الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

في ذكرى تأسيس حزب البعث

 

 

 

 

شبكة المنصور

د فيصل الفهد

 

لا تزال إدارة الاحتلال تحاول ترقيع إفرازات تخبطها المستمر في العراق المحتل فتارة تستخدم قواتها المندحرة وتارة أخرى عملائها الذين سلطتهم باسم الديمقراطية على رقاب الشعب العراقي وحينما أصبحت هذه المحاولات هماً إضافياً على المحتلين دفعت هذه الإدارة مجاميع وأشخاص من الراكضين وراء الجاه والمال لأن يتصدروا ويطرحوا مشاريع ومقترحات وبرامج عمل يشم منها حتى من الذين زكمت أنوفهم رائحة الخيانة للوطن وللدماء الزكية التي سالت من أبنائه والتضحيات الكبيرة التي قدمها العراقيون طيلة الفترة الماضية ابتداءً من الحصار الجائر 1990 ومروراً بسلسلة الاعتداءات العسكرية ثم الاحتلال وما أعقبه من جرائم طالت مئات الآلاف من أبناء شعبنا الصابر.

إن الملفت للانتباه في هذه المحاولات هو أن مروجيها يتحدثون على الدوام نيابة عن أطراف وطنية لها باع طويل في العمل النضالي وسجل حافل في التضحيات من أجل عزة وكرامة الوطن بل الأدهى من ذلك أن بعض هؤلاء راح يصرح باسم مقاومتنا الباسلة والأنكى منها هو تصديق البعض لهم؟!

ورغم أن من يعنيهم الأمر (قد) يدركون تماماً أبعاد وجوهر هذه الألاعيب إلا أن المؤسف هو انطلائها على أطراف يفترض أنها تمتلك من الوعي درجات تبعدها كل البعد عن مجرد القبول بسماع هذه الأفكار أو الركون إليها لاسيما وأنها تعلم علم اليقين طبيعة ونزاهة ومبدئية الجهات المقصودة وصلابة مواقفها في الظروف الصعبة التي شهدها العراق قبل الاحتلال وبعده وهي التي تمتلك من القدرات الخلاقة والتجارب النضالية المتقدمة والتفوق التنظيمي والإرادة الحديدية المعروفة بها ما يجعلها مترفعة على الدوام فوق هذه الإفتراءات.

فنحن رغم (اعتقادنا) أننا نمتلك قدر مناسب من الإطلاع بما دار ويدور في بلدنا لم نسمع بوجود (مناضلين؟!) في الداخل أو الخارج (اللهم إلا إذا اعتبر كل من ارتكب جريمة وأخذ جزاؤه قانوناً ودخل السجن نفسه مناضلاً والنضال بريء منه ومن أمثاله) هذا باستثناء بعض العراقيين المبدئيين الشرفاء الذين أظهروا مصداقية وطنيتهم قبل الاحتلال وبعده رغم وجود بعض الاختلاف في الرؤيا بينهم وبين قيادة العراق حينها إلا أن هؤلاء الشرفاء لم ينحدروا مثل ما فعل الآخرين من العملاء والخونة وانساقوا وراء أعداء الأمة والعراق وتدحرجوا في منحدر الذل والعار ليشاركوا في تنفيذ أكبر مؤامرة على العروبة والإسلام بعهد نكبة فلسطين وهي مؤامرة احتلال العراق.

لقد اعتقدت الحكومة الصنيعة انها حينما تلعب بالالفاظ وتصدر قانونالسائله والعداله سئ الصيت وأن هذا الإجراء سيتيح المجال للبعثيين أن ينخرطوا في العملية السياسية .. ولكي لا نتهم بأننا انفعاليين ولا نحسبها جيداً ومازلنا (بعقلياتنا القديمة) نقول لمن لاعمل له الا انتقاد البعث من سعاة ترقيع الإخفاقات الأمريكية في العراق ما يلي:

