بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

نتمنى لو ان الجمهوريين يفوزون بالرئاسة الامريكيه ؟!

 

 

 

 

شبكة المنصور

د فيصل الفهد

 

يصدق من يقول ان الله وحده يعلم مالذي ستجلبه علينا القوادم من الايام لاسيما وان جانب مهم من امور شعوب الارض المبتلاة فرض عليها ان تربط جانب مهم من حياتها ومستقبلها بيد الاخرين....ففي اغلب دول العالم تكون الانتخابات فيها شأن يخصها الا ما يجري في الولايات المتحده الامريكيه فأن انظار العالم تتجه الى سباق مارثون التنافس للحصول على الترشيح للانتخابات الرئاسيه وكثير من ما يعنيه مستقبل دول وقضايا دوليه مهمه جدا يربطها اصحابها بما ستؤول اليه نتائج تلك الانتخابات الامريكيه المثيره للجدل وعلامات الاستفهام.

ان المشاركين في مضمار السباق لم يتركوا صغيره او كبيره ..شارده او وارده الا واستخدموها لكسب تعاطف الناخبين الامريكيين واغلب هؤلاء او جزء مهم منهم لايدري ان كان هذا او ذاك من المرشحين قادر فعلا على تقديم ما يتمناه المواطن الامريكي البسيط الذي كوته نار الضرائب وانعكاسات السياسه العبثيه لرئيسه الحالي الذي كبل امريكا بمشاكل لاحصر لها ولن يكون بمقدور حتى رئيس بقدرات سوبرمان ان يخلص امريكا من تداعياتها ونتائجها الكارثيه فسمعة امريكا في الوحل واقتصادها في اسوء حالاته والخدمات الاجتماعيه بائسه والقوات المسلحه منهكه التحديات الخارجيه للقوى المنافسه مرعبه فالصين وروسيا وغيرهما يكبران في كل شئ واكذوبة الحرب على الارهاب فشلت فشلا ذريعا واحتلال العراق وافغانستان اصبحا عبأ اكبر من ان تستمر امريكا على تحمله لاسيما وان من كانت تعول عليهم من الحلفاء بدؤا بالتملص واحد بعد الاخر لانهم اكتشفوا اخيرا انهم مع الطيش الامريكي يركضون وراء سراب وانهم سيخسرون بلدانهم.

صحيح ان امريكا شهدت رؤساء حمقى كثيرين الا انها شهدت بعض العقلاء ايضا ولكن تاريخ الرؤساء لم يشهد اسوء من الرئيس بوش الابن في كل شئ فهذا الرئيس لم يترك شئ يعتب عليه وظل يرتكب الحماقات منذ توليه الرئاسه ولن يغادرها الا بعد ان يتقاعد ويذهب الى مزرعته في تاكساس ليتحمل من سيبتلي بعده نتائجها فأن كان جمهوريا فأنه سيستمنر على ذات الخطى الحمقاء كما يؤكد جون ماكين (71 عاماً) وهذا سيعني ان على امريكا السلام لان السياه التي سار عليها بوش الابن اوصلت امريكا الى حافات الهاويه ومجئ ماكين يعني انه سيدفعها الى الهاويه ولن تقوم لها قائمه بعد ذلك .

اما اذا حبا لها الامريكيين وجائهم رئيس ديمقراطي فأن بعض الشر اهون فقد يحاول هذا الرئيس (لاسيما باراك اوباما) ان يرقع الامور وربما استطاع ان يعيد شئ من التوازن لامريكا المترنحه داخليا وخارجيا...اما اذا جاءت هيلاري فهي ستعيد انتاج نمط سياسي قريب من ما كان يفعله زوجها وهي بذلك لن تكون بعيده جدا عن منهج الجمهوريين لاسيما في التعامل مع السياسه الخارجيه لانها من المدرسه التقليديه الامريكيه التي لاتجازف بسياسه خارج المتفق عليه بين الحزبين أي بالمحافظه على الثوابت.
ففي قافلة الحملة الانتخابية في عام 1992، استخدم بيل نكتة حول ذلك. فقد قال ضاحكا: " انتخبوني وأحصلوا على اثنين بسعر واحد". وأعتقد كثير من الأميركيين أن هذه ليست فكرة سيئة. فقد كان هناك ملصق إعلاني شهير موضوع على مصد ( مخفف الصدمة ) في السيارات في ذاك الوقت يقول :" إنني أنتخب زوج هيلاري".

