بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

ذر الرماد في العيون

 

 

 

 

شبكة المنصور

د. الحارث

 

البصرة المدينة الهادئة التي تغفو على ضفاف شط العري وهي محمية بسواعد أبنائها والنخيل الشامخ حيث تبقى عصية على الغزاة منذ فجر التاريخ ولحد الان وكانت هجمات الفرس قديما وحديثا تروم احتلال هذه المدينة الصامدة الصابرة ، ومعركة قادسية صدام المجيدة غير بعيدة عنا حيث نرى كيف ان الجيش العراقي البطل وأبناء العراق النشامى لقنوا العدو دروسا كثيرة لصد هجماته الصفراء .. بعد الاحتلال أصاب البصرة ما أصاب جميع محافظات العراق من تدمير وتخريب واضح في جميع المرافق وساهمت جهات دولية وجيش الاحتلال والميليشيات والأحزاب المتصارعة على السلطة وعلى تقسيم العراق وذهبت كل الصرخات التي تقول ان البصرة مستهدفه أدراج الريح ، وتعالت الأصوات وتناخت كل الجهود لرد التدخل الإيراني التي تدعمه الأحزاب العميلة وميليشياتها الحاقدة على كل ما هو عربي أصيل .

وعمليات تهريب النفط والقتل والتهجير أصبح السمة الملازمة للشارع البصري ومن الفضائح الأخيرة التي أزكمت الأنوف في البصرة الفيحاء هو ماأفصح عنه المحافظ ( الوائلي ) في مؤتمره الأخير والذي ينتمي الى حزب الفضيلة والذي كشف فيه ان القنصلية الإيرانية في البصرة تخطط لقتله وشقيقه واشر بأصابع الاتهام بشكل واضح وصريح الى دور القنصلية الإيرانية في محاوله اغتياله الأخيرة وبالرغم من مطامع حزب الفضيلة في السيطرة على محافظة البصرة إلا ان هذه الاشارة الواضحة تكشف الدور الخبيث لإيران في عملية تقسيم العراق .

ان الأعراف الدبلوماسية تشير الى ان من حق كل دولة تفتح لها سفارة في العراق يجب ان تكون لها قنصلية أيضا ، وبما أن كثير من دول العالم لاتوجد لديها سفارات في العراق ( للظروف المعروفة ) حيث نرى ان أربع دول فقط تمارس هذا الحق في الوقت الحاضر في العراق إلا وهي السفارة الامريكية والسفارة البريطانية والسفارة الإيرانية والسفارة التركية لديها قنصلية في الموصل ، ورغم ان السفارة الإيرانية تمتلك أكثر من قنصلية في الجنوب والشمال فهي تحضي بمباركة أمريكية لهذا النفوذ ، ومن الملاحظ وخصوصا القنصلية الإيرانية عندما تقوم بأي نشاط معادي للعراق لا تنبري الخارجية العراقية بأي تصريح ضد هذا التحرك ولا يتم استدعاء السفير الإيراني من قبل وزارة الخارجية العراقية وتبليغه بهذه التجاوزات حيث نرى بعد كل هذه الضجة والإثباتات التي تدين ايران يخرج علينا السفير الإيراني بتصريح مفاده سوف نتابع صحة هذا الخبر .

كل هذه المؤشرات التي تطرح بين فترة وأخرى تدل ان اليد الطولى بعد الاحتلال الامريكي للعراق هو العدو الإيراني الذي يبغي من هذا كله تمزيق النسيج الاجتماعي في كافة أنحاء العراق وخصوصا في مدينة البصرة وهذا يأتي متزامن مع الدعوات التي يطرحها الحكيم وابنه عمار حول إقليم الجنوب الذي ترفضه اغلب الكتل السياسية في حكومة المالكي .

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                             الاحد  /  09  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  16 / أذار / 2008 م