أولاً: أن حزب البعث العربي الاشتراكي حينما أعلن عن نفسه مشروعاً نضالياً قومياً اشتراكياً ديمقراطياً لم ينتظر إذناً من أحد ليبدأ مشواره الطويل ولن تستطيع أمريكا أو غيرها مهما حاولوا من إسدال الستار حتى ولو على مساحة صغيرة من تاريخ الحزب وجهاده منذ قيامه 1947 وحتى الآن وهو لذلك لا ولن يستجدي أو يطالب المحتلين أو صنائعه ليأذنوا له كي يستمر في نضاله فالبعث حركة ثورية تاريخية عربية مؤمنة فرضت نفسها بمواقفها وتضحياتها طيلة ستين عاماً وعودها الذي يصلب في كل يوم أقوى من سابقه لأن جذورها تضرب في الأرض وعمقها كل تاريخ العرب والمسلمين الحضاري وامتدادها في كل النفوس الزكية الطاهرة في جسد هذه الأمة العظيمة وقدر البعث أنه كان وسيبقى نبراساً للتضحية والعطاء في قيادة الأمة إلى جانب كل الحركات والقوى الوطنية والقومية الأصيلة ولذلك فحزب البعث لم يتأسس بقرار من أحد ليلغى بقرار من هذا أو ذاك؟

ولذلك فعندما ارتكب الأمريكان أكبر أخطائهم باحتلالهم العراق جمجمة العرب ومنارة الدنيا وقمة حضاراتها واتخاذهم سلسلة من الإجراءات غير الشرعية... أضافوا للبعثيين مهمات نضالية أخرى بل ودفعوهم لرص صفوفهم وتعميق تلاحمهم مع جماهيرهم المجاهدة في العراق فكان الاحتلال وقراراته الجائرة تحدياً جديداً أمام المناضلين الذي علمتهم تجارب السنين الطويلة وما كانوا يواجهونه من مؤامرات كيف يستوعبون التحديات ويعبرون من فوقها بعد أن يحولوها إلى جثث هامدة مثلما يحصل الآن في العراق فالأمريكيين وكل عملائهم مهما خططوا وفعلوا فإنهم لن يحصدوا في النهاية إلا الفشل.... فالبعثيين ومن خلفهم كل العراقيين الشرفاء وأمتهم العربية والإسلامية أقوى بعون الله من كل الدسائس والمؤامرات أياً كانت وأياً كان من يقف خلفها أو ينفذها ويكفي المحتلين وعملائهم مأزقهم وخسائرهم المتزايدة في كل يوم في عراق الصمود والتصدي.

ثانياً: إن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي اختار طريق الجهاد في سبيل الله والوطن لا يحتاج من أحد أن يتحدث باسمه أو نيابة عنه والحزب عندما يريد أن يقول كلمته فإنه قادر على أن يبتدع من الأساليب والوسائل الكثيرة ما يجعله يصل بصوته إلى أرجاء الدنيا فهو يمتلك من المناضلين والمؤيدين والمؤازرين والأصدقاء في كل العالم فكيف الحال إذا أراد أن يوصل رأيه داخل بلد لا يزال البعث يتصدر قيادته رغم وجود الاحتلال.

ثالثاً: إن للحزب قيادته المناضلة المعروفة والتي تحرص على إصدار البيانات المعبرة عن مواقفها إزاء هذه القضية أو تلك والذي يريد أن يتعرف على رأي الحزب فلابد وأنه سيجدها واضحة صريحة عبر بياناته وقيادة البعث والعراق لا تخشى في الحق لومة لائم حينما تريد أن تعبر عن مواقفها ونعتقد أن العالم كله يشهد ويدرك مدى شجاعة البعثيين وقياداتهم.

رابعاً: لقد طرح الحزب ومنذ الأيام الأولى لإشكالية الاحتلال موقفه الرافض وأعلن خياراته صريحة وهي مقاومة الاحتلال ومطاردته حتى يغادر أرض العراق الطاهرة وقد حدد الحزب ومعه كل الفصائل الوطنية والإسلامية المقاومة إستراتيجية المقاومة وهي قضية أصبحت واضحة للجميع وخيار لا بديل عنه سوى إنجازه بالكامل.