ويبدو أن آل كلينتون ( بيل وهيلاري كلينتون ) يريدون عودة وإحياء ذلك الملصق الإعلاني على مصدات السيارات. فبيل كلينتون يعود في الحملة الانتخابية الخاصة بزوجته، وقد إزداد فصاحة وبلاغة بشأن أيامه في البيت الأبيض، واعداً بمزيد من الأوقات الطيبة إذا أصبحت هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية : قائلا إذا كنتم أحببتم كلينتون-1 ؟ فلتحبوا كلينتون-2 والمشكلة بالنسبة لهيلاري كلينتون هي أنها - كالعادة - تريد كل شئ. فهي تريد أن يتم تقييمها على أساس جدارتها الخاصة ولا تُعامل كتابعة لبيل كلينتون. ولكنها تريد أيضا أن تحصد الفوائد من شعبية بيل كلينتون، وتقدم للناخبين اقتراحا مطمئنا بأنه لو كانت هناك أزمة وهي في البيت الأبيض، فإنه سيكون هناك شخص موجود قريب لديه بالفعل حقيقةً خبرة في السلطة التنفيذية - أي بيل كلينتون - ليقدم يد المساعدة.

من الصحيح والحقيقي أن إدراة بوش كافية لجعل أي امرئ يحن لحقبة كلينتون. فمقارنةً بالكوراث التي أطلقها الرئيس بوش، فإن إساءات تصرف بيل كلينتون تبدو مثل هفوات صغيرة. ففي عهد كلينتون، لم تسقط الولايات المتحدة في أزمة اقتصادية مدمرة، ولم تسجل ديونا قياسية وعجزا في الموازنة قياسيا، ولم تتبن سياسة تعذيب الناس، ولم تسع إلى تدمير معايير حقوق الإنسان الدولية، ولم تغرق في أي حروب كبرى بلا هدف ولا يمكن الفوز فيها ولم تُغضب وتنفر قطاعات كبيرة من سكان العالم. ومن ناحية أخرى- وحيثما كان آل كلينتون معنيين- فإنك ما أن توقف مقارنة فترة رئاسة كلينتون بفترة رئاسة بوش، حتى لا تبدو عظيمة جدا. فإجمالا، كانت حقبة كلينتون هي زمن الحرب الثقافية والفضائح و الإصلاحات الخرقاء والتذبذب والشلل.

وفي مجال السياسة الخارجية على وجه الخصوص، كانت فترة رئاسة كلينتون حقبة من الفرص الضائعة. ففي الصومال والبوسنة وهايتي ورواندا وكوسوفو، شاب السياسة الأميركية التردد وانعدام الالتزام. وبالرغم من الخطابية المؤثرة حول التحديات الناشئة التي شكلتها العولمة والانتشار النووي وأسلحة الدمار الشامل وتصاعد الإرهاب الدولي، فإن كلينتون طور القليل من السبل الإبداعية لموجهة هذه التحديات؛ واتجاهه أو مقاربته من الصراع والأزمة هامشي وبطئ. وهزيمته المبكرة في موضوع الشواذ في الجيش جعلته خائفا جدا بمكان بحيث أنه بعُد عن الجيش في معظم فترة رئاسته، سامحا على نحو سلبي للأفراد غير العسكريين بإملاء شروط كثير جدا من قرارات السياسة الخارجية ومتجاهلا المسائل الصعبة بشأن كيفية إعادة صياغة وتشكيل الجيش ليواجه تهديدات ما بعد الحرب الباردة.

ويقدم أوباما شيئا إصلاحيا وجديدا فيه تحول وتغيير وهذا يخيف بعض الناخبين، الذين يتساءلون ما إذا كان يمكنه أن يصمد ويسلك طريقه وفقا لإمكانياته التي لا يمكن نكرانها.... لأن أوباما ( الذي كان تقييمه وتقديره في مجال السياسة الخارجية أفضل حتى الآن بدرجة كبيرة عن تقدير وتقييم هيلاري كلينتون حول العراق وإيران وباكستان) هو الحاجز الديمقراطي الرئيسي أمام فترة رئاسة كلينتونية ثالثة. ولكن أيضا لأن وعد أوباما بسياسة تتجاوز الحزبية هو رفض ضمني لمنهج وسياسة آل كلينتون ( بيل وهيلاري كلينتون ) ولاستعدادهما لترك القرارات الوطنية الحاسمة تدفعها وتوجهها اعتبارات سياسية تافهة ولانعدام الاهتمام لديهما في التعامل مع المسائل الكبرى عندما كان يمكن أن يقوما بتسوية هنا أو إصلاح هناك.

