عن مسيرتنا ويحول تصويب بندقيته او قلمه ليحيد عن الهدف لتضيع.. طلقاته وكلماته الطائشة سدى!!.. 

 أما من يغازل ويهادن ويجامل ويرتد  .. 

فأشجارنا ككل الاشجار دائما ما تتساقط منها الاوراق الذابلة.. 

وختاما.. 

حيا الله ابنة العراق المناضلة ام حذيفة الدليمي عندما وصفتنا في مقالتها بموديلات عام 1968 ..لانها وحدها هذه البنادق والاقلام والثقافة والتربية والسلوك هي من ستبقى تقاتل الى ان تخرج المحتل خاسرا ومهزوما وذليلا .. 

ووحدها ستلاحق الادلاء الخونة الذين سيتدافعوا للهروب تاركين ورائهم كل شيء.. 

ولتطمئن الرفيقة نخلة العراق .. سوف لن تكون لعيوننا ونظاراتنا الطبية أية اسهامات في النيل من أعدأئنا .. 

لأننا نراهم ونصوب عليهم وننال منهم ببصيرة القلب والضمير..

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

شبكة المنصور

                                            الثلاثاء  /  25  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  01 / نيســـــــان / 2008 م