خامساً: نسمع بين حين وآخر طروحات خرقاء جوفاء يريد أصحابها أن يخلق في ذهن بعض النفوس قناعات بوجود أخطاء كبيرة على البعث أن ينتقد نفسه عليها ويعتذر للشعب العراقي من خلال مؤتمر يعقده الحزب لهذا الغرض وقد تنطلي هذه الدعابة على بعض من لم يدركوا بعمق تجربة 35 سنة قادها البعث في العراق إلا أنها حتماً ستجد عند كل إنسان واع موقفاً صلباً لأنّ أي مطلع عندما يسمع بمثل هذه الطروحات ستزدحم في ذهنه صور الإنجازات العظيمة والمكاسب والمواقف التي تحققت في العراق وعلى مساحات واسعة من الوطن العربي وربما تعدته إلى سواه وإذا ما أراد أي منصف أن يضع بكفة ميزان ما يسمونها أخطاء وبالكفة الأخرى الإنجازات الكبيرة فإن هذا الميزان لن يتحمل شدة رجحان كفة الإنجازات لكثرتها وعظمتها وتأثيراتها على العراق والأمة العربية وهنا نذكر هؤلاء المتقولين غير بريئي الذمة والأمانة ببعض الإنجازات التي حققها النظام الوطني الذي قاده البعث من تموز 1968 حتى نيسان 2003:

أ- كان في العراق قبل الاحتلال أفضل نظام تربوي مجاني من رياض الأطفال حتى التعليم الجامعي العالي وانتشرت المؤسسات التربوية في أنحاء العراق وكان التعليم في المراحل الأولى إلزامياً وهذا يعني أن الغالبية العظمى من الشعب العراقي من شماله إلى جنوبه متعلم مجاناً.

ب- كان في العراق أفضل تجربة في العالم لمحو الأمية وقد حصل العراق على المرتبة الأولى من اليونسكو على جهوده في هذا المجال.

جـ- أصبح في العراق أكبر عدد من المؤسسات الجامعية والتعليمية العليا حيث بلغت /54/ مؤسسة وجامعة انتشرت في كل محافظات العراق وكان في العراق قبل الاحتلال أكبر وأفضل ملاك تدريسي جامعي وتخرج من العراق رغم الظروف الاستثنائية الصعبة أعداد ممتازة من حملة شهادات الدكتوراه والماجستير ليس من العراقيين فحسب بل من أقطار عربية وغير عربية عديدة وربما كان العراق أكبر بلد يحمل أبنائه الشهادات العليا قياساً لنسبة سكانه.

د- حدثت في العراق أكبر ثورة زراعية في المنطقة حيث انتشرت مشاريع استصلاح الأراضي ومشاريع الري والبزل وإنشاء مراكز البحوث العلمية المتطورة في هذه المجالات حتى أصبح العراق رائداً في هذا المضمار وبشكل متميز.

هـ- تطورت الصناعة في العراق إلى درجة أصبح فيها العراق ورش عمل مثابرة من شماله إلى جنوبه وأصبح لدينا صناعات يفتخر بها كل عراقي وعربي شريف وكانت القاعدة الصناعية الثقيلة في العراق مؤشر على تحول العراق إلى خانة الدول المتقدمة في العالم وهذا ما اعترف به العدو قبل الصديق.

و- استطاع العراق بناء أقوى جيش وطني قومي عدةً وعدداً وأثبتت التجارب قدراته وشجاعته وصموده في المعارك التي خاضها دفاعاً عن العراق والأمة العربية في سيناء، الجولان، البوابة الشرقية، وهو اليوم يشكل العصب الأساس في المقاومة العراقية الباسلة ضد الاحتلال.

ز- امتلك العراق أكبر قاعدة علمية في المنطقة ومنظومة من العلماء المتفوقين الذين يقل نظيرهم حيث أصبح العراق قادراً على تخطي كل العقبات العلمية والمعرفية بفضل اهتمام الدولة بالعلم والعلماء وهذا كان أحد أسباب حقد وكراهية وعدوان أعداء العراق والأمة وليس الأسباب التي يتوهم المتوهمون بها؟!