ان مشكلة مرشحي الحزب الديمقراطي (اوباما وهيلاري) ان لكل واحد منهم مثلبة يحاول الجمهوريين استغلالها فالمرشح اوباما ملون والامريكيين لم يسبق لهم وان انتخبوا رئيسا ملونا لهم لان غالبيتهم لازالوا عنصريين في دواخلهم ومن هنا فأن الجمهوريين يدعمون بالخفاء والعلن تفوق اوباما على هيلاري ليكون مرشح الديمقراطيين لانها(هيلاري) اخطر عليهم من اوباما رغم انها امرأه ولم يسبق ان فازت امرأه لتكون رئيسه لان الامريكيين لايحبذون ان تقودهم امرأه...الا ان لهيلاري دعائم قوه كونها مسنوده من مراكز القوى المهمه في الحزب الديمقراطي ولديها خبرة زوجها بيل كلنتون الذي يحظى بحب الملونيين واحترامهم .

ان الملفت للانتباه في السباق التنافسي هو ان كل منهم جمهوريين وديمقراطيين يشبهون انفسهم بنماذج رئاسيه سبقت وان نجحت في قيادة امريكا ولكن أي منهم لم يتطرق لاسيما الجمهريين الا فترة جورج بوش الابن بل العكس من ذلك تماما رغم ان المرشح الاقوى جمهوريا ماكين يريد ان يكمل سياسة بوش......ومع ذلك فأن الجمهوريين تمحور استخدامهم الخاطئ للتاريخ، حول إدارة الرئيس الأسبق رونالد ريجان. ذلك أن التنافس الرئاسي "الجمهوري" بدا بين مرشحي الحزب في بعض الأحيان، أقرب إلى تنافس على النمط البطولي، الذي يحاول خلاله كل واحد من المتسابقين تأكيد تفوقه على غيره في تقليد نموذج الرئيس الأسبق ريجان. فقد ورد اسم هذا الأخير 34 مرة على ألسنة مرشحي الحزب خلال الحوار الذي أجرته معهم شبكة "فوكس نيوز" في مطلع الشهر الجاري. ولكن مع ذلك، بدا استشهادهم بريجان، أقرب إلى الحنين لاستعادة لحظة سعيدة من لحظات المحافظين، من كونه استشهاداً دقيقاً وصائباً بالتاريخ.

أن الاستخدام الأسوأ لأحداث التاريخ، كان من جانب المرشحين الرئاسيين "الديمقراطيين"، لاسيما المرشح باراك أوباما، وإلى جانبه أنصاره الكثر المتحمسون من العاملين في شتى وسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية. وفي رأي الكثيرين أنه من النادر جداً أن يأسر مرشح رئاسي بقلة خبرة "أوباما" في السياسة وشؤون الحكم، خيال كل هذا الحشد من الشخصيات الأميركية المؤثرة. ولعل إحدى الوسائل التي يمكن بها لمرشح مثله تعويض ذلك النقص في الخبرة، هي انتقاء أسماء رؤساء عظماء في سيرة التاريخ، والزعم أنهم ربما شاطروه في نقص خبرته. فمنذ وقت مبكر من انطلاق السباق الرئاسي، ذهب أنصار "أوباما" إلى تشبيهه بالرئيس الأسبق فرانكلين كينيدي، الذي كان حديث تجربة بالعمل الرئاسي. ومؤخراً حاول آخرون من مؤيديه تشبيهه بالرئيس الأسبق أبراهام لنكولن، الذي لم يعمل بمجلس النواب سوى لفترة واحدة فحسب، قبل أن ينتخب رئيساً للبلاد في عام 1860.

والحقيقة أن هذه المقارنات قد مضت في تشويه التاريخ وحقائق الماضي إلى مدى لا يمكن تصوره. فعندما خاض كينيدي منافسات السباق الرئاسي، كان قد عمل لثلاث فترات كاملة في مجلس النواب، إضافة إلى فوزه مر له. ويصل إجمالي المدة التي خدمها كينيدي في هذه المناصب النيابية إلى 14 عاماً بالتمام والكمال. وقبل ذلك كان كينيدي أحد أبطال الحرب العالمية الثانية، بعد أن رصعت كتفيه نياشين قدامى محاربي الجبهة الجنوبية في المحيط الهادئ. وبحكم كونه نجلاً لسفير بلاده بريطانيا سابقاً، فقد كان مطلعاً أيضاً على الشؤون الخارجية، ما دفعه إلى تأليف كتابه الشهير "لماذا نامت بريطانيا"؟ إضافة إلى كونه أحد أقطاب الإعلام والصحافة في مرحلة ما بعد الحرب. وليس في هذا السجل طبعاً ما يمكن مقارنته برصيد "أوباما" المحدود من العمل النيابي في ولاية إلينوي، الذي لا يتجاوز الثماني سنوات ومع كل ذلك فقد نال اوباما تأييد ابنة الرئيس الراحل جون كينيدي، كارولين كينيدي التي اشادت به باعتباره "رئيسا مثل والدها".