ح- امتلك العراق أفضل منظومة للخدمات الطبية والصحية المجانية أبنيةً وتجهيزاً وتخصصاً حتى أصبحت مؤسساتنا مضرباً للأمثال وقبلة للمرضى من الدول الأخرى لكفاءتها ورخص أجورها.

ط- أنشأت الدولة أفضل شبكة طرق سريعة في كل المنطقة إضافة إلى المطارات العصرية في المدن الرئيسية إضافة إلى خدمات الهاتف والماء والمجاري والكهرباء وغيرها.

ك- رغم ظروف الحصار الجائر وصعوبة ما ترتب عليه إلا أن الدولة أوجدت أفضل نظام تمويني لمواجهته عبر البطاقة التموينية حيث كانت العائلة العراقية تحصل على قوتها الغذائي بأسعار شبه مجانية.

ل- تأميم النفط واستثمار عائداته لبناء أكبر تجربة تنموية في المنطقة.

م- القدرات الفنية عالية المستوى حيث بدأت الكوادر العراقية تنفذ مشاريع كانت حكراً على الشركات الغربية كبناء الجسور أو السدود والخزانات وغيرها.

ن- انتخاب المجلس الوطني.

أما حديث البعض عن أخطاء يريدون إلباسها عنوة على تجربة البعث مثل تكرارهم ذكر الحرب العراقية الإيرانية وأنها لم تكن مبررة ونقول لهؤلاء ارجعوا للوثائق وتصريحات قادة النظام في إيران قبل الحرب وأثناءها وتذكروا من بدأ الحرب في 4/9/1980 ولا تنسوا أن العراق هو الذي وافق على قرار وقف إطلاق النار الذي أصدره مجلس الأمن نهاية شهر أيلول 1980 بينما رفضته إيران وهذا يعني من وجهة نظر القانون الدولي أن إيران هي التي تتحمل كل ما ترتب قانوناً على استمرار تلك الحرب طيلة ثمانية سنوات هذا عدا أنها كانت المبرر الأساسي لاندلاعها وخير دليل على أن إيران هي التي بدأت العدوان احتفاظ العراق بالطيار العسكري الإيراني الذي أسقطت طائرته على أطراف بغداد في يوم 4/9/1980 أما موضوع أكراد العراق وحقوقهم فنريد هنا أن نذكر الذين يبكون على مصالح الأكراد أن ينظروا حولهم إلى دول الجوار التي يتواجد فيها أضعاف مضاعفة من الأكراد(يتعرض اكراد ايران وتركيا الى ابشع انواع الاضطهاد والقصف اليومي بمختلف انواع الاسلحه)... ونسألهم من هي أكثر دولة منحت مواطنيها الأكراد حقوقهم المشروعة؟ والجواب بدون تفكير هو العراق ابتداءً من قانون الحكم الذاتي مروراً بكل ما تحقق في تلك المنطقة من إنجازات على كافة الصعد أم الحديث عن حلبجة فلا نعتقد أن أي إنسان راجح يستطيع أن يحجب عن نفسه أو عن الآخرين كل المعلومات والتقارير والوثائق التي أثبتت أن تلك المسرحية كانت من تأليف وإخراج إيران بالتعاون مع السفاح جلال الطالباني لأن السلاح الذي استخدم كان موجود لدى الجيش الإيراني ولا يمتلكه الجيش العراقي.

وبعد الاحتلال كثر الحديث عن زوبعة المقابر الجماعية رغم أن كل المعلومات والتحقيقات التي أُجريت تدلل وبشكل لا لبس فيه أنها فبركة دعائية هدفها تشويه صورة النظام الوطني في العراق قبل الاحتلال وهنا نلفت عناية الجميع إلى بعض الحقائق التي ربما هي غير معروفة لديهم وأولها أن كل المقابر التي طبلوا وزمروا للترويج عنها كانت مقابر لشهداء الجيش العراقي البطل وقسم آخر لقتلى الجيش الإيراني وقسم آخر لمسئولين في الحزب والدولة تم قتلهم من قبل رجال الاستخبارات الإيرانية الذين أشعلوا فتيل صفحة الغدر والخيانة في نيسان 1991 وشارك فيها مجاميع مغرر بها من أبناء بعض المحافظات والقسم المهم من هؤلاء كانوا من ذوي الأصول غير العراقية وفي تلك الأثناء سيطر رجال الاستخبارات الإيرانية على عدة محافظات وبعد تحرك الجيش العراقي لاسترداد الأمن تم اعتقال مئات من هؤلاء واحتفظت بهم حكومة العراق على أمل أن هذا الموضوع سيتم إثارته دولياً وعندها يقدم العراق أدلته الدامغة عن تدخل إيران السافر في شؤون العراق والاعتداء المستمر عليه مثلما تفعل اليوم.

أما الإدعاءات الكاذبة حول مظلومية الشيعة فإنها أكاذيب لا يمكن أن ينطقها لسان عربي عراقي شريف لأن العراقيين قبل الاحتلال لم يعرفوا البدعة الطائفية أو العنصرية وكان العراقيون يتبؤون مراكزهم في الدولة أو المجتمع على أساس الكفاءة والخبرة والإخلاص للوطن وكان العراقيون على اختلاف انتماءاتهم موجودين في كل مؤسسات الدولة المهمة مثلما هم موجودين في مفاصل الحزب وقياداته وإذا أحصينا عدد الفروع فسنجد أن نسبة مهمة منها في الجنوب والفرات الأوسط مثلما نجد ذلك في قيادة الدولة والحزب وربما هناك شيء واحد اتخذته الدولة وهي تكاد تكون محقة فيه وهو منع الممارسات الدخيلة في المناسبات الدينية في عاشوراء وكان منطلقها هو أن هذه الممارسات لا تليق بشعب حضاري مثل العراق ويبدو أن بعض الأطراف المغرضة اعتبرت هذا هو الظلم بعينه للشيعة ولم يلتفت هؤلاء لطبيعة نوايا الدولة حينها التي انطلقت من نظرة إيجابية لكل العراقيين بعيداً عن التأثيرات الصفوية التي عبرت إلينا من خارج الحدود.

وقال بعض أعداء العراق أن النظام في العراق قتل وأعدم وهذا كلام صحيح ولكن نسأل هؤلاء من هم الذين قتلوا؟ ألم يكونوا ممن خرقوا القوانين العراقية فإذا ألقت السلطات العراقية القبض على مجرم متلبس أو شخص رفع سلاحه بوجه الدولة أو ثبت علاقته أو عمله لصالح دولة أجنبية فماذا تفعل له؟ أكيد أنها ستطبق عليه القوانين وهذا ما تقوم به كل دول العالم بل وربما بعضها يبالغ كثيراً في ذلك مثلما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية ليس بمواطنيها فحسب بل وتعاقب شعوب كاملة على جرائم لم تثبت التحقيقات فيها أن للآخرين صلة بها ومع الأسف فإن هؤلاء الذين يتحدثوا عن جرائم القتل لا ينبسون ببنت شفة على ما تقوم به أمريكا بحق الشعب العراقي من جرائم ومقابر جماعية وكذا حال العملاء الذين نصبتهم حكاماً على العراق لإذلال شعبه.