وبالقدر نفسه يشوب التشويش وإساءة استخدام نفس الحجج في انتخابات مجلس الشيوخ، حيث كان عضواً فاعلاً في لجنة العلاقات الخارجية التابعة التاريخ، تلك المقارنة التي أجريت بين "أوباما" والرئيس الأسبق أبراهام لنكولن. فعلى رغم أن لنكولن لم يمض سوى فترتين فقط في مجلس النواب، عقب انتخابه في عام 1846، إلا أن نشاطه العميق والمكثف في المجال السياسي، سواء على مستوى ولايته أم على المستوى القومي العام، يعود إلى عام 1832، وهو نفسه العام الذي انتخب فيه لرتبة "كابتن" في مليشيا إلينوي، أي قبل 28 عاماً من انتخابه رئيساً للبلاد. وقد عمل حينها زعيماً لـ"حزب واي" بولاية إلينوي، وكان قائداً لمعارضة حرب المكسيك.

ولم تقف المقارنات بين "أوباما" والرؤساء السابقين العظماء عند هذا الحد، بل لقد ذهب البعض أبعد من ذلك، ومنهم المؤرخ جوزيف إليس، الذي قارن بين "أوباما" وكل من الرئيسين المؤسسين توماس جيفرسون وجيمس ماديسون، على أساس ضحل وفج، من خلال مقالة نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز. ووجه المقارنة هذه المرة، هو تبني السياسات اللاحزبية. والصحيح بالطبع أنه يستحيل وصف كل من جيفرسون وماديسون باللاحزبية، لكونهما مؤسسين لما تطور لاحقاً ليصبح الحزب "الديمقراطي" الذي يمثله "أوباما" اليوم ، وربما يكون الآتي في باقي الحملة أعظم.

فان اوباما وكلينتون يواصلان تبادل الاتهامات. فقد هاجم السناتور اوباما في تصريح لشبكة "ايه بي سي نيوز" الرئيس السابق وزوج منافسته الديموقراطية بيل كلينتون، متهما اياه بتشويه الوقائع حوله.وقال اوباما "بات الامر عادة، ومن الامور التي علينا القيام بها ان نحاسب بيل كلينتون حين يدلي بتصريحات لا تستند الى وقائع".

ويحظى بيل كلينتون باحترام كبير في صفوف السود وهو يقوم بحملة نشطة لمصلحة زوجته هيلاري.
وكثيرا ما يتبادل الخصمان خطابات حاده لاسيما حول الحقوق المدنية ومحاولة كسب ود الملونين والعروق الامريكيه من اصول اخرى.

ومن ابرز حالات الجدل ذلك الذي بدأ حين اكدت كلينتون ان "حلم مارتن لوثر كينغ اخذ يتحقق حين اقر الرئيس (ليندون) جونسون قانون الحقوق المدنية". وقد اوحت هذه العبارة ان الحلم الاسود ما كان ليتحقق لولا رئيس ابيض. واعتبر قسم من السود ان هذا التصريح بمثابة اهانه لهم.

وهكذا تحولت المعايير العرقية فعليا الى عامل بارز في معركة الانتخابات الرئاسية ويضاف لها عامل مهم هو المخاوف من انكماش الاقتصاد وتراجع البورصات حيث يمكن ان تشكل اطارا مثاليا لمعركة سياسية تعزز موقع هيلاري في مواجهة اوباما وتفيد تقديرات فريق اوباما ان اداءه الجيد في المناطق الريفية والفارق الضئيل جدا في الأصوات في المدن، سمحا له بالحصول على 13 مندوباً مقابل 12 فقط لهيلاري كلينتون ... وتهدف الانتخابات التمهيدية الى الحصول على تأييد المندوبين تمهيداً للمؤتمر الوطني للحزب الذي سيختار رسمياً مرشحه في نهاية آب القادم في دنفر في ولاية كولورادو ( غربا ) ..

وايا كانت النتائج فأن العالم ينتظر ماذا يمكن ان تضفي اليه هذه السباقات عسى ان يفوز عاقل ليخلص الامريكيين والعالم من الثور الامريكي الهائج الطائش ويجنبنا شرور رجال الكاوبوي الذين لايفرقون في قتلهم للحياة سواء كان المقتول بقره ام انسان! ومن هنا نمنى ان يفوز ماكين ليخلص العالم نهائيا من الشر الامريكي فعندها لاتعود هناك قوه غاشمه واحده تتحكم بمصير البشريه اليس كذلك؟!

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                           الاربعاء /  19  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  26 / أذار / 2008 م