وهنا لابد أن نعرج على قول آخر يدعي أصحابه أن النظام الوطني الذي قاده البعث هو المسئول عن كل ما حصل لاسيما احتلال العراق ونتمنى على هؤلاء (الخبراء في علم السياسة والعلاقات الدولية..؟!) أن يتفحصوا كم المعلومات والوثائق التي أخذت طريقها إلى النشر وأقل معلومة تحملها هذه الوثائق تؤكد أن قرار احتلال العراق اتخذ من قبل إدارة جورج بوش الأب بداية عام 1990 أي قبل دخول العراق إلى الكويت وهذا يعني أن لا علاقة بين هذا الحدث وذاك بل إن العراق أصبح هاجس أمريكا و (إسرائيل) الأول منذ أن تيقنتا قوتي الشر هذه أن النظام الوطني في العراق وبالذات بعد التأميم بدأ مشروعه لبناء أكبر تجربة في المنطقة إلى درجة أن جهات أمريكية مسئولة سربت معلومة للإعلام الأمريكي في عام 1978 تقول أنه إذا استمر العراق بهذه التنمية الانفجارية سيصبح خلال عشرين عاماً واحد من ستة عشرة دولة متقدمة في العالم... وليفهم هؤلاء (الخبراء في السياسة) العلاقة بين أحداث مهمة وقعت مثل إنشاء قوات المارينز وتدريبها في مناطق صحراوية (تشبه المناطق العربية) والتغير الذي حصل في إيران ومجيء خميني ورفعه شعاره الشهير تصدير الثورة وبدأ بالعراق ثم العدوان على العراق.... الخ ليعرفوا كم هو حجم المؤامرات التي أحيكت ضد النظام الوطني لأنه لم يعترف بالكيان الصهيوني ولدعمه المطلق للنضال الفلسطيني ولأنه جعل من تجربة العراق نموذجاً علمياً رائداً قل نظيره في عالم اليوم.

إذن بعد هذا العرض الموجز السريع هل يجوز لإنسان عاقل أن يوجه هجومه ضد البعث وهو الذي قدم للعالم تجربة متميزه وفي وقت يستمر فيه حزب البعث يناضل ويجاهد مع الفصائل الوطنية الأخرى لطرد المحتل ولا يمكن أن يلهيه عن هذا الواجب المقدس أي عمل آخر يحاول الآخرين دفعه إليه لأسباب باتت معروفة.

إن البعثيين المجربون المضحون المجاهدون لن يلتفتوا (إلا) إلى كل ما يقوي إيمانهم بالله وبتحرير وطنهم وأن من يضحي بنفسه وجاهه وماله في سبيل العراق لا يمكن أن ينحصر تفكيره إلا حالة متقدمة من الوعي والاستنهاض الروحي والنفسي لأناس كتب الله عليهم الجهاد والتضحية دون أن يضعوا في حساباتهم أن يمن عليهم أحد بشيء ولا ينتظروا أن يحصلوا على شيء اللهم إلا رضا الله وحب شعبهم الذي احتضنهم والتف حولهم وهم يكبدون المحتل وأعوانه مع كل المجاهدين الخسائر الجسيمة التي فاجأته مثلما فاجأت العالم أجمع ولينظر المتقولون إلى إستراتيجية الحزب والمقاومة الباسلة. ويتمعنوا في مضامينها كي يدركوا أن البعثيين لا يفكروا ولا يتمنوا إلا الفوز بإحدى الحسنيين إما الشهادة في سبيل الله والوطن أو النصر.... أما بعض من شوهوا بسلوكهم الشاذ صورة البعثيين النقية فهؤلاء لايمثلون الا أنفسهم ولن تمر فترة طويله الا ويسقطوا مثلما تسقط اوراق الخريف لان همهم السلطة والجاه ..فلينظر أصحاب الشكوك إلى مشروع التحرير وهو أمر لا رجعة فيه .

أن حزب البعث العربي الاشتراكي لا يحتاج لمن يعرّف به أو بدوره الذي بات معروفاً للعدو قبل الصديق فكيف بشعب العراق العظيم وأخيراً وليس آخراً ليس في جعبة البعثيين غير حقيقة واحدة وهدف واحد لا يقبلا المساومة أو الحوار أو التكتيك وهو تحرير العراق وفي هذا يصطف البعثيون مع كل من يرفعون لواء التحرير قولاً وفعلاً ويقاتلوا بضراوة وشجاعة ضد كل من يقف في طريق تحرير العراق أياً كان فلم يعد بعد اليوم تداخل في الخنادق فإما أن يكون الناس مع تحرير العراق فيفوزا برضا الله واحترام شعوب العالم وإما أن يكونوا في جانب مشروع المحتل فيكونوا هدفاً للمقاومة ولن يجنوا سوى الموت الزؤام والخزي والعار لهم ولعوائلهم في الدنيا والآخرة.

 

 

 

 

حول طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                           الاحد  /  30  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  06 / نيســـــــان / 2008 م